زينب هاشم شرف - حين أقولُ أُحِبُّك...

حين أقولُ أُحِبُّك
أنا أعني بأنني أُحِبُّني معَك
وبالتعاضدِ مع شفتيك ألدغُ سؤالَ الكينونةِ
وأشلُّهُ عن العمل في رأسي
مؤقتًا وحتى أبد الآبدين
هو نقارُ الجُمجمةِ
والإجاباتُ صداعُ البحر
..
حينَ أقولُ أحبُّك
أنا أعني أنني لم أعدْ أخافُ
من البشر وأنصاف الخيول
وأنّ جِنِّيةَ الروح المرتعشةَ كالذهبِ على جيدِ العتمةِ قد عادت للشغب
لنكتبْ الشِعرَ معًا
كإله يُخفِقُ كلَّ مرةٍ في تشكيلِ عالمٍ بلا حُروب
لنعجنْ بندورةَ التاريخِ بأيدٍ مِنْ شَهوة
وخَلْقٍ متخبطِ الخُطواتِ
على هندسَتِنا الجينِيّة
..
حين أقول أحبُّك
أعني بأني نسيتُ دربَ العودة إلى كعبةِ أمي
وأن الأوركيدَ الأسودَ يتبرعمُ بنهمٍ في مخيلةِ نَصّي
كما نهرٍ أشقر الزغبِ في كَفِّ شقيٍّ أبيضِ النوايا
أنا أحبُكَ
وأسميكَ هاديس
..
حين أقول أحبُّك
أفشلُ في أنْ أمارسَ كراهيتي المُعتادة على الكون الفسيح
تضيقُ حلقةُ الوجود
ودائرةُ النار على غاسقٍ لا يلين
هو الراشق
هو الخالق
وحين أحبُّكَ بجدية أفشلُ بنجاح باهرٍ في كتابة نصٍ يليقُ بوصفِ: كم أحبك
_______
نص بعنوان (الفشل في أن نكتبَ الحُب)

زينب هاشم شرف
البحرين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى