الدكتور عاطف أحمد علي الدرابسة - أنا الميِّتُ الموجودُ بالخطأِ على قيدِ الحياة...

قلتُ لها :
ليتني ما زلتُ أقفُ على الشَّاطئِ
ليتني ما عبرتُ
فأنا الغارقُ في قلبِ امرأةٍ
عالي الموج
ليتني ما زلتُ أحلُمُ
ليتني بقيتُ أُغنِّي وحيداً
بين جفونِ الأغصان ..
ليتني يا حبيبةُ أعودُ إلى ذاك الماضي
الذي تنبعثُ منه عواصفُ العطورِ
وتتلألأُ فيه أضواءُ النُّجوم ..
ليتني يا حبيبةُ أستعيدُ معكِ
قبلَ الموتِ كلَّ ثوراتِ الجنون ..
أيُّها الحاضرُ العاقرُ العقيمُ
لن تلِدَ مستقبلي
ولن تبعثني نبيَّاً للعاشقينَ
ولن أكونَ المُخلِّصَ
فأنا أكثرُ النَّاسِ احتياجاً للخلاص ..
أيُّها الحاضرُ العاجزُ
المنفيُّ من ذاكرتي
وذاكرةِ التَّاريخ
لِمَ تركتني أبحثُ في الأزمنةِ المتعرٍّجةِ
عن خطٍّ مستقيمْ ؟
لِمَ جعلتَني أحاورُ ظلِّي
بلا شمسٍ
بلا ضوءٍ ؟
فأنا العاشقُ الذي انطفأتْ في قلبِه المُتعبِ
كلُّ أضواءِ القناديلْ ..
أنا من سلالةِ الوهمِ
ومن سلالةِ الصَّمتِ
بعد أن كنتُ أحسبُني من سلالةِ النَّار ..
أنا ابنُ أوَّلِ الهزائمِ
وآخرِ الهزائمِ
أنا الميِّتُ
الموجودُ بالخطأِ على قيدِ الحياة ..

د.ع /\

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى