المهدي ضربان - هؤلاء هم في القلب : الدكتورة أمينة بلعلى : موسوعة أكاديمية بنكهة تستوي معنى وإضافات ..

علاقتي بها لم تكن سوى تواصلا إنسانيا فيه تلك البساطة التي لا تخرج عن سكة المصطلحات البروتوكولية من كلام.. " أهلا وسهلا ..تحياتي ..ومرحبا ..نتشرف بك ..ونسعد بتواجدكم .." ..هكذا كان المعنى يتجلى في تموضعي مع واحدة كبيرة لنا في البحث والنقد والدراسات والكتابات والمطارحات العلمية والأكاديمية ..كبيرة يرصدها محرك البحث العالمي الذي تصالح معها رغما عنه ..يحيلنا صفحات شتى من دراسات ومشاركات وكتابات وبحوث.. جعلت من إسمها لغة سيميائية حصرية لواحدة كبيرة من الباحثات الجزائريات اللائي أعتز بهن في ساحة البحث الجامعي الواعد ..لقد رسمت عبر مساراتها وكذا تراجمها هذا الكم الهائل من الإضافات الواعية لحرف تنسجه قيميا في إشكاليات بحث مختلفة.. تحتفي بالمنجز الأدبي الذي يستوي نقديا ليؤسس لمرجعية بحث من صميم اللغة الأكاديمية المنعشة ..
كذلك عايشت كاريزما إسم من الأسماء التي تشدني في مجال البحث والنقد والتفاصيل التي لها علاقة بالبحث الجاد الذي ينم عن فهم ودراية بكل وعي لمسائل هي من صميم عمل مختبرات بحث تلتزم الجدية والموضوعية والإبتعاد عن الهرطقة والكلام السفسطائي البعيد عن الجدية والمعاني الواعية ..
كذلك أيضا عايشت تفاصيل الأخت والصديقة الباحثة الدكتورة أمينة بلعلى التي كنت سعيدا أن أواكب حراكها من صفحتها الخاصة ..أن أعيش كلامها ومحطاتها وتفاصيلها هي شخصيا بعيدا عن ماقيل فيها هنا وهناك.. لكوني ضعت في تفاصيل مليونية من المستحيل أن تصل الى أيجاد تعريف حصري للدكتورة أمينة بلعلى.. يحدد جيدا سيرتها وتراجمها وهذا الوهج الذي تصنعه بحوثها وكتاباتها وإضافاتها النقدية ..كنت ألج بيتها في كنف بحث هادئ في صفحتها لأجد منمنمات حصرية من صناعتها الفكرية ومن مواقف ورؤى لها في مختلف القضايا والمسائل الفكرية والنقدية والأكاديمية ..تحيلني على هذا الأنموذج الإنساني الذي تعتز به البحوث والتراجم عموما .لتجعل منه ذلك الهدف الراقي الذي تلجأ اليه الأفكار القيمية كي تستمد منه تلك الإضافات التي يتمناها كل مولع بفكر هذه الباحثة التي عرفت كيف يكون لها شأن وهي تحيلنا على فكر خصب جدير بأن نطالع معانيه ونلازم خصوصياته الضاربة في عمق المناهج والدراسات ..ولذلك عشت خصوبة معنى ينسكب من أفكارها المتميزة ..قالت يوما في صفحتها الخاصة شعرا وهي التي تعود الدارسون والكتاب أن يقرؤوا لها كلاما حصريا لا يخرج عن البحث والنظريات النقدية ..كتبت شعرا ..فجاءت الكلمات من محبيها يرسمون عنها كلاما جميلا لواحدة كانت تقول في داخلها أنها تصنع المعنى وتلازم الكلمة بأحاسيس من فيض التخمين الذي يفجر الهاجس والإحتراق لتعيش معناها الحالم ..تحيلنا على فرح الكلمات وتلامس الهواجس الداخلية تبني منها حكايتها الخاصة ..
قالت ألدكتورة الناقدة بلغة الشعر قصيدة بعنوان " انتظار " ما رسم توليفة لها تحيل على لغة من صميم المعاني المعطرة والمنعشة ..
أراضيَ قاحلة
والمدى موحشٌ بارد
وذراعاي مفتوحتان وممدودتان
وتنتظران يدا ، فانتظرني
يقيني أن المسار طويل
وأنك من رحم الغيب قادم
وأن المسافات جرح يسيل
ولكن معناك في القلب قائم
قال فيها الدكتور الناقد يوسف وغليسي..
" هنيئا لنا هذا ال(انتظار) الجميل بعد طول انتظار!
والأجمل أن الوزن قد استقام وازداد الإيقاع الشعري بهاءً!
أهنئك من صميم القلب يا آمنة ..
لترد آمنة بلعلى : شكرا أخي يوسف فرحة لاستقامة الوزن..
الأستاذة يقوتة عبد الرحمان تنبهر :
" من المنطقي أن تندفق من قلمك كل هذه الكلمات ، كيف لا ، وأنت التي تتحرك الكلمات بك، إشارة بسيطة منك تكفي، وما هذا إلا إغراء أولي للقارئ الذي سيغرف حتما بالخير القادم من إبداعك أستاذتي الغالية. زادك الله ألقا ونجاحا ومدك الصحة والعافية يارب. قلتها لك مرات ومرات أنت التي تخجل كل كلمات الدنيا وتعجز أن توفيك حقك من المدح والشكر والاحترام.تحياتي الخالصة.." ..
صديقي الدكتور علي ملاحي يقول يقول فيها بدوره :
" سعداء لأننا اكتشفنا في الناقدة الكبيرة أمينة بلعلى شاعرة ممتازة ومقتدرة خبأت إبداعها الشعري كل هذا الزمن " ..
سقت هذه الأمثلة لكي أرصد هذا الحراك الذي صنعته الدكتورة أمينة بلعلى وهي المتخصصة في النقد أصلا لتزورنا شعرا ويحتفي بها الكبار مثلما أحتفي بها شخصيا حينما طالعت في صفحتها ماكانت ترصده من نقاشات في الساحة كان تبدو لها ..تحيد عن الطريق ..
تقول الدكتورة أمينة بلعلى : ": يدور هذه الأيام من نقاش فيسبوكي حول مسألة من مسائل الثقافة، يبدو أنه تعبير عن خصومات مؤجلة من مثقفين وظيفتهم أنهم ينتظرون فرصا غير مناسبة لتسجيل ردود أفعال لا تعدو أن تكون شطحات تزيد جروحا للثقافة الجزائرية الموبوءة، وتثبت أن هؤلاء المثقفين الفايسبوكيين يشتغلون خارج الثقافة وخارج التاريخ، لأنهم يتنافسون على إثارة مسائل لا علاقة لها لا بالثقافة ولا بالأدب ولا بالتاريخ، فهم يتحدثون من خارج الأدب عن قضايا أدبية كقضية رواية حيزية، إنهم يتحينون الفرصة لكي يقوموا بعمليات إسقاط إيديولوجية بائسة، ويدعي من هب ودبّ امتلاك الحقيقة والدخول في صراع أعمى..." ..
وكم أعجبني ماكتبت يوما في صفحتها عندما تم دعوتها الى مدينة برج بوعريريج التي تصالحت مع جغرافيا تضاريسها منذ أن تغلغلت في عطر كينونتها لتحيلني على جمالية حصرية تؤكد انصهارها في الأرض التي تربت وعاشت فيها ..
تقول الدكتورة أمينة بلعلى : " أيا برج لو أني خبأتك طول عمري في عيوني.. إلى يوم القيامة ما كفاني. وصلت إلى البرج ووجدت الربيع باردا لكن رائحة المبرجة وقرصة البيض والشليطة والمطلوع وشربة الفريك وفطير أوقصول والعيش والحسوة وتكربابين والبازين والشخشوخة والمفرمسة لا تزال كما هي، وحتى النباتات التي كانت تستقبل معنا الربيع ونحن صغارا لا تزال تزين الهضاب ومزارع القمح، فالتالمة والقرنينة وقرن الجدي ترفل بأوراقها الخضراء وزهور الجعدة الصفراء وبوملال البيضاء تشع من جديد وحتى شوك الكداد وآداد أصبح ناعما فرحا باستقبال الربيع أما التيفاف والخبيز وتالغودة والمثنان والموتر وتغشغشت فخرجت تتأمل الحمايضة وهي توزع العسل على الوافدين وتنظر في ازدراء إلى الدرياس وبونافع وهما يمارسان أبوتهما على بقية النباتات والحركة الثقافية في ابتهاج كبير بأيامها الأدبية ومعارضها ومسرحياتها، وبفاعليها الثقافيين وبعيد المرأة أيضا. فشكرا للقائمين على دار الثقافة على الدعوة وكل عام والبرج ربيع زاهر. وهذه دعوتي لأصدقاء الثانوية الجديدة دفعة 1980 لعلي ألتقي بعضهم. غدا في دار الثقافة في الساعة الواحدة ..."
كلمات زادت في داخلي محبة لهذه الكبيرة التي لم أفلح ابدا في رصدها ويستحيل لمقال أن يرصد فواصلها وأن كنت استعنت بمحركات البحث للوصول الى المبتغى لواحدة نكن لها كل التقدير والإحترام ..


سيرة ذاتية :
آمنة بلعلى من مواليد: 09 جانفي 1961 ولاية برج بوعريريج
الشهادات المتحصلة عليها :
– شهادة البكالوريا جوان 1980.
– شهادة الليسانس، جامعة الجزائر 1985.
– شهادة الماجستير، جامعة الجزائر 1988 ،بعنوان: الرمز الديني عند رواد الشعر العربي الحديث:
السياب، عبد الصبور، خليل حاوي، أدونيس.بدرجة مشرف جدا مع التهنئة.
– شهادة الدكتوراه، جامعة الجزائر 2000 .الحركية التواصلية في الخطاب الصوفي من القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري.بدرجة مشرف جدا مع التهنئة.
-- أستاذة تحليل الخطاب ونظرية الأدب والسيميائيات والتداولية..
__ أستاذة التعليم العالي منذ جويلية 2006. قسم اللغة العربية جامعة مولود معمري، تيزي وزو. الجزائر.
مؤلفاتها :لها العديد من المؤلفات منها :
* أبجدية القراءة النقدية، دراسة تطبيقية في الشعر العربي المعاصر، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر1995 .
* مشروع البعث والانكسار في الشعر العربي المعاصر، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1995 .
* أثر الرمز في بنية القصيدة المعاصرة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1996.
* أسئلة المنهجية العلمية في اللغة والأدب، منشورات دار الأمل، الجزائر 2005.
* المتخيل في الرواية الجزائرية، من المتماثل إلى المختلف منشورات دار الأمل، في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007.
كذلك حاولت أن أعيش لغة ومعنى هذه الموسوعة الإنسانية المتميزة أمينة بلعلى التي تصالحت معها أحرفي.. واحدة مني ومن عائلتي وقبيلتي ..واحدة كما ترون.. هي فعلا.. في القلب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى