عبدالرحمن مقلد

يتابع كيف تميل الوردةُ أو تتفتح في إيقاع الضوءِ وكيف يكون نماء الزهر سريعًا إن صادقه وزاوج بين النرجس والنيلوفر وآخى بين اللوتس والأوركيد لا يعنيه صليل الحرب ولا يتهاون في تسوية التربة لا يثنيه رهاب الحاصل إن يشتبك جنود الضدِّ إذا ما داسوا الزرع وجرفوا النهر وسقط العالم أكثر تبقى أن حياة الأخضر...
نفدْ الوقتُ وآن أوانُ العطْلَةِ لن نستيقظَ مفزوعِين قليلي الحيلةِ لن نتعلقَ في الحافلةِ كأنا مصحوبون إلى الزنزانةِ لا للعملِ أخيرًا لن يأتينَا اللومُ إذا نتأخرُ لن يخذلَنا من يخذلُنا ليس نساقُ إلى التَهْلكَةِ ولن ننصَعِقَ على أعمدةِ الضوءِ ولن تنقلبَ بنا الحافلةُ ويهوي السَقْفُ ونسقطُ في...
ربما وكأننا في حانة بحرية سنريقُ خمرتنا على أفواهنا وندورُ نسألُ عن نساءٍ ساحلياتٍ لنرقدَ في اتساع خيالهن وفي فضاءٍ واسعٍ يمتدُ من أطراف أرجلهن حتى ذلك الدغلِ الممددِ في سوادِ شعورهن يمر صيفٌ هادئٌ وتنهداتٌ ليس تهدأُ يا نساءَ البحرِ لا تبعدن عنا إننا أطفالكن رجالكن افعلن ما تفعلن بالأطفال...
تمتع بما لا يزال لديك من الليل ثمة إغفاءةٌ تتلاشى ولا شك أن طمأنينة بعدها ستغيب وإكليل شوك ستلبسه راغما.. فنم يا عزيزي لديك غدًا موعد في الجحيمِ ولم يبق في الليل إلا الثمالُ هنا لك تعسيلة فالتقطها وخذْ حلمًا خاطفًا ولا تخذل البدن المتداعي الذي كان بالأمس منتصبًا كالذبيحة منسحبًا وقليلَ الكلامِ...
أبتغي من صدرك اللدن الحرير قليل سهوِ أن يرتمي نحوي ويترع في يدي متكاسلًا كالسحر مأخوذَ التجاذب تائقَ التدليلِ انظري بعضَ الذي فعلت بنا خمري انظري وكأنها صحبت ضريرًا في صفاء النور لست في هذا المساء أنا أنا هذا الصبي أنا الخجول ابن تجربة العيون والاكتفاء من التجارب بالنظر ابن السهر ابن الأغاني...
وكيفَ لهذا الشاعرِ أن ينتبهَ لخَطْوِ يديه وتلك دماءُ الموتى تطغى فوقَ الشاشةِ تملأ مجرى الأحرفِ تحملُ من بصماتِ القتلةِ ما لا يمحُوه دليلُ لكني كنتُ أرمّمُ تلك الهُوَّةَ بين القاتلِ والمقتولِ كأني حفارُ قبورٍ كلُّ الجُثثِ لديه سواءُ حفارُ قبورٍ!! ماذا يفعلُ يا ابنتيَ الشاعرُ بستانيُّ اللغةِ سوى...
لا بد وأنَّا الآن ونحن نغادرُ من أقْنومِ الجسدِ وننفذُ من تقويمٍ يسقطُ من علياءِ الساعةِ لسنا مفزوعينَ حزانى لسنا أسرى أو جبناء نطيرُ ونُلقي آخرَ ما يلزُمنا من نظراتٍ: القريةُ تطفو والريحُ تزيلُ بيوتَ الشّطّ الماءُ انتبه إلى ما فيه من الوحْشِيةِ والنارُ انحلتْ من مارِدِها العالمُ يخلصُ مثل الومضةِ
القتيل غدا الذي يتكلل أيقونةً في فضاء «التواصل» ونُغادر صورته باندفاعة زِرِّ كأن الجنازة تمضي إلى قبره عبر هذا الأثير يضيء وسرعان ما يتلاشى وليس عليه السلام ولم يتنكس عليه علمْ القتيل المُضمنُ بين عديد الضحايا القتيل الرقمْ ليس عليه الحداد وليس عليه الندمْ يلوح ويبعد مرتهنًا بالمؤشر محتجزًا في...
أينما لاحت الذكريات يجمّعن آثاره ويكن حبيبته حين مرَّ على بيتها واستراح قليلا من القيظ اسفل شباكها ورمته برائحة العطرشان فأغلق أنفيه محترسا أن تزول أينما لاحت الذكريات يكن طيور الخزانة بين يدى أمه وينسينه أن رحلته لا طريد لها أو يناسبها جبل سوف يأوى إليه ليعصمه من تذكر كيف هوى
بائع الصحف في ميدان الإسعاف مأساةٌ أن يتراجع للخلف المتعهدُ توزيعَ الصحف - هنا في قلب الحي - وأن ترتد بضائعه الورقية كبقايا الجيش المهزوم وأن يتقدم تجارُ البالة.. هي رقعة شطرنج لا يشغل فيها البائع إلا رقعة «بيدق» ينحسر إليها مدفوعًا بالغزو الهائل ويغطي تجار البالة باقي الرقع ويفترسون الأخضر...
تمر أيدينا ولا يدري السكارى أي فعل كان يلزمُ كي نكون هنا معًا وكأننا نرتدُ كل مسافة لنزيل وعْثَاء الطريق كأننَّا هذا المساء مسافران تلاقيا من بعد ما دلف القطارُ وجاب ألف محطةٍ عادت بنا سكك الحديدِ وأودعتنا خلسة هذا المساء لنلتقي صرعى التردد وانهيار الحلم تبعدنُا المسافة والعيون وغير ذلك غيرُّ...
يدٌ ساخنةْ تَتَشَهَّى الحرارة فيها وترفلُ فيها النُّهودُ وتعرفُ كلّ مسارٍ بعيدٍ إلى موطئ الشَهَواتِ يدٌ يتدلى عليها الغَدِيرُ يدٌ كالوِسَادِ إذا وَدَّ خَدٌ قليلَ النُعَاسِ يَدٌ بَضَّةٌ/ يَدٌ بَاردةْ/ يَدٌ للسُهَادِ/ يَدٌ تَتَعلمْ/ يًدٌ تَرتجفْ/ يَدٌ تَتَدَلَهُ وَلْهَانَةً لتكونَ صَغيرَ الحَجَلْ...
ينشفُ صوتُك تأكلُه الحسراتُ أناشيدُك ونشيجُك تنهيدُك شدوُ الحُبّ حداءُ الرحلةِ وصفيرُك تحت الشرفةِ يبعدُ في الكهفِ الآن تضاءلتَ وحكم الأقزامُ عليك بأن تتخفى خلف الصخرةِ وليتوقفْ فعلُ الحركةِ بعد خمولِ العضوِ وراء الآخرِ هل تسطيعُ صعودَ الدَرجِ وإصلاحَ الرقصةِ إن تبتدئَ الآن وأنت وحيدٌ مقطوعُ...
أُطِلُّ ولا أرَاكَ السوْدويّةُ يا حبيبي أن أطلَّ ولا أراكَ أنا وراء المشربيةِ يا حبيبي كم أطلُّ ولا أراكَ ولا أزالُ هناكَ أنتظر اقترابَك من وراء الأهلِ هل ستجيءُ أم سأظلُّ فوق السطحِ وحدي .. سوف أشكو للدجاجِ خيالَك الليلَيَّ "هان الودُّ" أم طيفُ المدينةِ شدَّ شعرَك كم أحبكَ لا أقولُ كما يقولُ...
للسلحفاةِ غطاؤها الكاكيُّ.. حين تخافُ من ولعِ اللصوصِ برصدها تنسى عواطِفَها وتجمدُ كالحجارةِ أو أشد تضيقُ بالمتطفلينَ فتستقرُ حواسُها للسلحفاة حديثُها عن صمتِها عن لا مبالاةٍ تخلصُها من التَسآلِ عن جدوى وجودِ السلحفاةِ لها الطحالبُ كي تكونَ أليفةً مع نفسها والآخرين لها الزمانُ كإبرة التريكو...

هذا الملف

نصوص
66
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى