عبدالرحمن مقلد

مُكللةً بالقَوَامِ البَسيطِ وبالرِّقَةِ المُشْتَهاةِ تَنَزْلَتِ فِينَا لتنهضَ أرواحُنَا ثَانيًا من حَوانِيتَ مَطْمُورةٍ وتَشْتعِلُ الرَغَبَاتُ وتُصْغِى الحَواسُ لنَبْضَكِ نَطْرَحُ فى النَهْرِ أجْسَادَنَا ونُزيلُ الطِمَاءَ عَن الأعْينِ الحَجَريةِ نَمسحُ ما تركَ الرَمْلُ مِن أَثرٍ فى المَسَامِ...
يثبون في ليل المدينة مطفئين بنو ظلامٍ غادروا أرحامهم نطفًا من الأشباه تقذفهم على عتماتها متشابهين ومبهمين جراء خوفٍ مطلقين على الشوارع يلهثون معفرين وهائشين يُفارقون قلوبهم يخَاصَمون من الجميع وأينما سارت بها خطواتهم يصّاعد النبت الكريه وتحتفي بالشوك أطرافُ الكعوب (سافحو خمر المسيح...
هو الاحتفالٌ إذن يا صديقُ ولابد أنك كنت تريدُ قليلًا من الانتشاء لتمحق هذا الصدأ لكنه الشعر؛ خلف الظلامِ اختبأ وشاور: هيا أرادَ لك الجولةَ الكاملةْ أراد المضي إلى حيث ليس يبين من المرء غيرُ الأنامل حيث الخطى في الفراغِ وكل غطاء تكّشفَ حتى ترى ما أردتَ من القول رؤيا اليقين القصيدةُ...
لكأنك من أصحابِ الكهف!! ألا يكفيك ضياعُ نهارٍ لم تبرح فيه سريري... بالكاد أراك تغير من رقدتك وتفتح عينك بين الغَفوة والإغْفَاءة... يبدو أن العالمَ أصبح مرعى للغزلانِ وأن الدنيا يتصالح فيها الضدانُ وأن الذئبَ رفيقُ شريداتِ السربِّ ... تنامُ كأن السِفْلَةَ غابوا من قُدامِ البيتِ كأن عظامَك لم...
لا يتذكرُ كيفَ هَوى غيرَ أن المُمَدَّد فى الرَملِ مُحتَفيًا بانتشاءِ السُقُوطِ ومُكتفيًا بالدَويِّ الذى أفزعَ الطيرَ يعرفُه جيدًا ذاتَ يومٍ تسلقَ كَابُوتَ سَيارةٍ وارتَوى بالرزَازِ الذى تَحملُ الرِيحُ وانتبهتْ لثمارِ يديه مَلائِكةٌ هائمونَ وأخرجَ من صدرِه الأغُنياتِ وحين سقَاها سُلافَةَ...
كان الجنودُ يريحون أجسادَهم والبنادقُ تحْرُسها من نذيرِ الخطر ولم تكُ تعرفُ أن الذئابَ تراقبهم من بعيدٍ وأن الرصاصاتِ أسرعُ من لفتاتْ النظر وكان الجنودُ مساكينَ لم يعرفوا غير ما كان أهلهم يعرفون يصيدونُ فى النهر أو يحرثونَ يبيتونَ فى الحقلِ خوفَ نفادِ القليلِ من الماء كانوا مساكينَ لم يدركوا...
سوف يُسَمِي الرِجَالُ حَبِيبَاتِهم باسَمِك العَذْبِ يَا مِصرُ .. قد تَتكشَّفُ للمُلهمينَ رُؤى وخَيالٌ جَديدٌ وتُصبح أَمْزِجَةَ النَاسِ صَافِيةً لا يُكدِرُها قَسوةُ العَيشِ يُمكن أن يَتنَزَّلَ وَحيٌ يُبررَ صَعبَ الحَياةِ ويَغْسِلَ أَدْرَانَها حَتى تكونَ لنا المُعْجَزَاتُ وأن يَبعثَ اللهُ أبناءَ...
مَرَّ عَلى الطُرُقَاتِ سَرِيعًا لكَي لا يَراهُ الشُيوخُ ولا الرُضَّعُ.. ولا يَجَزَعُ الخَائفُونَ من اللَيلِ لا تَسمعُ الأمَّهَاتُ دَبِيبَ خُطَاه: أَنا مِثلُكم لا أَزَالُ أُرَقّقُ عَينيَّ بالدَمِعِ.. أو أَنحَنِي حِينَ تُقبَضُ عِشرون رُوحًا بضَربَةِ حَظٍّ وأحَزنُ حِينَ يَموتُ من الاختِنَاقِ...
ذواتُ الرداءِ المُحايدِ والابتسامِ المُوحدِ لا وقت يملكن كي تتأمل زرقةَ أعينهن وأن تتمشى على خطوهن قليلاً وهن يراجعنَ خلف الحواسيبِ ما كان من قرضك المستحقِ.. ولا وقت يملكن للسرِقات الصغيرةِ أو للغرامِ المُخالسِ لسن يُرَاوَدْن عن نَفِسهن ولا ينتبهن لهذا المَدِين الذي جاء يسألُ عن قرضِه ...
مُكللةً بالقَوَامِ البَسيطِ وبالرِّقَةِ المُشْتَهاةِ تَنَزْلَتِ فِينَا لتنهضَ أرواحُنَا ثَانيًا من حَوانِيتَ مَطْمُورةٍ وتَشْتعِلُ الرَغَبَاتُ وتُصْغِى الحَواسُ لنَبْضَكِ نَطْرَحُ فى النَهْرِ أجْسَادَنَا ونُزيلُ الطِمَاءَ عَن الأعْينِ الحَجَريةِ نَمسحُ ما تركَ الرَمْلُ مِن أَثرٍ فى المَسَامِ...
وكيفَ لهذا الشاعرِ أن ينتبهَ لخَطْوِ يديه وتلك دماءُ الموتى تطغى فوقَ الشاشةِ تملأ مجرى الأحرفِ تحملُ من بصماتِ القتلةِ ما لا يمحُوه دليلُ لكني كنتُ أرمّمُ تلك الهُوَّةَ بين القاتلِ والمقتولِ كأني حفارُ قبورٍ كلُّ الجُثثِ لديه سواءُ حفارُ قبورٍ!! ماذا يفعلُ يا ابنتيَ الشاعرُ بستانيُّ اللغةِ سوى...
لن تتنفسَ بعد الآن لن تنزاحَ الغيمة عنك وقد أفلتَ طريقَك مدنك تفنى وحضاراتُ الـ5 قرونٍ تذهبُ قبضَ الريحِ بمن تتصلُ الآن الرعدُ عتى والبرقُ أضاءَ ما أعطتْك التكنولوجيا يبعدُ عنك هباء وغبارٌ أتلفَ ما وصّلْتَ وما رتبتَ من الآليِّ انتفضَ عليك وأخلى الساحةَ بينك فردًا والفيروسَ جماعاتٍ...
هناكَ على مَحمَلِ الجَدِّ كَانتْ مَلائِكَةٌ تَتَرقَّبُ أعينَنا بينما تَتسَلَى القُرودُ بمَلءِ مَسامِعِنا بالضَّجيجِ وبَعدُ .. وغير ملاحقةِ اليَرقاتِ ورَصدِ صِغَارِ الضَفادِعِ أو فَحْصِ حُنجرةِ الكَروانِ أقمْنَا بُيوتًا من "اللَبَنِيِّ" وأعشاشَ غَابٍ لتحمي الطُيورَ من البَردِ شَتلْنا...
انفلتْ الأخضرُ فيك وحلَّ الغيظُ انثني الحالُ وخَزيَ القاتلُ والمقتولُ أنتَ الفأرُ المحْتُومُ الملقى فوق صفيحِ تجاربَ ما يفرضه الطبعُ الحرُّ وما يرضاه الوحشيُّ بلا ترويضٍ فيك سيحصلُ الأرضُ البِكْرُ الماءُ الصاخبُ أفَاعِي النيرانِ المتقدةِ سيالٌ من ذّرِ ريحٌ عاتيةٌ من أفواهٍ ترعدُ كتلُ الحجرِ إذا...
إن شعرت بقبلة خلوية تواقةٍ ألا تودع دفء خدك إن مر في نهديك بعض بريقه أو إن رأيت ظلاله ففزعتِ من أثر الزيارة حينها يخبو ويخرج غاضبًا كالسيل يأخذ ما يكون من المدينة ذاهبًا بحطامها حتى القرارْ

هذا الملف

نصوص
66
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى