عبد الرحمن مقلد - السيدة الميتة..

(أفغانية تجمدت على الحدود بين إيران وتركيا..)


ليس الموت
- تقول السيدة الميتة -
أن أتجمد فوق الثلج
الموت
عيون صغاري وهي تترجى
والأسنان وهي تصطك
هلاكي ألا يجد صغاري
الدفء الآن
..
دفئًا
ورغيفًا
وحليبًا
تهذي المرأة
هب يا رب صغاري هذا
وأذقني موتًا أكبر
ولأتعذب
وليتثلج قلبي
فوق الأرض القاسية
وراء الأسلاك
وأقسم أني جاهزة
لملاقاتك
بشفاه متجمدة
أتوسل
كي تمنحني القدرة
لأخفف روع الأطفال
وأنا أخرج من أسمالي
في معركة النفس الأقصر
وأقول:
لتأخذ صيحات الموضة جلدي
ولتمنحي ثوب فراء..
ولتستخرج مجموعات النفط دمائي
وتهبي لترَ سبيرتو
ولينهب عظمي أبناء قبائل هذي المنطقة
قطاع الطرق
مقابل شعلة نار
لحمي لذئاب الصحراء
لأعرف كيف أقدم مثل اللبؤة
إغراء الخائفة إلى المنتهزِ
صغاري...
تقول السيدة الجامدة
وهي ترتعد
يمكنني أن أكنس آلاف الكيلو مترات
وأحرث مئات الأفدنة
مقابل جذعٍ
أصنع لصغار العالم حلوى
ولآخذ طبق حساء
أمسح أدراج الناطحة
درجًا درجًا
مقابل جُحرٍ
حتى تأتي الشمس
وأرجع دون الحاجة لبلاد قاسية
وجدار صلد
حراس حدودٍ لا يدرون
اللغة البشتونية
ولا يثقون بقلب الأم
أعدني يا رب
أعد أطفالي
وليأخذني «جند الله» ضمن سباياهم
الموت هنا.. الموت هناك
والرحلة بينهما موت أقسى
فيه صغارك يتدثر كل منهم
بالآخر
يتقابل دفء بخار الأول
وبخار الثاني
وأنا أتجمد
(أحلم بورودٍ يزرعها أطفالي في قبري
بحقول خضراءٍ
بيتٍ يتربى فيه الأحفاد
وينسى أبنائي هذا الوقت الصعب
كن معهم يا رب)..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى