زينب هاشم شرف - مسبحة القلق...

أُفَكِّرُ في القصائدِ التي تفوتني هذه اللحظةَ
لأنني -الآن- غارقةٌ في خَشَبِ التثاؤب
..
أُفَكّرُ في القصائد التي سينشرُها أصدقائي الشعراءُ غَدًا على الفيسبوك
مَنْ سَيُهَرِّبُها مثل الحشيش الفاخر الذي دسَّتْهُ صديقتي في تابوتي؟
..
أفكر فيما قيلَ قديمًا واعترضَتْهُ عَثّةُ الوقتِ
لم يبلغْ أُذنَيّ
أحلمُ نهارًا بأشعار امرأةٍ جاهلية
لم يُسمَح لها بالحُب ولا بالغزل
"جدائلُكَ السودُ تَلِجُني جهارًا أيها البدوي الأسمر
بُحوري عفويةٌ وطوفاني سومري الترانيم"
..
أفكر في قصيدةٍ كتبتُها مرةً على منديلٍ في مقهىً أصفر
على حافة المدينة
صحبة شابٍ ثلاثينيٍّ مقطوع الأُذُن
نساءُ الليل صباحًا محملاتٌ بِعَرَقِ العابرين
وعِطرِ الرجال الرخيص
هذا التستوستيرون لن يغسل الفقر
لن يصدُ رياح العهر
عن وجناتِ صبيةٍ روسية
في روايةٍ تكتُبها العُزّى منذ دهور
..
أفكر في العزى
كثيرا
في وصاياها التي اِنْدَفَنَتْ قربَ أقدام صحيح البخاري ومسلم وكتابِ بحار الأنوار
هل تحفظين قصائدنا عن ظهر كلبٍ
-قدّسَ اللهُ سرَّكِ-
يا قطةَ الأمومةِ المَنْسِيّة؟
من نَسيَكِ فقد مات
..
أفكر في شفتيكَ
نعم أنت!
وفي القُبلة التي تتعتق الآن على منشورٍ قديم
قبل النزوح
قبل الحرب العالمية على سوريا
لو أنني بادلتُكَ الشفاهَ هل كانت ستقعُ الحرب؟
..
سوريا هي أُمُّنا جميعًا
وقد قتلوها لتنهضَ من رماد شاعراتها
أفكر في القصائد التي ستكتُبها الشاعرة Shiam Alabdo
كيف أموت وأترك كل هذا ورائي
كل هذا المجاز المكثفِ بين لؤلؤتين؟
أنا سأعيش لأقرأ
وإذا لم يكن الفنُّ قد خُلِقَ سوريًّا
فلماذا يشهقُ اللون في عيني كلما لمحتُ لوحة للتشكيلية السورية Vivian Alsaegh
أنا أسأل
فيصهلُ الروبوت


_________
نصٌ بعنوان (مسبحة القلق)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى