زينب هاشم شرف - لا تسألْ عن البَحرَيْن...

لا تسألْ عن البَحرَيْن
لا تزرع الحنينَ في جماجم المُرجان
ثمةَ لؤلؤةٌ أخيرة، بمخالبَ صدئة
تمارسُ رياضةَ الشِعرِ كُلَّ حَربٍ
وتسقطُ بين قَلْبَيْكَ قُبَيْلَ المجزرة
..
على سُرُرِ اللهفةِ في وادي الأقمار السبعةِ، يسألني
حبيبٌ ما لِعَسَلِ عينيه مِنْ قاع
عن أعمقِ هرطقةٍ في مهبل الأرض
عن عذوبةِ التدَفُّقِ بينَ فِكرتيْن
:
البحرُ وهو ينسجُ آيةَ الكرسِيّ
البحرُ وهو يسجنُ سُورةَ البِطريق
وأنا بين حاءِ غيابِكَ وخالِ الباءِ في غَمْرةِ حضورِكَ
طاءٌ ضَلَّتْ طريقها نحو نارٍ مقدسة
..
اسألني عن بلدي
عن منفاي الحُلو
عن رطوبةِ أفخاذ أيلول
على شواطئ منامةِ الحزن
عن مَناحةِ القمح
وَدَقِّ الصُدور
عن تدميمِ جسديْنا في مَعبَدِ إينانا لإيقاف الإبادةِ
عن معاويةَ وجميع أجدادكَ الطيبين
ماذا لو كنتُ ابنةَ الحُسَين
ولا أُم لي سوى جهورةُ قبلاتِك ؟
فَاسْأَلْني عن شوارع تبصقُ شبابَها في وجه الشمس
عن رجفةِ عاطلٍ عن العمل يلجأ إليّ كل فَجرٍ ليُقاسِمَني جوعًا أَكْفَرَ مِنْ عَرَبِ التفرُّج
عن مساحةِ الشقاق والفتن الشهية بحجم بظرٍ لم يختن بعدُ
عن هروب الشمال من جنوبٍ عاشق
عن اغتصابِ الغرب للشرق
وانتقاماتِ المشرق الحزين في خيالاتِ جُثة
..
لا تسألني عن البحرين
فأنا مُنُذُكَ
أنتظر موتًا جديدا يرفعُني إلى كبد الهاوية
لأولد طفلةً عسليةَ العينين
على ضفافِ فلسطين

______
زينب هاشم شرف
البحرين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى