المهدي ضربان - تجربة في سطور : اليوم مع الكاتبة في عالم الطفل إيمان قادري : أنا هنا لأصنع للطفل عالمه الخاص ..!!!

كان لي معها تفاصيلا كثيرة من محطات كلام.. فيه مايمكن أن شكل عندي نظرة ما ..في سياق ما كانت تحتفي به من إضافات ..صنعتها بتفكيرها الجاد الذي شكل عندها محطات للانطلاقة في الكتابة لعالم الطفل..حينما تصالحت جيدا مع هذا الفكر والإبداع والأدب الذي يتجه للطفل ويناسب مستواه ..فراحت تهندس لهذا المطلب الذي رسمها رؤية لواحدة ..على صلة جادة بكل ما يهتم به الطفل وما تراه هي عنوانا بارزا لمعنى إكتسبته منذ عقود يلازم تفكيرها وتخمينها الذي شكل عندها نقلة نوعية ..على صلة بذلك العالم الذي إرتبط بالطفل كي يتصالح معه وينمي من قدراته ويخترع له كل تلك الأدوات والصور القصصية التي تحيل عالم الطفولة على هواجس تسكنهم وتلازم كل حراك لديهم ..
فرسمت هي عبر ما إكتسبته من خبرات ..أن يكون لها ذلك المنهج القيمي لكي تنصهر مع عالم عجيب ليس من السهل التعامل معه ورسمه صورة ..إيحائية لعقول صغار ..كان لزاما على كل من يرصدها ..أن يكون خبيرا في تثوير عالم الطفولة عبر الإتجاه إليها في تثوير معلوماتها ورسم سيناريوهات تكون بمثابة العالم الذي ينشده كل طفل لكي ينغمس بجدية في وسط عالم فسيح يؤسس لنهج يلازم أعمار الأطفال ويكون البوابة التي تنصهر فيها كل تلك التجارب التي تعلمتها هذه المبدعة لترافق الطفل وتبني معه علاقة وشراكة الهدف منها ملامسة عالمه والغوص في كل ما يرسم له رؤية يتصالح معها عبر إضافات ..تعرف جيدا الكاتبة ايمان قادري كيف تلونها بتجربتها الحصرية وكيف تصنع للأطفال هذا العالم الذي يروق لهم دخوله والتمتع بقصص هي من صميم التفكير والقص الذي له علاقة بالصغير وليس ذلك الإبداع الذي لا يفي بالغرض.. خاصة إذا إنتهج غموضا ورؤى.. لا تتناسب مع عقل الطفل ..
قالت لي الكاتبة : إيمان قادري :
" يمكنني أن أتقدم خطوات إلى الأمام وأنا في وضع مباشر يربطني بتلك الأفكار التي أعرف جيدا أنها تتناسب مع أعمار الصغار . ومع عالم هو الفضاء الذي يمكن للطفل أن ينمي عبقرياته.. فتجدني شخصيا وقد رسمت قصصا مختلفة تلازم الطفل وعالمه الفسيح ..بعيدا عن كل حبكة فنية معقدة أو تفاصيل تزيد في غموض الفكرة ..أنا هنا لأصنع للطفل عالمه الخاص.. كي يتصالح معه ومعي في لحظة تنمو لديه القابلية كي يواكب ذلك السيناريو المحبب لديه.. فأصنع له تلك الفكرة التي تتبلور على شكل فكرة.. مؤداها ينتج قصة.. لها بعد قصصي يتعلق أساسا بعالم الطفل .." ..
كذلك وجدت الكاتبة المبدعة إيمان قادري تنسج قصصها المتميزة في عالم الطفل من وحي معايشتها اليومية لتفاصيل ترصدها أو تلازمها بالصدفة أو عبر معنى أو ومضة أو لقاء بشخصية ما.. ترسم من خلالها ذلك السيناريو الذي يهندس قصصها الرائعة.. تلون مشهدا دأبت العيش في ثناياه وهي تنسج حكاياتها التي تنبعث من وحي المعايشة ومن طرائق تنبعث من حكاية تزورها لتواكب منهجها الضارب في عمق ما تلونه من القلب شخوصا قصصية ..كذلك وجدتها تؤكد هذا المعنى ..حينما رصدت في صفحتها ما يؤكد هذا المعنى و ذلك البعث الجميل ..
تقول القاصة إيمان قادري في هذا المعنى :
" قبل سنوات، وبالضّبط في ( دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع) جمعني لقاء مع المُلاكم الجزائري "محمد ميسوري" صاحب أول ميدالية ذهبية للجزائر في الألعاب المتوسطيّة 1975، ثم الذهبية في الألعاب الإفريقية 1978، حيث طلب مني ٱنذاك وأصرّ على أن أُقدم عملا مُبسّطا للأطفال يُعرّفهم على الشخصية التاريخية "شريف حامية" بطل المُلاكمة الذي تعمَّد الهزيمة في إحدى المُقابلات النهائيّة أثناء الحقبة الإستعمارية، وذلك بأمرٍ من جبهة التحرير الوطني حتى لا يُرفع علم فرنسا بمجهوداته... وهو ابن الجزائر التي كانت تعيش مُقاومتها للاستعمار، فعاش تجربة الاختيار، بين نجاحه رافعا العلم الفرنسي، أو خسارته التي كانت بمثابة فوزٍ كبيرٍ بالنسبة لجبهة التحرير... فاختار الوطن، والإخلاص إليه..." ..
تقول القاصة إيمان قادري : " أُعجبت بالفكرة، دوّنتُها قبل سنوات، وأعددتُ النصّ للأطفال الناشئة، وتم الإصدار قبل أشهرٍ قليلة، لكني لم ولن أتستطع تقديم الشّكر لمُلهمي، صاحب الفكرة، لأن وفاته قد سبقت كل هذا... رحمة الله عليه.." ..تقصد الملاكم الراحل ..محمد ميسوري..رحمه الله ..
كذلك كتبت ضمن مسارها الابداعي مع عالم الطفل قصصا تدخل في خانة " سلسلة أبطال الجزائر " حوالي 30 قصة تتناول سيرة أبطالنا الكبار من مشاهير خلدهم التاريخ ..من بينهم :
العربي بن مهيدي ...عيسات إيدير ..مفدي زكريا...حسيبة بن بوعلي.. الشيخ بوعمامة..زيغود يوسف.. عبد الحميد بن باديس ..عبان رمضان ..العقيد لطفي ..فرحات عباس.. سويداني بوجمعة ...علي لابوانت ..مصطفى بن بولعيد..
فرانتز فانون ..الأمير عبد القادر ..
وآخرون من كبار الأسماء والزعماء ..
وكان لهذا الصدى أن ذكرت الكاتبة القاصة المبدعة إيمان قادري أن رصدت في يوما.. لحظة ما رسمت لها نقلة نوعية كانت من صميم آثار ما كانت تكتبه من إضافات إنتشرت لتؤكد جدارتها في ميدان كتابة القصص لعالم الطفل ..تقول الكاتبة إيمان قادري بافتخار :
" في لجنة انتقاء مسابقة "تحدي القراءة" الخاصة بتلاميذ السنة الرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي، ومن بين خمسين مشاركا، أخبرني الأستاذ " أحمد جعدي " أنه صادف الكثير من التلاميذ قد اجتهدوا في مطالعة قصصي و تلخيصها، وتذكروا حتى عدد صفحاتها واسم دار النشر (أطفالنا).. أكثر ما أتمناه ويسعدني، أن يُحفظ اسمي عند هؤلاء البراعم.. أشعر بأنني أم لكل طفل قرأ حرفا من حروفي.. " ..
كذلك عايشت هذا الاسم المميز في عالم الكتابة للطفل التي أحاول الآن الإحتفاء بها وباسمها المميز ..إنها باختصار الكانبة إيمان قادري التي تقول عنها التراجم ما يلي :
إيمان قادري، مواليد 1983 بالعاصمة، موظفة إدارية بقطاع العدالة، كاتبة مهتمة بالأدب الموجه للطفل...كانت بداياتي منذ سن المراهقة، في كتابة خواطر باللغة العربية الفصحى، وبعضها بالعامية (الشعبية) ثم تمكنت من نشر ديوان شعبي، والذي أعتبره فاشلا كوني لم أغذي موهبتي جيدا فيما يخص قوانين الملحون...
قالت لي إيمان قادري : " عملت لسنوات طويلة في مجال النشر والتوزيع، وهذا ما ساهم في تعزيز روح المطالعة لديّ، فتولد فيّ حب الكتاب، وغُصت دون وعي مني في عالم الأدب، الادب الموجه للطفل تحديدا، رغبة مني في المساهمة في تكوين شخصية هذه الفئة الحساسة (الاطفال) التي تحتاج إلي نمو عقلي، نفسي، عاطفي ولغوي، وإثراء حياتهم بقيم الأخلاق والتسامح وتعلم أسلوب الحوار والإعتناء بحياتهم الثقافية..." ...
تواصل كلامها لي قائلة :" بصراحة لا أدري ما الذي جذبني أكثر لعالم الطفل، ربما أحببت أن أقتحم عالمهم الجميل، الأكثر صدقا... كما أن الأسلوب البسيط الذي يُعتمد في هذا المجال و اللغة السلسة في تلقين الفكرة، ساعداني كثيرا في المواصلة، ومحاولة إثراء المكتبة الأدبية ببعض العناوين التي أتمنى دائما أن تكون في المستوى المطلوب ولتصبّ في فائدة الطفل الجزائري خاصة و العربي عامة..." ..
كذلك عايشت تجربة وتفاصيل وتراجم كاتبة متخصصة مميزة في عالم الطفل.. اسمها إيمان قادري ..التي تحسرت يوما حينما عايشت وعثرت في بيتها على قصاصة جريدة من عام 2016، أعادت قراءتها وتحسّرت لأن كل العناوين لي ذكرتها مع الصحفية كمشاريع جاهزة ..مازلت محبوسة في الدّرج ولحد الٱن مازالت لم ترى النور.. !
تقول إيمان قادري بحسرة : لو سألوني لماذا كل مشاريعك محبوسة ومؤجلة أكيد كنت سأدخل في موضوع طويل يدخل عادة في خانة " تكاليف و واقع النشر في بلادنا خاصة تلك المتعلقة بكتاب الطفل.. !!!
إنها الكاتبة المبدعة إيمان قادري ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى