عبد الرحمن مقلد - مَرَّ عَلى الطُرُقَاتِ سَرِيعًا

مَرَّ عَلى الطُرُقَاتِ سَرِيعًا
لكَي لا يَراهُ الشُيوخُ
ولا الرُضَّعُ..
ولا يَجَزَعُ الخَائفُونَ من اللَيلِ
لا تَسمعُ الأمَّهَاتُ دَبِيبَ خُطَاه:
أَنا مِثلُكم لا أَزَالُ أُرَقّقُ عَينيَّ بالدَمِعِ..
أو أَنحَنِي
حِينَ تُقبَضُ عِشرون رُوحًا
بضَربَةِ حَظٍّ
وأحَزنُ حِينَ يَموتُ من الاختِنَاقِ
مَريضُو التَنَفّسِ
أَنحَبُ حِينَ يُودّعُ خَمسُون طِفِلًا
حَقائِبَهم تَحتَ هَذا القِطَارِ
وأهْرُبُ في خَندَقٍ
حِين تَقِصِفُ طَائرَةٌ فِي العَرَاءِ جُنًودًا
وأَصرُخُ والبَيتُ يهوِي عَلى قَاطِنِيه
ويَسقُطُ بَعضُ ضَحَايايَ في البِئرِ
يُغْمَى عَليَّ
وأُرجُوحَةٌ تَتفَلّتُ
يَصَعدُ مِنها صَبِيٌ إلى حَتفه
صَدقُوني أنا مِثلُكم أَتَألّمُ
دون دِمٍ سَاخِنٍ
أو خُدوشٍ عَلى الجِلدِ
تُوجعُني ثُمّ أَبرأُ مِنها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى