يمكننا الآن أن نأخذ وقتا مستقطعا بين تهافت الحكايات وكؤوس الخمر المضروبة ، تلك التى تلعب بالرؤوس ، حيث تئن الطاولات تحت لمبات بضوء خافت لمقاعد تزدحم بالعابرين ؛
ويمكننا أن نقدم إيضاحا هامشيا ، ربما يجذب السيد من وهاد التقوقع عندما نجمع ذلك الشتات داخل البرواز ، وندفع به إلى آفاق التجلى ، فالوحدة ترمى بالغريب إلى خياله الرث ؛ عندئذ يسند الجندى قامة سيده ، يلم ثوب المهابة ، من بين أرجل الغرباء ، فى مدينة واسعة بلا قلب .
(1)
هو السيد الذى مـد ساقيه باتجاه مجمع البحرين ونادى ـ هناك ـ فلم يجبه سوى هدير الموج ، لأنه كان مشغولا ببزته العسكرية ، وبتلميع أزرارها ؛ وبالجندى الذى استنشق رائحة البحر ولم يراقب الوضع جيدا حتى انسرب الحوت من بينهما ، فتذكر السيد امرأته وعياله منذ أربع سنوات ـ تقريبا ـ وذكره الجندى بأنه طلقها ، فاستراح .. وسمح لرئتيه أن تنفتحا باتساع البحر ثم يفرد طوله على مقعد من قماش وخشب ويقول : ما أنسانيهم سوى انشغإلى بالعصافير ، وما تجمع منهم بالمخلاة ، وباليمام على الشجر .
يتحسس شعيرات ذقنه ، يجئ الحلاق ، ينـز بالحكايات فوق سجادة من الماء تداعب قدمى السيد .
كأن الحياة تخلع عليه ثوب الطمأنينة، يبتسم إذ تلمع أمام عينيه مراكب ورقية صغيرة فى البعيد .. يكون الجندى قد أعد قهوة مرة ودخل بها إلى السيد مع من سقطوا بنيران صديقة ، إذ كانوا يستحمون بشمس خريفية والنخيل عال لا تطاله الحجارة .
فى ذات المساء حكى له عن دموع باردة تجمدت فى أبراج المراقبة .. هناك ، فيهز السيد رأسه ويمر عليها الجندى كالطيف ، وحين يراه داخلا فى طيات الموج ينسحب ، لتحضر أمام السيد ـ واقعة الاختراق ـ ليلة دخوله بامرأته ، بعدما انفك من حوله الناس قام إلى الأبواب ، أوصد أمامها كل منفذ .
تطلعت إلى وجهه المحتقن ـ كادت تصرخ وكان يزداد ـ مع تقدم الليل احمرارا وعرقا ، وهى تتلوى ، وهو يقول ربما تناولت قرص المهدئ بدلا من الفياجرا .
تمسد ظهره بأسى : نجرب غدا ؛ تلطمه الأمواج بملوحتها
هى امرأة تعرف كيف تتحول إلى قطة تتمسح بحضن سيدها
وهو يا سادتى ـ تصحيحا لمسار القصة ـ لم يكن أبدا لغزا أو رمزا : ما هو إلا رجل ترك أذنيه لصفير المعارك أن تغزو غرفة نومه ، ولم يخلع نفسه من الميدان حين يندس بحضن امرأته .
(2)
نحن عمال البوفيه نستقبل كل يوم عشرات الرواد .. الممثلين اللامعين ، مجانين الشهرة ، المذيعين ، رجال السرك المعروفين ، كاتبى الأغانى الفضائية ، بعض من المساهمين فى صنع القرار .. هؤلاء الذين أقنعونا بأنهم حماة لنا إذا دبت المشاجرات الليلية ، نضرب أرقام هواتفهم المحمولة ، ثم نعود ـ بفضلهم ـ إلى جمع البراويز ، مزق الصور ، وبمكنسة كهربائية نلملم الشظايا ..
هأنذا أحمل بعضا من حكاياتهم الخرافية عن أدوارهم التقليدية ، وأتهيأ للعبور من وراء المشهد .
(3)
جاءتها ورقة الطلاق بعد ثلاثة عشر عاما تقريبا .. كان البرد يحاصر الأجساد وذكرى أول ليلة تضغط .. لم تزل واقعة الاختراق متمددة بطول البحر ، بعد فك العملات وربط الأحبة تغذية المشايخ ، وإقامة موائد الرحمن ؛ سوف تجد إمرأته عظام دجاج ملفوف بأشرطة حمراء وسوداء ، كلما سألت لا يجيب ؛ حتى دخلت عليه ذات صباح عائدة من السوق فشمت رائحة كريهة ، كانت إحدى عشرة خنفساء تطقطق فوق نار البوتاجاز الزرقاء .. طقطقة العظام لن تنمحى ، ولن تتمكن من إثنائه عن شى الخنافس . لذلك سقطت على ظهرها ، إثر دفعه لها ، فارتفع ساقاها الأبيضان . لم يلتفت . وأدار لهما ظهره .
(4)
هو السيد الذى يمد خطواته على اتساع ، يرسم على الرمل خارطة لمدينة قديمة وبشرا أقزاما ، يكوم من الرمل سارية ، ويمضى .
فى ذلك المساء وقف وحيدا يمعن النظر فى كائنات الرمل ويقول :
أحذركم مغبة الأيام ، وأحذركم غضبتى ؛
أنا من ألهم الشعراء خيالاتهم ، ومن ألهب ظهر امرأته بسياط الرغبة ،
أنا السيد .
ثم غفا ، ولما أفاق أكمل :
أنا بن جلا وجلاب المنايا ..
أيها الجنود
كانت ساحة البوفيه تعج بالضحك ، وقصاصات من ورق تتساقط ، يتهشم البرواز رويدا رويدا . وهو يلاحق زمنا آبقا ، وعمرا كالمراكب الورقية ، وامرأة وعيالا ، ودفئا بعيدا يمس الروح .
(5)
هو السيد الذى مد ساقيه باتجاه مجمع البحرين ، فنسى الحوت ، أو تناسى لقاءه المرتقب ، لأنه كان مشغولا ـ كما أسلفنا ـ ببزته العسكرية ، وبالجندى الذى لم يراقب الوضع جيدا ، فأخذته الدهشة من مرأى سفن تمطر البر بالصواريخ ، والمختبئين فى شقوق الأرض ، وأبراج المراقبة ، ولا أحد .
أجابه معلمه بعد لأى ( إنك لن تستطيع معى صبرا ) أحس بوخز البرودة .. وأن أكوام الرمل على البحر والمخلوقات البدائية لم يكونا محض حلم .. وأن ابنته على مقاعد الخشب فى الجامعة ، وفى الردهات المظلمة تنتظر ؛
وهو يحاول تفسير العلاقة بين قدمى الطائر العالقة ، وبين الرصاصة البعيدة المنتظرة .. إنك لن تستطيع معى صبرا .
تنادى ابنته : ياسيدى .. من يفك رموز سيرتك ، ومن ينتظرك عند آخر الشوط ليعلن لك بكل وضوح : تعبنا.
(6)
كان عادة ما يواجه الحياة بالسباب ، يواجه عياله بلطماته المفاجئة ، يذهب بعساكره إلى المناطق النائية ويخلع عن نفسه ملابسه تماما ، يحاول المروق إلى البرواز
يتهامسون : يجب أن نأخذ حذرنا .
وتقول امرأته : لماذا تهجرنا يا سيدى ، وترمى بورقة الطلاق عبر ساعى البريد .. إنه يراودنى عن نفسى بورقة وشاهدين ؛
لم ينتبه .
أكملت : ما أنا سوى امرأة تحاصرها البرودة ، وكان هو يحاول للمرة الواحدة بعد الألف الدخول إلى حيز البرواز .
كأنه يحادث طيفها هناك ، يقول بأنه لعب كل الأدوار، كان المذيع ، ومعد البرامج ، وكاتب التقارير ، ولاعب السيرك ، وعامل البوفيه ، وصائد العصافير .
حينئذ يتحسس مخلاته ، وبندقية صيده ؛ يراقب فى الليل الأشجار ، يصوب ليتلاقى ـ عند مسار الضوء ـ القاتل والضحية ، يتحدان فى رصاصة واحدة .
(7)
يوم أن اعتدل ظهر امرأته ، وخرجت من المطبخ ، كى ترد عليه شتائمه ، هب بجوعه القديم ، أغلق الباب على عياله ثم اقترب منها .. بانت نعومته النادرة .. تملاها برغبة المحموم وأغمض عينيه ـ على أنوثتها العارمة ـ كمن يمارس فى حلم يقظته يوميا .
هو السيد الذى خرج مؤخرا فى حركة الترقيات ؛ لم يصبه الدور ، حيث صار كرشا برجل ، ولم تتمكن الإبر الصينية من إذابة تلال الدهون .
قد تراه طالعا ـ هكذا ـ يمسك بندقيته من المنتصف كعصا ، سائرا بنفس الخطوات المنتظمة ، بلا جندى يتبعه ، وحده ينظم عربات السرفيس وإشارات المرور .
قد تراه ابنته عندما تهبط بقدمها إلى رصيف القطار بشعر هائش وذقن كالمقشة ، وبذات العيون الجامدة ، تتأمله لثوان قبل أن يبتلعها الزحام .
وتراه فى الأفلام القديمة فتضحك شاعرا أن ثمة إنسان خفى يعريك .
يتوقف أمامه بعض العابرين ناظرين للنموذج العصرى الدال على رداءة الموكيت .
ويتساءلون عن عمال النظافة الذين لم يتمكنوا حتى الآن من جمع كل تلك النفايات .
ويمكننا أن نقدم إيضاحا هامشيا ، ربما يجذب السيد من وهاد التقوقع عندما نجمع ذلك الشتات داخل البرواز ، وندفع به إلى آفاق التجلى ، فالوحدة ترمى بالغريب إلى خياله الرث ؛ عندئذ يسند الجندى قامة سيده ، يلم ثوب المهابة ، من بين أرجل الغرباء ، فى مدينة واسعة بلا قلب .
(1)
هو السيد الذى مـد ساقيه باتجاه مجمع البحرين ونادى ـ هناك ـ فلم يجبه سوى هدير الموج ، لأنه كان مشغولا ببزته العسكرية ، وبتلميع أزرارها ؛ وبالجندى الذى استنشق رائحة البحر ولم يراقب الوضع جيدا حتى انسرب الحوت من بينهما ، فتذكر السيد امرأته وعياله منذ أربع سنوات ـ تقريبا ـ وذكره الجندى بأنه طلقها ، فاستراح .. وسمح لرئتيه أن تنفتحا باتساع البحر ثم يفرد طوله على مقعد من قماش وخشب ويقول : ما أنسانيهم سوى انشغإلى بالعصافير ، وما تجمع منهم بالمخلاة ، وباليمام على الشجر .
يتحسس شعيرات ذقنه ، يجئ الحلاق ، ينـز بالحكايات فوق سجادة من الماء تداعب قدمى السيد .
كأن الحياة تخلع عليه ثوب الطمأنينة، يبتسم إذ تلمع أمام عينيه مراكب ورقية صغيرة فى البعيد .. يكون الجندى قد أعد قهوة مرة ودخل بها إلى السيد مع من سقطوا بنيران صديقة ، إذ كانوا يستحمون بشمس خريفية والنخيل عال لا تطاله الحجارة .
فى ذات المساء حكى له عن دموع باردة تجمدت فى أبراج المراقبة .. هناك ، فيهز السيد رأسه ويمر عليها الجندى كالطيف ، وحين يراه داخلا فى طيات الموج ينسحب ، لتحضر أمام السيد ـ واقعة الاختراق ـ ليلة دخوله بامرأته ، بعدما انفك من حوله الناس قام إلى الأبواب ، أوصد أمامها كل منفذ .
تطلعت إلى وجهه المحتقن ـ كادت تصرخ وكان يزداد ـ مع تقدم الليل احمرارا وعرقا ، وهى تتلوى ، وهو يقول ربما تناولت قرص المهدئ بدلا من الفياجرا .
تمسد ظهره بأسى : نجرب غدا ؛ تلطمه الأمواج بملوحتها
هى امرأة تعرف كيف تتحول إلى قطة تتمسح بحضن سيدها
وهو يا سادتى ـ تصحيحا لمسار القصة ـ لم يكن أبدا لغزا أو رمزا : ما هو إلا رجل ترك أذنيه لصفير المعارك أن تغزو غرفة نومه ، ولم يخلع نفسه من الميدان حين يندس بحضن امرأته .
(2)
نحن عمال البوفيه نستقبل كل يوم عشرات الرواد .. الممثلين اللامعين ، مجانين الشهرة ، المذيعين ، رجال السرك المعروفين ، كاتبى الأغانى الفضائية ، بعض من المساهمين فى صنع القرار .. هؤلاء الذين أقنعونا بأنهم حماة لنا إذا دبت المشاجرات الليلية ، نضرب أرقام هواتفهم المحمولة ، ثم نعود ـ بفضلهم ـ إلى جمع البراويز ، مزق الصور ، وبمكنسة كهربائية نلملم الشظايا ..
هأنذا أحمل بعضا من حكاياتهم الخرافية عن أدوارهم التقليدية ، وأتهيأ للعبور من وراء المشهد .
(3)
جاءتها ورقة الطلاق بعد ثلاثة عشر عاما تقريبا .. كان البرد يحاصر الأجساد وذكرى أول ليلة تضغط .. لم تزل واقعة الاختراق متمددة بطول البحر ، بعد فك العملات وربط الأحبة تغذية المشايخ ، وإقامة موائد الرحمن ؛ سوف تجد إمرأته عظام دجاج ملفوف بأشرطة حمراء وسوداء ، كلما سألت لا يجيب ؛ حتى دخلت عليه ذات صباح عائدة من السوق فشمت رائحة كريهة ، كانت إحدى عشرة خنفساء تطقطق فوق نار البوتاجاز الزرقاء .. طقطقة العظام لن تنمحى ، ولن تتمكن من إثنائه عن شى الخنافس . لذلك سقطت على ظهرها ، إثر دفعه لها ، فارتفع ساقاها الأبيضان . لم يلتفت . وأدار لهما ظهره .
(4)
هو السيد الذى يمد خطواته على اتساع ، يرسم على الرمل خارطة لمدينة قديمة وبشرا أقزاما ، يكوم من الرمل سارية ، ويمضى .
فى ذلك المساء وقف وحيدا يمعن النظر فى كائنات الرمل ويقول :
أحذركم مغبة الأيام ، وأحذركم غضبتى ؛
أنا من ألهم الشعراء خيالاتهم ، ومن ألهب ظهر امرأته بسياط الرغبة ،
أنا السيد .
ثم غفا ، ولما أفاق أكمل :
أنا بن جلا وجلاب المنايا ..
أيها الجنود
كانت ساحة البوفيه تعج بالضحك ، وقصاصات من ورق تتساقط ، يتهشم البرواز رويدا رويدا . وهو يلاحق زمنا آبقا ، وعمرا كالمراكب الورقية ، وامرأة وعيالا ، ودفئا بعيدا يمس الروح .
(5)
هو السيد الذى مد ساقيه باتجاه مجمع البحرين ، فنسى الحوت ، أو تناسى لقاءه المرتقب ، لأنه كان مشغولا ـ كما أسلفنا ـ ببزته العسكرية ، وبالجندى الذى لم يراقب الوضع جيدا ، فأخذته الدهشة من مرأى سفن تمطر البر بالصواريخ ، والمختبئين فى شقوق الأرض ، وأبراج المراقبة ، ولا أحد .
أجابه معلمه بعد لأى ( إنك لن تستطيع معى صبرا ) أحس بوخز البرودة .. وأن أكوام الرمل على البحر والمخلوقات البدائية لم يكونا محض حلم .. وأن ابنته على مقاعد الخشب فى الجامعة ، وفى الردهات المظلمة تنتظر ؛
وهو يحاول تفسير العلاقة بين قدمى الطائر العالقة ، وبين الرصاصة البعيدة المنتظرة .. إنك لن تستطيع معى صبرا .
تنادى ابنته : ياسيدى .. من يفك رموز سيرتك ، ومن ينتظرك عند آخر الشوط ليعلن لك بكل وضوح : تعبنا.
(6)
كان عادة ما يواجه الحياة بالسباب ، يواجه عياله بلطماته المفاجئة ، يذهب بعساكره إلى المناطق النائية ويخلع عن نفسه ملابسه تماما ، يحاول المروق إلى البرواز
يتهامسون : يجب أن نأخذ حذرنا .
وتقول امرأته : لماذا تهجرنا يا سيدى ، وترمى بورقة الطلاق عبر ساعى البريد .. إنه يراودنى عن نفسى بورقة وشاهدين ؛
لم ينتبه .
أكملت : ما أنا سوى امرأة تحاصرها البرودة ، وكان هو يحاول للمرة الواحدة بعد الألف الدخول إلى حيز البرواز .
كأنه يحادث طيفها هناك ، يقول بأنه لعب كل الأدوار، كان المذيع ، ومعد البرامج ، وكاتب التقارير ، ولاعب السيرك ، وعامل البوفيه ، وصائد العصافير .
حينئذ يتحسس مخلاته ، وبندقية صيده ؛ يراقب فى الليل الأشجار ، يصوب ليتلاقى ـ عند مسار الضوء ـ القاتل والضحية ، يتحدان فى رصاصة واحدة .
(7)
يوم أن اعتدل ظهر امرأته ، وخرجت من المطبخ ، كى ترد عليه شتائمه ، هب بجوعه القديم ، أغلق الباب على عياله ثم اقترب منها .. بانت نعومته النادرة .. تملاها برغبة المحموم وأغمض عينيه ـ على أنوثتها العارمة ـ كمن يمارس فى حلم يقظته يوميا .
هو السيد الذى خرج مؤخرا فى حركة الترقيات ؛ لم يصبه الدور ، حيث صار كرشا برجل ، ولم تتمكن الإبر الصينية من إذابة تلال الدهون .
قد تراه طالعا ـ هكذا ـ يمسك بندقيته من المنتصف كعصا ، سائرا بنفس الخطوات المنتظمة ، بلا جندى يتبعه ، وحده ينظم عربات السرفيس وإشارات المرور .
قد تراه ابنته عندما تهبط بقدمها إلى رصيف القطار بشعر هائش وذقن كالمقشة ، وبذات العيون الجامدة ، تتأمله لثوان قبل أن يبتلعها الزحام .
وتراه فى الأفلام القديمة فتضحك شاعرا أن ثمة إنسان خفى يعريك .
يتوقف أمامه بعض العابرين ناظرين للنموذج العصرى الدال على رداءة الموكيت .
ويتساءلون عن عمال النظافة الذين لم يتمكنوا حتى الآن من جمع كل تلك النفايات .