المهدي ضربان - هؤلاء هم في القلب: الشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد بومرعي... كانوا يلقبونها بالأميرة الساحرة ..!!!

أكاد أقول وبكل جرأة أنني حققت نصابا جادا في التحصيل المعلوماتي الذي يؤكد جدارتك في الحصول على تلك المعلومة النادرة التي تنشطر لترسم حكاية تراجم إعلامية خالدة ..نلتها من تعارفي معها من لحظة بدأ تواصلنا ..عايشت حرفا وفصولا نادرة ..من تراتيل معلوماتية.. لونت مشهد حكايتي مع الكتابة التي تؤول الى تسجلي رقما خالدا في تثوير نسق الإعلام الثقافي الذي يؤدي بك الى معرفة شخصية أدبية مميزة ..ذهبية النشاطات.. و ماسية الألوان التعبيرية .. تؤدي بك إلى إكتشاف موسوعة إبداعية قائمة بذاتها.. من واحدة عشت عبر مضامين محطاتها الابداعية.. هذا الجديد المتجدد تصنعه في المنابر وفي القصاصات وفي كل قارات العالم ..
راقية الفكر ..واسعة الفهم.. كبيرة الإضافات التي تهندسها آلاتها العديدة.. المنتشرة في واقع الحياة.. تبث صناعتها بدون مواعيد.. مناهجها راقية ..تنتج جديدا واعيا ..يتماشى مع جهد وسحر بيان ولوازم تصنعها روحها المجنونة.. لتحيلنا على تفاصيل ..هي محطات من بريق يتلون بتجربتها.. لتصنع البديل والجديد والحالم.. في نسق لبسته منذ صغرها.. تبحث عن أناها ..روحها الجميلة كانت هاهنا.. تصنع لغتها بريقها.. روحها الطاهرة تتلون بمشهد.. تراه من سيرة حياتية.. جاءت من خلاصات بعث جميل.. يلازم كينونتها وبريق صور ..يلملم فواصل حكايتها الإنسانية التي إنساقت وراء حلم.. جلب اليها المعنى والمبنى وحراك.. هو من هندسة الزمن الجميل الذي واكبته سيرتها الإبداعية ..هاجس ناعم رافقها.. بل رافقنا نحن كي نعشق سيرتها وحياتها التي تعطرت بنعيم من جديد تحوزه هذا الكاتبة اللبنانية الراقية " تغريد بومرعي" الشاعرة والمترجمة والقاصة والاعلامية ..وكل هذا الزخم الذي زكى تجربتها.. كي تمنحني شخصيا كل عطاءاتها ..
قالت لي المبدعة الشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد بومرعي كلاما رسم لي كينونتها.. ومعان كانت تسكنها ..هذه التي تولد لديها الهاجس إحتراقا ..كي تمنحني شعورا.. أن تسعد باللقاء يزكي رسومات مقالي فيها :
راحت تحكي وتلامس حقيقتها وهي صغيرة حينما قالت :
" عشت معظم حياتي في الغربة ..غادرت لبنان بلدي الأصلي الى إيطاليا مع عائلتي أثناء الحرب في لبنان ومكثت فيها 08 سنوات لأغادر بعدها مع زوجي وإبنينا الي سويسرا حيث بقيت فيها سنتين " ..
كذلك كانت الكاتبة تغريد بومرعي.. فمنذ صغرها كانت تهوى القراءة والمتابعة والتأمل والتفكير وقد لاحظ ذلك أساتذتها خاصة حينما كانت تكتب مواضيع الإنشاء وفي المرحلة الثانوية.. إنبهر معلمها أستاذ الفلسفة بأسلوبها و كتاباتها وكان يقرأ كل ما تكتبه لبقية التلاميذ في الصف وكان يشجعها على المثابرة وكتابة المزيد ..أول قصيدة نُشرت لها كانت بعنوان: " القضية " وكانت في عمر الثانية عشر من عمرها .. وقد نشرت القصيدة في مجلة " الحرية" في لبنان..
دفاتر كانت ممتلئة بالأشعار والقصص والتأملات الوجودية ، كانت تستعين بمكتبة خالها وكانت تعتبرها كنزها الثمين حيث تقضي معظم أوقاتها في القراءة ..
استهوتها أيضا كتابات المنفلوطي ، ورغم صغر سنها كانت لا تحب سوى قراءة ما يجعل عقلها يعمل ويفكر ..وحين بدأت تقرأ لجبران خليل جبران إستمدت من اسلوبه الكثير .
و في الوقت الذي عاشت فيه في إيطاليا وسويسرا كان كل ما تكتبه على الورق حتى ملأت العشرات من الدفاتر ..كانت تلقي ببعض ما تكتب أمام الاصدقاء الإيطاليين باللغة الإيطالية وكانوا يثنون على شعرها ويقولون أنت جميلة في كل شيء .. كانوا يلقبونها بالاميرة الساحرة ...
كانت دوما تفكر أنه سيكون لها شأن يوما ما ، لكنها لم تكن تعلم متى وأين وكيف.. لم تفكر حينها أنه يمكن طباعة ما تكتب ، كانت تكتب لأن الكتابة روحها ودمها وأكثر ما تحبه في الحياة .
لقد أصبحت معروفة بين الشعراء والأدباء من خلال أول مسابقة شاركت فيها وهي مسابقة القلم الذهبي التي كانت السيدة " صبا العلي " المسؤولة عنها..دخلت في المرحلة الثانية من المسابقة وقدمت نصا نثريا وقيل عنها بعد النتائج إنها دخلت بقوة وتميز وكانت الثالثة من بين العشرات..في الأسبوع الثالث والرابع حصلت على المركز الثاني .
من هنا بدا إسمها يلمع في المواقع والجرائد كشاعرة وأديبة ، من خلال هذه المسابقة تعرفت على أسماء شعرية لامعة ..لقد تعلمت الكثير وما زلت أتعلم..لقد أعطيت الكثير وما زال بإمكاني العطاء ..
المهم في كل المراحل انني كنت دوما الإنسانة المعطاءة التي لا تبخل بمساعدة .. و أعترف لك أنني تعبت كثيرا فيما بعد لأصل الى المرتبة التي وصلتها اليوم .. فاسمي يلمع في كل مناطق العالم مع الشعراء العالميين .. لقد كتبت عني صحف أجنبية وظهرت على التلفزيون الصيني مرتين خاصة بعد أن تم تسميتي من بين 10شخصيات عالمية.. كمستشارين شعر في قسم الشعر في التلفزيون الصيني .. كما ظهرت في التلفزيون المكسيكي والإسباني وتم تسميتي من بين 50 امرأة تركت أثرا كتير في الأدب الحديث .
في عام 2019 حصلت على شهادة في اللغة الانكليزية من الجامعة الأميركية في بيروت و نلت أيضا شهادة المحاماة بعد أن كنت قد تركت التعليم لسنوات طويلة .. ففي عام 2013 ذهبت الى لبنان في زيارة بعد غياب 09 سنوات كنت أعيشها في البرازيل .." ألم أقل في البداية أنني عشت معظم حياتي في الغربة.." ..المهم أنه في ذلك العام وفي تلك الزيارة قال لي والدي رحمه الله : " يا تغريد كان حلمي أن أراك محامية..وبقيت كلمته في رأسي ..فقلت له إن شاء الله ..يا والدي حتى يأذن الله..."..
وهكذا في عام 2019 حين أكملت دراستي في لبنان ولكن للأسف كان والدي قد توفي ولم أسعده بهذا الخبر..لربما يراني من حيث هو ويبتسم لي ..
أما عن الترجمة فلم أكن أفكر في أن أجعلها عملا لي إلا حين أغلقنا الابواب على أنفسنا بسبب كوفيد .. فبدأت أكتب للأصدقاء وفي مجلة " أغاريد" التي أنا من مؤسسيها ، وبما أنه أصبح لدي إسم عالمي وأصدقاء من مختلف الجنسيات وكوني أتقن خمس لغات إلى جانب لغتي الأم ، كان الأمر بالنسبة لي ممتعا جدا .. ففي كل يوم أتعلم الجديد من ثقافات وتقاليد وكلمات .. كنت أشعر أنني أعيش تجربة كل شخص من خلال ترجمة قصته أو نصه أو قصيدته .. كان هناك تحدي بيني وبين ما أترجم ، حتى اليوم أستطيع القولأانني قمت بترجمة أكثر من 1000قصيدة ..وترجمت مقدمات كنت أكتبها في الكتب الأجنبية تقريبا 20 كتابا ..
و مشاركاتي في الكتب الأجنبية كان بأكثر من 80 كتابا .. المجلات والصحف والمواقع الأجنبية سواء الإلكترونية أو الورقية ..كثر من 60 مجلة وهناك مجلات معتمدة فيها شهريا .
قصتي مع اللغات : انا أتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة كوني تعلمت منذ الطفولة وحتى الجامعة اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية وخاصة أنني من الصف التمهيدي لغاية البكالوريا تعلمت في مدرسة راهبات الرسل التابعة لفرنسا .. وأيضا في تلك المرحلة تعلمت اللغة الإنجليزية كلغة اضافية وقد قمت لتقوية هذه اللغة كما قلت سابقا من خلال دورة لمدة 06 اشهر في الجامعة الأميركية في بيروت.
أما الإيطالية فتعلمتها لأنني عشت في إيطاليا .. بخصوص الإسبانية والبرتغالية فتعلمتها لأنني أعيش في البرازيل ..
جانب آخر من مما تحوزه الكاتبة تغريد بومرعي هي أنها ترسم وتكتب بالخط العربي الكوفي ..هي لا تكتب الشعر والخاطرة فقط إنما تكتب الهايكو و الومضة و القصة القصيرة والقصيرة جدا وقصص الأطفال..و لديها العديد من البحوث والمقالات والدراسات الثقافية والإجتماعية وحتى الدينية .
دوما تفتح قلبها للمحبة و تغرد بأطيب الكلمات.



سيرة ذاتية :
الشاعرة والمترجمة..تغريد بومرعي..
لبنانية ولدت في بلدة قب الياس ..البقاع الأوسط ..لبنان ..
مقبمة في البرازيل ..
شاعرة وأديبة وإعلامية ومترجمة وكاتبة قصص أطفال
معلمة لغة عربية لغير الناطقين بها ...
حاصلة على إجازة في الحقوق والعلوم السياسية.
محررة ومسؤولة قسم الترجمة في جريدة العربي اليوم، أغاريد الأدبية.. زهرة الليلك.. الأدباء.. النيل والفرات الورقية، أزهار الحرف..أوتاد الثقافية الورقية..أوتاد الحروف الورقية.. القلم الورقية..مجلة رصيف 81 ..ومجلة AZAHAR POETIC الإسبانية.
مسؤولة ترجمة إلى اللغتين البرتغالية والإيطالية في فريق "مترجمون بلا حدود" ..
صدر لها:
_تغاريد الشوق . مترجم الى اللغتين الإنكليزية والإسبانية.
_ديوان مفاتح العلوم..
آيات..وتجليات ..
_فلسفات على حافّةِ الروح. مترجم الى اللغة..
كذلك عايشت بكل فرح سيرة الكاتبة المترجمة والشاعرة تغريد بومرعي و وجدتني حائرا كيف أنقل كل تلك الإضافات عنها من تكريمات وجوائز نالتها وكتب شاركت في ترجمتها أو في تثوير معانيها.. لكنني إكتفيت بأن وجدت أن تغريد أصبحت بعد كل هذا التعارف الواعي.. أنها أصبحت من عشيرتي ومن قبيلتي ..بل يمكنك القول أنها أصبحت فعلا في القلب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى