د. محمد عباس محمد عرابي - الشعر والشاعر في ديوان ترانيم للشاعر السوداني طارق الطاهر

إعداد /محمد عباس محمد عرابي


يتناول هذا المقال الشعر والشاعر في ديوان ترانيم للشاعر السوداني الدرعمي القدير طارقيسن الطاهر،وديوانترانيم صدر عن دار يسطرون بجدة بالاشتراك مع نادي الطائف 1445/2023م ،وقدم له مقدمة ضافية الشاعر والناقد محمد سلطان الأمير ،وبينت هذه المقدمة مدى اهتمام شاعرنا الطاهر بالشعر والشعراء ونذكر هنا ما قاله الأمير على النحو التالي :
*حفاوة الطاهر الشديدة بالشعر:
احتفى الشاعر السوداني الدرعمي القدير طارقيسن الطاهر بالشعر واصفا إياه صفات إنسانية تسمو به إلى ذروة النشوة والطرب حيث يقول: هذا قصيدي لا أرضى له بدلا
هذا أنيسي في نومي وفي سهدي
يصور النفس والأحزان صامدة
يجسد البوح لم ينقص ولم يزد.

*تعبير الشاعر عن شخصيته:
يبين الأمير أن شاعرنا الطاهر يتنقل بين القوافي والأوزان ليعبر عن شخصيته حيث يقول :
أنا يا عاذلي رجلٌ
يزين القول لي فهما
لساني صارم ٌ قوله
حديثي فارق الوهم .


سكون أزيز الشعر مرجل الشاعر:
بين شاعرنا الطاهر أن أزيز الشعر تسكن مرجل الشاعر حيث يقول:
هذا أزيز الشعر يسكن مرجلي
نلدى صرير يراعتي
والذكريات
حتام تغلى في الحياة مواقفي
فمتى سيسكن مرجلي.
ومتى تعود الأغنيات.
ويغلق القصيدة بقوله:
قد صغت منك قصيدة
طابت وطاب بها الغناء
وأعود متكئا على جرح القصيدة لحظة
اختال ما بين الأنا والأخريات

ويقول في غلق قصيدة انعتاق :
هذا قصيدي لا أرضى له بدلا
هذا قصيدي لا أرضى له بدلا
هذا أنيسي في نومي وفي سهدي
يصور النفس والأحزان صامدة
يجسد البوح لم ينقص ولم يزد
يطير في همام لا يخاف نوى
لا ينحني لهبوب الريح كالوتد.

محاورة دفاتر الأشعار:
وفي هذه المحاورة يقول:
عبثا أحاور دفاتر الأشعار
حتى تماوجت كل الرؤى
عبثا أحاول قنصها
لأفتق التأويل في سفر الأنا
والأمنيان
وقد أفرد قصيدة كاملة (اشتعال قافية )للحديث عن طبيعة شعره حيث يبين أنهنسجحرفًا من شمائله العلا ويفجر الشعر الرصين جداولا ،
ويطوع الحرف العصي ،وإن سلا ،ويرمي بقافية ترتب ما جرى
فيقول:
في مُنحا الأفكار غربلت الرؤى
ونسجت حرفًا من شمائله العلا
الآن أصعد فوق أحلام السري
وأعيد بوحًا قد تعاهده البلى
وأفجر الشعر الرصين جداولا
وأطوع الحرف العصي ،وإن سلا
أرمي بقافية ترتب ما جرى
إلى أن يقول في نفس قصيدة (اشتعال قافية ) مبين سمو ومكانة شعره :
وتركت غيري في الأباطح مهملا
وغرست قافيتي على هام الدنا
خلفت غيري في الفلاة مجندلا
ومحوت من عقل الحقيقة –قادرا –
قولا تأكدت بل تثبيت وانطلى
وأصوغ نرتيب المعني من هنا
قولا تأكد بل تثبيت وانطلى
وأصوغ ترتيب المعاني من هنا
نغما تفجر في الأماكن منهلا
من شاعر يهب القوافي لونها
من شاعر حاز الثريا منزلا .
والأمر نفسه في قصيدة "تحت ضوء الشعر "يقول :
جمرا وطئت فما زلت به قدمي
ريحا لقيت فما خارت بها هممي
كل المواجع تشكو هم صاحبها
إلا ياوجعي المدفون في القدم
هذي القصائد ترجو بوح شاعرها
تحار ما بين سكب الروح للقلم .
فكلما اشتط في نفسي توجعها
عالجته بقصيد فيه من حكمي
يا نفس صيرا فإن العزم مرتقب
إلى أني قول :
صوت تمدد في الآفاق أنظمه
فالشعر من فرح كالشعر من ألم .
ويقول في قصيدة "كبرياء حرف "
صرير براعتي يدمي تسيل حروفه كلمى
دموع البوح منهمرة يطير الحق بي سهما
قليل في الزمان هنا يحقق غايتي حُكما
أنا يا عاذلي رجل يزين القول لي فهما
لساني صارم قوله حديثي فارق الوهما .


المراجع :
طارق يسن الطاهر،ديوان ترانيم،دار يسطرون بجدة بالاشتراك مع نادي الطائف 1445/2023م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى