يدٌ ساخنةْ
تتشهى الحرارةَ فيها
وترفل فيها النهود
وتعرفُ كل مسار بعيد
إلى موطئ الشهوات
يدٌ يتدلى عليها الغدير
يدٌ كالوساد
إذا ود خدٌ قليل النعاس
يد بضة/
يد باردةْ/
يد للسهاد/
يد تتعلمْ/
يدٌ ترتجفْ/
يد تتدله ولهانة
لتكون صغير الحجلْ
على كف هذا الرجلْ
أيادٍ ذواتُ جمالٍ
عرفن حكايا الصبي الخجول...
في أثناء وقوفي الطويل أمام ماريا، خرجتْ من قلبي شجرة توت خضراء كنت أحلم أن أصعدها في طفولتي، ولم أستطع بسبب خوفي من الصعود، وها أنذا الآن أحاول أن أغالب خوفي وأطارد ماريا حتي أعلي غصن، علمني الآباء وعلمتني الأم وعلمني الشعر كله أن اللغة إما أن تكون كلامًا أو تكون نظامًا، وأن القواميس هي مثال...
يبدو ديوان «عواء مصحح اللغة» للشاعر عبد الرحمن مقلد، الصادر حديثاً عن «دار الربيع»، وكأنه مظاهرة احتجاج ضد أخطاء البشر، في عالم لا يكف عن صناعة الكوارث والمآسي، وافتعال الصخب والضجيج، حتى لم يعد العواء صرخة الذئب تحت وطأة الشعور بالجوع، بل أصبح صرخة الذات الشاعرة ضد العبث والفوضى والجنون وانتهاك...
لا يَتذكرُ كَيفَ هَوَى
يُمكنُ أنْ دَرجُ البَيتِ
لم يتلقَّ خُطاه
ويُمكنُ أن كانَ
يصعدُ بين سَدِيمٍ وآخرَ
واختفتِ الجَاذبيةُ
أو كان يَقرأُ
من شُرفةِ البيتِ طالعَة
وتَوهمَ أن الحياةَ تَمدُّ يديها
فسامحها
واغتَوى بالسقوطِ على مهلِه
رُبَّما ظَنَّ أن فتاةً مُمَددةً
فوق عُشبِ الحَديقةِ
فارتاحَ...
بل يُوشكُ الجنرالُ أن يبكيه فعلُ الوقتِ
"لا أتحملُ البردَ الشديدَ
ولا الرطوبةَ والعواصفَ ..
خانني التوفيقُ
لو عاد الزمانُ فربما سأكون أعقلََ"
يجلسُ الجنرالُ في المقهى
وحيداً
ممسكاً في راحتيه الشاي ..
رائحةُ القرنفل وحدها
تبقيه حياًً
ساخراً من نفسه ومن البقاءِ
"خسرتُ ما ربحتْ يداي
.. ربحتُ ما...
أبٌ لا ينامُ
خذيه لحِضِنِك
حتى يُخَلَّد في النومِ..
لا تتركيه على حاله
غائبًا في الهَواجسِ
ينظرُ للسقفِ
يسمعُ صمتَ البنايةِ
يتبعُ خَيْطًا نما في الجِدارِ
ويرقبُ من يدفعُ البابَ
أو يكسرُ النافذة..
***
لا تتركِيه على رَوْعِه
فإن أبًا لابنةٍ تَتثاءبُ مثلك
لا ينبغي أن ينازعَه النومُ في ملكِه..
ولا...