لودي شمس الدين - حوار...

قالت له: عيون النوم مفتوحة على مدى اتساع البحار وأفواه الريح تأكل الأصوات الصاعدة من الدخان، الطيور تغني والعتمة في البلاد توَلِّد ظلالا في الشجر.
قال لها: إن الأقدام المشردة كلها لحم حيّ سيُبنى فيها جبالاً من نور، والأصابع المكسورة كلها عشبٌ حي ستنبت في الأرض نخلاً بعد حين، والوطن كالحب سِرّا وشرفاً نطعمه أعصابنا الحمراء وعلناً ونصراً نحارب به الحياة والموت.
عانقته قائلة: أرى فيك الوطن، وأحس تحديداً بأن الجنوب جسدك المقدس وعينيك الزيتون ولحيتك الغار وأنفاسك الريحان.
فالجنوب يا حبيبي، قمر وحيد، كوكب أزرق، فلك ضوء،ياقوت دم وطفلٌ لا يتعب من الرقص فوق الرماد.
جنوباً جنوباً وجنوبا أرى فيك المجد والوفاء، ولكني أخاف عليك من الرصاص، من النار، من الصخر، من الضباب الأسود، من القنابل ومن الذئاب التي ستمر من حولك.
فأنت الحقيقة الوحيدة الثابتة في قلبي، أنت الشمس الحلوة والمرة لقلبي، الله ثبتك الشمس لقلبي، وما ثبته الله يزيله الله.
أحبك يا رجلي، في زمن الخراب، الحرب، القتل والخيانة.
أحبك يا من فتحت بجسدي باباً، باباً مجهولا يفضي نحو خمس مدن للحزن السرمدي الناعم.

لودي شمس الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى