عبد الرحمن مقلد - سوف يُسَمِي الرِجَالُ حَبِيبَاتِهم باسَمِك العَذْبِ يَا مِصرُ ..

سوف يُسَمِي الرِجَالُ
حَبِيبَاتِهم باسَمِك العَذْبِ
يَا مِصرُ ..
قد تَتكشَّفُ للمُلهمينَ رُؤى وخَيالٌ جَديدٌ
وتُصبح أَمْزِجَةَ النَاسِ صَافِيةً
لا يُكدِرُها قَسوةُ العَيشِ
يُمكن أن يَتنَزَّلَ وَحيٌ
يُبررَ صَعبَ الحَياةِ
ويَغْسِلَ أَدْرَانَها
حَتى تكونَ لنا المُعْجَزَاتُ
وأن يَبعثَ اللهُ
أبناءَ مِصرَ القَديمةِ
كَي يَحمِلوا حَجَرًا فَوقَ آخَر
حتى يُقِيمُوا
لنا مَعْبَدَا للخُلُودِ
وأن تَتجَلى لنا مَريمٌ
تَتَلقَى تَرَانِيمَ قِبْطِيَةً للمَسيحِ الوَلِيدِ
لكَي يَتحَملَ عِبءَ النُبُوءةِ
يَرفَعُ مُوسى عن البِئرِ ألوَاحَه
لتُغَني الفَتاةُ به لأبيِها
ليختَارَها وَحدَها زَوجَةً لنَبيِّ
وأن يَتَجَلَى الحُسينُ
يَصِيح بنا: لا أَزالُ أَثورُ عَلى الظُلمِ
أنتم نَصِيري وبَيتِي..
وكـ«المَريُونِتِ
يُحَركُنا الشَيخُ سَيدُ دَرويشُ
يَمضَغُ أفيُونَه
ويَسيرُ خَفيفَاً على الأَرضِ
كى لا تُلاحِظَه اسكِندِرِيَةُ
يَلهَثُ خَلفَ مَلاءَتِها الَلفِّ..
كى تَتَضَاحَكَ مُشْتَاقَةً للدَلَالِ
ويُخفِيُهما "المُتَوسِطُ" عن أَعينِ السَائرينَ
وأنْ يَدفعَ البَابَ في قَسوةِ
ليُطِلَّ صَلاحُ جَاهينُ
بهَيكلِه الضَخمِ
يُلقي بحِكمَته فى رُباعيةٍ
ثم يَلهَجُ مُرتبكَ الوَجهِ:
"على اسم مصر"
ليقُعدَ مَحفُوظُ في خُلَوةٍ
ليكَوِّنَ مَلهَاتَه
عن حَوارِيكِ
عن نِسوةٍ بَضَّةٍ ورِجَالٍ
يَدقُّونَ أعَمارَهم للجَمالِ خِيامَاً
لكَي تَستَريحِي بَها
إذن لتَظَلِي هُنا الآن يَا مِصرُ
في هَذه الفِتنَةِ البَلَدِيةِ
مُجْهدَةً مِثلَنا
وبَعيدًا عن السَاسَةِ الغُلَظَاءِ
بَعيدًا عنِ الكَافِرينَ بحُبِك
والغَاصِبينَ لأحلامِنا
أَنتِ رَائِعَةٌ هَكَذا
هكذا رَسمتِك هُنا الأَعينُ الحَالَمَة
أيتُها الأُمُّ والأَرَضُ والطِفَلَةُ الدَائِمةْ ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى