محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تُرهقك الأسئلة الغامضة...

تُرهقك الأسئلة الغامضة، تلك التي تتسلل الى منزلقات ليلك
فتقول
لم يعد الليل اخضر كما كان
احترقت النافذة الخشبية
وضاعت عصافير الشُرفة عن اغنيات الفجر
تُرهقك الأسفار، لأنك فقدت الأيدي الملوحة
والمحطات لا تملك أذرعا ومناديل
تُرهقك المُدن الفضولية
تلك التي ما إن تلمح عيونا دامعة
الا وحملت اقمصة أطفالها، واقمشة فرشاتها
وركضت إليك
كزفة مناديل
تُرهقك الصباحات التي تتلقى منها الكثير من التحايا
التي تدور حول صباح الخير
والخير نفسه مُجند في الحرب برُتبة رصاصة
يُرهقك الراديو الذي يذكرك بأبيك الذي اجاد الصمت أكثر من الحُزن
والدك الذي حين اتجهت الى حتفك لم ينتبه
قال لك كما اعتاد
(تحياتي لمن معك )
يُرهقك التفكير في الغد
هل ستنتهي كما تتمنى احد شعوب البحر
صياد تقتفي حوارات الضفاف الباردة
وانثاك تعمل على تطريز اقمصة للاشجار
تطهوان معاً
الخبز في الفجر
وفي الليل مثل البحر تماماً
تنسيان النوم
ترهقك العيون الغبية، الوجوه المُتمرنة على الضحك والابتسام، السعادات المعبأة في كرتونات صغيرة، بحجم عُلب الاوقية
تُرهقك الخيول الليلية في الاوردة
وقراك في الداخل ترتجف كشعوب عربية، تذكرت ما يحرقه المغول عادة
تُرهقك الساعة الواحدة فقداً حين تضبطك متلبساً في امرأة
علمتك كيف لا تموت
بالطعنةِ القاتلة
تُرهقك الحرب اقل من الموت
لأنها فقط
لا تكف عن الركل
الموت ساكن، يشبهك تماماً حين تُطعن بفم
تُرهقك زحمة تذاكر
انت الذي لا تملك مطارا
انت الذي لا تملك حقيبة
انت الذي لا تُجيد السفر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى