د. خالد محمد عبدالغني - فرج عبد القادر طه "الوفاء والقدرة على العطاء"

من ينظر إلى الماضي يفقد إحدى عينيه، ومن لا ينظر إليه يفقد الاثنتين (مثل روسي) أد. فرج عبدالقادر طه من مواليد عام 1937 بالمنوفية، وحصل على الليسانس من قسم علم النفس بآداب عين شمس عام 1959 والماجستير عام 1965 والدكتوراه عام 1968، وعمل بنفس القسم مدرسا ثم أستاذاً مساعد ثم أستاذاً ثم رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي (1984-1994) ونائب رئيس الجمعية المصرية للدراسات النفسية (1994-2000) ، ورئيس تحرير مجلة دراسات نفسية (1996-1999) ، ورئيس اللجنة التي أعدت ميثاق المشتغلين بعلم النفس في مصر الصادر عام 1995، وعضو مجمع اللغة العربية منذ عام 1986 ، وعضو المجمع العلمي المصري منذ عام 1996، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بالمجلس الأعلى للجامعات ، وفائز بجائزة زيور من لبنان عام 1998، ونشر العديد من البحوث في الدوريات العلمية العربية والأجنبية، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والإقليمية في علم النفس ، كما أشرف على / وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، وله العديد من المؤلفات التي صدرت مؤخراً في طبعات خاصة بالسعودية.
في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين قرأت – للمرة الأولى - اسم الأستاذ الدكتور فرج عبدالقادر طه مشرفاً على أطروحة الدكتوراه الخاصة بأستاذي الدكتور عادل كمال خضر وكنت يومذاك طالباً بالجامعة، وبمرور الأيام حدثني أستاذي عن خصال مثالية عن أستاذه منها الأمانة العلمية والدقة والموضوعية والقدرة على العطاء المستمر وحرصه على مصلحة تلاميذه وما ينفعهم في مستقبلهم العلمي والوظيفي، وما هي إلا سنوات وأتقدم للحصول على السنة التمهيدية للماجستير بآداب عين شمس (1994) ويعقد القسم مقابلة للمتقدمين للدراسة ويأتي دوري للمثول بين يدي اللجنة المكونة من ثلاثة من الأساتذة بالقسم لم أعرف منهم أحداً، وسألني أحدهم أين تعمل ولماذا تقدمت للدراسة عندنا؟ - أعرف فيما بعد أنه العلامة طه - ومرت الشهور وأراه بصحبة العلامة حسين عبدالقادر في محاضرة شهيرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب (1995) حول العلامة مصطفى زيور، وبعد عام تقريباً (1996) أراهما جالسين أيضاً على منصة مناقشة إحدى أطروحات الدكتوراه بآداب عين شمس، وقد أعدا مناقشة هي أنموذج يجب أن يحتذي فكان العلامة طه وهو المشرف على الأطروحة يناقش الطالب في موضوعية نادرة وكأنه مناقش لا مشرف، وتمضى السنون لنصل إلى المؤتمر الإقليمي الأول لعلم النفس (نظمته رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية عام 2007) وأراه فأهنئه برئاسته لتحرير عدد من مجلة دراسات نفسية حول العلامة مصطفى زيور بمناسبة ذكرى ميلاده المائة، وأبديت له بعض الملاحظات التي اعتبرها مهمة فأثنى على ما قلت ( )، وفي عام (2009) تنظم الجمعية المصرية للتحليل النفسي محاضرة للأستاذ الدكتور فرج طه بعنوان "علم النفس الصناعي والإداري لمَِ؟"، وبعدها بأيام قليلة يهديني نسخة من كتابه /سفره المهم "علم النفس وقضايا العصر" ( ) وفي صفحته الأولي كتب إهداء يشي بتواضعه حيث كتب "للأخ الفاضل الدكتور ....مع خالص تقديري وأطيب تمنياتي – فرج طه - (في13 مايو 2009 ) ، ومؤخراً (الجمعة 31 يوليو 2015) يجمعني لقاء مع العلامة حسين عبدالقادر ويأتي في الحديث على ذكره فيؤثرني بمزيد من خصاله ومنها: أنه وبرغم كونه أستاذاً بالقسم بل ورئيساً له إلا أن أخاه قد حصل على الليسانس من القسم بتقدير مقبول، وأنه ما يزال وبرغم التقدم في السن واعتلال الصحة يحرص على زيارة العلامة حسين عبد القادر وفاءً لما بينهما من صداقة عمر وتعاون أثمر مع آخرين "موسوعة علم النفس والتحليل النفسي)( ) ، وأنه – أي أد فرج طه – بارٌ بأسرته في القرية أيما برِ ، وأنه دائم التواصل مع أفرادها.
ونأتي لما نعتبره خصلتا العلامة طه المميزتين له وهما الوفاء والقدرة على العطاء ، فأما الوفاء فنلاحظ أن العلامة طه قد أهدى كتابه (علم النفس وقضايا العصر) في الطبعة الثانية لوالدته مكتوباً بخط الآلة الكاتبة، وفي الطبعة الثامنة وجدناه مكتوباً بخط اليد ، وعندما كتب فصلاً عن سيرته الذاتية ذكر ظروف النشأة والتكوين الأسري ولم يذكر شيئاً عن والدته ، وقد يكون إهداؤه الكتاب لوالدته كافياً من وجهة نظره، - ليست عندي معرفة بوقت خلود والدته إلى الرفيق الأعلى - وربما التنشئة الريفية المحافظة التي تحيط الأم بهالة من الستر وعدم الإكثار في الحديث عنها، بل وعدم ذكر اسمها، وربما يشي مضمون الإهداء بشيء آخر حيث جاء الحديث موجهاً للغائب – حيث استخدم ضمير الغائب "وفيتها بعضاً من حقها"، بشعور بالتقصير تجاه الأم يكشف عن قدر عالٍ من قسوة الأنا الأعلى والكمالية والإتقان تلك الخصال التي تستصغر كل عطاء وتقلل من قدر كل جهد يبذله صاحبه لأمه، وربما يكون ضمير الغائب هنا دليلاً على خلودها للرفيق الأعلى وهو ما لا يمكنني أن أقطع به، وملامح وسواسية تتضح أيضاً في الدقة والجدية والموضوعية والحرص عل ذكر كل التفاصيل وتدوين كل المناسبات وتوثيق كل البحوث والمقالات عن الأعلام والتصديرات الخاصة بمؤلفات تلاميذه، ومراجعة مؤلفاته وإعادة طباعتها.
ويهدي العلامة طه كتابه (سيكولوجية الشخصية المعوقة للإنتاج)( ) لوالده قائلاً : إلى : "والدي عبد القادر طه أول من علمني وأخلص من صادقني وأعز من صاحبني" ومن الواضح في ذلك الإهداء أنه يعمد إلى التوكيد حيث أنه من المعلوم بالضرورة أن اسم والده عبد القادر طه وذلك واضح على غلاف الكتاب، وبقية الإهداء توكيد أيضاً فالصحبة لا تختلف كثيرا في مضمونها عن الصداقة.
ونجد العلامة طه أيضاً يعيد إهداء كتابه (أصول علم النفس الحديث) ( ) إلى والده وبنفس الكلمات مضيفاً جملة "رحمه الله" مستبدلاً "والدي" بــ "أبي" ومكتوباً بخط اليد . فإلى ما يشير ذلك؟
نحسب أنها دليل على الرغبة في تأكيد الذات وبعض ملامح الوسواسية التي تريد تسجيل الوقائع بذكر حالة الأب الراحل، والوفاء له حياً وميتاً، أليس هو الداعي إلى ضرورة توثيق المراجع العربية في البحوث العلمية على نحو يبدأ بالاسم الأول للمؤلف بدلاً من الابتداء باسم العائلة ؟ بلي .. إذ يقول" ويتعزز اتجاهنا أكثر بما ينبغي علينا – في عصرنا هذا – من إعطاء القيمة وتوجيه التركيز والاهتمام للفرد في حد ذاته وليس لعائلته أو قبيلته أو نسبه " ( ). وتغير في المشاعر تجاه الأب الذي رحل وكأنه يخسر بعضاً من نفسه بفقدانه، وهذا تسجيل لرحلة العلامة طه مع أبيه، فكانت كلمة (أبي) بجرسها اللين الدالة على الحب والرحمة والقرب والمودة.
كما نجد العلامة طه يذكر بكل الخير كل الذين تتلمذ على أيديهم منذ المرحلة الابتدائية وحتى الدكتوراه ويكاد يذكرهم بأسمائهم وصفاتهم وها هو يهديهم كتابه الجامع ( ) قائلاً " إلى من تتلمذت على أيديهم في إعدادي العلمي المرحومين ، الدكتور مصطفى زيور والدكتور السيد محمد خيري والدكتور لويس كامل مليكة والدكتور يوسف مراد والدكتور سيد عبدالحميد مرسي عرفاناً بجميلهم وفضلهم طالباً لهم الرحمة ، ومقام الرضوان"، وعن موقفه من تلاميذه فهو يقدم مؤلفاتهم بنفسه مقرظاً إياهم وما قدموه .
وأما القدرة على العطاء لفترات طويلة فيكشف عن ذلك غزارة النتاج العلمي وتنوعه في كل المؤلفات التي يحرص على إعادة طباعتها مزيدة ومنقحة - ولكي ندلل عليها فها هو كتابه / سفره "علم النفس وقضايا العصر" في خمس طبعات : الأولى الصادرة عام 1978 عن مكتبة سعيد رأفت، والثانية الصادرة عام 1982 عن دار المعارف ، والخامسة الصادرة عام 1988 عن دار المعارف، والثامنة الصادرة عام 2005 عن دار بداري للطبع والنشر والتوزيع – بالمناسبة هي نفس الطبعة التاسعة الصادرة عن دار الزهراء للنشر والتوزيع بالرياض 2010 عندما قارناها مؤخراً- . نجد الكتاب زيد في عدد صفحاته من 203 صفحة في الطبعة الأولى إلى 645 في الطبعة الثامنة، وقد تنوعت الموضوعات والقضايا التي عالجها الكتاب خلال تلك السنوات، فهو يقول في مقدمة الطبعة الثامنة من ( علم النفس وقضايا العصر) "مضى على الطبعة الأولى من هذا الكتاب أكثر من ربع قرن طبع فيها سبع طبعات ..الأمر الذي شجعني على أن أمضي في إعداد هذه الطبعة وتقديمها مع إضافات جوهرية ...هادفاً من كل ذلك إلى تحقيق المزيد من فوائد الكتاب المبتغاة ولأهدافه المتوخاة من نشر مزيد من المعرف الجادة والثقافة العلمية والتوعية الضرورية" .
وها هو في مقدمة كتابه "أصول علم النفس الحديث"( )، يقول " ترجع أصول هذا الكتاب إلى الطبعات السابقة منذ بدأت عام 1989 بالقاهرة في الطبعة الأولى عن دار المعارف وحتى الطبعة السابعة المنشورة بالرياض عام 2006، وهذه الطبعة الثامنة التي بين أيدينا قمنا بتصويبات وتعديلات رأينا ضرورتها، وتحديث في مادته العلمية كنا قد رأينا إضافتها أيضاً كل ذلك مع الإبقاء على جوهر الكتاب وهدفه ومنهجه مع التركيز على جهود العلماء العرب وباحثيهم ومفكريهم فقد نالهم من التجاهل الشيء الكثير".
وها هو نفس الكتاب الذي كان في الأصل موضوع أطروحة الدكتوراه (سيكولوجية الشخصية المعوقة للإنتاج) وكتابه (سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1979) والذي كان أيضاً أطروحة الماجستير ، يعيد نشرهما في مجلد ضخم يقع في 726 صفحة ( ) مع بعض الفصول حول الشخصية والصحة النفسية والكفاية الإنتاجية ، لا ليكون أمام الباحثين وحدهم الأطروحتين في طبعة جديدة تيسر لهم مزيداً من الاطلاع والمتابعة بل ولمحبي الثقافة النفسية بعامة. ويصدر العلامة فرج طه هذا المجلد بقوله " في عام 1980 قمت بنشر رسالتي للدكتوراه وقبل ذلك بعام نشرت رسالتي للماجستير ، وقد نفدا منذ أكثر من عقدين من الزمان إلا أن ضيق الوقت قد حال دون إعادة طباعتهما ، والآن لما سنح لي الوقت فضلت أن أوسع من دائرة قراءتهما بجمعهما معاً في كتاب واحد – نظراً لما يوحد بينهما من ميدان علمي واحد – على أن يكون ذلك في أسلوب يبسط عرضهما فلا تشق القراءة على المثقف العام ، ويرضي في ذات الوقت طموح المتخصص السيكولوجي، لتحقيق هدفي من نشر الثقافة السيكولوجية العلمية المبسطة وإذاعتها دون أن أمس جوهر الكتابين أو أخل بأصول العرض العلمي السليم لمنهج البحثين ونتائجهما ومضمونهما الجوهري".
هذا ،،، ويعد تأكيد العلامة طه – كما سبق ورأينا – في الطبعات الحديثة لمؤلفاته على متابعة إعادة الطبع مرات ومرات وزيادتها وتنقيحها طوال السنوات الواقعة بين عامي 1973 الذي صدرت فيه الطبعة الأولى لكتاب قراءات في علم النفس الصناعي، مكتبة سعيد رأفت ، القاهرة ونظنه أول كتاب للعلامة فرج طه إلى سلسلة الكتب الصادرة عن دار الزهراء ، الرياض 2014. دليلاً على قدرته على العطاء لفترات طويلة، وأنه لم يركن إلى الراحة والهدوء والدعة التي أصابت أغلب أساتذة الجامعة الذين يقف جهدهم وعطاؤهم عند عدة بحوث يحصلون بها على الأستاذية والترقيات الوظيفية، ولكن العلامة طه قدم للمكتبة النفسية إثنى عشر مرجعاً علمياً طبعت طبعات عديدة في مختلف البلاد العربية، ونال مناصب علمية وعضوية بالجمعيات المصرية والدولية أهلته ليكون سائراً على درب أساتذته الكبار.
ثبت بمؤلفات العلامة فرج عبد القادر طه:
1- موسوعة علم النفس والتحليل النفس مع آخرين.
2- أصول علم النفس الحديث
3- علم النفس الصناعي والتنظيمي
4- قراءات في علم النفس الصناعي والتنظيمي
5- علم النفس وقضايا العصر
6- المجمل في علم النفس والشخصي والأمراض النفسية
7- سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل
8- سيكولوجية الشخصية المعوق للإنتاج
9- بطارية اختبارات الاستعدادات الحسي والحركية للمكفوفين
10- بطارية اختبارات التوجيه المهني للصبية
11- الصور المغربية لمقياس وكسلر بلفيو لذكاء الراشدين والمراهقين
12- التورط في المخدرات
قراءة في بعض أعمال الأستاذ الدكتور فرج عبدالقادر طه
1- علم النفس وقضايا العصر . دار الزهراء للنشر والتوزيع. الرياض . 2012 .
البحوث المجمعة ضرورة يفرضها واقع النشر النفسي في مصر، حتى لا تضيع جهود أصحابها ، ومن هذه الجهود ما جاء في 645 صفحة حيث يقدم المؤلف مجموعة كبيرة من البحوث العملية والنظرية تجمع ما بين الأصالة والقضايا المعاصرة التي يعاني منها أفراد المجتمع المصري الإنسان وتلك البحوث وإن كانت متفرقة فإنه يجمعها خط واحد هو معاناة وهموم الإنسان في العصر الحديث والمعاصر ، ويحتوي الكتاب على تصدير بقلم مصطفى زيور. وعرض المؤلف في بداية الكتاب مدخلا لعلم النفس وأهدافه من حيث الفهم والتفسير والضبط والتحكم والتنبؤ ، والعلاقة بين أهداف العلم السابق ذكرها ، ومعيار تقدم العلم . ثم يعرض للبحوث والمقالات على النحو التالي : علم النفس وقضية التنمية وعلم النفس والمدرسة وعلم النفس وترشيد الإدارة ، وعلم النفس بين خدمة العامل وخدمة الإنتاج ، وترشيد سياسات الاختيار والتوجيه المهني للتلاميذ الصناعيين ، ونظرة على علم النفس الصناعي والتنظيمي في مواكبته لمتطلبات العصر ، والصحة النفسية والكفاية الإنتاجية لعمال الصناعة ، وسيكولوجية العامل المشكل في مجال الصناعة ، والعلاقة بين الحوادث والذكاء ، ويعرض لتصوره حول البيروقراطية المصرية وضررها على المجتمع ، وقضية التحليل النفسي والمنهج العلمي ، ودراسته حول التصوير السمعي كمملية في إخراج أحلام المكفوفين ، وتحليل الفرد باستخدام المقابلة ، وإطار معياري جديد للشخصية السوية ، والملامح العامة للشخصية العربية في الواقع الحالي ، وتأملاته العميقة لما طرأ على الشخصية المصرية من سلبيات ، والتورط في المخدرات ، كما يعرض لاتجاهات المواطن العربي والإسلامي نحو تحرير الكويت ، ويجيب عن سؤال مهم هل حقا يبحث الإنسان عن السلام ؟ ، وظاهرة الإرهاب والسلام من منظور علم النفس ، وموضوعات أخرى تدور حول علم النفس الايجابي – ويعد المؤلف من أوائل من كتبوا تحت هذا المسمى - والمصطلح النفسي العربي وتجليات المؤلف في اشتقاق وصك العديد منها، وقوة المستغني وتهافت المفتقر والأستاذ الجامعي القدوة والسلوك وما يحيط به من مخالفات أخلاقية لطبيعة ومكانة الجامعة. وفي الباب الثالث يعرض المؤلف لمجموعة من تصديرات الكتب التي كان قد كتبها لسلسلة علم النفس الإنساني وهي مجموعة من الكتب حرص المؤلف أن يسميها كذلك تأكيدا لمنطلقها العلمي ولاتجاهها في دراسة سيكولوجية الإنسان بما هو إنسان ، ومقدماته لكتب " البغاء والعطالة وسيكولوجية الجريمة والفروق الفردية لنجية اسحق"، وافتتاحيات الإعداد التي صدرت من مجلة دراسات نفسية في الفترة التي تولى رئاسة تحريرها (1996 -1999) وكانت بعنوان "أما الآن".، كما يعرض لمجموعة من المقالات حول أعلام علم النفس مثل : مصطفى زيور "عقل عالم وقلب إنسان" ، السيد محمد خيري "ثلث قرن في خدمة علم النفس" ، لويس كامل مليكة "جدية الالتزام"، عبدالعزيز القوصي "من أكبر رواد علم النفس العربي الحديث"، يوسف مراد "، أحمد عزت راجح ، سلامة آدم ، وفي سابقة غير معهودة يحكي المؤلف عن نفسه تحت عنوان "فرج طه : كما أعرفه " ، وفي ملحق الكتاب يعرض المؤلف لنص الميثاق الأخلاقي للمشتغلين بعلم النفس ويتضمن التمهيد والمبادئ العامة لمهنة الأخصائي النفسي ، ودور الأخصائي في عملية القياس النفسي وأخلاقيات البحوث والتجارب، وأخلاقيات التشخيص والعلاج النفسي ، وأخلاقيات التدريس والتدريب والعمل في المؤسسات الإنتاجية والمهنية، والإعلام والإعلان والشهادة أمام المحكمة ، وضرورة إلمام الأخصائي ببنود هذا الميثاق الأخلاقي. وفي ختام الكتاب نجد باباً مكتوباً باللغة الانجليزية يضم سبعة بحوث هي: هل الإنسان يبحث حقاً عن السلام. والتصوير السمعي لأحلام المكفوفين. والصحة النفسية وفائدتها لدى العمال في المجال الصناعي . وسيكولوجية العامل المشكل في الصناعة . والعلاقة بين الحوادث والذكاء في الصناعة. وعلم النفس الصناعي في مصر "الماضي والحاضر والمستقبل". وعلم النفس الصناعي والتنظيمي في العالم العربي.
2- أصول علم النفس الحديث . مكتبة الانجلو المصرية .الطبعة الثامنة . القاهرة. 2010.
حاول المؤلف في الكتاب الحالي الذي يقع في 553 صفحة النظر إلى علم النفس باعتباره علما بالسلوك في أوسع معنى له، وعلما بالشخصية التي يصدر عنها السلوك في خصوصياتها ومحركاتها ، ولهذا نجد في الباب الأول مدخلا وتمهيدا لعلم النفس ببوصفه علما ـ وتناول المؤلف تعريف النفس وعلم النفس وأهدافه ومنها الفهم والتفسير والضبط والتحكم والتنبؤ بالظاهرة النفسية، والعلاقة بين أهداف العلم ومعيار تقدم العلم، وفي الفصل الثاني حرص المؤلف على عرض فروع علم النفس ومدارسه ، وبدأ بالفروع النظرية وهي علم النفس العام والارتقائي والفارقي والاجتماعي وعبر الثقافي والمرضى والفسيولوجي، وأما الفرع العملية – التطبيقية – وهي علم النفس التربوي والعسكري والصناعي والتنظيمي والإداري والصناعي والإداري والسياسي والجنائي والإكلينيكي والإرشادي والتحليل النفسي وعلم النفس الأسري والرياضي والصيدلي والبيئي كما تناول بعض الملاحظات التحليلية والنقدية حول فروع علم النفس السابقة. وعرض أيضا لمدارس علم النفس وأهما التحليل النفسي والسلوكية والجشطالت وعلم النفس الإنساني والايجابي وإشارات حول علم النفس في العالم العربي ومصر بوجه خاص. وتناول المؤلف في الفصل الثالث أهم مناهج البحث في علم النفس عن طريق عرض المعرفة الدارجة والمعرفة العلمية والمقصود بالمنهج العلمي وخطوات المنهج العلمي ، والتركيز على مناهج الاستبطان والملاحظة والتجريب والإكلينيكي . وفي الفصل الرابع يعرض المؤلف للجهاز العصبي بادئاَ بالخلية العصبية والجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي والدماغ والنصفين الطرويين وجذع المخ والمخيخ والحبل الشوكي والأعصاب الدماغية والأعصبة النخاعية الشوكية والجهاز العصبي الذاتي والهيبوثلاموس والغدد الصماء، وجاءت الدوافع وحيل التوافق النفسي في الفصل الخامس وتناول تعريف الدافع والحاجة والإشباع والباعث والحافز والمثير والموقف والاستجابة والتوافق، وتصنيف الدوافع حسب مصدرها وهي الدوافع الفطرية والدوافع المكتسبة وهي الاتجاهات النفسية والميل والعاطفة والتعصب والعادة ومستوى الطموح ، أما تصنيف الدوافع حسب الوعي بها فتنقسم إلى دوافع شعورية ودوافع لا شعورية ، وعرض كذلك للتدرج الهرمي للدوافع والإحباط وحيل التوافق وتضم القمع والكبت والنقل والتسامي والإسقاط والتوحد والتكوين العكسي والتبرير والنكوص والاستدماج والأحلام والتعويض. وفي الفصل السادس تناول المؤلف الذكاء والقدرات الخاصة وفيه تعريف القدرة والاستعداد والذكاء وتقنين اختبارات الذكاء والقدرات الخاصة والاستعدادات الخاصة وحساب نسبة ذكاء الإنسان وتصنيف مستويات الذكاء والذكاء الوجداني والاجتماعي وبعض القدرات اللفظية والعددية والمكانية والفنية والإبداعية والذاكرة والقدرات الحسية والمهارات الحركية والمرض النفسي والفروق بين الجنسين في الذكاء والقدرات الخاصة والتحصيل الدراسي والنجاح المهني . وفي الفصل السابع جاء موضوع الإدراك والتعلم والتذكر والتفكير والإحساس والانتباه والإدراك الحسي وعوامله وهي العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية وموضوع التعلم وشروطه ونظرياته وهي التعلم الشرطي والتعلم بالمحاولة والخطأ والتعلم بالاستبصار والاشتراط الإجرائي ونظرية بياجيه والتعلم الاجتماعي وقوانين كل النظريات السابق وعوامل التذكر والنسيان والتفكير وأنواعه. ويعرض الفصل الثامن للشخصية والصحة النفسية وفيه تعريفات الشخصية ونموها ونظرياتها ونظرة العرب قبل الإسلام للشخصية ونظرية ابن سينا وفرويد ويونج وأدلر وماسلو ، والنظرية العاملية للشخصية وتضم نظريات : نظرية العوامل الخمسة الكبرى للشخصية أو السمات الخمس الكبرى للشخصية وقياس الشخصية واختباراتها وأنواعها وتعريف الميول والذكاء الاجتماعي وقوائم الشخصية والاختبارات الموضوعية والاسقاطية والمقابلات والاختبارات الموقفية. وتناول الفصل التاسع المرض النفسي وأعراضه ومنها الأمراض العصابية مثل الهستيريا والخوف المرضي والوسواس القهري وتوهم المرض والوهن العصبي والقلق والاكتئاب واضطراب الضغوط التالية للصدمة ، والأمراض الذهانية ومنها الفصام وعته الشيخوخة والصرع والهوس والاكتئاب الدوري ..الخ ، والانحرافات النفسية التي تضم الجنسية المثلية والبغاء والسادية والمازوخية والإدمان والنصب والاحتيال وتليف الضمير، والأمراض السيكوسوماتية وأثر المجتمع والأحوال الاقتصادية والاجتماعية في الإصابة بالمرض النفسي . وفي الفصل العاشر عرض المؤلف للفروق الفردي والجماعية ودور الوراثة والبيئة في الذكاء والمرض النفسي وسمات الشخصية ، كما عرض للميثاق الأخلاقي للمشتغلين بعلم النفس في مصر واهم ملامح التجديد والآمال المتعلقة بعلم النفس في الألفية الجديدة.
3- سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل. مكتبة الخانجي. القاهرة. 1979.
هذا الكتاب في الأصل هو رسالة الماجستير التي حصل عليها المؤلف عام 1965من قسم علم النفس بآداب عين شمس ، وتتصدر الكتاب مقدمة بقلم مصطفى زيور يقول فيها " هذه رسالة تضع يدنا على ميدان يسهم فيه التحليل النفسي بسهم وافر " ويضع المؤلف في الفصل الأول مدخلا حول موضوع البحث وأهميته وخطورة الحوادث في المجال الصناعي ومعدلات انتشارها والقابلية للحوادث والتعرض لها، والاجتهادات المختلفة لتفسير وقوع الحوادث وتوزيعها على الأفراد، والفروض المتعلقة بها مثل افتراض الصدفة وافتراض عدالة التوزيع والقابلية المتزايدة والاستهداف للحوادث وافتراض القابلية للحوادث نتيجة التكوين الخاص بالفرد . ويعرض في الفصل الثاني لمجموعة من البحوث والدراسات السابقة حول ظاهرة الحوادث في المجال الصناعي وهي بحوث عن طبيعة توزيع الحوادث وبحث عن توزيع حوادث سائقي شركة أبو رجيله وعلاقتها بالظروف الطبيعية من إضاءة وحرارة الجو والتعب الذي يصيبه السائق والسن والخبرة والذكاء وزيادة السرعة الحركية عن السرعة الإدراكية ، وضرورة اختيار السائقين اختيارا علميا بناء على قياس خصائصهم الشخصية التي تلزم لرفع إنتاجهم وتقيهم من وقوع الإصابات والحوادث، وتأثير تعاطي المخدرات والإدمان والأمراض النفسية على الإصابة. وفي الفصل الثالث نجد عرضاً للدراسة الميدانية الأساسية من حيث أهدافها وكيفية اختيارها من العمال الصناعيين تمثل أحداهما مجموعة الحوادث (المجموعة التجريبية) والتي تكرر تورط أفرادها في الحوادث خلال فترة عمل محددة بالشركة التي كانت ميدان البحث في مقابل مجموعة تعادلت معها في ظروف العمل ونوعيته وفي خصائص شخصية كثير كالسن والخبرة ومستوى التعليم نوع المهنة ومستواها ....الخ ولم تتورط في أي حادثة (باعتبارها المجموعة الضابطة) ، والاختبارات المستخدمة في الدراسة وهي مقياس وكسلر بلفيو للذكاء ومقياس سرعة إدراكية ومقياس سرعة حركية. وفي الفصل الخامس يذكر المؤلف نتائج الدراسة الاستطلاعية والميدانية وهي دراسة ثبات مقياس وكسلر بلفيو وإعداد مقياس السرعة الحركية، ومقياس السرعة الإدراكية. وفي الفصل الخامس يعرض تفسير النتائج للدراستين الميدانية والاستطلاعية ومقارنة تلك النتائج مع نتائج الدراسات والبحوث السابقة فيما يتعلق بالذكاء والسرعة الحركية والسرعة الإدراكية وأنماط الصفح النفسية لمجموعة الحوادث مقارنة بالمجموعة الضابطة وشرح الدينامية النفسية واللاشعورية ودورها الأكبر في إحداث الحوادث مقارنة مقارنة بالدور الهزيل للذكاء والاستعدادات الحركية والإدراكية حتى أن الذكاء كقدرة عامة متحدة في درج موحدة لم يتضح له ارتباط بالحوادث إلا عندما كان يتأثر فقط بالجانب الدينامي للشخصي ، فيتضح في تشتت جوانبه وعناصره فترتفع أو تنخفض وتتباين فيما بينها فينخفض هذا الجانب ويرتفع آخر وفق الحالة النفسية الدينامية للفرد كما تنعكس على صفحته النفسية في الذكاء ونمطها ودورها في التسبب في الحوادث ، ويؤكد المؤلف على أن التحليل النفسي درس الحوادث والإصابات تحت مسميات مختلفة مثل الأفعال التي تنفذ بشكل خاطئ والأفعال العرضية وأفعال الصدفة والهفوات كما درست الحوادث مصاحبة للاضطراب النفسي في بعض الأحيان . ويختم المؤلف بعرض بعض الاقتراحات وضرورة الاهتمام بالجوانب ذات الصلة بالحوادث لدى العمال حتى تتسارع وتيرة التنمية في بلادنا ومنها الاهتمام بظروف العمل الفيزيقية المناسبة من حيث الإضاءة والضوضاء ودرجة الحرارة ومعدل السرعة في العمل وقل التعب والإجهاد التي تعمل على خفض الإصابات. وفيما يتعلق بملائمة العامل للعمل ومناسبته له يقترح المؤلف الاهتمام بعلاج الاضطرابات الانفعالية ومواجهة نقص النضج النفسي ونقص القدرة على الانتباه والتركيز وكل ذلك من شأنه أن يزيد من إصابات العمل. كما يؤكد المؤلف على ضرورة رعاية العامل في عمله من خلال تخفيض عامل التعب والملل ورفع الروح المعنوية والضمان الاجتماعي والصحي وإتاحة الفرص للترقي والتقدم أمام العامل ومعاملته باحترام وحفظ كرامته .
4- سيكولوجية الشخصية المعوقة للإنتاج. مكتبة الخانجي. القاهرة.1980.
هذا الكتاب في أصل مادته هو أطروحة الدكتوراه التي حصل عليها المؤلف عام 1968 من قسم علم النفس بآداب عين شمس، ويعرض المؤلف في الفصل الأول لمدخل يضم موضوع البحث وأهميته في المجال الصناعي وعلاقته بعلم النفس والإنتاج ، وسيكولوجية التوافق النفسي العام باعتباره وحسب نظري التحليل النفسي أن الحب والعمل هما الدليل على الصحة النفسية والتوافق، ووضع معيار للحصة والمرض النفسي من خلال وجهات نظر مختلف منها ما هو إحصائي وحضاري وباثولوجي ومثالي وطبيعي ، والعلاقة بين التوافق النفسي والمهني. وفي الفصل الثاني يقدم المؤلف الدراسة الاستطلاعية لتحديد بعض مظاهر السلوك الخاصة بالعامل المعوق للإنتاج – ضعيف الكفاية الإنتاجية – وعرض فيه للخطوات التي اتخذها في اختيار العين الاستطلاعية والاختبارات النفسية الملائمة لدراستها وعرض لنتائج تلك الدراسة . وفي الفصل الثالث يأتي الحديث عن الدراسة الميدانية الأساسية ونتائجها ، وهنا يتحدث المؤلف عن هدف تلك الدراسة الميدانية وأدواتها ومقاييسها وهي مقياس وكسلر بلفيو واختبار اليد الاسقاطي واختبار تفهم الموضوع والمقابل الإكلينيكية (مقابلة تداعي الذكريات ) واختيار العينة وخطوات اختيارها من مجموعة تمثل مرتفعي الكفاية الإنتاجية وأخرى تمثل منخفضى الكفاية الإنتاجية ، من خلال واقع البيانات المسجلة عن العمال ، ويعرض المؤلف لنتائج تلك الدراسة الميدانية فيما يتعلق بالذكاء وبتحليل نمط الصفحة النفسية لأفراد العينة، ونتائج اختبار اليد الاسقاطي وبعض الاقتراحات لتعديل طريق تصحيحه لتصبح درجاته أكثر دقة وإقناعاً، وإعداد حساب النتائج بها مما يدل على زيادة صدقها ودقة حساسيتها للقياس والتحليل الإكلينيكي التشخيصي للشخصي في كل من المجموعتين (الممتازة في كفايتها في مقابل الضعيفة في كفايتها). وفي الفصل الرابع يعرض المؤلف لمقابلة إكلينيكية مع أحد أفراد العينة المعوقة للإنتاج واستجابتها على اختبار تفهم الموضع وتحليل مضمونها النفسي، وجاء فيه عرض مفصل وتسجيلي عما دار في مقابلة تلك الحالة كنموذج لبيان كيف استخدمت المقابلة وكيفية تطبيق اختبار تفهم الموضع وتفسيره بهدف إعطاء صورة إكلينيكية متكاملة عن شخصية الحالة ودينامياتها وبنائها النفسي والمنهج الذي استخدم مع تلك الحالة. وفي الفصل الخامس يتكلم المؤلف عن تفسير النتائج ومناقشتها فيما يتعلق بنتائج دراسة خصائص الصفحة النفسية لاختبار وكسلر - بلفيو حيث اتضح انخفاض مستوى درجة الفهم العام بشكل دال في مجموعة منخفضي الكفاية الناجية، وانخفاض نسب الذكاء بكل أنواعها في ذات المجموعة ولكن لم يصل هذا الانخفاض لمستوى الدلالة الإحصائية. وتحليل نمط الصفحة النفسية بشكل عام ومقارنتها بين المجموعتين (مرتفعي ومنخفضي الإنتاج). كما يعرض للنتائج المتعلقة باختبار اليد والتي أوضحت بالنسبة للمجموعة منخفضة الإنتاج الارتفاع الدال إحصائيا للعدوان لديها سواء في التصحيح بالطريقة التقليدية أو بالطريقة التي اقترحها المؤلف ، والارتباط السالب الدال بين درج الاعتماد وكون العامل معوقاً للإنتاج وانخفاض متوسط درجة العجز في مجموعة معوقي الإنتاج. وعرض المؤلف أيضاً للنتائج المتعلقة بدوافع الشخصية ودينامياتها وتبين في هذه النتائج شيوع الاتجاه الذهاني في البناء النفسي لدى مجموعة معوقي الإنتاج مقارنة بمجموعة مرتفعة الإنتاج، وغلبة الطابع العدواني لدى معوقي الإنتاج ، واضطراب عمليات التفكير لدى معوقي الإنتاج مقارنة بمرتفعي الإنتاج، والاتفاق الواضح نتائج الأدوات – الاختبارات – التي استخدمت في الدراسة الميدانية الأساسية من حيث ضعف واضطراب إدراك معوقي الإنتاج للواقع وحكمهم عليه وتوافقهم في الاستجابة له مقارنة بمرتفعي الإنتاجية ، مع ارتفاع الطابع التدميري الاضطهادي لدى معوقي الإنتاج. وختم المؤلف بعرض بعض التطبيقات المترتبة على النتائج في المجال النظري والتطبيقي في علم النفس الصناعي من اجل ارتفاع القدرة الإنتاجية للعامل في مصر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى