ظهرت وبقوة في السنوات الأخيرة الحوارات الصاخبة حول أهمية تجديد الخطاب الدينى ، ورغم ذلك فان هذه المسالة ليست محل اتفاق فثمة راى يرفض مجرد طرح فكرة تجديد الخطاب الدينى، باعتبار ان لدينا من التراث الفقهى ما يكفى دون حاجة لطرح هذه الفكرة والتي قد تكون بابا لدخول الكثير من العبث بالاسس والمبادئ الراسخة تحت شعار التجديد
ويبدو ان هذا الراى قد اخذ فكرة مسبقة ورافضة لفكرة التجديد ويرى ان فى قواعد السلف والعلماء السابقين والتراث الذى خلفوه لنا ما يكفى لاستخلاص الاحكام الشرعية وما نحتاجه فقط هو الطريق الصحيح والنبع الصافي، وهو المتمثل في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام r
ويرون ان الخطاب الدينى يعبر عن الدين ولايعبر عن فهم الدين فهويعبرعن العقيدة ولا يعبر عن فهم صاحب الخطاب للعقيدة ، ولما كانت العقيدة ثابته لا تتغير فمن الافضل تنحية فكرة تجديد الخطاب الدينى كلية.
ومن الواضح ان هذا الراى يبدا من منطلق خاطئ اذ انه يتصور ان مجرد تجديد الفهم ووإعمال العقل فى المتغير لا الثابت سوف يؤدى بالعبث بالدين وموقفهم هذا يثير التساؤل ماذا لوجد هؤلاء فى عهد سيدنا عمر ورأوه يمنع سهم المؤلفة قلوبهم او يوقف حد نص عليه القران وهو حد السرقة ترى ماذا كانوا سوف يعتبرون عمر وماذا كانوا سيقولون عنه؟!!
انه خلط فج وغير مقبول ولايصح ان يكون علاج الداء بالهروب منه واذا كان غلق باب الاجتهاد هروبا من بلاء وفساد فكرى فان الدين الاسلامى لم يعرف ذلك مطلقا وهو دين يقوم على مجابهة الراى بالرأى والحجة بالحجة والاقناع والمجادلة بالتى احسن أيصمت العلماء عند تفشى الفساد فى الفتوى ويغلقون على انفسهم ابوابهم ألم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عله وسلم افضل الجهاد كلمة حق لدى سلطان جائر لاشك ان هذا الراى يتناقض مع الاسلام بالكلية ويغفل دوره فى التغيير بالفكر والاصلاح بالحوار والدعوة بالعقل والمنطق وماذا عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها (سنن ابى داود )
واذا كنا نسلم بان مضمون الخطاب الدينى موضوع يحتاج الى بحث لا يتسع هذا المقام له الا انه يتعين وبايجاز ان نأكد على أن الخطاب الدينى الذى يجب ان يكون هو خطاب لايهدر ماهو قطعى الثبوت قطعى الدلالة وانما ينصب على كل متغير حادث بسبب تغير البيئة اوالزمن من شانه ان يؤثر في الحكم الشرعى أو مستحدث مستجد لم يسبق له وجود ويحتاج الى ضبطه بميزان الشرع ، فهو خطاب يقوم على التجديد لا التبديد والتطوير لا التحريف .
. بينما يذهب البعض الى اتجاه اخر وليس مقابلا لهذا الاتجاه حيث يدعو لا الى رفض فكرة تجديد الخطاب الدينى وانما يرفض الخطاب الدينى كلية كاطروحة ثقافية او فكرية فى السياق الاجتماعى و المعرفى والسياسى للمجتمع ويرى ان المهم هو تحييد الخطاب الدينى لا تجديد الخطاب الدينى
ومن ثم يذهب أصحاب هذا الراى الى الغاء فكرة التجديد فى الخطاب الدينى ويرى انها فكرة خطرة على الثقافة والمجتمع وكأن الدين ضد العقل وان الدين هو المقابل للانغلاق وهو عداء سافر للدين
ولا ارى فارقا كبيرا فى الاساس الذى يرتكن اليه كلا الرأيين اذ ان كل منهما يدمج بين الدين والفقه بين الشرع والاجتهاد بين النص والعقل ويرى الراى الأول ان اعمال العقل اتجاه الدين هو مساس بالدين واهدار لاسسه ومبادئه وقواعدة القطعية أما الراى الثانى فيضع الدين برمته في دائرة الاتهام والعياذ بالله قاصدا تحييده تماما عن الحياة الخاصة والعامة .
ورغم هذه المعارضة فانه لايمكن اغفال أهمية قضية تطوير الخطاب الدينى شكلا ومضمونا بهذه الحجة بل على العكس فان الرد على هذه المفاهيم الخاطئة التى يتبناه الغرب ويروج له دعاته انما يقتضى ان نتناول ارائهم وتفنيدها ويتعين ابراز لغة الاعتدال وثقافة الحوار فى مفهوم الاسلام وكلها قضايا تلقى بالحجارة فى مياه الفكر الاسلامى الراكد والذى يمكن ان نسميه الخطاب الدينى
والواقع ان المتأمل فى الفكر الاسلامى سوف يجد انه فى جميع العصور والحقب التى مر بها التاريخ الاسلامى كان هناك محاولات للفهم وان هذه المحاولا اخذت صورة مكتوبة او القيت فى محاضرات ودروس فاصبحت خطابا موجها للغير ألايمكن اعتبار فكر احمد ابن حنبل ثم ابن تيمية والخلاف بين المعتزلة والاشاعرة وافكار ابن رشد ثم الافكار الاصلاحية فى العصور الحديثة مثل جمال الدين الافغانى ومحمد عبدة ورشيد رضا نوعا من تجديد الخطاب الدينى ايا كان اتفاقنا او اختلافنا مع مضمون الخطاب الصادر عن هؤلاء
ألا يمكن افساح مكانة خاصة وبارزة لتعامل عمر ابن الخطاب مع النصوص القطعية على انه نوعا من التجديد فى دراسة النص واعلاء من قيمة الغاية أوالعلة على المضمون اللفظى الجامد وتطبيق النص لابحرفيتة بل من خلال ربط العلة بالواقع الا يمكن اعتبار ذلك ثورة فى الخطاب الدينى والتعامل مع النص بغايته لا بحرفيته التعامل مع النص من خارج حروفة اللفظية الجامدة
والذى نراه ان الخطاب الدينى متجدد بطبيعته وبصفه عامة وان كثير من علماء المسلمين لم يجددوا فى خطاب غيرهم بل جددوا ايضا فى فكرهم وفقههم اما لتغير الظروف او الانتقال من بيئة لبيئة مغايرة من حيث الطبيعة والظروف والعادات والعرف فالامام الشافعى غيرمن فقه الذى وضعه فى العراق بعد ان انتقل الى مصر والجميع يعلم ان له فقه قديم وفقه حديث واذا كان هذا مع الشافعى نفسه فما بالنا ونحن نعيش مجتمع يتغير ما بين لحظة واخرى تغير مذهل ويظهر فيه جديد فى كل لحظة وكل دقيقة وثانية [1]
وقد ذهب البعض الى القول الى ان خطاب التجديد والاصلاح لايعد وليد الاحداث المتصارعة التى عصفت بالعالمين الاسلامى والغربى وتعاظمت بعد احداث الحادى عشر من ايلول ففى الحقيقة ان دعوات الاصلاح والتجديد انطلقت فى القرن الماضى بيد انها قصرت على النخبة بمعنى انها لم تتحول الى عمل مؤسسى واسع ومع تسارع التحولات الحضارية النهضوية التى شهدناها اخذت بعض الحكومات فى العالم العربى والاسلامى بالعمل على تبنى الخطاب التجديدى الذى مالبث ان تحول بعد احداث ايلول من مطلب داخلى الى مطلب خارجى وقرار سياسى وبالتالى حاز اهتمام كل الاتجاهات الفكرية والدينية وراحت تحاول ايجاد تفسير لظاهرة تحول الحديث عن الارهاب الى حديث عن اصلاح الاعالم الاسلامى والعربى وتحديث الخطاب الدينى وجدال الداخل والخارج او الانا والاخر وشرح مفهوم التجديد المطلوب[2]
والامر لايتوقف على النظم السياسية وقواعد الحكم واركان الدولة ومؤسساتها ولكن بروز بعض القضايا على الساحة الحياتية او العلمية تقتضى التجديد الفكرى لقواعد النص القرانى يقتضى اعمال العقل لاستخلاص الحكم بمنظور الواقع فمثلا موقف الاسلام من نقل الاعضاء او اطفال الانابيب والحمل فى غير رحم الام وحتى بعض القضايا التى نعرفها نحن اصحاب القانون كسرقة التيار الكهربائى وبرامج الكمبيوتر او المواقع الالكترونية ،مثلا هل تدخل فى مفهوم السرقة
لايتصور ابدا ان تطوير القواعد الشرعية بهذا المفهوم واستخلاص الحكم الشرعى على النوازل الحاضرة والمستحدثات الظاهرة نوعا من المساس بالعقيدة كما انه فى المقابل لانجد اسما لذلك سوى انه تجديد فى الفقه سوف يستتبعة تجديد فى الخطاب المبنى على هذا الفقه
هذا من جهة ومن جهة احرى فان المنكرين لاهمية الخطاب الدينى بالكلية فمن البادى انهم يفصلون بين الاسلام والدولة ويقصرون دور الاسلام على المسجد وتلك قضية كبرى نابعة من عدم فهم لحقيقة الاسلام والذى هو دين عبادات ومعاملات وانه ليس دينا كهنوتيا ومقصور على ممارسة الشعائر والطقوس وانما ينطوى على جانب حياتى وتنظيمى للسلوك البشرى والواقع ان هذه مسألة تحتاج الى تناولها فى مجلدات ولكن يبدو ان استغلال البعض للدين الاسلامى لتبرير ممارسات سياسية بحته بعيدة عن قيم الاسلام بل احيانا عن اى قيم اخلاقية هى التى جعلت انصار هذا الراى وهم غير قليلين فى المجتمع يدعون الى تحييد الدين عن السياسة فهم لايرون الا الخطاب الدعوى او العقائدى فى الاسلام دون اى خطاب حياتى حقيقى
ومن أهم الأسباب التي تظهر حاجتنا لتجديد الخطاب الديني الإسلامي:
1ـ التطور المستمر في الحياة.
2ـ تلبية حاجات الإنسان.
3ـ حل المشكلات وإيجاد البدائل.
4ـ الضعف العام لأمة الإسلام.
5ـ مواجهة خطر العولمة
وعلى هذا فالرأى الغالب ان تجديد الخطاب الدينى بشتى مناحيه وصوره اصبح حاجة ملحة وضرورية لأكثر من سبب:ـ
اولها:ــ محاولة البعض إنهاض الامة واستمرار ثقافتها والتأكيد على استقلاليتها الفكرية وسماتها المستقلة وذاتيتها الحضارية الاسلامية ومحاولة استرداد العقل الاسلامى ذلك ان ذاتية الامة والعالم الاسلامى لايتصور وجودها بغير تجديد الخطاب الدينى واعادة طرح مفاهيم كثيرة للمناقشة والحوار والوقوف على مدى صلاحيتها فى الوقت الراهن كما وان محاولة استيعاب المستجدات العلمية والتقنية ومواكبة الغرب بتقدمه السريع والمذهل فى شتى مناحى الحياة مع ضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية لايمكن ان تتحقق او تنجح الا بتطوير الخطاب الدينى ليستوعب كل ذلك فى بوتقه واحدة ليخرج رؤاه للعالم من حوله معبرا عن ذاتية الرؤية وفهم لمشكلات الواقع مع طرح الحلول من خلال منظور اسلامى بحت وهنا لن يقتصر الخطاب على منحيين فقط الدعوى والسياسى بل لابد ان يتنوع الخطاب فى كل اتجاه فيتسع الخطاب الى ان يتضمن رؤية شاملة اجتماعية وعلمية وفلسفية واقتصادية الى جانب الرؤيةالسياسية والدعوية العقائدية
ثانيا :ـ انتشار الفوضى فى استخدام الدين كغطاء للأعمال الارهابية والاجرامية سواء داخل الدول الاسلامية او خارجها بل ولارهاب الغير وتكفيرهم لمجرد الخلاف الفكرى واستغلال حاجة البسطاء معيشيا والفقراء ماليا والاقل فكريا بسم الدين وانتشار حالات الاستقطاب فى المجتمع وتصنيف الناس على اساس تقبلهم للخطاب لا للعقيدة فى جوهرها واسسها ومحاولة الاتجار بالدين واستغلاله لاهداف سياسية بحته من منظور نفعى محض يخرج الحطاب الدينى عن اطاره واهدافه فلايمكن التصدى لذلك كله الا من خلال خطاب دينى حقيقى متطور قادر على المواجهة والمجابهة مع اعداء الاسلام فى الخارج وتحجيم اصحاب الفكر المغلوط فى الداخل وابعادهم عن المواطن العادى البسيط وتفويت فرصة استغلالة والمتاجرة بالآمه قبل آماله
ثالثا :ـ المردود الذى يمكن ان يعود على المجتمع من خلال تبنى خطاب دينى اصلاحى سواء فى شقة العقائدى والاجتماعى والاخلاقى او فى شقه السياسى بعد تفسخ المجتمع وتقطع الروابط الاجتماعية وظهور العديد من المشكلات التى لاتجد خطابا دينيا لمعالجتها فعلى سبيل المثال المغالاة فى المهور وتاخر سن الزواج والادمان وانتشار البطالة و التسيب وانتشار الممارسات الاقتصادية المهلكة كالاحتكار والمغالاة فى الاسعار والاسراف فى مظاهر اللغو واللهو والعبث والانفاق بتبذيرعلى اشياء لا طائل منها فى مقابل فساد سياسى واهدار للحقوق وللحريات واضمحلال الثقافة وفساد بيئة التعليم وانهيار المنظومة الاخلاقية كل ذلك لايمكن مواجهته الابتبنى خطاب دينى قادر على الغوص فى هذه المشكلات مع وضح حلول جذرية لها فالسلوك الاجتماعى المنطبع بقيم الاخلاق المستمدة من التربية الدينية يمكن ان يكون فارقا فى اصلاح اى مجتمع وتغيير سلوك الفرد على نحو يحقق تنمية حقيقية ونهضة شاملة لا اقتصادية فقط وانما اخلاقية واجتماعية واقتصادية وسياسية
الخطاب الدينى أوسع من المفهوم الدعوى والسياسى .
وعلى ذلك فان الحاجة لتطوير الحطاب الدينى والتى تنبع من تدهور حال الامة داخليا والاستضعاف الذى تعيش فيه خارجيا يجعل تطوير الخطاب الدينى الاصلاحى ضرورة هامة واولوية ملحقة لا تقل عن الطعام والشراب.
ليس هذا فحسب بل انها تأتر فى الضرورة فى بنية هذا الخطاب فالامة الاسلامية اوالعالم الاسلامى لا يحتاج الى الخطاب الدينى فحسب وتطويره فقط بل يحتاج الى توسعة فى نطاقة فلايكون قاصراعلى الامورالدعوية العقائدية بالحض على ايتاء الفرائض والسنن وهجرالمعاصى والمحرمات أو يكون له وجه اخر وحيد هو النظام السياسى واصول الحكم.
لاو لا والف لا يجب ان يكون الخطاب الدينى شاملا للرؤى الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية والعلمية فطالما انه خطاب ينطلق من دين شامل كامل لابد ان يكون الخطاب شاملا وكاملا والا لن يكون له حظا من النجاح او القدرة على التفاعل مع المجتمع بالتأثير فيه نحو الاحسن والافضل
ولا ندرى لماذ كانت كل المحاولات التى بذلت كانت من منطلق الخطاب الدعوى او السياسى وتطوير مفاهيم الخطاب الدينى على هذين المحورين وخلت لغة الخطاب الدينى وبنيته من التركيز على هذه الجوانب الحياتية المهمة
اننا نعتقد ان احد اهم اسباب فشل رؤى الخطاب الدينى من الناحية الواقعية هى عدم قدرتها على استيعاب حاجات الفرد والمجتمع بصورة كاملة وموضوعية وهى التى ادت فى كثير من الاحيان الى عدم تقبل هذا الخطاب واعتباره محض خطاب دينى عقائدى اشبه بلاهوتية العصور الوسطى وانه ضد مدنية الدولة وحقوق الفرد المدنية والاقتصادية والاجتماعية
وحتى الخطاب السياسى المقول به فانه فى ظل هذه الثنائية الفقيرة للخطاب الدينى دون تنوع حقيقى وملموس ينظر اليها من قبل الكثير على انها محض اضفاء قداسة على فكر سياسى مغلوط وربما يكون اصحاب هذه الرؤى معذرون حينما يجدون الخطاب الدينى قاصر على السياسة والدعوة .
وحتى أولئك الذين يروجون لتجديد الخطاب الدينى في مجال السياسة لايقدمون اى تصورات عصرية تتفق مع متطلبات الحياة وتعقيداتها التى تبدا بالاعداد المليونية لشعوب للدول 0ثم تشعب العلاقة بين المواطن والدولة وحاجته الادارية والاجتماعية والاقتصادية بينما يكون الخطاب الدينى غارق فى عبارات مثل الإمامة وأهل الحل والعقد واعتبار تطبيق الحدود من ضمن المفهوم السياسى للدولة وخلط واضح وفج ورؤى تراثية تقف على اطراف البادية دون ان يكون فى مقدرتها التعبير عن متطلبات مجتمع البيئة الرقمية التى ولدت مع اتكنولوجيا الاتصالات .
ان الفجوة بين رؤى الخطاب الدينى والواقع الذى نعيش فيه تجعل من الضرورى والهام والعاجل التنبة الى اهمية وسرعة تطوير الخطاب الدينى من اجل الحفاظ على الهوية التى لاتتشكل فقط من منظور عقائدى بحت اوفرض نظم ووسائل للحكم بقوة الدين وهيمنته على ضمائر البشر بل لابد من منظومة كاملة وشاملة من كافة النواحى الدينية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية والفكرية والسياسية تقوم على مواجهة النص بالواقع واستلهام الحكم من العلة او الحكمة ولا تتوقف كثيرا امام حرفية النص ولفظيته الجامدة ،والقول بغير ذلك سوف يشكل خطرا على مستقبل العالم الاسلامى اشد واعنف من الخطر الذى يعيش فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجع
[HR][/HR]
[1] راجع بحث السيد/ جمال محمد بواطنة وزير الاوقاف الشئون الدينية بدولة فلسطين بحث مقدم الى المؤتمر العام الواحد والعشرون للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية
[2] حيدر السلامى الخطاب الدينى عبر الاثير مقالة منشورة على موقع شبكة النبا المعلوماتية بتاريخ 12/1/2014
ويبدو ان هذا الراى قد اخذ فكرة مسبقة ورافضة لفكرة التجديد ويرى ان فى قواعد السلف والعلماء السابقين والتراث الذى خلفوه لنا ما يكفى لاستخلاص الاحكام الشرعية وما نحتاجه فقط هو الطريق الصحيح والنبع الصافي، وهو المتمثل في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام r
ويرون ان الخطاب الدينى يعبر عن الدين ولايعبر عن فهم الدين فهويعبرعن العقيدة ولا يعبر عن فهم صاحب الخطاب للعقيدة ، ولما كانت العقيدة ثابته لا تتغير فمن الافضل تنحية فكرة تجديد الخطاب الدينى كلية.
ومن الواضح ان هذا الراى يبدا من منطلق خاطئ اذ انه يتصور ان مجرد تجديد الفهم ووإعمال العقل فى المتغير لا الثابت سوف يؤدى بالعبث بالدين وموقفهم هذا يثير التساؤل ماذا لوجد هؤلاء فى عهد سيدنا عمر ورأوه يمنع سهم المؤلفة قلوبهم او يوقف حد نص عليه القران وهو حد السرقة ترى ماذا كانوا سوف يعتبرون عمر وماذا كانوا سيقولون عنه؟!!
انه خلط فج وغير مقبول ولايصح ان يكون علاج الداء بالهروب منه واذا كان غلق باب الاجتهاد هروبا من بلاء وفساد فكرى فان الدين الاسلامى لم يعرف ذلك مطلقا وهو دين يقوم على مجابهة الراى بالرأى والحجة بالحجة والاقناع والمجادلة بالتى احسن أيصمت العلماء عند تفشى الفساد فى الفتوى ويغلقون على انفسهم ابوابهم ألم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عله وسلم افضل الجهاد كلمة حق لدى سلطان جائر لاشك ان هذا الراى يتناقض مع الاسلام بالكلية ويغفل دوره فى التغيير بالفكر والاصلاح بالحوار والدعوة بالعقل والمنطق وماذا عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها (سنن ابى داود )
واذا كنا نسلم بان مضمون الخطاب الدينى موضوع يحتاج الى بحث لا يتسع هذا المقام له الا انه يتعين وبايجاز ان نأكد على أن الخطاب الدينى الذى يجب ان يكون هو خطاب لايهدر ماهو قطعى الثبوت قطعى الدلالة وانما ينصب على كل متغير حادث بسبب تغير البيئة اوالزمن من شانه ان يؤثر في الحكم الشرعى أو مستحدث مستجد لم يسبق له وجود ويحتاج الى ضبطه بميزان الشرع ، فهو خطاب يقوم على التجديد لا التبديد والتطوير لا التحريف .
. بينما يذهب البعض الى اتجاه اخر وليس مقابلا لهذا الاتجاه حيث يدعو لا الى رفض فكرة تجديد الخطاب الدينى وانما يرفض الخطاب الدينى كلية كاطروحة ثقافية او فكرية فى السياق الاجتماعى و المعرفى والسياسى للمجتمع ويرى ان المهم هو تحييد الخطاب الدينى لا تجديد الخطاب الدينى
ومن ثم يذهب أصحاب هذا الراى الى الغاء فكرة التجديد فى الخطاب الدينى ويرى انها فكرة خطرة على الثقافة والمجتمع وكأن الدين ضد العقل وان الدين هو المقابل للانغلاق وهو عداء سافر للدين
ولا ارى فارقا كبيرا فى الاساس الذى يرتكن اليه كلا الرأيين اذ ان كل منهما يدمج بين الدين والفقه بين الشرع والاجتهاد بين النص والعقل ويرى الراى الأول ان اعمال العقل اتجاه الدين هو مساس بالدين واهدار لاسسه ومبادئه وقواعدة القطعية أما الراى الثانى فيضع الدين برمته في دائرة الاتهام والعياذ بالله قاصدا تحييده تماما عن الحياة الخاصة والعامة .
ورغم هذه المعارضة فانه لايمكن اغفال أهمية قضية تطوير الخطاب الدينى شكلا ومضمونا بهذه الحجة بل على العكس فان الرد على هذه المفاهيم الخاطئة التى يتبناه الغرب ويروج له دعاته انما يقتضى ان نتناول ارائهم وتفنيدها ويتعين ابراز لغة الاعتدال وثقافة الحوار فى مفهوم الاسلام وكلها قضايا تلقى بالحجارة فى مياه الفكر الاسلامى الراكد والذى يمكن ان نسميه الخطاب الدينى
والواقع ان المتأمل فى الفكر الاسلامى سوف يجد انه فى جميع العصور والحقب التى مر بها التاريخ الاسلامى كان هناك محاولات للفهم وان هذه المحاولا اخذت صورة مكتوبة او القيت فى محاضرات ودروس فاصبحت خطابا موجها للغير ألايمكن اعتبار فكر احمد ابن حنبل ثم ابن تيمية والخلاف بين المعتزلة والاشاعرة وافكار ابن رشد ثم الافكار الاصلاحية فى العصور الحديثة مثل جمال الدين الافغانى ومحمد عبدة ورشيد رضا نوعا من تجديد الخطاب الدينى ايا كان اتفاقنا او اختلافنا مع مضمون الخطاب الصادر عن هؤلاء
ألا يمكن افساح مكانة خاصة وبارزة لتعامل عمر ابن الخطاب مع النصوص القطعية على انه نوعا من التجديد فى دراسة النص واعلاء من قيمة الغاية أوالعلة على المضمون اللفظى الجامد وتطبيق النص لابحرفيتة بل من خلال ربط العلة بالواقع الا يمكن اعتبار ذلك ثورة فى الخطاب الدينى والتعامل مع النص بغايته لا بحرفيته التعامل مع النص من خارج حروفة اللفظية الجامدة
والذى نراه ان الخطاب الدينى متجدد بطبيعته وبصفه عامة وان كثير من علماء المسلمين لم يجددوا فى خطاب غيرهم بل جددوا ايضا فى فكرهم وفقههم اما لتغير الظروف او الانتقال من بيئة لبيئة مغايرة من حيث الطبيعة والظروف والعادات والعرف فالامام الشافعى غيرمن فقه الذى وضعه فى العراق بعد ان انتقل الى مصر والجميع يعلم ان له فقه قديم وفقه حديث واذا كان هذا مع الشافعى نفسه فما بالنا ونحن نعيش مجتمع يتغير ما بين لحظة واخرى تغير مذهل ويظهر فيه جديد فى كل لحظة وكل دقيقة وثانية [1]
وقد ذهب البعض الى القول الى ان خطاب التجديد والاصلاح لايعد وليد الاحداث المتصارعة التى عصفت بالعالمين الاسلامى والغربى وتعاظمت بعد احداث الحادى عشر من ايلول ففى الحقيقة ان دعوات الاصلاح والتجديد انطلقت فى القرن الماضى بيد انها قصرت على النخبة بمعنى انها لم تتحول الى عمل مؤسسى واسع ومع تسارع التحولات الحضارية النهضوية التى شهدناها اخذت بعض الحكومات فى العالم العربى والاسلامى بالعمل على تبنى الخطاب التجديدى الذى مالبث ان تحول بعد احداث ايلول من مطلب داخلى الى مطلب خارجى وقرار سياسى وبالتالى حاز اهتمام كل الاتجاهات الفكرية والدينية وراحت تحاول ايجاد تفسير لظاهرة تحول الحديث عن الارهاب الى حديث عن اصلاح الاعالم الاسلامى والعربى وتحديث الخطاب الدينى وجدال الداخل والخارج او الانا والاخر وشرح مفهوم التجديد المطلوب[2]
والامر لايتوقف على النظم السياسية وقواعد الحكم واركان الدولة ومؤسساتها ولكن بروز بعض القضايا على الساحة الحياتية او العلمية تقتضى التجديد الفكرى لقواعد النص القرانى يقتضى اعمال العقل لاستخلاص الحكم بمنظور الواقع فمثلا موقف الاسلام من نقل الاعضاء او اطفال الانابيب والحمل فى غير رحم الام وحتى بعض القضايا التى نعرفها نحن اصحاب القانون كسرقة التيار الكهربائى وبرامج الكمبيوتر او المواقع الالكترونية ،مثلا هل تدخل فى مفهوم السرقة
لايتصور ابدا ان تطوير القواعد الشرعية بهذا المفهوم واستخلاص الحكم الشرعى على النوازل الحاضرة والمستحدثات الظاهرة نوعا من المساس بالعقيدة كما انه فى المقابل لانجد اسما لذلك سوى انه تجديد فى الفقه سوف يستتبعة تجديد فى الخطاب المبنى على هذا الفقه
هذا من جهة ومن جهة احرى فان المنكرين لاهمية الخطاب الدينى بالكلية فمن البادى انهم يفصلون بين الاسلام والدولة ويقصرون دور الاسلام على المسجد وتلك قضية كبرى نابعة من عدم فهم لحقيقة الاسلام والذى هو دين عبادات ومعاملات وانه ليس دينا كهنوتيا ومقصور على ممارسة الشعائر والطقوس وانما ينطوى على جانب حياتى وتنظيمى للسلوك البشرى والواقع ان هذه مسألة تحتاج الى تناولها فى مجلدات ولكن يبدو ان استغلال البعض للدين الاسلامى لتبرير ممارسات سياسية بحته بعيدة عن قيم الاسلام بل احيانا عن اى قيم اخلاقية هى التى جعلت انصار هذا الراى وهم غير قليلين فى المجتمع يدعون الى تحييد الدين عن السياسة فهم لايرون الا الخطاب الدعوى او العقائدى فى الاسلام دون اى خطاب حياتى حقيقى
ومن أهم الأسباب التي تظهر حاجتنا لتجديد الخطاب الديني الإسلامي:
1ـ التطور المستمر في الحياة.
2ـ تلبية حاجات الإنسان.
3ـ حل المشكلات وإيجاد البدائل.
4ـ الضعف العام لأمة الإسلام.
5ـ مواجهة خطر العولمة
وعلى هذا فالرأى الغالب ان تجديد الخطاب الدينى بشتى مناحيه وصوره اصبح حاجة ملحة وضرورية لأكثر من سبب:ـ
اولها:ــ محاولة البعض إنهاض الامة واستمرار ثقافتها والتأكيد على استقلاليتها الفكرية وسماتها المستقلة وذاتيتها الحضارية الاسلامية ومحاولة استرداد العقل الاسلامى ذلك ان ذاتية الامة والعالم الاسلامى لايتصور وجودها بغير تجديد الخطاب الدينى واعادة طرح مفاهيم كثيرة للمناقشة والحوار والوقوف على مدى صلاحيتها فى الوقت الراهن كما وان محاولة استيعاب المستجدات العلمية والتقنية ومواكبة الغرب بتقدمه السريع والمذهل فى شتى مناحى الحياة مع ضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية لايمكن ان تتحقق او تنجح الا بتطوير الخطاب الدينى ليستوعب كل ذلك فى بوتقه واحدة ليخرج رؤاه للعالم من حوله معبرا عن ذاتية الرؤية وفهم لمشكلات الواقع مع طرح الحلول من خلال منظور اسلامى بحت وهنا لن يقتصر الخطاب على منحيين فقط الدعوى والسياسى بل لابد ان يتنوع الخطاب فى كل اتجاه فيتسع الخطاب الى ان يتضمن رؤية شاملة اجتماعية وعلمية وفلسفية واقتصادية الى جانب الرؤيةالسياسية والدعوية العقائدية
ثانيا :ـ انتشار الفوضى فى استخدام الدين كغطاء للأعمال الارهابية والاجرامية سواء داخل الدول الاسلامية او خارجها بل ولارهاب الغير وتكفيرهم لمجرد الخلاف الفكرى واستغلال حاجة البسطاء معيشيا والفقراء ماليا والاقل فكريا بسم الدين وانتشار حالات الاستقطاب فى المجتمع وتصنيف الناس على اساس تقبلهم للخطاب لا للعقيدة فى جوهرها واسسها ومحاولة الاتجار بالدين واستغلاله لاهداف سياسية بحته من منظور نفعى محض يخرج الحطاب الدينى عن اطاره واهدافه فلايمكن التصدى لذلك كله الا من خلال خطاب دينى حقيقى متطور قادر على المواجهة والمجابهة مع اعداء الاسلام فى الخارج وتحجيم اصحاب الفكر المغلوط فى الداخل وابعادهم عن المواطن العادى البسيط وتفويت فرصة استغلالة والمتاجرة بالآمه قبل آماله
ثالثا :ـ المردود الذى يمكن ان يعود على المجتمع من خلال تبنى خطاب دينى اصلاحى سواء فى شقة العقائدى والاجتماعى والاخلاقى او فى شقه السياسى بعد تفسخ المجتمع وتقطع الروابط الاجتماعية وظهور العديد من المشكلات التى لاتجد خطابا دينيا لمعالجتها فعلى سبيل المثال المغالاة فى المهور وتاخر سن الزواج والادمان وانتشار البطالة و التسيب وانتشار الممارسات الاقتصادية المهلكة كالاحتكار والمغالاة فى الاسعار والاسراف فى مظاهر اللغو واللهو والعبث والانفاق بتبذيرعلى اشياء لا طائل منها فى مقابل فساد سياسى واهدار للحقوق وللحريات واضمحلال الثقافة وفساد بيئة التعليم وانهيار المنظومة الاخلاقية كل ذلك لايمكن مواجهته الابتبنى خطاب دينى قادر على الغوص فى هذه المشكلات مع وضح حلول جذرية لها فالسلوك الاجتماعى المنطبع بقيم الاخلاق المستمدة من التربية الدينية يمكن ان يكون فارقا فى اصلاح اى مجتمع وتغيير سلوك الفرد على نحو يحقق تنمية حقيقية ونهضة شاملة لا اقتصادية فقط وانما اخلاقية واجتماعية واقتصادية وسياسية
الخطاب الدينى أوسع من المفهوم الدعوى والسياسى .
وعلى ذلك فان الحاجة لتطوير الحطاب الدينى والتى تنبع من تدهور حال الامة داخليا والاستضعاف الذى تعيش فيه خارجيا يجعل تطوير الخطاب الدينى الاصلاحى ضرورة هامة واولوية ملحقة لا تقل عن الطعام والشراب.
ليس هذا فحسب بل انها تأتر فى الضرورة فى بنية هذا الخطاب فالامة الاسلامية اوالعالم الاسلامى لا يحتاج الى الخطاب الدينى فحسب وتطويره فقط بل يحتاج الى توسعة فى نطاقة فلايكون قاصراعلى الامورالدعوية العقائدية بالحض على ايتاء الفرائض والسنن وهجرالمعاصى والمحرمات أو يكون له وجه اخر وحيد هو النظام السياسى واصول الحكم.
لاو لا والف لا يجب ان يكون الخطاب الدينى شاملا للرؤى الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية والعلمية فطالما انه خطاب ينطلق من دين شامل كامل لابد ان يكون الخطاب شاملا وكاملا والا لن يكون له حظا من النجاح او القدرة على التفاعل مع المجتمع بالتأثير فيه نحو الاحسن والافضل
ولا ندرى لماذ كانت كل المحاولات التى بذلت كانت من منطلق الخطاب الدعوى او السياسى وتطوير مفاهيم الخطاب الدينى على هذين المحورين وخلت لغة الخطاب الدينى وبنيته من التركيز على هذه الجوانب الحياتية المهمة
اننا نعتقد ان احد اهم اسباب فشل رؤى الخطاب الدينى من الناحية الواقعية هى عدم قدرتها على استيعاب حاجات الفرد والمجتمع بصورة كاملة وموضوعية وهى التى ادت فى كثير من الاحيان الى عدم تقبل هذا الخطاب واعتباره محض خطاب دينى عقائدى اشبه بلاهوتية العصور الوسطى وانه ضد مدنية الدولة وحقوق الفرد المدنية والاقتصادية والاجتماعية
وحتى الخطاب السياسى المقول به فانه فى ظل هذه الثنائية الفقيرة للخطاب الدينى دون تنوع حقيقى وملموس ينظر اليها من قبل الكثير على انها محض اضفاء قداسة على فكر سياسى مغلوط وربما يكون اصحاب هذه الرؤى معذرون حينما يجدون الخطاب الدينى قاصر على السياسة والدعوة .
وحتى أولئك الذين يروجون لتجديد الخطاب الدينى في مجال السياسة لايقدمون اى تصورات عصرية تتفق مع متطلبات الحياة وتعقيداتها التى تبدا بالاعداد المليونية لشعوب للدول 0ثم تشعب العلاقة بين المواطن والدولة وحاجته الادارية والاجتماعية والاقتصادية بينما يكون الخطاب الدينى غارق فى عبارات مثل الإمامة وأهل الحل والعقد واعتبار تطبيق الحدود من ضمن المفهوم السياسى للدولة وخلط واضح وفج ورؤى تراثية تقف على اطراف البادية دون ان يكون فى مقدرتها التعبير عن متطلبات مجتمع البيئة الرقمية التى ولدت مع اتكنولوجيا الاتصالات .
ان الفجوة بين رؤى الخطاب الدينى والواقع الذى نعيش فيه تجعل من الضرورى والهام والعاجل التنبة الى اهمية وسرعة تطوير الخطاب الدينى من اجل الحفاظ على الهوية التى لاتتشكل فقط من منظور عقائدى بحت اوفرض نظم ووسائل للحكم بقوة الدين وهيمنته على ضمائر البشر بل لابد من منظومة كاملة وشاملة من كافة النواحى الدينية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية والفكرية والسياسية تقوم على مواجهة النص بالواقع واستلهام الحكم من العلة او الحكمة ولا تتوقف كثيرا امام حرفية النص ولفظيته الجامدة ،والقول بغير ذلك سوف يشكل خطرا على مستقبل العالم الاسلامى اشد واعنف من الخطر الذى يعيش فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجع
[HR][/HR]
[1] راجع بحث السيد/ جمال محمد بواطنة وزير الاوقاف الشئون الدينية بدولة فلسطين بحث مقدم الى المؤتمر العام الواحد والعشرون للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية
[2] حيدر السلامى الخطاب الدينى عبر الاثير مقالة منشورة على موقع شبكة النبا المعلوماتية بتاريخ 12/1/2014