المهدي ضربان - تجربة في سطور... اليوم مع القاصة والشاعرة التونسية خيرة الساكت: القصة القصيرة عندها هي فن حب الحياة...!!!

حينما يبحر بك التواصل في ثنايا زخم البحث عن الجديد.. تجد نفسك مولعا في ترسيم وعي الفكرة والبحث عن كل تفاصيل تتعلق برؤية لديك تخزنها الذاكرة ..عن أحداث وشخوص وفواصل مختلفة.. عايشتها في الماضي ترسل لك إشارات من وحي الغوص في الزمان و المكان و حتى الكينونة..كذلك وجدتني تصالحت مع شاعرة تونسية مميزة ومعروفة في الساحة التونسية و العربية عموما ..شاعرة لازمت نهجا إبداعيا خالصا شكل هاجسا لها.. إرتبط عندي بمدينة تونسية أحببتها وكانت المدينة الوحيدة التي زرت زرقة بحرها وترابها حينما نزلت بنا باخرة " الهوقار" الجزائرية في ميناء مدينة بنزرت.. مكثنا هناك ست ساعات فقط في نهاية زيارة بحرية في البحر الأبيض المتوسط.. حينما زرنا في زيارة منظمة من طرف النادي السياحي الجزائري مدنا متوسطية وهذا عام 1987 مدن : ( جزيرة بالما دو مايوركا.. وبرشلونة الإسبانيتين .. ونابولي الإيطالية في زمن اللاعب مارادونا وآخر مدينة كانت لنا هي بنزرت التونسية )..
مدينة بنزرت تتراءى لك من بعيد مدينة على شكل لؤلؤة بجسر بحري يبدو لك من بعيد يرسم خلاصة من جسر يتحرك حسب النقل البحري الذي يمنح للبحر تصريف سفن وللأرض حركة نقل بالسيارت ..هناك عشت محطات جمالية من زيارة التقيت فيها صدفة شاعرا نسيت إسمه ( تبا لي ) يكتب شعر الحداثة ويعلن لي محبته برؤى شعرية كان يقول أنها تنحي لما بعد الحداثة ..
بنزرت منحتني محبة للأرض التونسية لتجدني تصالحت مع شاعرة صديقة عرفتها حينما تواصلنا وعايشنا حروف بعضنا البعض تنسج حكايتها الإبداعية المتميزة جدا.. تنثر رحيق التجربة التي تواترت لتنجب من خلال خاطرة واحدة كتبتها محطة إبداعية لواحدة لها باع في كتابة القصة القصيرة ..بل تصالحت مع نسق القصة وكانت عبرها تلازم هاجسا رسم توليفتها الإبداعية الرصينة ..
إنها الشاعرة والقاصة التونسية خيرة الساكت التي منحني التواصل معها أن أعيش سيرتها وكذا هواجسها لكاتبة مبدعة يبدو أنها رصدت ما يمكن أن يشكل رساميلها الواعدة مع لغتها الحالمة.. تمنحني كل هذا الجديد من تجربتها المتميزة ..
كان السؤال الذي يرتسم عادة حينما نلج عالم المبدعين كيف أن وفقت القاصة والشاعرة في ترسيم وعي الكتابة الإبداعية وهي أستاذة لا يمكن للتدريس الجاف أن يبقيها في نفس حراك التخمين الذي ينتج الهاجس والإحتراق.. قالت لي الكاتبة خيرة الساكت : التدريس والإبداع يشكلون بالنسبة لي حياة متجانسة أنا أستاذة مدارس إبتدائية وليس لدي تخصص في التدريس ..لكن مستواي هو باكالوريا آداب وكتابتي للقصة بدأ الأمر على شكل خاطرة فقط ثم تدرج فيما بعد ليرسم لي كتابة القصة القصيرة ..فقد كنت أكتب منذ سنوات المعهد الثانوي وعائلتي تقدّس العلم والكتاب..
فنشأتي لها لها دور في شغفي هذا وأنا ليست لدي طقوس معينة في الكتابة فعادة أكتب حينما تستفزّني فكرة ما .. إمّا بالتحرير على الورق أو في ذهني حيث أكتب القصة والرواية والشعر في نفس الوقت.." ..
في صحيفة الشروق التونسية بتاريخ : 2011/05/22 : قال عنها الإعلامي .محسن بن احمد :
" امتطت خيرة الساكت صهوة فن القص عن حب وطواعية وشوق ورغبة دفينة لأجل نحت مسيرة متفردة في مجال الابداع والحكي والقص فالقصة القصيرة عند خيرة الساكت هي فن حب الحياة. فهي دائما تردد في كل لقاءاتها ولدت من رحم القصة القصيرة وترى في ذلك هدية إلهية غالية.." ..
موقع ديوان العرب أسهب في تجذبر تجربة الكاتبة المبدعة خيرة الساكت عبر ما كتبه يوما الإعلامي عبد الله المتقي.. محاورا القاصة خيرة الساكت ليخرج بخلاصات من صميم تجربتها الإبداعية المتميزة والمشهود لها في ساحة الإبداع في تونس وكذا العالم العربي ..كذلك صرحت خيرة الساكت لترسم خلاصات تراجمها وتجربتها الراقية :
" القصة القصيرة هي فن حب الحياة.و أنا دائما ما أردد"ولدت من رحم القصة القصيرة"بالنسبة لي اهتدائي لهذا النمط الأدبي الفريد هدية إلاهية غالية.جئت إليها من قراءات عديدة و متنوعة منذ الصغر. روايات، قصص، مجلات، كتب تاريخ و علم اجتماع، كتب سياسية و قد انعكس هذا التنوع في القراءات على المجموعة إذ تنوعت القضايا المطروحة و اختلفت و جئت القصة القصيرة أيضا بعد تفكير طويل بماهية الانسان و الغاية من وجوده و فحوى رسالتي الكونية.." ..
تواصل القاصة الشاعرة الروائية خيرة الساكت كلامها المتميز :" بدأت قصتي مع القصة القصيرة في سنة 2015 حيث أنجبت طفلا وديعا سميته ضياء. أنظر في عينيه أتأمله.كانت نظراته ترسل السؤال الذي يرافق الإنسانية منذ بداية نشأتها.من أنا"و من هنا اندلعت شرارة الكتابة القصصية كتبت نصا هو عبارة عن بحث عن نفسي في المرآة كان مزيجا من الخاطرة و القصة القصيرة..علق بعض الأساتذة على كون النهاية قصصية بامتياز. توقفت عن الكتابة و توجهت نحو قراءة الكتب القصصية و الكتب النقدية التي تبين كيفية كتابة القصة القصيرة ثم بعد ذلك عدت متسلّحة بالقلم و الأفكار و الرؤى المتنوعة نحو القصة القصيرة.."..
" القصة تبدأ دائما بفكرة تتحول إلى هاجس يحتلّني و يجبرني على الإمساك بالقلم و إنجاز تخطيط كامل للعمل ثم بعد ذلك أبدأ بالكتابة. أحيانا تكون العملية سلسة و أنتهي منها بسرعة و أحيانا أخرى تكون الولادة صعبة و القصة عنيدة و لا تخرج للنور على الشكل الذي أريد. أستقي الأفكار من قراءاتي المختلفة. من المواقف التي أتعرض إليها في الحياة اليومية. من الوقائع التي تحدث كل يوم. و بما أن القصة القصيرة تهتم دائما بتصوير موقف أو حدث زمني قصير فأنا أحرص دائما عند تناولي للقضايا الإنسانية الكبرى أن يتم التركيز على أحد جوانبها...
طلبت من خيرة الساكت سيرتها الذاتية :
قالت لي :
خيرة السّاكت تونسية أصيلة منطقة رأس الجبل ( ولاية بنزرت )
أستاذة تعليم ابتدائي ..
تكتب القصة القصيرة والرواية والشعر
حاصلة على شهادة ختم الدروس بالمعاهد العليا لتكوين المعلمين..
وطالبة بالجامعة شعبة علوم تربية ..
أصدرت مجموعة قصصية بعنوان " حبر لا ينضب "..
سنة 2020 عن دار ورقة للنشر بتونس
رواية بعنوان " اللبنة الأولى " سنة 2023 عن دار نقوش عربية بتونس..
مجموعة شعرية بعنوان "تمثّلات تحت ضوء الشّمس" سنة 2024 عن دار الأدب الوجيز للنشر بتونس..
بالإضافة إلى مشاركات عربيّة ..
- عطر السرد في بلاد المغرب العربي (قصص قصيرة جدّا) 2022..
- 150 أيقونة عربيّة (قصص قصيرة جدّا) 2021 عن دار أمارجي للطباعة والنشر بالعراق
- منجز نقدي (قراءات نقديّة) 2023 عن منصّة ثقافة إنسانية..
أعجبني البعض من شعر خيرة الساكت :
قصيدة : أشواق مبعثرة ..
وأنت الذي يمشي مختالا
يدوس على تراب روحي
يشتت أفكاري
ويرسل عاصفة ضباب
تحجب كل شيء إلا ضحكته
لماذا كلما حاولت الإمساك بأسراب وجودك
تضمحلّ مع شذى الياسمين؟
وكلما سعيت لعناقك
تتوارى بين دفّات الحنين؟
ومتى ما رسمت لك صورة
تكون على شكل طائر مهاجر
بجناحين عظيمين يحتلاّن السماء..
كذلك عايشت حرف وهاجس وإحتراق الشاعرة والقاصة التونسية خيرة الساكت ..لازمت تجربة كاتبة عشقت روحها الشاعرية.. وكذا رنينا جميلا من رغوتها الأسلوبية.. تلون مشهدي ومشهد كلمن عايش حرف شاعرة تونسية مبدعة ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى