كيف سترد إيران على اغتيال إسماعيل هنية ؟؟؟؟
المحامي علي ابوحبله
هدد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ، ، الذي شارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه في مراسم تنصيبه قبيل عملية اغتياله ، بأن منفذي الاغتيال "سيرون قريبا عواقب عملهم الجبان" فيما لم تتوقف مثل هذه التصريحات على كبار المسئولين السياسيين، بل شملت أيضا دوائر دبلوماسية. ففي تغريدة على منصة إكس، حذّرت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك من أن طهران ستنفّذ "عمليات خاصة ردّا على هذا الاغتيال الذي سيثير ندما عميقا لدى منفّذه".
وترجح أنيسة بصيري التبريزي، الباحثة في الشؤون الإيرانية بمعهد "تشاتام هاوس" البحثي في لندن، أن يكون الرد الإيراني على شكل "هجوم مباشر ضد إسرائيل، لكنه سيكون هجوما محسوبا". وذكرت في مقابله لها مع وسائل الإعلام إن الرد الإيراني سيكون "محسوبا بهدف عدم إثارة التصعيد وخروجه عن نطاق السيطرة . ومن المرجح أن تعمل (طهران) أيضا مع وكلائها لإظهار وحدتهم وقدراتهم المستمرة".
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن ثلاثة مسئولين إيرانيين قولهم إن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد أصدر أمرا بضرب إسرائيل "مباشرة" وذلك في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد وقت قصير من إعلان اغتيال هنية. وقال المسئولون الإيرانيون الثلاثة، اثنان منهم أعضاء في الحرس الثوري، إن خامنئي، الذي له كلمة الفصل في جميع شؤون الدولة خاصة السياسية والعسكرية، أصدر تعليمات للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط في حالة توسع رقعة الحرب وتوجيه إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة إلى إيران.
كل الدلائل تشير أنه بعد اغتيال إسماعيل هنيه في طهران لم يعد هناك صبر لدى القيادة الايرانيه وقد أصيبت كرامتها وهيبتها في مقتل وأن القيادة الإيرانية انتقلت من مرحلة "الصبر الإستراتيجي" لمرحلة "الردع المباشر".. وأن الرد على اغتيال هنيه آت لامحال وكل الظروف الاقليمية والدولية باتت مهيأة لذلك بدليل الحشد الأمريكي والغربي لدعم إسرائيل يقابله تحركات روسية وصينيه ودول إقليمية داعمة لطهران وقد تكون المواجهة لهذه الجولة مغايره لتلك التي حدثت في ، نيسان/أبريل الماضي، حيث شنت إيران أكبر هجوم علني على إسرائيل منذ عقود من العداء، حيث أطلقت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة ردا على استهداف قنصليتها في دمشق ما أسفر عن مقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين. وعقب مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي عام 2020، تمثل الرد الإيراني في قصف قاعدة عين الأسد غربي الأنبار وقاعدة حرير في أربيل. وعقب القصف، أكدت طهران أنها ردت بشكل متناسب حيث شددت في الوقت نفسه على أنها لا تسعى للحرب والتصعيد. ونُقل عن وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف قوله إن رد بلاده على مقتل سليماني "انتهى" بعد قصف القاعدتين العسكريتين في الأنبار وأربيل.
حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ظهران أثارت حفيظة الشارع الإيراني قبل القيادة الإيرانية ومكانة إيران الاقليميه وقوتها باتت على المحك ولا خيار أمام القيادة الإيرانية إلا الرد والسؤال ما هي حدود المناورة الإيرانية للرد في ظل التهديدات الامريكية والغربية لايران وتوعدها في حال أوغلت في الرد وما هية الغطاء الذي تحظى به ايران من حلفائها الدوليين موسكوا وبكين وماذا حملت زيارة مستشار الامن القومي الروسي شويعوا للقيادة الإيرانية وهل روسيا على استعداد لدعم ايران ردا على دعم أمريكا والغرب لأوكرانيا ضد روسيا ؟؟؟
المنطقة حبلى بالمفاجآت والتوقعات بعد أن أنهى قسم التحقيقات في قوات الحرس الثوري الإيراني تجميع خيوط عملية الاغتيال التي تعرّض لها ضيف الحرس والنظام الايراني الخاصّ، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية فجر يوم الخميس الماضي. وأكّد في البيان الثالث الصادر عن “الحرس الثوري” أنّ عملية الاغتيال تمّت من خلال إطلاق صاروخ من مسافة تبعد نحو 1.5 كليومتراً، باتجاه الجناح الذي ينزل به هنية. وذلك في مبنى الضيافة الخاص بمتقاعدي قوات الحرس، بالقرب من مجمّع القصور الرئاسية في سعد آباد شمال العاصمة طهران.
بيان الحرس الثوري ترك الباب مفتوحاً حول التكهن بالآلية التي تمت بها عملية اطلاق الصاروخ. فهل تمت مباشرة عبر فرد استخدم قاعدة إطلاق متحركة ومحمولة على الكتف؟ أم جرت عبر استخدام طائرة مسيّرة من نوع سداسي المراوح؟
يبقى أنّ كلا الاحتمالين يؤكدان أنّ العناصر المنفّذة قامت بالعملية من داخل العاصمة. وهي إما عناصر تابعة مباشرة لجهاز الموساد الإسرائيلي أي عناصر دخلت إيران لتنفيذ هذه المهمة، وإما عملاء إيرانيين يعملون لصالح هذا الجهاز.
ووفق كل الاحتمالات فان عملية الاغتيال تحمل أبعاد كبيره وخطيرة ببعدها الداخلي والإقليمي والدولي عدا عن كونها استهداف الكرامة والشرف الإيرانيين ؟؟؟ هذه العملية مغايره لاستهداف القسم القنصلي للسفاره الايرانية في العاصمة السورية دمشق وهي مغايره لعملية اغتيال قاسم سليماني في بغداد ، وتوصيفها بأنّها “ضرب للسيادة الإيرانية”. فعملية اغتيال هنية في قلب العاصمة طهران هي استهداف للأمن القومي، والكرامة والشرف الإيرانيين. والرسائل التي تحملها، تعني كلّ القيادات الايرانية بمختلف مستوياتها. وتقول إنّها باتت داخل دائرة الاستهداف الإسرائيلي ومعرّضة في أيّ لحظة لعملية اغتيال.
بالإضافة إلى هذه الرسالة التي تعتبر الأخطر، فإنّها تكشف أيضاً فشل أجهزة أمن النظام الإيراني في منع الاختراقات والثغرات الأمنية الكثيرة والكبيرة التي تعاني منها هذه الأجهزة. والتي سمحت في السابق للموساد ووكالة الاستخبارات الأمريكية بالوصول إلى الكثير من أهدافها داخل إيران. خصوصاً تلك المرتبطة بالبرنامج النووي ووثائقه السرية والعلماء والعاملين فيه ، بالتالي فإنّ التحدي الناتج عن عملية اغتيال هنية، وضعت النظام الإيراني ومؤسسته العسكرية أمام حتمية الردّ عليها.
تصريحات ومواقف تصدر عن ناشطين سياسيين إيرانيين، تتحدث عن الأهداف التي يمكن أن تضربها الصواريخ الإيرانية. تبدأ من مقرّ رئاسة الوزراء إلى مقرّ قيادة الأركان، إلى المناطق الحيوية النفطية والكهربائية في محيط مدينة حيفا وأطراف تل ابيب. بالإضافة إلى القواعد العسكرية الإستراتيجية في شمال فلسطين المحتلّة وجنوبها والجولان السوري المحتلّ. بهدف تعطيل سلاح الجوّ ومنعه من القيام بعمليات ردّ على الردّ.
ما صدر عن النائب السابق علي مطهري، المحسوب على التيار المحافظ المعتدل يعد مختلفا عن المواقف للعديد من الناشطين . إذ قال إنّ الردّ الأنسب على عملية الاغتيال يكون بالهجوم البرّي واستعادة مرتفعات الجولان وتحريرها. إلا أنّ هذا الأمر يتطلّب أن تقوم إيران ومعها الحلفاء بحشد قوّات بريّة في المناطق المحاذية للجولان داخل الأراضي السورية واللبنانية.
إلا أنّ التصريحات الصادرة عن المؤسسة العسكرية وتحديدا قيادة الحرس الثوري مختلفة وتحرص على إبقاء طبيعة الردّ والأسلحة التي ستستخدمها في هذه العملية في أجواء من الإبهام والغموض وكل المؤشرات والتوقعات أن الرد يختلف عن عملية الوعد الصادق الأولى وكانت ، ردّاً على استهداف القنصلية في سوريا، وشهدت استخداماً محدوداً للصواريخ “الفرط صوتية”، بمعدّل 5 صواريخ فقط. استطاعت الوصول إلى أهدافها في الجولان والقاعدة العسكرية لطائرات أف 35 وأف 16 في صحراء النقب
أما الردّ الإيراني هذه المرة فسيكون أكثر تعقيداً. فهو بالإضافة إلى استخدام صواريخ باليستية وكروز ومسيّرات انقضاضية، تعتمد فعاليته هذه المرّة على مشاركة الجبهة اللبنانية التي يقودها حزب الله ، المعني أيضاً بالردّ. وذلك بسبب خسارته القاسية باغتيال القائد العسكري فؤاد شكر ، ويتوقع مشاركه يمنيه وميليشيات عراقيه وتعتمد بالدرجة الأولى على تنسيق التوقيت في إطلاق الصواريخ الإيرانية واليمنية.، بحيث يتوقع أن تبدأ عملية الإلهاء الواسعة بالصواريخ التقليدية. ما سيشوّش على نظام القبّة الحديدية المكلّفة بإسقاط الصواريخ. وما سيلهي منظومة الدفاع الجوّي الإسرائيلية التي تضم أنظمة “حيتس” و”مقلاع داوود”، إلى جانب منظومتي “باتريوت” و”ثاد” الأميركيتين. الأمر الذي يضمن وصول العدد الأكبر الصواريخ والمسيّرات الإيرانية إلى أهدافها حسب الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين
ووفق الخبراء والمتابعين والمحللين أن رد إيران والمحور الذي تقوده طهران واختيار الأهداف بحيث لا تؤدّي إلى إشعال حرب موسّعة قد تشعل المنطقة وتضعه في دائرة المجهول.
وجل ما تسعى طهران لتحقيقه من هذا الرد هو الحفاظ على كرامتها ضمن عملية الحفاظ على قواعد الاشتباك التي أرستها بعد الردّ على استهداف قنصليتها. وتهدف إلى إفراغ ما اعتبرته تل ابيب “انتصاراً” حقّقته من عملية الاغتيال المزدوجة لهنية في طهران وشكر في ضاحية بيروت الجنوبية، من مضمونه. وبالتالي فرض نفسها كقوّة ردع في مواجهة تل أبيب وإجبارها على التنازل والذهاب إلى وقف إطلاق نار لحربها على قطاع غزّة.
المحامي علي ابوحبله
هدد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ، ، الذي شارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه في مراسم تنصيبه قبيل عملية اغتياله ، بأن منفذي الاغتيال "سيرون قريبا عواقب عملهم الجبان" فيما لم تتوقف مثل هذه التصريحات على كبار المسئولين السياسيين، بل شملت أيضا دوائر دبلوماسية. ففي تغريدة على منصة إكس، حذّرت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك من أن طهران ستنفّذ "عمليات خاصة ردّا على هذا الاغتيال الذي سيثير ندما عميقا لدى منفّذه".
وترجح أنيسة بصيري التبريزي، الباحثة في الشؤون الإيرانية بمعهد "تشاتام هاوس" البحثي في لندن، أن يكون الرد الإيراني على شكل "هجوم مباشر ضد إسرائيل، لكنه سيكون هجوما محسوبا". وذكرت في مقابله لها مع وسائل الإعلام إن الرد الإيراني سيكون "محسوبا بهدف عدم إثارة التصعيد وخروجه عن نطاق السيطرة . ومن المرجح أن تعمل (طهران) أيضا مع وكلائها لإظهار وحدتهم وقدراتهم المستمرة".
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن ثلاثة مسئولين إيرانيين قولهم إن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد أصدر أمرا بضرب إسرائيل "مباشرة" وذلك في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد وقت قصير من إعلان اغتيال هنية. وقال المسئولون الإيرانيون الثلاثة، اثنان منهم أعضاء في الحرس الثوري، إن خامنئي، الذي له كلمة الفصل في جميع شؤون الدولة خاصة السياسية والعسكرية، أصدر تعليمات للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط في حالة توسع رقعة الحرب وتوجيه إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة إلى إيران.
كل الدلائل تشير أنه بعد اغتيال إسماعيل هنيه في طهران لم يعد هناك صبر لدى القيادة الايرانيه وقد أصيبت كرامتها وهيبتها في مقتل وأن القيادة الإيرانية انتقلت من مرحلة "الصبر الإستراتيجي" لمرحلة "الردع المباشر".. وأن الرد على اغتيال هنيه آت لامحال وكل الظروف الاقليمية والدولية باتت مهيأة لذلك بدليل الحشد الأمريكي والغربي لدعم إسرائيل يقابله تحركات روسية وصينيه ودول إقليمية داعمة لطهران وقد تكون المواجهة لهذه الجولة مغايره لتلك التي حدثت في ، نيسان/أبريل الماضي، حيث شنت إيران أكبر هجوم علني على إسرائيل منذ عقود من العداء، حيث أطلقت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة ردا على استهداف قنصليتها في دمشق ما أسفر عن مقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين. وعقب مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي عام 2020، تمثل الرد الإيراني في قصف قاعدة عين الأسد غربي الأنبار وقاعدة حرير في أربيل. وعقب القصف، أكدت طهران أنها ردت بشكل متناسب حيث شددت في الوقت نفسه على أنها لا تسعى للحرب والتصعيد. ونُقل عن وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف قوله إن رد بلاده على مقتل سليماني "انتهى" بعد قصف القاعدتين العسكريتين في الأنبار وأربيل.
حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ظهران أثارت حفيظة الشارع الإيراني قبل القيادة الإيرانية ومكانة إيران الاقليميه وقوتها باتت على المحك ولا خيار أمام القيادة الإيرانية إلا الرد والسؤال ما هي حدود المناورة الإيرانية للرد في ظل التهديدات الامريكية والغربية لايران وتوعدها في حال أوغلت في الرد وما هية الغطاء الذي تحظى به ايران من حلفائها الدوليين موسكوا وبكين وماذا حملت زيارة مستشار الامن القومي الروسي شويعوا للقيادة الإيرانية وهل روسيا على استعداد لدعم ايران ردا على دعم أمريكا والغرب لأوكرانيا ضد روسيا ؟؟؟
المنطقة حبلى بالمفاجآت والتوقعات بعد أن أنهى قسم التحقيقات في قوات الحرس الثوري الإيراني تجميع خيوط عملية الاغتيال التي تعرّض لها ضيف الحرس والنظام الايراني الخاصّ، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية فجر يوم الخميس الماضي. وأكّد في البيان الثالث الصادر عن “الحرس الثوري” أنّ عملية الاغتيال تمّت من خلال إطلاق صاروخ من مسافة تبعد نحو 1.5 كليومتراً، باتجاه الجناح الذي ينزل به هنية. وذلك في مبنى الضيافة الخاص بمتقاعدي قوات الحرس، بالقرب من مجمّع القصور الرئاسية في سعد آباد شمال العاصمة طهران.
بيان الحرس الثوري ترك الباب مفتوحاً حول التكهن بالآلية التي تمت بها عملية اطلاق الصاروخ. فهل تمت مباشرة عبر فرد استخدم قاعدة إطلاق متحركة ومحمولة على الكتف؟ أم جرت عبر استخدام طائرة مسيّرة من نوع سداسي المراوح؟
يبقى أنّ كلا الاحتمالين يؤكدان أنّ العناصر المنفّذة قامت بالعملية من داخل العاصمة. وهي إما عناصر تابعة مباشرة لجهاز الموساد الإسرائيلي أي عناصر دخلت إيران لتنفيذ هذه المهمة، وإما عملاء إيرانيين يعملون لصالح هذا الجهاز.
ووفق كل الاحتمالات فان عملية الاغتيال تحمل أبعاد كبيره وخطيرة ببعدها الداخلي والإقليمي والدولي عدا عن كونها استهداف الكرامة والشرف الإيرانيين ؟؟؟ هذه العملية مغايره لاستهداف القسم القنصلي للسفاره الايرانية في العاصمة السورية دمشق وهي مغايره لعملية اغتيال قاسم سليماني في بغداد ، وتوصيفها بأنّها “ضرب للسيادة الإيرانية”. فعملية اغتيال هنية في قلب العاصمة طهران هي استهداف للأمن القومي، والكرامة والشرف الإيرانيين. والرسائل التي تحملها، تعني كلّ القيادات الايرانية بمختلف مستوياتها. وتقول إنّها باتت داخل دائرة الاستهداف الإسرائيلي ومعرّضة في أيّ لحظة لعملية اغتيال.
بالإضافة إلى هذه الرسالة التي تعتبر الأخطر، فإنّها تكشف أيضاً فشل أجهزة أمن النظام الإيراني في منع الاختراقات والثغرات الأمنية الكثيرة والكبيرة التي تعاني منها هذه الأجهزة. والتي سمحت في السابق للموساد ووكالة الاستخبارات الأمريكية بالوصول إلى الكثير من أهدافها داخل إيران. خصوصاً تلك المرتبطة بالبرنامج النووي ووثائقه السرية والعلماء والعاملين فيه ، بالتالي فإنّ التحدي الناتج عن عملية اغتيال هنية، وضعت النظام الإيراني ومؤسسته العسكرية أمام حتمية الردّ عليها.
تصريحات ومواقف تصدر عن ناشطين سياسيين إيرانيين، تتحدث عن الأهداف التي يمكن أن تضربها الصواريخ الإيرانية. تبدأ من مقرّ رئاسة الوزراء إلى مقرّ قيادة الأركان، إلى المناطق الحيوية النفطية والكهربائية في محيط مدينة حيفا وأطراف تل ابيب. بالإضافة إلى القواعد العسكرية الإستراتيجية في شمال فلسطين المحتلّة وجنوبها والجولان السوري المحتلّ. بهدف تعطيل سلاح الجوّ ومنعه من القيام بعمليات ردّ على الردّ.
ما صدر عن النائب السابق علي مطهري، المحسوب على التيار المحافظ المعتدل يعد مختلفا عن المواقف للعديد من الناشطين . إذ قال إنّ الردّ الأنسب على عملية الاغتيال يكون بالهجوم البرّي واستعادة مرتفعات الجولان وتحريرها. إلا أنّ هذا الأمر يتطلّب أن تقوم إيران ومعها الحلفاء بحشد قوّات بريّة في المناطق المحاذية للجولان داخل الأراضي السورية واللبنانية.
إلا أنّ التصريحات الصادرة عن المؤسسة العسكرية وتحديدا قيادة الحرس الثوري مختلفة وتحرص على إبقاء طبيعة الردّ والأسلحة التي ستستخدمها في هذه العملية في أجواء من الإبهام والغموض وكل المؤشرات والتوقعات أن الرد يختلف عن عملية الوعد الصادق الأولى وكانت ، ردّاً على استهداف القنصلية في سوريا، وشهدت استخداماً محدوداً للصواريخ “الفرط صوتية”، بمعدّل 5 صواريخ فقط. استطاعت الوصول إلى أهدافها في الجولان والقاعدة العسكرية لطائرات أف 35 وأف 16 في صحراء النقب
أما الردّ الإيراني هذه المرة فسيكون أكثر تعقيداً. فهو بالإضافة إلى استخدام صواريخ باليستية وكروز ومسيّرات انقضاضية، تعتمد فعاليته هذه المرّة على مشاركة الجبهة اللبنانية التي يقودها حزب الله ، المعني أيضاً بالردّ. وذلك بسبب خسارته القاسية باغتيال القائد العسكري فؤاد شكر ، ويتوقع مشاركه يمنيه وميليشيات عراقيه وتعتمد بالدرجة الأولى على تنسيق التوقيت في إطلاق الصواريخ الإيرانية واليمنية.، بحيث يتوقع أن تبدأ عملية الإلهاء الواسعة بالصواريخ التقليدية. ما سيشوّش على نظام القبّة الحديدية المكلّفة بإسقاط الصواريخ. وما سيلهي منظومة الدفاع الجوّي الإسرائيلية التي تضم أنظمة “حيتس” و”مقلاع داوود”، إلى جانب منظومتي “باتريوت” و”ثاد” الأميركيتين. الأمر الذي يضمن وصول العدد الأكبر الصواريخ والمسيّرات الإيرانية إلى أهدافها حسب الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين
ووفق الخبراء والمتابعين والمحللين أن رد إيران والمحور الذي تقوده طهران واختيار الأهداف بحيث لا تؤدّي إلى إشعال حرب موسّعة قد تشعل المنطقة وتضعه في دائرة المجهول.
وجل ما تسعى طهران لتحقيقه من هذا الرد هو الحفاظ على كرامتها ضمن عملية الحفاظ على قواعد الاشتباك التي أرستها بعد الردّ على استهداف قنصليتها. وتهدف إلى إفراغ ما اعتبرته تل ابيب “انتصاراً” حقّقته من عملية الاغتيال المزدوجة لهنية في طهران وشكر في ضاحية بيروت الجنوبية، من مضمونه. وبالتالي فرض نفسها كقوّة ردع في مواجهة تل أبيب وإجبارها على التنازل والذهاب إلى وقف إطلاق نار لحربها على قطاع غزّة.