العربي عبدالوهاب - أحد ما بجواره

أحد ما داخله ، ينبع من ركام ذكريات قديمة ، أم أحد ما بالفعل يدخل عالما مليئا بالسكون والوحشة .. صوت الموسيقى .. وآذان ديك .
من هناك ؟!! من هنا بداخلى .
لا أحد يجيب .. سوى الليل يسرى والذكريات التى تعبق حوله تدور كدخان منبعث من شيشة .
كان لابد أن يتحقق
وكانت الذكريات تتباعد للوراء آخذة طريقها لزوال الدخان ، أخذ نفسا عميقا .. هادئا .. وفتاة ما .. من مكان ما .. تصعد متلوية على أنغام تنساب .
قالت : من أنت ؟
ـ أنا !!
" ألا تعرفين فتى كان يمر من أمامك مرارا ، يلقى نظرة عابرة ويمضى .. وجهه الأسمر ألم يمر بخاطرك فى مساءاتك الكثيرة "
: أنتَ .. نعم .. أذكر أن شخصا ما كان يمر بذات المكان الذى أجلس فيه .. لأنتظر حبيبى .
ـ حبيبك ؟!!
: ألا تعرفه ؟!
ـ لكنى أعرفكِ أنت .. وتضيع صورتها شيئا ، فشيئا .. تضيع مع الدخان ملامحها .

يفيق برهة لخشخشة صوت فى المطبخ .. صوت أوان .. ملعقة تقع .. آذان متقطع لديك.
هل يهب واقفا . ويفيق ولو للحظة واحدة ليعرف من بالداخل ، بداخل ماذا؟؟! .. أهناك داخل وخارج ؟! هناك فقط عالم متسع للذكريات .. للنساء .. للدموع .. للحظات حلوة مرت .. يقطعه صوت جديد لأوان تقع ، يضيق العالم الواسع . تضيع معالم الأشياء . تخبو ذكريات كان قد أفاقها من مرقدها . يصير وحده ولا أحد .. سوى الضجيج .. وخشخشات لحركات فى المطبخ .
هب واقفا .
قال ـ لنفسه ـ إلى أين ؟.
سار بضع خطوات إلى المطبخ .
ـ هل تريد شيئا يا ....؟
كان وجه زوجته وعصبة إيشاربها وملامحها الجملية .تشبه إلى حد بعيد .. الفتاة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى