منى محمد صالح - في سماءٍ، غائمة هناك…

أتقنت ابتسامتها الهادئة
مثل صلوات الفجر،
تعلمت أن تحتفظ
بكل مشاعرها في زوايا القلب
حتى وقت متأخر من الوجع

كانت تدرك جيدًا
كيف تكتسب الأشياء حزنها
عندما تغيب دهشتها،
نزق عذوبتها،
وحينما ينهار قلبها
في غفلةٍ ما...

تصعد لتأخذ بعض الهواء،
تلتقط أنفاسها،
في سماء غائمة هناك،
تغطي فمها بيدها
حتى لا تسمعها الريح.

في تلك الصباحات،
القابضة على زندِ الهواء البارد
أيامٍ وليالٍ كثيرة،
تعض على أكمام الألم،
تختلس عذوبة حزنها
كالأغنياتِ العالقة في رأسها،
كتبها المفضلة،
الخطوط المزدحمة،
في مدونة يومياتها الوحيدة

مثل بنفسجٍ،
يحتضن لون الحزن الغارب
في يديها المرتعشتين،
وما تتناوله على الفطور
في صباحات عطلتها الوحيدة،
نهاية كل أسبوع،
تجلس في مقعدها الارجواني
تتأمل قهوتها
انتظارٌ حنونٌ،
يتمادى في عريه
المغمّس بعذوبة مرارتها

وسؤال يرتدي عباءة الريح
يمشي متجولًا بين قصائدها:
كيف لم تلتقيه من قبل!
كيف جرفتها تيارات الزمن
ببطء، بعيدًا... بعيدًا،
موجةً بعد موجةٍ،
وألف حلمٍ،
ألف حلمٍ
كان
يمكن
أن
يكون

23 إكتوبر 2024
منى محمد صالح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى