د. حسام الدين فياض - البحث الاجتماعي وأنواعه

البحث الاجتماعي هو جهد منظم خلاق ورؤية واضحة لما وراء التفكير العادي هدفها إحكام العلاقة بين النظرية Theory والواقع المجتمعي Societal Reality. أي إنه التفكير المنظم أو المعرفة المنظمة التي تتطلب من الباحث استخدام المنهج العلمي عند إجراء بحثه ([1]). كما أن البحث الاجتماعي: هو دراسة المجتمع بمؤسساته وظواهره ونظمه المتعددة، ومنهجه في الدراسة هو البحث العلمي له خطة علمية تتماشى مع طبيعة الظاهرة الاجتماعية المدروسة، حيث يهدف للوصول إلى معرفة الأمور كما هي في واقع المجتمع وكذلك بيان العلاقات والارتباطات المختلفة بين الظواهر الاجتماعية للخروج بقواعد وقوانين لها سمة العموم وله هدف تطبيقي هو إرساء القاعدة العلمية الصلبة لكل سياسات الترشيد الاجتماعي والاقتصادي على حد السواء، كما ويهدف البحث الاجتماعي إلى تكوين فكرة عن الحياة الاجتماعية كما تنساب في عمليات وظروف وجماعات ونظم اجتماعية مختلفة بالرجوع إلى أصول البحث العلمي ومنهجه([2]).
كما يعرف البحث الاجتماعي على أنه الملاحظة المنظمة والتسجيل المنظم للسلوك الإنساني الذي يمارس داخل الأنساق الاجتماعية، وذلك من أجل تطوير نظريات اجتماعية جديدة تفسر هذا السلوك، أو اختبار وتمحيص نظريات اجتماعية قائمة فعلاً والبحث الاجتماعي: هو النشاط الأساسي والشغل الشاغل لعالم الاجتماع، ويتمحور تعليمه في الأساس حول هذا الهدف([3]). وكذلك ينظر إليه عبد الباسط حسن على أن البحث الاجتماعي هو الدراسة العلمي المنظمة لظاهرة معينة باستخدام المنهج العلمي بهدف الوصول إلى حقائق يمكن توصيلها والتحقيق من صحتها([4]).
يقصد بالبحث الاجتماعي الدراسة الاجتماعية لظاهرة ما في المجتمع، إما عن طريق الوصف أو التحليل القائم على الملاحظة المشاركة، أو المعتمد على بيانات جاهزة أو غير ذلك. كما هو أيضاً طريقة في التفكير، وأسلوب للنظر إلى الوقائع، يصبح معه المعطيات التي تم جمعها واضحاً في ذهن الباحث كما أنه أسلوب يحل به الأفراد المشكلات الصعبة في محاولاتهم تجاوز حدود الجهل الإنساني([5]).
وفي النهاية يمكننا القول بأنه: عملية تقصي الوقائع والظواهر والمشكلات الاجتماعية بطريقة منظمة. ويجيب البحث الاجتماعي عن التساؤلات التي يضعها الباحث منذ البداية. ويعتمد تصميمه وتنفيذه على قواعد المنهج العلمي وتطبيقها في دراسة مشكلة معينة.
يهدف إلى اكتشاف حقائق جديدة أو فحص حقائق قديمة وتوضحيها. وهو يحاول أن يدرس السلوك الإنساني وتفاعله مع البيئة والمواقف الاجتماعية. كما يحاول معرفة العلاقات السببية بين النشاطات الإنسانية والقوانين الطبيعية التي تحكمها، بالإضافة إلى تطوير أدوات علمية ومفاهيم نظرية التي من شأنها أن تسهل صدق وثبات الدراسات المتعلقة بالسلوك الإنساني والحياة الاجتماعية.
- أنواع البحوث الاجتماعية وتصنيفها: يرى علماء الاجتماع أن هناك سببين رئيسيين وراء القيام بالبحث الاجتماعي. الأول: وجود التحدي العقلي، حيث نود سد الثغرات في معرفتنا، أو أننا على قناعة بأن النظريات الحالية تحظى بالقبول يجب اختبارها في ظل الدلالات الجديدة. والثاني: إن لدينا الرغبة في تغيير العالم وهو سبب يدفع عادة لإجراء البحث التطبيقي (كأن تحاول مؤسسة كبيرة إجراء بحث عن العوامل التي قد تساعدها في زيادة الإنتاج). أو تحاول الهيئات العامة (الجهاز الحكومي والإداري للدولة) بحث المشكلات الاجتماعية مثل: (الجريمة أو الصحة أو الإقصاء الاجتماعي) بهدف التغلب عليها([6]).
- تصنيف أنواع البحوث: وهي كالآتي:
1- بحوث (حسب طبيعة ودوافع البحث).
2- بحوث (حسب مناهج وأساليب البحث وهدفه).
3- بحوث حسب تصنيفات أخرى.
1) بحوث حسب طبيعة ودوافع البحث:
تنحصر تلك البحوث بما يلي:
أ- البحوث النظرية: وهي بحوث لا تعتمد على الواقع ولا تستند إليه أنها لا تلجأ إلى استخدام الملاحظة أو التجربة في أية مرحلة من مراحل المكونة لها. إنها تعتمد على التأمل النظري البحث وعلى الاستدلال العقلي المحض. كما يطلق عليه البحث الأساسي أو البحث النظري الذي يُعنى بتطوير النظرية، ويستهدف الوصول إلى المعرفة من أجل المعرفة وتطوير النظريات والأسس العلمية، ويحاول الباحث من خلاله الإحاطة بالحقيقة العلمية أي تقرير الحقائق واستنباط النتائج دون السعي إلى تطبيقاتها العلمية فأساسها إضافة كل ما هو جديد إلى التراث المعرفي لإثرائه([7]). بمعنى آخر يكون للباحث الحرية المطلقة في اختيار موضوع بحثه، دون أن تكون بالضرورة مشكلة يسعى إلى إيجاد حل لها عن طريق النتائج التي يتوخى الوصول إليها بالبحث([8]).
ومثل هذه البحوث النظرية تقتضي من الباحث أن يقوم بالاطلاع على ما أُلِّفَ أو كُتِبَ في موضوع قيد البحث فيتعرف على الإسهامات السابقة التي قدمها غيره من السابقين أو المعاصرين له ويتفهم ما ارتبط بالموضوع من مشاكل ومسائل تخص مادة البحث ومنهجه ويدرك الصعوبات التي اكتنفته والعثرات التي واجهته ومثل هذا الاطلاع يتيح للباحث:
1) استكشاف محاولات السابقين والمعاصرين وتصنيفها وتنظيمها وجعلها كإطار مرجعي يستفيد منه الباحث كلما أراد ذلك.
2) أن يبدأ من حيث انتهى غيره خاصةً إذا كانت إسهامات الغير مما ثبت صحته أو صدقه إذ ليس من المعقول أن يبدأ كل باحث من فراغ.
3) أن يتمكن باطلاعه على الأبحاث السابقة والمعاصرة له من صياغة بعض الفروض العلمية صياغة دقيقة بعد أن كانت مجرد أفكار غير محددة تحديداً كاملاً ولا شك في أن صياغة الفروض العلمية الدقيقة تعيننا على التمكن من التحقق من صدقها وإثبات هذا الصدق بالشواهد والأدلة.
4) تدفعه إلى التثبت من الحقائق والنتائج العلمية التي توصل إليها الآخرون قبل قبولها وتدعيمها ونشرها وتأكيد ما تشير إليه([9]).
ب- البحوث الميدانية: هي البحوث الموجهة مباشرة لحل مشكلة واقعة يعاني منها المجتمع، وغالباً ما تستعمل هذه البحوث الأساليب الميدانية والتحليل كالملاحظة والمقابلة والاستبيان وتحديد عينة البحث([10]). بمعنى آخر البحث الاجتماعي الميداني هو الدراسة الاجتماعية لظاهرة ما في المجتمع بالاعتماد على أداة جمع البيانات أو سيلة جمع البيانات، وهي الاستمارة (الاستبيان) مثلاً عبر جملة من الخطوات العلمية تسمى خطوات البحث الاجتماعي الميداني([11]).
ينزل الباحث أو فريق البحث إلى الميدان أو المجتمع في هذا النوع من البحوث، ويقوم الباحث بجمع المعلومات والبيانات بناءً على التساؤلات أو الفروض المطروحة لحل المشكلة الاجتماعية بواسطة الملاحظة المباشرة أو غير المباشرة والمقابلة الشخصية أو بتوزيع أسئلة الاستبيانات، ثم يقوم الباحث بتحليل البيانات إحصائياً ليرى مدى الارتباط بين الظاهرة وما يقترحه من أسباب لها فإن كان الارتباط قوياً وجوهرياً أمكن أن يقرر صحة الفرض وأن كان غير ذلك يسقط فرضه وعليه حينئذ أن يبحث عن فرض آخر([12]) حتى يتوصل إلى تحديد المتغيرات الفاعلة لحدوث مشكلة ما ويتأكد منها، وفي النهاية يسعى الباحث إلى استخلاص نتائج البحث واقتراح التوصيات* المناسبة للمشكلة موضوع الدراسة.
ج- البحوث التقويمية: يستخدم مصطلح التقويم للإشارة إلى هدف محدد وعملية من نوع خاص. وهو البحث الذي يهدف إلى تقدير الجدوى الاجتماعية أو القيمة الاجتماعية لنشاط أو برنامج أو فعل معين. وبذلك فإن البحث التقويمي يتألف من شقين متكاملين هما: تحديد القيمة أو الجدوى الاجتماعية، وقياس مدى تحقيقها.
التقويم عملية يقوم بها الإنسان للكشف عن حقيقة الجهد المبذول وأثره فيما كان ينبغي الوصول إليه مستخدماً معايير ومقاييس يحددها هو بنفسه والتقويم في لغة الاجتماعيين يعني قياس قيمة وكفاية وفعالية العمل الاجتماعي، أو النظام الاجتماعي والأنماط السلوكية، بهدف تحسين عملياتها للانتفاع بذلك في العمليات الاجتماعية اللاحقة أو بهدف الكشف عن جوانب القوة والضعف في المشروعات والبرامج الاجتماعية يعد التقويم أسلوباً من أساليب البحث العلمي ويقوم بدراسة تطور مستوى الإنتاج ووزن وقياس كفاية وفاعلية المشروعات الاجتماعية وبه تتضح عوامل النجاح والفشل. التقويم أداة للكشف عن حقيقة تأثير مشروعات وبرامج التنمية.
يرتبط التقويم بالتخطيط ارتباطاً وثيقاً وهو الخطوة الأخيرة للتخطيط الاجتماعي ويمكن تعريف التقويم: بأنه مجموعة من الإجراءات العلمية التي تهدف إلى تقدير ما يبذل من جهود لتحقيق أهداف معينة في ضوء ما اتفق عليه من معايير وما وضع من تخطيط مسبق والحكم على فاعلية هذه الجهود، وما يصادفها من عقبات وصعوبات في التنفيذ بقصد تحسين الأداء، ورفع درجة الكفاءة الإنتاجية بما يساعد على تحقيق الأهداف.
بهذا المعنى يمثل البحث التقويمي ميداناً هاماً من ميادين البحث الاجتماعي، وهناك أمثلة عديدة على استخدام هذا البحث في مجالات مختلفة للعمل الاجتماعي، مثال على ذلك، برامج تنمية المجتمعات المحلية، وأساليب منع الانحراف، وتوجيه وتثقيف الشباب، والتدريب على العلاقات الإنسانية في الصناعية والإدارة، والتغير التكنولوجي ونتائجه. هذا بالإضافة إلى أن البحوث التقويمية تمثل مصدراً من مصادر المعلومات الواقعية عن عمليات التغير الاجتماعي([13]).
هناك خمس مراحل بحثية أساسية لعلمية البحث التقويمي، وهي كالآتي:
- صياغة أهداف البرامج وتحديد نتائجها المتوقعة وغير المتوقعة ومحاولة قياسها.
- تصميم البحث وتحديد معايير التحقق من فعالية البرامج مع الأخذ في الاعتبار تكوين الجماعات الضاغطة أو بدائل لها.
- وضع المقاييس والأدوات وتطبيقها، مع تحديد احتمالات الخطأ في القياس، والعمل على تقليل هذه الاحتمالات.
- تحديد مؤشرات تقويم الفعالية تحديداً دقيقاً وواقعياً.
- إجراءات فهم النتائج وتفسيرها لتحديد مدى النجاح أو الفشل في قدرة البرنامج على تحقيق أهدافه.
ومن الملاحظ أن هذه الخطوات عن التطبيق تتداخل مع بعضها البعض بصورة يصعب معها الفصل بينها، ولكن ينبغي على الباحث أن يمنح كل خطوة منها الأهمية التي تستحقها لكي تكتسب عملية التقويم الدقة الموضوعية المطلوبة([14]).
2) بحوث حسب مناهج وأساليب البحث وهدفه: وفي هذا السياق، يتم تحديد أنواع الدراسات في البحوث الاجتماعية بناءً على مجموعة من المعايير منها: طبيعة البحث وهدفه والمنهج المستخدم فيه، ومن ثم أسلوب البحث كمي أم كيفي. ومن بين أهم تلك الدراسات ما يلي: (الدراسة الاستطلاعية، الوصفية، التحليلية، التجريبية، التاريخية، التقويمية) وهو ما سوف نناقشه بالتفصيل في المبحث الرابع في بند الإجراءات المنهجية للبحث فقرة نوع الدراسة.
3) بحوث حسب تصنيفات أخرى:
في معظم الأحيان يكون من الصعب تقسيم البحوث إلى بحوث نظرية وتطبيقية، لأن أي بحث علمي تطبيقي لا بد من أن يسبقه أساس نظري، زيادةً على ذلك فإن تفسيرات نتائج البحوث العلمية بمختلف أنواعها لها علاقة بعضها البعض. وعلى العموم فإن البحوث كثيرة ومتنوعة ويمكن تمييزها وتصنيفها بطرق مختلفة([15]):
1. من حيث موضوع البحث: توجد البحوث التربوية، التاريخية، الأدبية، العلمية، الاجتماعية، الفلسفية، النفسية.... إلخ .
2. من حيث مناهج البحث: البحوث التاريخية، التجريبية، التنبؤية، المسحية، وغيرها.
3. من حيث المكان: ميدانية، معملية.
4. من حيث طبيعة البيانات: كمية، كيفية.
5. من حيث صيغ التفكير: استنتاجية، استقرائية.
6. من حيث المدخل للبحث العلمي: بحوث ذات مدخل واحد، بحوث ذات مداخل متعددة.
7. من حيث القائمون بالبحث: بحوث فردية، بحوث جماعية.
8. من حيث مستوى البحث:
أ- بحوث أكاديمية (في مستوى الدراسات الجامعية وفي مستوى الدراسات العليا لنيل درجة الدكتوراه والماجستير).
ب- بحوث أكاديمية متخصصة.
ج- بحوث متخصصة غير دراسية تقدم للمؤتمرات العلمية والهيئات المتخصصة.
وفي النهاية يجب على الباحث في كل البحوث بمختلف أنواعها وأغراضها أن يقوم عند إعداده للبحث بالخطوات التالية:
- اختيار عنوان البحث وتحديد مشكلة البحث.
- وضع خطة البحث والبدء بالقراءات الأولية.
- تثبيت وصياغة الفرضيات والتساؤلات الخاصة بالبحث.
- تحديد طريقة ومنهج البحث وطريقة جمع البيانات والمعلومات.
- القراءة التحليلية لكل مصادر المعرفة التي لها علاقة بموضوع البحث مع تسجيل البيانات الببليوغرافية* لكل المصادر.
- كتابة مسودة البحث وإخراجه وفق الأسس والمعايير العلمية.

المراجع المعتمدة:

([1]) علي أحمد الطراح: تصميم البحث الاجتماعي (الإجراءات المنهجية – الأطر البحثية – التقارير النهائية)، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط1، 2009، ص(22-23).
([2]) صفوح الأخرس: المنهج وطرائق البحث في علم الاجتماع، جامعة دمشق، دمشق، ط5، 1997، ص(251).
([3]) محمد الجوهري: طرق البحث الاجتماعي، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، القاهرة، ط1، 2008، ص(11).
([4]) محمد ياسر الخواجة: البحث الاجتماعي أسس منهجية ونماذج تطبيقية، مصر العربية، القاهرة، ط1، 2010، ص(41).
([5]) علي عبد الرزاق جلبي: تصميم البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ط3، 2012، ص(23).
([6]) محمد مهدي القصاص: تصميم البحث الاجتماعي، دار نيبور، ديوانية (العراق)، ط1، 2014، ص(20).
([7]) حمدي شاكر محمود: البحث التربوي للمعلمين والمعلمات، دار الأندلس، حائل، ط3، 2006، ص(21).
([8]) إبراهيم ابراش: المنهج العلمي وتطبيقاته في العلوم الاجتماعية، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2009، ص(213).
([9]) مروان عبد المجيد إبراهيم: أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية، مؤسسة الوراق، عمان، ط1، 2000، ص(33-34).
([10]) إبراهيم ابراش: المنهج العلمي وتطبيقاته في العلوم الاجتماعية، مرجع سبق ذكره، ص(213).
([11]) بلقاسم سلاطنية، حسان الجيلاني: المناهج الأساسية في البحوث الاجتماعية، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012، ص(47).
([12]) مروان عبد المجيد إبراهيم: أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية، مرجع سبق ذكره، ص(37-38).
* كثيراً ما يخلط الباحث بين النتائج والتوصيات. فالنتائج تعتبر الحقائق التي توصل إليها الباحث بناءً على الدراسة التي قام بها. أما التوصيات فهي مجرد آراء للباحث يعرضها للتنفيذ.
([13]) طاهر حسو الزيباري: أساليب البحث العلمي في علم الاجتماع، المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، ط1، 2011، ص(29).
([14]) المرجع السابق نفسه، ص(30).
([15]) عبد الله محمد الشريف: مناهج البحث العلمي (دليل الطالب في كتابة الأبحاث والرسائل العلمية)، مرجع سبق ذكره، ص(16-17-18).
* كلمة يونانية وهي مركبة من كلمتين هما: Biblion كتيب وهي صورة التصغير للمصطلح Biblios بمعني كتابة، وكلمة Graphia وهي اسم الفعل المأخوذ من Graphein بمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوجرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصر الإغريقي وحتى القرن السابع عشر " نسخ الكتب " وظلت تحمل نفس المعنى حتى تحول مدلولها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر من " نسخ الكتب " أو" كتابة الكتب " إلى " الكتابة عن الكتب ".
تعتبر الببليوغرافيا إحدى الأوعية الثقافية الهامة في مجال علم المكتبات، فهي خدمة حيوية تهدف إلى التعريف بمقتنيات المكتبة وموضوعاتها المتعددة ليسهل على الباحثين الحصول عليها والإفادة منها. وتقدم الببليوغرافيا للباحث عرضاً شاملاً للمطبوعات في مختلف أنواع المعرفة حسب ما تشمله من مواد. كما تعتبر " عصب العمل " في المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات، إذ لا يمكن الوصول للمصادر تقليدية أو إلكترونية، دون الاعتماد على أدوات أو وسائل استرجاع فعالة تتضمن وصفاً تنظيمياً لهذه المصادر. ثم توسع مدلولها ليدل على سائر العلوم المتعلقة بالتوثيق وتنظيم المكتبات وبرمجة المعارف.
- من كتاب حسام الدين فياض: تقنيات كتابة البحوث الاجتماعية - منهجية إعداد وتصميم خطة البحث من الألف إلى الياء، سلسلة نحو علم اجتماع تنويري، الكتاب الخامس، دار الأكاديمية الحديثة، أنقرة، ط1، 2023.


د. حسام الدين فياض
الأستاذ المساعد في النظرية الاجتماعية المعاصرة
قسم علم الاجتماع كلية الآداب في جامعة ماردين- حلب سابقاً

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى