المهدي ضربان - تجربة في سطور: اليوم مع الشاعرة التونسية آمال صالح... راهنت على شاعريتها ضمن القصيدة المفتوحة!!!

من زمان كنت مسكونا بتلك الصحف التي تأتينا من باريس في الثمانينات ..نعيش نكهة مجلات .." اليوم السابع"..
و " المستقل " و" كل العرب" ..صدفة وجدتني أغوص في عنوان كان يجذبني معناه من لافتة عنوان بسيميائية دلالية.. تؤشر على ما تعلمناه في معهد العلوم السياسية والإعلامية في عام 1980 .. نعيش محطات أساتذة كبار وهم الدكاترة : " أديب خضور " .." تيسير أبو عرجة ".." عزة عجان " ..
" عمار بوحوش " ..و" عبد العالي رزاڨي" ..كنت مفتونا بطقوس العناوين ..والعنوان هو من جذبني الى أن أطالع فيديو بلافتة توثق إسم مجلة " كل العرب " وفي المنصة شاعرة تونسية باريسية ..هناك تلقي الشعر ..وتتفنن في منح الحاضرين شعرا من تجربتها الواعدة ...نسيت العنوان ورحت أرصد القصيد.. من نفحات تصلني شعرا من مبدعة تونسية كبيرة راهنت على شاعريتها وعلى مجد إكتسبته ضمن فضاء القصيدة المفتوحة التي.. تهرب بك من مكان الى آخر و من محطة الى أخرى ..فالصورة بايحائها الجميل جعلتني أتواصل معها لتقبل رسالتي بالفرح.. تؤكد لي على حبها للجزائر ..حب إنعكس في تواصلنا أنها تمنح ذاتها لغة من صميم العشرة والأخوة التي تجمع تونس والجزائر ..
التواصل وحده من رصد هذا الهاجس وهذا التخمين الذي إكتملت صوره من منطلق تجربتها ..تجربة الشاعرة الدكتورة التونسية " آمال صالح " التي كان لمنطقها القيمي في المعنى أن لامست القصيد ونثرت عطرها من البوح المعطر.. يسكنها ويلازم روحها الشاعرية ..فكان لها أن تفرح بميلاد رنين لديها يحيلها على فرح ..بلون الأسلوب الراقي.. في تفعيل طاقاتها الإبداعية التي عايشت.. ركح القصيد ..وتفاعلت معانيها مع صدى يؤكد جاهزية الأسلوب الحالم في تحيبن تلك الشحنة الداخلية من أحاسيس.. كانت تعيش داخل الشعور واللاشعور معا.. تؤكد جدارتها الشعرية في تمتين روابط الهواجس التي كانت تزورها..لتمنحها رغوة بوح من صميم القصيدة.. ومن لغة داخلية تعاملت معها هذه الشاعرة الحساسة التي كانت تتفنن في ترسيم وعي القصيد.. والمضي قدما في تفجير قريحة كانت منذ صغرها مسكونة بالإبداع والشعر وتفاصيلا ميزت حكاية شاعرة واعدة.. إسمها " آمال صالح " التي تصالحت مع المعاني والمؤثرات الأسلوبية لتصنع حكاياها ورموزا من بعث راق لتفاصيل تسكن الذات المتيمة بكيمياء بوح يتصدر منهج محطات هذه الشاعرة المتألقة ..
قالت لي الشاعرة آمال صالح :
" يسكنني الهاجس يلازم الذات ..يمنحني رؤية بعث داخلي يلون تفاصيلي مع الإحتراق الذي يجاري حكاية داخلية تسلكها الكلمات لترسم بوحا من صميم تخميني وهاجسي الذي ترافقه كلمات تصالحت معي ومع جنوني من لحظة أخط تلك الكلمات ..عادة ما تزورني في اللحظة الهاربة الى تمتين صلتي بتلك المفردات المعطرة نسقا من تجربتي مع صقل تلك الحروف التي تبدو لي ولك ..هكذا حكاية من نسج المعنى الواعد.. ترسمني من داخلي المسكون عادة بالهاجس والأحاسيس ." ..
هي نفس تلك الخلاصات التي رسمها الناقد الدكتور رحيم عبد علي الغرباوي..يحكي متغلغلا في تجربة ونصوص الشاعرة المتميزة آمال صالح حينما يؤكد بإقتدار :
" الشاعرة آمال صالح واحدة من الشاعرات اللاتي يبحثن عن الجمال المطلق؛ كونها تدرك أنَّ الشعر مشغل جمالي يحقق متعة القراءة والاستماع بما فيه من مقومات الدهشة، وهو ينقل مشاعر إنسانية خصبة مزجاة بعوالم الشعور، بوصف الحقائق موطنها شعور الإنسان حسب الفيلسوف الألماني آدموند هوسرل..."...
يواصل الناقد كلامه في المتميزة الشاعرة آمال صالح :
" و لعل الشاعرة أماطت من القصيدة محدوديتها كما شاع في عصرنا؛ لتطلقها من حدود الوزن والقافية إلى فضاء النثر من أجل إمكانية تعدد القراءة بما يعرف بالنص المفتوح؛ لاستثارة الروح في تأمل الجمال عن طريق حدوس المتلقي "بوصفه سلطة معرفية في اكتشاف عوالم الجمال الكامن في العمل الفني والأدبي منه بخاصة" فالحدس عملية عقلية تجري على مستوى الروح..." ..
السيرة الذاتية :
الاسم: آمال صالح
مكان الميلاد: تونس
الحالة الاجتماعية : متزوجة
العنوان: فرنسا ـ باريس ـ الضاحية الجنوبية
المؤهلات العلمية:
ـ ليسانس في اللغات والحضارات الأجنبية – قسم اللغة العربية – جامعة السوربون..
ـ ماجستير في النقد الأدبي من جامعة السوربون
مؤهلات علمية أخرى:
ـ دبلوم تنشيط لكبار السن
ـ دبلوم في الألسنية الفرنسية
المهنة:
ـ منشطة ومنظمة حياة اجتماعية لكبار السن
وظائف سابقة:
ـ معلمة لغة فرنسية للكبار لمدة عشر سنوات
الخبرات الأدبية:
ـ تأليف الشعر باللغتين العربية والفرنسية
ـ رئيس هيئة النشر والمتابعة بمؤسسة اتحاد المثقفين العرب
ـ محررة الصفحة الأدبية بجريدة المدارات الثقافية العراقية
ـ رئيسة القسم الأدبي بجريدة النهار نيوز المصرية
ـ مشرفة بالقسم الأدبي بمجلة سطور الأدبية العراقية
المؤلفات
داووين مطبوعة:
ـ ديوان ابتسامة ودموع ( معرض القاهرة للكتاب2021 )
ـ ديوان إرث الحنين ( معرض القاهرة للكتاب2021 )
ـ ديوان وطني الأخضر ( معرض القاهرة للكتاب2021 )
مؤلفات تحت الطبع:
ـ كتاب من مذكرات مغتربة
ـ ديوان مهاجر
أوسمة وتكريمات:
ـ الدكتوراة الفخرية من اتحاد المثقفين العرب
ـ الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الحرية والسلام وحقوق الإنسان
ـ الدكتوراة الفخرية من الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل بتونس
ـ جائزة أفضل شاعرة نسائية في استفتاء جريدة النهار نيوز المصرية لعام 2021
ـ شهادة تقدير من بوابة المحروسة الإلكترونية
ـ شهادة تقدير من الاتحاد الدولي للصحافة العربية
ـ جائزة أجمل شخصية لعام 2021 من أكاديمية الحضارة العراقية..
ـ درع المثقف العربي من اتحاد المثقفين العرب
ـ درع النصر من مكتب اتحاد المثقفين العرب بفلسطين
النشر بالصحف والمجلات والمواقع إلكترونية:
ـ جريدة الأخبار المصرية
ـ مجلة الآداب والفنون العراقية
ـ مجلة المثقف العربي
ـ جريدة الرأي العام المصري
ـ مجلة سطور الأدبية العراقية
ـ جريدة النهار نيوز المصرية
ـ جريدة الزمان المصرية
ـ مجلة صدى المستقبل الليبية
اخترت لها قصيدة بعنوان : تمطر داخلي
تمطر بداخلي
حين أسمع ذرات المطر
في فسحة السماء الصاخبة بين الأرض والحنين المعلق
بين شفافية الكلمات
حين أتأمل لون الماء تنهمر سيول بداخلي
مثل صخب السماء
نعم ...
تمطر بداخلي ...!!! تتناثر بقايا الدخان
هنا نقطة
لامست سحابة سوداء
هناك أمل من الصخب
يأتي...
هناك خطوات
تعيد المسافات إلى مداها
لن تدق العتمة
مثل هذا الصخب سينتهي
وكل الأصوات
ستمر ...
ربما بقي صداها...
لكنها ستمر ...
والصخب بداخلي
سيعانق من جديد
ذلك المدى...
وتعود حروفي بلون الماء....!!!
كذلك عايشت حرف ومعنى وإضافات الشاعرة التونسية آمال صالح المتميزة ..تنثر عطرها الإبداعي في صحف ومواقع و قصاصات هنا وهناك.. ترصدها بنسق متميز ..هو في حد ذاته إضافة نوعية و واعدة لسجلها الإبداعي الناصع ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى