عبد الرحمن مقلد - نعستُ وشاهدتُ سربَ أيائلَ يسبقنُي في المنامِ

نعستُ
وشاهدتُ سربَ أيائلَ يسبقنُي في المنامِ
بساطٌ من الريح يحملني للمدينةِ
ثم رماني
إلى صدرِ جدي
وأولغتُ فيه
رأيت بكاءَ محمدَ
تجري دموعُ الرسولِ على لحيتي
وجريْتُ إلى فاطمةْ
وكان أبي لا يزالُ يصلي
طعيناً بحد ابن مُلْجَم
في الكوفةِ
كان مثلي ثمانون يلقون نفس مصيري في كربلاء
وجسمي هنالك كان على الطينةِ الدمويةِ ملقى
يصفرُ للرأس
والصوتُ كان يبددُ في الريحِ
أي صفيرٍ يدوي وقد أغلقَ
الجندُ بابي دوني
وقد باعدتنِي الحدودُ
ولم يبق في عسقلان
سواي
وقد هربَ الجندُ
قبل وصولِ الفرنجةِ للبَرِّ
أين جنودُ يزيدِ
التي فرّقَتْ في البلادِ
اليتامى
وحزتْ رؤوساً رأتْ أن حكمَ أمية
بالسيفِ لا بالكتابِ
وما زال بالسيفِ لا بالكتابِ
وأن ذقونًا تعفّر في الرملِ تشهدُ
أن الكتابَ تدوسُ الخيولُ عليه
ويسْرِقه الفقهاءُ
وأن يزيدًا طغى في البلادِ
وأكثرَ فيها الفسادَ
أفقتْ قريبًا من «الصالحيةِ»
نبهني الناس
هذا هوا النيل يلمسُ وجهي
يجففُ دمعي وينعشنِي من جفافٍ
يطيبُ حلقي الكظيمَ
هوا النيلِ
مسّد وجهي
فقلتُ احملوني إليه
وبلوا شفاهي
إني ظمئتُ على الموتِ
حتى تشققَ جوفي
وغلْتُ من الدمّ
هل يرتوي المرءُ من دَمِه
والترابُ الذي بتُّ فيه سنيًّا
يوحّش وجهيَ
يطفئُ مشكَاته
غسّلُوني
وصبوا عليّ من النيلِ ما يجلوَ النورَ
حتى تبينَ عليه النبوةُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى