صفاء عبدالمنعم - بائع الجرائد... قصة

غمرني الحزن وأنا أخطو بخطوات بطيئة خارج المحل، محاولة في تثاقل الصعود إلي الرصيف.
منذ شهور وأيام طويلة لم أقم بزيارة بائع الجرائد العجوز.
أصبحت أمر من أمامه في كل مرة أذهب فيها إلي السوبر ماركت مرور الكرام.
لم أعد أصعد إلي الرصيف، أتأمل جيدا الجرائد والكتب المتراصة فوق بعضها والأتربة تغطيها بشكل محزن.
حتى سلسلة عالم المعرفة التي كنت أتابع إصداراتها الشهرية، لم تعد تستهويني بعد أرتفاع الأسعار الشديد.
من الحمق أن أبعثر كثير من الجنيهات على شراء الكتب.
كل شهر كنت أخصص مبلغا لشراء الجرائد والمجلات والكتب الحديثة.
أصبح هذا المبلغ الآن بالكاد أشتري به كتابا واحدا.
في مرة من مرات التهور الشديد، أشتريت خمسة عشر كتابا دفعة واحدة، قلت داخل نفسي المفعمة بالغبطة "هذا حصاد جيد لهذا العام " ومن يومها لم أفكر في شراء الكتب، ولم اقرأ الخمسة عشر كتابا التي أشتريتهم.
لمحني بائع الجرائد العجوز من داخل الكشك، فصاح مناديا: يا مدام، يا أستاذة.
أقتربت منه في هدوء وأنا أحمل شنطة ثقيلة بها بعض الخضراوات.
- أيوه ، يا جمعة خير في حاجة؟
خرج الرجل من داخل الكشك ووقف على الرصيف أمامي وهو يشير بيده نحو كومة كبيرة من الكتب: يا أستاذة أنا حاجز لحضرتك أعداد كتير من سلسلة عالم المعرفة منذ شهور.
ضحكت بفتور وأنا أداري خجلا أنثويا فاضحا في عيني: كان زمان يا عم جمعة، خلاص النظر أصبح يادوب على قد الخطوة.
وقف الرجل العجوز مندهشا وغير مصدقا. وأنا أخطو من أمامه في خطوات منتظمة وأعبر الشارع.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى