عبدالرحمن مقلد

لن أتأخر يا ماريا فانتظريني خلف الباب - على عادتك - وصيحي فرحاً إن الحلوى تملأ جيبي صيحي كي يستيقظ قلبي وكي يتساقط ما يتعلق فيه وما تلحقه من أشباحٍ لم ينصرفوا بعد.. وكي يتوقفَ ما يتتابع في عيني من الأنباءِ وما يرسله البث ويعدو خلفي.. خذي بيدي كأنى أصعد حتى الشرفة حتى أدرك أني خلف الباب هنا في...
اركض .. اركض .. وكأن العالم يزحف خلفك وكأن الدنيا واسعةٌ وفضاءَ الزنزانة أرحبُ مما ظنوا .. ذاك نفيرُ الخيلِ.. وتلك الأرض الخضراءُ تلوحُ ورجعُ صدى يرتدُ وتلك عيون زرق وأيادٍ تمتدُ فلا تخذلها .. اركض وكأنك ممسوس بالريحِ وقلبك تحمله قطعانٌ شاردةٌ يتناوشها الوحش كأنك تحتاجُ مسارعة القدرِ وتمزيق...
نعستُ وشاهدتُ سربَ أيائلَ يسبقنُي في المنامِ بساطٌ من الريح يحملني للمدينةِ ثم رماني إلى صدرِ جدي وأولغتُ فيه رأيت بكاءَ محمدَ تجري دموعُ الرسولِ على لحيتي وجريْتُ إلى فاطمةْ وكان أبي لا يزالُ يصلي طعيناً بحد ابن مُلْجَم في الكوفةِ كان مثلي ثمانون يلقون نفس مصيري في كربلاء وجسمي هنالك كان على...
اتركي فارسًا جامحًا يكبح الفرس يأكل البتلات يلهم التويجةَ وبعدها انفذي في المكان باركي المنضدة باركي مقعداً مقعداً داعبي الكوميدينو راقصي الشوفنير رتبي التسريحة اتركي قبلة على الزجاج اطبعي بيديك المرايا خبئي قطعة حميمة في الدولاب قبل أن تكملي دورك قبل أن ترحلي في الصباح دون أن ينتهي ليلنا لا...
يدٌ مثل تلك التي لوَّحَتْ من بعيدٍ وراء الجدارِ وقالت لك الآنَ فِرْ إذا كان جسمُك ملقى هناك فهات يديكَ ووزعْ على صَاحِبِ السجْنِ ما يتبقى من الانتظار يدٌ تدفعُ البابَ تظهرُ مثل السرابِ تلوُحُ فتهرُبُ تتعبُ تجلسُ ثم تَلُوحُ وتلعبُ في إثْرها كالفراشةِ في لعنةِ الضَوءِ والافتِتانِ أين تلك اليدُ...
يمضي عجوزٌ يبيعُ الجيلاتي على ضوءِ هذا المسارِ كذلك ينفذُ من عينِ نارٍ يريدُ الكثير من الحظّ كي لا يكون الطريقُ كبيرًا على الزادِ فيضًا من الدعواتِ لينهي بضاعته ويعود ولا يتخثر منه الحليب ولا تتبخرُ ألواح ثلجٍ ولا تَعْطنُ الفاكهةْ يريد رئاتِ على رئتيه ليلمس كل هواء ويسعى ليقبض من قبس النار ما...
(أفغانية تجمدت على الحدود بين إيران وتركيا..) ليس الموت - تقول السيدة الميتة - أن أتجمد فوق الثلج الموت عيون صغاري وهي تترجى والأسنان وهي تصطك هلاكي ألا يجد صغاري الدفء الآن .. دفئًا ورغيفًا وحليبًا تهذي المرأة هب يا رب صغاري هذا وأذقني موتًا أكبر ولأتعذب وليتثلج قلبي فوق الأرض القاسية وراء...
مُكللةً بالقَوَامِ البَسيطِ وبالرِّقَةِ المُشْتَهاةِ تَنَزْلَتِ فِينَا لتنهضَ أرواحُنَا ثَانيًا من حَوانِيتَ مَطْمُورةٍ وتَشْتعِلُ الرَغَبَاتُ وتُصْغِى الحَواسُ لنَبْضَكِ نَطْرَحُ فى النَهْرِ أجْسَادَنَا ونُزيلُ الطِمَاءَ عَن الأعْينِ الحَجَريةِ نَمسحُ ما تركَ الرَمْلُ مِن أَثرٍ فى المَسَامِ...
يثبون في ليل المدينة مطفئين بنو ظلامٍ غادروا أرحامهم نطفًا من الأشباه تقذفهم على عتماتها متشابهين ومبهمين جراء خوفٍ مطلقين على الشوارع يلهثون معفرين وهائشين يُفارقون قلوبهم يخَاصَمون من الجميع وأينما سارت بها خطواتهم يصّاعد النبت الكريه وتحتفي بالشوك أطرافُ الكعوب (سافحو خمر المسيح...
هو الاحتفالٌ إذن يا صديقُ ولابد أنك كنت تريدُ قليلًا من الانتشاء لتمحق هذا الصدأ لكنه الشعر؛ خلف الظلامِ اختبأ وشاور: هيا أرادَ لك الجولةَ الكاملةْ أراد المضي إلى حيث ليس يبين من المرء غيرُ الأنامل حيث الخطى في الفراغِ وكل غطاء تكّشفَ حتى ترى ما أردتَ من القول رؤيا اليقين القصيدةُ...
لكأنك من أصحابِ الكهف!! ألا يكفيك ضياعُ نهارٍ لم تبرح فيه سريري... بالكاد أراك تغير من رقدتك وتفتح عينك بين الغَفوة والإغْفَاءة... يبدو أن العالمَ أصبح مرعى للغزلانِ وأن الدنيا يتصالح فيها الضدانُ وأن الذئبَ رفيقُ شريداتِ السربِّ ... تنامُ كأن السِفْلَةَ غابوا من قُدامِ البيتِ كأن عظامَك لم...
لا يتذكرُ كيفَ هَوى غيرَ أن المُمَدَّد فى الرَملِ مُحتَفيًا بانتشاءِ السُقُوطِ ومُكتفيًا بالدَويِّ الذى أفزعَ الطيرَ يعرفُه جيدًا ذاتَ يومٍ تسلقَ كَابُوتَ سَيارةٍ وارتَوى بالرزَازِ الذى تَحملُ الرِيحُ وانتبهتْ لثمارِ يديه مَلائِكةٌ هائمونَ وأخرجَ من صدرِه الأغُنياتِ وحين سقَاها سُلافَةَ...
كان الجنودُ يريحون أجسادَهم والبنادقُ تحْرُسها من نذيرِ الخطر ولم تكُ تعرفُ أن الذئابَ تراقبهم من بعيدٍ وأن الرصاصاتِ أسرعُ من لفتاتْ النظر وكان الجنودُ مساكينَ لم يعرفوا غير ما كان أهلهم يعرفون يصيدونُ فى النهر أو يحرثونَ يبيتونَ فى الحقلِ خوفَ نفادِ القليلِ من الماء كانوا مساكينَ لم يدركوا...
سوف يُسَمِي الرِجَالُ حَبِيبَاتِهم باسَمِك العَذْبِ يَا مِصرُ .. قد تَتكشَّفُ للمُلهمينَ رُؤى وخَيالٌ جَديدٌ وتُصبح أَمْزِجَةَ النَاسِ صَافِيةً لا يُكدِرُها قَسوةُ العَيشِ يُمكن أن يَتنَزَّلَ وَحيٌ يُبررَ صَعبَ الحَياةِ ويَغْسِلَ أَدْرَانَها حَتى تكونَ لنا المُعْجَزَاتُ وأن يَبعثَ اللهُ أبناءَ...
مَرَّ عَلى الطُرُقَاتِ سَرِيعًا لكَي لا يَراهُ الشُيوخُ ولا الرُضَّعُ.. ولا يَجَزَعُ الخَائفُونَ من اللَيلِ لا تَسمعُ الأمَّهَاتُ دَبِيبَ خُطَاه: أَنا مِثلُكم لا أَزَالُ أُرَقّقُ عَينيَّ بالدَمِعِ.. أو أَنحَنِي حِينَ تُقبَضُ عِشرون رُوحًا بضَربَةِ حَظٍّ وأحَزنُ حِينَ يَموتُ من الاختِنَاقِ...

هذا الملف

نصوص
59
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى