عبدالسلام عطاري - ويظلُّ الصَّوتُ حزينًا...

ويظلُّ الصَّوتُ حزينًا
في حناجرِ الأمَّهات
الأمَّهات المزنّرات بالصَّبر
المثقلات بالفجيعة
المذخّرات بالفرح
وبالحُبّ والحَنين
ويظلُّ الصَّوتُ حزينًا
في أغاني المنشدين
كبُحَّةِ الرَّافدينَ كَليلهِ
في وداعِ الرَّاحلين
كوجهِ بَرَدى المَنسيّ
في سَطرِ الحكاياتِ
كالنّيل يحفظ أسرار العُشَّاق
العُشَّاق المتعبين من النَّهايات
ويغسل وجهَ الفقراء الطّيبين
ويظلُّ الصَّوت حزينًا
كطلةٍ الفًجرِ في بلادي
يفرد طٌرّاحة الخُبز
يفردها لطلَّات المواسم
للشَّمس وللرُّعاة السَّارحين
ويظلّ الصَّوت حزينًا
مثل يافا، كحزنِها
على طعمِ البرتقالِ القديم
كحيفا على قرميدِها
على أدراجِها المغسولة
بالشَّوقِ والحنين
وتظلُّ تهليلةُ العبور
على الجسرِ تمشي
تعبرُ نهرَ المعمدان
تغسلُ خطايانا
وتمسحُ بهديرِ النَّهرِ
بصوتِه عروق القصّاب
وتغرسُ في الطينِ
المالسِ أسماءَ العائدين
ويظلُّ الصَّوتُ حزينًا
والحزنُ في الصَّوتِ
يقيمُ كلَّما تذكَّرتُ
أنِّي نسيتُ صوتي
في جوفِ السِّنين.

عبدالسلام عطاري
#عرّابة 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى