المهدي ضربان - هؤلاء هم في القلب : اليوم مع الشاعرة مهدية طواهري... شعور جميل أن تعيش الوثبة الحالمة

وكان لي أن ألتقي بإسمها صدفة عبر محطات كنت أهندسها منذ عام عبر مشاركتها صفحة " إبداعات " في صحيفة الحياة ..إنتشر إسمها يرسم خلاصة واعدة لشاعرة نشرت يومها قصيدة بعنوان " حصار " ..ترسم لحظات هوس كانت تطاردها من وضع عربي يحاصر الذات والمعنى وقضايا التحرر والبعث والنضال ..واكبت حراك كل من يمتهن الشعر يرصد قضيتنا الأولى فلسطين.. تسكن القلوب مثلما سكنتها هي ..وسكنها في الأول الشعر الذي رافقها هاجسا وإحتراقا.. وراحت تمنحنا تلك الومضات من لغتها الشاعرية التي جعلت من البوح رسائلا..تحيلنا وإياها على تشكيلات أسلوبية.. تفننت هي في تجسيدها عبر الساحة الشعرية.. تواكب لمسات معنى من صميم تجربتها ..
بهذا الزخم عرفتها مرتين ..مرة حينما تواصلنا نتعارف يلازمنا هاجس الإبداع ..والثانية حينما حدث لي أن أخبرتني أنها لم تجد إسمها في قائمتنا فكان لها أن تؤكد على هذا ..خاصة حينما كنت أخبرتها أنني على صلة بتراجمها وسيرتها ..وكذا تفاصيلا لها عبر هندستها الابداعية فكان لنا أن نلتقي مرة أخرى في التواصل دون أن نعرف معا ما حدث للإسم الذي لم يعد يومها في آجاندتي التواصلية ..توافقنا على تأكيد تناغمنا في البعث الإنساني وطفقت الألوان التعبيرية..تعيد لنا هاجس الكتابة.. وتراجما كنت إلتزمت أمامها أن نرافق تجربتها الابداعية التي عايشتها فعلا من نشاطاتها.. وكذا مشاركاتها الفاعلة في ملتقيات وطنية مختلفة .. لكوني كنت على صلة بها وكذا محطاتها الهادفة حينما صنع لها شعرها الإسم المتكامل من بريق الإضافة ...
كذلك عرفتها وعايشت رنين إبداعاتها الواعدة في فضاء المعنى والقصيد ..
إنها الشاعرة المتميزة مهدية طواهري هذا الاسم الذي تفاعلت معه المنابر والكتابات وكذا القاعات والمكتبات والملتقيات تلازم إسمها وجديدا كانت تصنعه في فضاء الشعر والكتابات الراقية نماذجا هندستها ببريق تخمينها وروحها الشاعرية العالية ..إسم مهدية طواهري كان يمنحنا تلك الشاعرية الجمالية التي كانت ترافقنا الى بيت القصيد الى المعنى والمبنى.. عصارة من تجربتها الشعرية المتميزة..يحذوها الأمل والهاجس في ترسيم وعيها المتعاظم ..مع تلك النقلة الإبداعية الإسلوبية الراقية.. من لحظة صنع لها إسمها يافطة من الإضافات وكذا تلك المحطات التي جعلت من شعرها بوابة للإنطلاقة النموذجية الواعدة ..
قالت لي يوما :
" أستاذي أنا يسكنني الهاجس هو من يرسم لي الخيار في تثوير كل ما ينتابني من لحظات تصبح فيما بعد الومضات شاعرية المعنى ..يصنعها بوحي الذي سرعان ما ينطلق عبر بريق الاحاسيس التي تترك في داخلي هاجسا بضرورة الكتابة ..كذلك تجدني وقد رسمت توليفتي وباشرت عملي في نسق كله ذلك المعنى الذي يزورني حبكة من صميم هواجس لي تنطلق لترسم جمالياتها النصية ..كذلك فالشعر عندي هو ذلك البيان الصادر مني يعلن عن ألوانه بمجرد أن يزورني الإحساس ليشكل الحبكة الجمالية الحالمة .."..
كذلك عشقت الحرف المتناسق وراحت تبرق للذات كي تنطلق وتنتعش بتلك المسحة الجمالية التي تغوص في ذاتها المسكونة بلغة إنصهار شفاف لامست بريقه الأول.. من زمن كانت في الثانوية فألقت أول قصيدة لها في المنافسات المعروفة بإسم " بين الثانويات " ..
قالت لي الشاعرة مهدية طواهري : " شعور جميل أن تعيش تلك الوثبة الحالمة وأنت تقرأ بوحا أمام الحاضرين ..تشعر لحظتها أنك تعيش شاعرية الموقف وتلازم حكاية جمالية من رحيق الأيام التي تبعث فيك الحلم والشوق لأن تعيش ذلك الوهج ممزوجا بصدى القاعة متجاوبة معك..تلازم بعثك الأول ..وأنت تمنح ذاتك انطلاقتك الأولى.. بالنسبة لي اللقاء مع الفضاء المفتوح يمنحك القدرة على أن تؤسس لمنهجك المستقبلي الضارب في عمق المعنى الواعد ..كان شعورا رائعا لايمكنني وصفه سوى بلقطة هاربة من الزمن الجميل الذي لون تجربتي مع الأبداع والبوح ودخول عالم الكتابة ..أنا أدرك أن الكتابة أتت لتنقذنا من الثرثرة لأشخاص لن يفهموا ما نحس به، قبل تذوق ما نذرفه أمام بياض الورق!.."..
شاركت الشاعرة مهدية طواهري في ملتقيات أم البواقي من خلال جمعية الرواسي عبر دعوات من رئيسها عمر بلاجي.. وشاركت في دار الثقافة بالمسيلة عبر ملتقى كان فرصة لها كي تلتقي الدكتور عثمان مقيرش من جامعة محمد بوضياف عبر مؤانسة لقاء بين مجموعة من طلبة الجامعة..كان مناسبة لتبادل نسخ إصدارات من إنتاج كتب الحاضرين ..
و عايشت الشاعرة مهدية طواهري ملتقيات أخرى.. في دار الثقافة بالمسيلة.. فواكبت تجربة الشاعر عبد المالك قرين والشاعر سعيد بوعشرين أيضا ..
وكان لي أن أسأل شاعرتنا مهدية طواهري على مسارها الابداعي عموما خاصة وأنها عايشت لسنوات نسقا كان الأقرب لأن تعيش حراك إضافات لها.. في ساحة التعامل مع الكلمة الموزونة و الضاربة في عمق ذلك الإحتراق الملون لديها عادة.. بهوس بعث آخر من الكلمات المنحونة ..
سيرة ذاتية :
_مهدية طواهري من مواليد 23 جوان 1992 بباتنة
_ أستاذة علوم الطبيعة و الحياة متوسط ببلدية عين الخضراء ولاية مسيلة..
_ متحصلة على شهادتي بكالوريا لسنتي 2011 و 2012 بتقدير جيد..
_ خريجة المدرسة العليا للأساتذة بالأغواط سنة 2017..
شاعرة كانت بداياتها مع النثر لتتوجه لاحقا لكتابة الشعر العمودي ..
الحوارات واللقاءات:
_حوار مع الصحفية سهى رشيد في جريدة أخبار الصباح الورقية..
_حوار مع مؤسسة فريق أملي في يراعي الدولي...
_حوار في جريدة المبدع الإلكترونية...
_حوار في مجلة نور الإلكترونية و مجلة الخبر الورقية..
المشاركات في ندوات ومعارض :
_حضور ندوات في التنمية البشرية _بولاية الأغواط (الأستاذ المتميز)..
_معرض الكتاب في جامعة مسيلة تحت إشراف نادي البهجة.
_عملت جلسة بيع بالتوقيع بجامعة مسيلة ضمن فعاليات أسبوع الإبداع و معرض الكتاب سنة 2022.
المؤلفات:
_كتاب جامع ورقي بعنوان"دروس باهضة الثمن" صادر عن دار السهوب للنشر و التوزيع 2020.
_الكتاب الجامع الورقي " خبايا أفئدة" الصادر عن دار ماروشكا للنشر و التوزيع ..
_كتاب جامع إلكتروني "ما لم أخبرك به"سنة 2021.
_ كتابي الخاص بعنوان "مقتبل الغرام" عبارة عن مجموعة نثرية..
كتابي الثاني: مجموعة شعرية زنبقة برية ..
المشاركة في عدة ملتقيات في أم البواقي بدعوة من الأستاذ عمر بلاجي رئيس جمعية الرواسي..
وكان لي أن أعايش البعض من شعرها الجميل :
قصيدة “جراحُ النَّخيل” ..
اللَّيلُ ألقى على الأنحاءِ جُبَّتَهُ
والبدرُ في غبشٍ أزرى بهِ العطبُ
هل كانَ لليلِ أن يُسقى ببارقةٍ
حتّى يُصيَّرَ شمساً والمدى سُحُبُ!؟
كلُّ المجازاتِ في عُرفِ الدُّجى صُلبِتْ
حتّى القصيدةُ في الأحزانِ تنتحبُ
كانوا هنا… أرضًا بالحُبِّ وارفةً
زيتونُها في فلسطين الهوى قببُ
على ضفافِ النَّدى جمَّعتُهم رمقًا
كانوا هنا عُمُرًا.. ما بالُهم ذهبوا؟
تعاظمَ الموتُ وانهالت غوائلُهُ
على فؤادٍ يتيمٍ باعَهُ العَرَبُ
أشلاؤهُ بدموعِ القهرِ مُثقلةٌ
نسْجُ العروبةِ أكفانٌ لمن نُكِبوا
قدسٌ على كمدِ الأيامِ ثائرةٌ
هذي جراحي لنصرِ اللهِ ترتقبُ
في الرُّوحِ أورقتِ الأشجارُ مئذنةً
فيها اخضراري بلونِ العزِّ مُختضبُ
يا نخلَ مريمَ قفْ دهرًا بلا وجعٍ
فالباسقاتُ برغمِ الموتِ تنتصبُ..
كذلك عايشت حرف الشاعرة مهدي طواهري واحدة عشت فواصلا من تجربتها حيث تنتعش أسهمها الابداعية لتصبح واحدة من عشيرتي.. ومن قبيلتي ..بل يمكنك القول.. أنها واحدة فعلا تسكن القلب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى