عبد الرحمن مقلد - هناكَ على مَحمَلِ الجَدِّ

هناكَ على مَحمَلِ الجَدِّ
كَانتْ مَلائِكَةٌ تَتَرقَّبُ أعينَنا
بينما تَتسَلَى القُرودُ
بمَلءِ مَسامِعِنا بالضَّجيجِ
وبَعدُ ..
وغير ملاحقةِ اليَرقاتِ
ورَصدِ صِغَارِ الضَفادِعِ
أو فَحْصِ حُنجرةِ الكَروانِ
أقمْنَا بُيوتًا من "اللَبَنِيِّ"
وأعشاشَ غَابٍ
لتحمي الطُيورَ من البَردِ
شَتلْنا قُطُوفًا من الأُرْزِ
تنمُو عَلى مَهْلِها
وتكون بديلًا لأنسجةِ الحَيوانِ
وبَعْدُ..
الغُزاةُ استراحُوا قليلًا
وولَّوا فِرارا
الخُيولُ صَنعْنَا لها مُتحفًا
والجُنودُ قَضَوْا ليلَهم
يُنشدون أَنَاشِيدَ للنَصرِ
الضَريحُ تَزَيَّنَ بالعَلَمِ الوطَنيِّ
الأمَهاتُ تَخِذْنَ مَناديلَ للدَمعِ
الظلالُ افترشْنا لها حَائِطَ البَيتِ
كيْ تتمدَّدَ خَارِجةً عن تَوابيتِ أجسَادِنا
القلوبُ التي رَفرَفَتْ في السَمَاءِ
وعَادتْ حَزانَى .. نُغَيِّرُ أوتَارَها لتدُقَّ
الأصِابعُ دَرَّبَها الوَقتُ
كانت تَخُطُّ حِكَايَاتِ مَن سَبقُونَا
وتَصنَعُ تَاريخَنا الهَشَّ فَوقَ الرِمَالْ
الحَياةُ تَسيرُ على كُلِّ حَالْ ..

# مساكين يعملون في البحر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى