فوزية العلوي - حلم...

كم نحن حزانى ومفقودون
وكم بعيدة اناملنا عن ذاك الفنن
وكم هجرنا جبل الريح ذاك
حيث كنا نولم فيه للنحل والميمون والنوار
كم حزين ذلك الحطاب الذي تخذله ذراعه
فيسقط الفأس
وليس يبلغ شجرة الصنوبر التي
نبتت في صخر اعوج
وكم حزين ذاك الحارس الواقف عند التلة
ليس يعرف من أين تأتيه الطلقة
كم حزانى مواسمنا إذ ينبت الزرع أو لا ينبت
لأننا نسينا الغناء
وكم سقطت كل الاثواب التي
نشرنا ازهارها لتشرب من المزن
فاضاعت ألوانها
كم حزانى لأننا ضيعنا الحقل وسماناته
والمدينة وارصفتها
والقطارات ومواعيدنا العاشقة
واضعنا غناء أمام وهو يمطر
يا حبايبنا فين وحشتونا
وانا رحت القلعة وشفت ياسين
كم حزانى لأننا لم نعد نخطط للقاء سري
فيه نتبادل أوراقا محضورة
ونحن نمر بالجبل الأحمر
حيث ينتظرنا الطفل الأعرج
فنعطيه الكتب والكراسات وكعك الصباح
حزانى بحجم هذا الوطن الذي ربيناه
بين الضلوع ولكنه تبدد فجأة
ونحن نستفيق من الحلم

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى