حميد العنبر الخويلدي - الفاتحة... وزعفران القدس

نعرف جيداً وبيقين ، حين يقع الحدث الجَلَل ، نعم نقول انّه مكتوب ، نعم مكتوب وبقلم الباري الخالق المهيمن وبنَسخ من اللوح المحفوظ ،
فلعل هذا اول البرد السلام على قلب المؤمن العاشق لعقيدته ،
على مشهد التجلّي والنورانية
انه خبرٌ جَللٌ ، المؤمنون يفقهون سرَّه ، بل يعرفون بطوالعهم ولوامعهم ، انَّه قريب الحدوث
فقط لايعرفون اللحظة متى الوقوع ، كون المؤمنون اهل رباط باطنيٍّ يربطهم ، وجودي الكنه والصيرورة ، يعلمون ما سيحدث قبلَ حدوثه ، ولكن هناك رحمةٌ ورأفةٌ تغشاهم من الرحمن الرحيم ،

* انه خبر استشهاد القائد - إسماعيل فلسطين ، اسماعيل الجهاد والإسلام
هنيّة المناضل والشيخ ، هنيّة الأمير والملك ، الزعيم الذي يحمل قلبَ اسد ، قلباً لايعرف الخوف منذ ان اختار الله سبحانه طينتَه المبجّلة ، طينة القيادة

، منذ ان هبط وباركت النساءُ أُمَّهُ العربيةَ الفلسطينية ، فضلاً عن معرفتنا في تقاليدنا إنّا
لو وِلدت نسائُنا ، تأخذ قريباتُها بتشميم الطفل رائحة الخيل والهيل والقهوة ولربّما السيف
او يَركِزون خنجرا محاذاةً من طبقٍ يحمله ،اقرب لرأسه ،
تيمُّناً منهنَّ بأن يكون هذا الطفل بطلاً او فارساً
او يقرأون باسماعه صوت تلاوات قرآنيّة مختارة ، اكيد ينتبه ابناؤنا ومجرّبة هذي البوراناما
انّما اسماعيل هنيّة شمَّمتْه امُّه عطرَ المسجد الأقصى حالاً قبل ان يشُمَّ اي رائحة تهبُّ ، كانت تعرف وبواعز من الغيب كلُّ هذا سوف يجري عليه ،
اذاقُوه قبل مَضغَته التي تُعطى للطفل ايّما طفل يولد تواً ، أعطوه زعفران القدس والناصرة
كبر إسماعيل واوّل رَسْمةٍ شاهدها بالأخضر الزيتوني من معلمة الرَّوْضة هي خارطة فلسطين
وخارطة الامّة
كان ، حينما يدخل للسوق مع أبويه ، كان ينظر للُّعَب والألوان ، لايطلب إلا بندقيةً ومسدّساً
ماكان في خلد ابيه غير ان يشتري له غزالةً او وردة او بلبلاً
كان يرفضه وبإصرار من صباه ويُقبل على شراء سيف او فرس ، على شكل دمية محببة له ،
تولّع بدرس صعبٍ علينا سهلٍ عليه لانه يعشقه ، درسٍ كيف يصنع بطلاً في داخله
يفتش عن بذرة تغرسُها يدٌ امينةٌ فيه ، فلعله وجدها من صوت اناشيد الفلسطيني آنذاك
( طالع لك يعدوّي طالع ،،،، من كل بيت وحاره وشارع )
صوت الفدائي الذي اقلق الكون واربكه ، صوت مدرسة عرفات المناضل وصوت ابي جهاد
وإياد وجورج حبش ، صوت عبد القادر الحسيني وفدوى طوقان
صوت ،، لقد جاوز الظالمون المدى ،
صوت درويش ، سجّل أنني عزبي. ورقم بطاقتي ،،،،،، ا
صوت ابي خالد الزعيم العربي عبد الناصر
صوت عمر المختار ، نحن لاننهزم فإمّا ان نموت او ننتصر
صوت الحسين ع -هيهات منا الذلة - وآخرهم صوت الرعد المبرق المغيث
احمد ياسين ، صوت حماس الذي فضح الاوراق والغشَّ كلَّه
هذه المدرسة العجيبة الغريبة التي أرعبت بني صهيون وهم في قلاعهم ،
أرعبت كل متصهين و قابع وخانع
، ليعلم العرب الأحرار ، انَّ عدونا خاب وانكسر ، فباستشهاد الأبطال نعم تولد ابطال
وتنمو الشجرة ، وهكذا هو منهج حضارة العرب
ولك في الاسلام مثلاً ونموذجاً، ما صعد وانتشر إلا بالشهداء
من ايام معارك الدعوة إلى حيث ما وصلت دولة المسلمين الحقة. وتستمر
اننا لمسرورون يااسماعيل ، نعم و محزونون جداً ، ذكّرتنا بالحسين ع ذكرتنا بأيام الحرية الحمراء ، علّمتنا كيف نصبر علمتنا اننا قادمون ،
كانت اسرائيل يحاربها الزعماء التاريخيون آنذاك ، امثال ابو خالد جمال عبد الناصر
وحافظ الاسد وعبد الكريم قاسم والباقون ، وملوكنا وامرائنا في كل الوطن العربي رحمهم الله
وكان وكان ،
خذ اليوم اين هبطت اسرائيل اين وصل بها خط بيان الحروب ، ان شباب العرب من كل زاوية يقذفوها بالمنجنيق وبالنار ، انها في اوطأ مرحلة ،
لقد كثرت عليها الضربات ، وانكسر حاجز السلاح والخوف والتردد ، متيقنون ان الشهادة ابلغ الأسلحة
وابلغ النصر
لروحك السلام يااسماعيل حماس واسماعيل فلسطين والعروبة
وياهنية الجهاد والإسلام
إلى علّيين يااخ العرب والحرية
نَمْ قرير عين ، فغزة ترجع كما كانت وأحسن شامخةً معززةً بابنائها
والمناضلون يولدون كالعشب موسماً يتلو موسماً
إلى رحمة الله ونعيمه

حميد العنبر الخويلدي ،، العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى