لابد لي أن اعبر هذا الزحام فالشوارع فارغة إلا من تلك الجثث التي ملئت بأجساد الموتى أما الأحياء فقد سلبت منهم هوية البقاء كونهم بعنوان فائض عن الحاجة.
يا إلهي!! ما الذي يحدث أتراني في كابوس أما أنه عالم القبور الذي سمعت عنه، فالأموات فيه يتمثلون بالصمت المطبق كما أعرف، غير أن الجثث التي اتخطاها بصعوبة اجدها تئن وتتأوه... اغلبها يشكو الظلم، كيف يكون ونحن فينا أمه إسلامية كبيرة عريضة؟ أم ترى اسلامنا مجرد تشدق في فتوحات اسلامية كما يسميها البعض فتوحات لأفخاذ رغبة دنيوية عاهرة، لعلي أرى نفسي قاريء جيد للتأريخ والاحداث وحتى السير الاسلامية فما وجدت اني استطيع ان افهم هذا الاسلام المتبرثن بديدان وهم وشكوك فكل شيء له اكثر من وجه، العدالة عمياء، الميزان كفتيه تميل للاقوى، المطرقة بيد بشر يخطيء اغلب الاحيان ولا يصيب الا بدس رغوة صابونية في جيوب منخورة، الحق متسول على اعتاب مساجد، القانون حمار مركون في حظيرة الحيوانات، السائس لهذه الحظيرة عبارة عن فزاعة بخبرة صعلوك... ما لنا كيف نزن الامور!! يا لحالي الهلع ييصكصك أوصالي... دعني اثير غبار هروبي وانا اعبر هذه الجثث فلست ممن يشترون إلا انفسهم فأن اطبق المثل القائل انا ومن بعدي الطوفان.. ولكن اي طوفان اكبر مما انا أراه فقد طغى سيل الجثث كل مكان حتى البيوت التي تهاوت لم تعد تصلح ألا بيوت لسكنة الخراب للبوم و الغربان تشهد بذلك فنعيقها يخبر البعيد انه مقبل الى عالم من الموتى في زمن الدين لله والوطن للخبثاء والعملاء،
ماذا ارى؟!!
هناك من يتسول على ناصية بقايا رصيف!! مما زاد استغرابي!!! فضولي دفع بي فاتجهت إليه كي اسئله ممن يتسول؟! من جثث المارة!! ام من تلك الدماء الراكدة والتي وصلت حتى قدمية؟ ام يطلب الحياة للطفل الذي يضعه على رجليه؟ ما ان اقتربت حتى صدمت فالطفل لم يكن سوى بقايا جثة الاطراف غائبة عن الجسد الرجل يكسوه التراب يحتضن ذلك الجسد الصغير وجميع اطرافه متيبسة لا حراك فيها لم أعي انه جثة هامدة كالتي يحملها... اما يده الممدودة فقد كانت تمسك بقطعة رغيف يابس لم يتسنى لإبنه ان يتذوقه، ياللجريمة؟؟؟!
ماذا اقول جريمة و اي جريمة اكبر من اني اهرب وسط هذا الكم من الجثث، ترى من سيواريها؟ ستشبع الكلاب و الجرذان ودود الارض سيصيبها التخمة، لكن ليس كتخمة تلك التي تسمى السلطة فقد كشفت وجوه من يمسكون بدفتها كما السعادين حمراء ليس خجلا بل من كثر الضرب على القفا، لا عجب فكل الساسة العرب هم وجوه عمالة ودياثة اقولها بملئ الفم فما عاد هناك شيء لم يذكره التأريخ فهو اسود بأسلام مزيف يعتمد الثرثرة لكن ليس فوق النيل فحسب بل فوق كل انقاض الارض التي تحمل شعارات الاسلام... لا أدري كيف نقيم الانسانية بأي معيار او خانة نضعها؟؟ في عالم الإباحيات والمثلية والسحاقية ام بتلك الكتب الدينية التي خطتها ايدي عصاة بشر... فحتى كتاب الله لم يسلم من ألسنة حرفته بعناوين وكتبت غيرها دعاة تدين كدستور ينفث بخاره كأن يذري العيون حتى لا ترى الحقيقة... لم اعد افهم ما الذي يجري ولم انا بين هذه الجثث؟ لِمَ لم اكن بيها !!؟ أين كنت حتى قصفت هذه المدينة وبأي شارع او ركن كنت اختبئ؟ ام تراني شبح ميت يرتاد عالم الموتى الجدد لأعدها واكتب سيرها في سجل لم يعد فيه فراغ ليس كما الشوارع، فصفحاته قد ملئت بعناوين واسماء، لا فرق بين طفل وشاب رجل او امرأة او فتاة.. أو إمرأة طاعنة وشيخ كبير في السن فالموت يحصد من عناقيد الاحياء ليعصرها نبيذ لتلكم الذين يتطلعون للعشاء الاخير مع نبيهم الجديد ذي العين الواحدة الى جانب سفيرهم العربي السفياني في ارض العرب.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي
يا إلهي!! ما الذي يحدث أتراني في كابوس أما أنه عالم القبور الذي سمعت عنه، فالأموات فيه يتمثلون بالصمت المطبق كما أعرف، غير أن الجثث التي اتخطاها بصعوبة اجدها تئن وتتأوه... اغلبها يشكو الظلم، كيف يكون ونحن فينا أمه إسلامية كبيرة عريضة؟ أم ترى اسلامنا مجرد تشدق في فتوحات اسلامية كما يسميها البعض فتوحات لأفخاذ رغبة دنيوية عاهرة، لعلي أرى نفسي قاريء جيد للتأريخ والاحداث وحتى السير الاسلامية فما وجدت اني استطيع ان افهم هذا الاسلام المتبرثن بديدان وهم وشكوك فكل شيء له اكثر من وجه، العدالة عمياء، الميزان كفتيه تميل للاقوى، المطرقة بيد بشر يخطيء اغلب الاحيان ولا يصيب الا بدس رغوة صابونية في جيوب منخورة، الحق متسول على اعتاب مساجد، القانون حمار مركون في حظيرة الحيوانات، السائس لهذه الحظيرة عبارة عن فزاعة بخبرة صعلوك... ما لنا كيف نزن الامور!! يا لحالي الهلع ييصكصك أوصالي... دعني اثير غبار هروبي وانا اعبر هذه الجثث فلست ممن يشترون إلا انفسهم فأن اطبق المثل القائل انا ومن بعدي الطوفان.. ولكن اي طوفان اكبر مما انا أراه فقد طغى سيل الجثث كل مكان حتى البيوت التي تهاوت لم تعد تصلح ألا بيوت لسكنة الخراب للبوم و الغربان تشهد بذلك فنعيقها يخبر البعيد انه مقبل الى عالم من الموتى في زمن الدين لله والوطن للخبثاء والعملاء،
ماذا ارى؟!!
هناك من يتسول على ناصية بقايا رصيف!! مما زاد استغرابي!!! فضولي دفع بي فاتجهت إليه كي اسئله ممن يتسول؟! من جثث المارة!! ام من تلك الدماء الراكدة والتي وصلت حتى قدمية؟ ام يطلب الحياة للطفل الذي يضعه على رجليه؟ ما ان اقتربت حتى صدمت فالطفل لم يكن سوى بقايا جثة الاطراف غائبة عن الجسد الرجل يكسوه التراب يحتضن ذلك الجسد الصغير وجميع اطرافه متيبسة لا حراك فيها لم أعي انه جثة هامدة كالتي يحملها... اما يده الممدودة فقد كانت تمسك بقطعة رغيف يابس لم يتسنى لإبنه ان يتذوقه، ياللجريمة؟؟؟!
ماذا اقول جريمة و اي جريمة اكبر من اني اهرب وسط هذا الكم من الجثث، ترى من سيواريها؟ ستشبع الكلاب و الجرذان ودود الارض سيصيبها التخمة، لكن ليس كتخمة تلك التي تسمى السلطة فقد كشفت وجوه من يمسكون بدفتها كما السعادين حمراء ليس خجلا بل من كثر الضرب على القفا، لا عجب فكل الساسة العرب هم وجوه عمالة ودياثة اقولها بملئ الفم فما عاد هناك شيء لم يذكره التأريخ فهو اسود بأسلام مزيف يعتمد الثرثرة لكن ليس فوق النيل فحسب بل فوق كل انقاض الارض التي تحمل شعارات الاسلام... لا أدري كيف نقيم الانسانية بأي معيار او خانة نضعها؟؟ في عالم الإباحيات والمثلية والسحاقية ام بتلك الكتب الدينية التي خطتها ايدي عصاة بشر... فحتى كتاب الله لم يسلم من ألسنة حرفته بعناوين وكتبت غيرها دعاة تدين كدستور ينفث بخاره كأن يذري العيون حتى لا ترى الحقيقة... لم اعد افهم ما الذي يجري ولم انا بين هذه الجثث؟ لِمَ لم اكن بيها !!؟ أين كنت حتى قصفت هذه المدينة وبأي شارع او ركن كنت اختبئ؟ ام تراني شبح ميت يرتاد عالم الموتى الجدد لأعدها واكتب سيرها في سجل لم يعد فيه فراغ ليس كما الشوارع، فصفحاته قد ملئت بعناوين واسماء، لا فرق بين طفل وشاب رجل او امرأة او فتاة.. أو إمرأة طاعنة وشيخ كبير في السن فالموت يحصد من عناقيد الاحياء ليعصرها نبيذ لتلكم الذين يتطلعون للعشاء الاخير مع نبيهم الجديد ذي العين الواحدة الى جانب سفيرهم العربي السفياني في ارض العرب.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي