عبد الرحمن مقلد - إغفاءة.. شعر

تمتع بما لا يزال لديك من الليل
ثمة إغفاءةٌ تتلاشى
ولا شك أن طمأنينة بعدها ستغيب
وإكليل شوك ستلبسه راغما..
فنم يا عزيزي
لديك غدًا موعد في الجحيمِ
ولم يبق في الليل إلا الثمالُ
هنا لك تعسيلة
فالتقطها
وخذْ حلمًا خاطفًا
ولا تخذل البدن المتداعي
الذي كان بالأمس منتصبًا كالذبيحة
منسحبًا وقليلَ الكلامِ ..
وأنت على بعد ناصيةٍ
في الهزيع الأخيرٍ
على آخر الليل
لا تنس
أن النهارَ تفجر
في الأفق
والوقت حان
وتلك الزمامير
تنهال مثل الرصاص على أذنيك
وهذا الزحام
على بعد ناصية في الزمان
ولابد أنك سوف تُدلّى
من السقفِ مثل الذبيحة
في الحافلة..
وليكنْ
إن إغفاءةً لا تزال تناديك
قل للذين
على بعد ناصيةٍ
في انفلاق النهارِ
ذروني قليلًا
فإنيَ لا أتخاذل
عن موعدِي
ولا يغلب النوم رأسي
فلا يتنبَّهُ للوقت
ديكي الذكيُّ سيفزعني
فأغادر من نومتي
كالطريد
وأقفز كالخوفِ
لكن إغفاءة لا تزال
سأقطف ما يتيسر منها
وأصعد ما مكَّن الوقت من عتبات السديم
إلى أن يزول
يزول
وتنكشف الشمس
أصحو لألقاكمو في القريب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى