د. محمد عباس محمد عرابي - من مظاهر الطب في مصر القديمة (الطب الفرعوني)

عرض /محمد عباس محمد عرابي -


نبغ المصريون القدماء في علم الطب فبالرغم من عدم وجود الإمكانيات الحديثة التي وفرتها التكنولوجيا في العصر الحديث لديهم إلا أن هذا لم يقف عائقا أمام هؤلاء العظماء الذين أبهروا العالم بعلمهم وبحضارتهم، عموما شيء ليس بغريب على أصحاب أعظم حضارة عرفتها الإنسانية رواد العلم والطب والتحنيط، وقدم الطب المصري والطب الفرعوني نصائح طبية حول علاج مشاكل البشرة، والأسنان، وأمراض العيون، والأمراض المعوية، وعلاج الطفيليات، وعلاج الأورام والخراج، وعلاج الحروق، وكسر العظام. وقد تم تناول كل هذا بالتفصيل ومن مظاهر ذلك:

1730789468762.png

ساينتفك عرب طبية
الممارسات الطبية في الطب المصري القديم:
اكتشف علماء الآثار عدداً من السجلات المكتوبة، التي تصف الممارسات الطبية المصرية القديمة، بما فيها بردية إبيرس (بالإنجليزية: Ebers papyrus)، التي تحتوي أكثر من 700 وصفة وعلاج للعديد من الأمراض، وبعض المعلومات حول بنية العظام، وآلية عمل الدماغ والكبد، وفيما يلي توضيح لبعض الممارسات الطبية:
*التخصص الطبي والأطباء والممرضين واختصاصيي الأربطة والتدليك:
يذكر هيرودوت أن: «لكل مرض طبيب تخصص فيه، بعضهم متخصص في العيون، وبعضهم في الرأس، وبعضهم في الأسنان، وبعضهم في الأمعاء، وبعضهم في الأمراض السرية». والفئة الثالثة هي الخاصة بالمساعدين، وهناك ما يدل على وجود ممرضين، واختصاصيين في الأربطة والتدليك، وكان يطلق عليهم اسم «اوت»، أي «مسؤول الأربطة»، وكان البعض منهم للأحياء والبعض الآخر للموتى (أي التحنيط). أما الفئة الرابعة، فهي الأطباء البيطريون، وقد عثر في اللاهون (بالقرب من الفيوم) على مجموعة من البرديات الطبية البيطرية لعلاج عيون العجول والكلاب وأسنانها.
ويشير هيوميروس في كتابه الشهير (الأوديسا) إلى أن الناس في مصر موهوبين في الطب أكثر من غيرهم وأن الطب لديهم كان متفوقًا على العلوم الأخرى، وقال هيردوت أبو التاريخ عن المصريين، "إنهم يعطون الطب بتعقل، فلم يكن مسموحًا لأحد أن يتدخل في غير ما تخصص له
وورد في كتاب الدكتور يونكر (الطب في مصر الفوعونية) –
ورد اسم 82 طبيبًا منهم من ذُكر اسمه على الآثار ومنه من جاء اسمه في القصص، أما عن أشهر من ذاع صيته من الأطباء فهو (إيموحتب)، وهو الذي ظل يرتفع في نظر المصريين حتى وصل إلى منزلة الآلهة. أعتقد أن إيموحتب وصل لهذه المكانة لنبوغه كذلك في مجالات أخرى إلى جانب الطب، منها على سبيل المثال الهندسة!
التشخيص والعلاجللأمراض:
حددت النصوص الطبية المصرية القديمة خطوات محددة للفحص والتشخيص والعلاج غالبًا ما كانت منطقية وملائمة، وفقا لموقع new scientist".
جرى عدد من الباحثين الدوليين دراسة حديثة حول جلد المومياوات المصرية القديمة التي يبلغ عمرها نحو 4200 سنة من أجل اكتشاف الأمراض التي تسببت في الوفاة، وبالكشف عن عينات بروتينات الجلد وجدوا إصابتها بالتهاب وربما مرض السرطان، وجاءت النتائج أن المومياوات ماتت من العدوى والإصابة بمرض السرطان وعدوى البكتيريا الرئة والتي تسبب في مرض السل وهناك عدوى داخل البنكرياس، وأرجع العلماء السبب في هذه الأمراض إلى ضعف المناعة بسبب سوء التغذية ما أدى إلى نقل الأمراض المعدية مثل الملاريا والسل وغيرها من الالتهابات المعوية الطفيلية.
الجراحة في الطب المصري القديم:
كانت الجراحة الأساسية مهارة شائعة لدى المصريين، إذ كانوا يعرفون كيفية خياطة الجروح بفعالية، وكيفية استخدام ووضع بعض المنتجات النباتية بالضمادات لعلاج الالتهابات، مثل أوراق الصفصاف، لكن بسبب عدم وجود أي أدوية مخدرة أو مطهرات، فإنهم لم يجروا أي عملية جراحية داخل الجسم، وكان يملك الجراحون بعض الأدوات الجراحية البسيطة، مثل الكماشة والملاعق والملاقط، بالإضافة لوجود الأطراف الصناعية، لكن لم يكن استخدامها شائعاً، فقد كانوا يستخدمونها للأموات كنوع من الزينة أثناء الجنازة.
* طب النساء والولادة في مصر القديمة:
من بين كل تخصصات الطب وفروعه المتعددة كان لطب النساء والولادة النصيب الأكبر من الاهتمام، ولقد ابتكر المصريون طريقة خاصة لمعرفة ما إذا كانت المرأة قادرة على الحمل أم لا، عن طريق وضع ثومة في مهبلها من الليل إلى الفجر، فإذا وُجدت رائحة الثوم في فمها دل ذلك على قدرتها على الحمل في المستقبل، بينما حدوث العكس يعني عقمها، وتفسير هذه الطريقة رغم بساطتها هو شيء يدعو للدهشة؛ ألا وهو معرفتهم أن الثوم والبصل يحتويان على مجموعة من الزيوت ذات روائح تستطيع النفاذ عبر أنابيب وممرات الجهاز التناسلي للمرأة.
معرفة نوع الجنين:
يعتبر السونار المصري القديم للكشف عن نوع الجنين عبارة عن إناءين أحدهما يحتوي على الشعير والاخر يحتوي على القمح حيث يضاف اليهما بول السيدة الحامل، فإذا نبت الشعير أولا يكون المولود ذكر أما إذا نبت القمح أولا فيكون المولود أنثى!
لقد كرر الغرب هذه النظرية الفرعونية عدة مرات واثبتت نجاحها 100% وبذلك يعتبر المصريون القدماء اول من نجح في الكشف عن نوع الجنين!
برديات إبيرسوعمل الدماغ والكبد:
عثر علماء الآثار على عدد من السجلات المكتوبة التي تصف الممارسة الطبية المصرية القديمة، بما في ذلك ورق البردي Ebers، التي أكدت أنهم تحرفوا علي جسم الإنسان خلال عملية التحنيط أي بعد الموت، فكانوا يستخدموا اداه طويلة تدخل من خلال الأنف وتصل إلفي المخ لمعرفة دور المخ، ويبدو أن الأطباء لديهم معرفة جيدة إلى حد ما عن بنية العظام وبعض الوعي بكيفية عمل الدماغ والكبد ودور كل منهم في جسم الإنسان.
*استخدام المصريين اللوب وسيلة لتحديد النسل، وتنظيم الأسرة
أكدتالبرديات أن الفراعنة هم أول من اكتشفوا اللوب أي وسيلة لتحديد النسل، وتنظيم الأسرة حيث قاموا بوضع سدادة تمساح في مدخل المهبل، وهذا هو اللوب أيام الفراعنة.
وإن دل هذا علي شيء فهو دليل واضح علي قوة الفراعنة، وتطورهم وعملهم الجاد لمعرفة ما هو جديد في الحياة، والذي يساهم بشكل كبير في إفادتنا هذه الأيام، فهم أول من نصحوا بضرورة النظافة وغسل الأجسام لمنع العدوي والفيروسات بالجسم.
الشكل التشريحي للغدد اللبنية:
عرف المصريون القدماء من آلاف السنين الشكل التشريحي للغدد اللبنية ورسموا نفس الشكل التشريحي له في بعض التماثيل!! على شكل وردة!
*تنظيف الأسنان:عن المصريين القدماءاعتنوا بتنظيف الأسنان فهم أول من ابتكر أدوات تنظيف الأسنان هم المصريون القدماء؟ استخدم المصريون أغصان الأشجار العطرة الرطبة؛ لتنظيف الأسنان، وتعطير الفم، ثم صنعوا معجون الأسنان من مادتين؛ هذا الملح المطحون، وأوراق النعناع، وذلك للحفاظ على قوة ونظافة الأسنان "
طب الأسنان:تقول "ليزا شواباش "أمينة متحف الآثار المصرية في سان خوسيه بكاليفورنيا: إن المصريين القدماء كانوا يهتمون كثيرا بالأسنان
؛فقد مارس المصريون بعض العلاجات المتعلقة بمشاكل الأسنان، مثل تسوس الأسنان، إذ كانوا يعالجون أهم مشاكل الأسنان، باستخدام الكمون والبخور والبصل لعلاج تورم اللثة، ونبات الأفيون المخدر لعلاج آلام الأسنان، وكانوا يحفرون بعض الثقوب لتصريف خراج الأسنان واللثة.
* إصلاح كسور العظام:
لقد نبغ المصريون القدماء في الجراحات البسيطة، وإصلاح كسور العظام حيث لم يكن قدماء المصريين غرباء عن ضمادات الكتان، التي استخدموها لأول مرة لف موتاهم منذ أكثر من 6000 عام، أي قبل حوالي ألف عام من وصول الفراعنة الأوائل إلى السلطة،
فقد اكتشف علماء الآثار شيئًا فريدًا من نوعه في مقبرة مصرية قديمة وهو جرح قديم ملفوف، بعد فك غطاء جثة محنطة لفتاة ماتت قبل 2000 عام.
*اتفاق التراكيب الدوائية المصرية القديمة مع الصيغ المعروفة لدستور الصيدلية البريطاني:
أظهرت الأبحاث الطبيةاتفاق التراكيب الدوائية المصرية القديمة بنسبة 37 % مع الصيغ المعروفة وفقًا لدستور الصيدلية البريطاني الصادر عام 1973
المراجع:
*زاهي حواس:الطب في مصر القديمة،صحيفة الشرق الأوسط https://aawsat.com/home/article/722376
*عبد الرحمن حبيب: الطب في مصر القديمة. كيف عالج الفراعنة الجروح وكسور العظام؟،الأربعاء، 12 يناير 2022 م، صحيفة اليوم السابع
*محمد عباس محمد عرابي،مدى تضمين كتب اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية موضوعات حول المصريين القدماء وآثارهم (دراسة وصفية إحصائية) ينظر: كتاب الصف الرابع الابتدائي الفصلالدراسي الأول، المحور الأول (اكتشف ذاتك)
محمد عباس محمد عرابي -من أحوال وشؤون المرأة في مصر القديمة،د. محمد عباس محمد عرابي - من أحوال وشؤون المرأة في مصر القديمة /
دانية طويلة:الممارسات الطبية في الطب المصري القديم
15 أكتوبر 2023 |، موقع الطبي، موقع الطبي للمعلومات الصحية والاستشارات الطبية | أمراض، أدوية وعلاج | الطبي
ساينتفك عرب جولة إلى مصر القديمة (الطب عند الفراعنة )
فاطمة ياسرالطب عند الفراعنة .. أول من عرفوا وسائل تنظيم الأسرة
الخميس، 25 نوفمبر 2021 اليوم السابع
أمنية فايد:قائمة أمراض ورثها المصريون من أجدادهم الفراعنة
الأربعاء، 08 فبراير 2017

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

أعلى