في بغداد صدر عن "مركز دراسات فلسفة الدين" كتاب طال انتظار نقله إلى لغة الضاد هو (العقل والمعتقد الديني.. مدخل إلى فلسفة الدين) بواقع حوالى 600 صفحة من القطع الوزيري. والكتاب هو من تأليف جماعي شارك فيه أربعة من الباحثين الغربيين المتخصصين في شؤون فلسفة الدين، وهم كل من: مايكل بيترسون، ووليام هاسكر، ووبروس رايخنباخ، وديفيد باسنجر، ونقلته إلى العربية "زهراء طاهر" التي، وعلى ما يبدو، أنها بذلت جهداً استثنائياً في ترجمه النص إلى اللغة العربية، وقدّم للترجمة والكتاب المفكِّر الإسلامي العراقي الدكتور عبد الجبار الرفاعي، المتخصّص في شؤون الدين وجزئيات حيثيات مفاصله، ولذلك تكتسب هذه الترجمة أهميتها المعرفية الفائقة في ظل حاجة الإنسان المعاصر إلى رؤية عقلية؛ بل رؤية عقلانية إلى الدين في وقت صار فيه الدين ألعوبة تناوشها المصالح البشرية الأيدولوجية الضيّقة يميناً ويساراً، ما يدعونا، وعلى نحو ملح، إلى بيان حاجتنا لرؤية عقلانية مجرّدة من تلك المصالح.
روح عقلية فلسفية
ولعلّ "التقديم" للكتاب أتحفنا به الرفاعي يضعنا عند رسم معالم متزنة إلى فلسفة الدين، وببساطة لكون عنوان الكتاب يقدّم لفظ "العقل = Reason" على لفظ "المعتقد الديني = Religious belief"، كما أن العنوان الفرعي للكتاب يحتفظ بمصطلح (The philosophy of Religion) أو "فلسفة الدين" بغية خلق كون دلالي أوسع يوحي، على الفور، بكُل ما هو نزّاع إلى ناحية التفكير الفلسفي العقلي في الدين.
ومرة أخر لعلّ الرفاعي في تقديمه لهذا الكتاب يضع قارئه عن مفاتيح خاصّة بفلسفة الدين فيقول إن "سؤال فلسفة الدين هو سؤال فلسفي، والتفكير فيها هو تفكير فلسفي، وقراءتها للدين ومعتقداته قراءة فلسفية"؛ فهي ليست مثل علم اجتماع الدين أو أنثروبولوجيا الدين أو علم نفس الدين وغيرها من العناوين الشائعة التي تدخل في هذا الشأن جهلاً وتعمية في غالب الأحيان؛ ففلسفة الدين ليست هي اللاهوت أو علم الكلام، ولا تختص هذه الفلسفة بـ "دين أو فرقة أو مذهب"، ولا تسعى فلسفة الدين إلى مُمارسة "وظيفة اللاهوت" أو اللاهوتي ، ولا وظيفة "علم الكلام" أو عالِم الكلام، ذلك أن "اللاهوتي" و"عالِم الكلام"، كلاهما، ليس "فيلسوف الدين"، فهذا الأخير "لا سقف يخضع له عقله، ولا إطار يتحرّك ضمنه تفكيره، ولا مسلّمات يصدر عنها"، كذلك "لا يقوده إلا العقل، ولا ينتج فهمه للدين وللمعتقدات الدينية أيّة سلطة معرفية تتعالى على العقل؛ فمنطق فهم فيلسوف الدين للمعتقدات الدينية هو ذاته منطق فهمه للوجود والمباحث الكُلية المعروفة في الفلسفة".
اختلافات حقلية
ومن ناحية أخرى يدخل الرفاعي إلى صميم فلسفة الدين من حيث بنيتها الحقليّة التي يجب ألا "تبتعد عن الأحكام المعياريّة، ولا تتبنّى أيّة مواقف مُسبقة، ولا تتحمّس لأيّة ديانة أو معتقد"، ولذلك لا يجب أن "يحضر الإيمان أو الاعتقاد بدين معيّن بوصفه شرطاً في تفكير فيلسوف الدين؛ ما يحضر هو العقل الفلسفي ومن دون أي توصيف أو شرط يقيّد العقل أو يُملي عليه طريقة تفكيره أو يرسُم له حدود الأفق الذي يتموضع فيه أو المنطق الذي يوجّه مسار تفكيره".
لا ينفي الرفاعي "مؤثرات السياق الديني لنشأة وتطوّر فلسفة الدين"، وهو الأمر الذي ربما يحثُّ على القراءة الإيديولوجية للدين، ويوكِّد - الرفاعي - بذلك على أن فيلسوف الدين، وسواء كان يهودياً أو مسيحياً "لا مرجعيّة له خارج عقله، ولا أيّة مسلّمات تسبق تفكيره سوى المسلّمات المُضمرة في اللاوعي"، وكم كنتُ أتنمى على الرفاعي التوسّع في هذا الشأن! ولكن ربما يشتغل عليها في أحد مؤلفاته القادمة! وعل أي حال أن فيلسوف الدين "يقوده عقله الفلسفي ويستند إلى أدلته" بغية التخلّص من "تفسيرات وتأويلات اللاهوتيين لنصوص الكتاب..".
ويعود الرفاعي ثانية إلى الاختلاف بين "فلسفة الدين" من جهة، وبقية الحقول التي تدرس الدين بأي شكل حقلي من الأشكال من جهة أخرى ليؤكِّد على أن فلسفة الدين تختلف عن "علم الكلام الجديد" أو "المتكلّم الجديد"، وأمنياتي ذاتها على الرفاعي بأن يحفر في خطاب هذا الأخير أو "علم الكلام الجديد" أو "المتكلّم الجديد"، لكنه اكتفى بقوله عنه إنه "يؤمن بالله والوحي بغضِّ النظر عن اجتهاده في بناء رؤيته التوحيدية وفهمه للوحي بصورة لا تطابق رؤية وفهم المتكلم التقليدي"!!
يعود في "تقديم" الكتاب إلى أرخنة "ظهور التفكير الفلسفي في الدين"، وهي التفاتة مُهمة للقارئ العربي والمسلم لمعرفة أصل وفصل "فيلسوف الدين" في التاريخ، فيؤكّد على أن هذا الشأن ظهر منذ الفيلسوف الكندي، والفيلسوف الفارابي، والفيلسوف ابن سينا، تواصلاً إلى الفيلسوف ابن رشد، وإلى شيخ الإشراق "السهروردي".
ولا يخفي أو يتجاوز كاتب التقديم - لرفاعي - الأثر السلبي الذي اتخذه أبو حامد الغزالي (ت 505 هجري) في مناهضته "للتفلسف في الدين" أو التفلسف الديني، لكنه ينوّه، مؤرخاً، إلى الدور اللامع في منحى هذه الفلسفة الذي تزعمه في أصفهان محمد باقر "مير داماد" في القرن الحادي عشر الهجري، ذلك الفقيه الذي "ترسم نهج المشائين ببيان ملتبس غامض"! وكذلك تلميذه الفقيه "ملا صدرا الشيرازي" في القرن ذاته، وقبلهما، وبنحو خمسة قرون، "ابن عربي" والذي كان أثر في خطاب الملا صدرا الفلسفي.
نقد!
ولا يخفي الرفاعي إشكاليات تأريخ التفكير الإسلامي المأسور من جانب "مقولات كلامية" و"مواقف اعتقادية"، و"أحكام المدوّنة الفقهية"، وهو التأريخ الذي "لم يتحرّر" من تلك الإشكاليات، وكذلك "لم ينفتح على بناء وعي فلسفي بالدين إلا بمبادرات فردية لم تتحوّل إلى تيار للوعي الفلسفي في الدين، وعجزت عن اختراق جدران معاهد التعليم الديني"، لا سيما - يقول لرفاعي ناقداً - إن "المؤسسات الدينية المحافظة التي تمتلك المشروعية الرّاسخة لم تسمح للعقل الفلسفي بالحضور في فضائها لأنها تدرك ما يمكن أن يحدثه أي ضرب من الوعي الفلسفي في الدين من أسئلة عميقة، وما يولّده هذا الوعي من نقاشات لا تضبطها طرائق التفكير المعروفة في تلك المعاهد".
وفي مسار النقد يتواصل الرفاعي ليماس عنوانات كتب صدرت في العالم العربي تخص فلسفة الدين كان "بعضها يحمل معطيات مشتتة لا تحمل من فلسفة الدين إلا العنوان"؛ بل صارت "موضة"، وكانت فلسفة الدين "مجهولة لدى دارسي الفلسفة والدين بالعربية زمناً طويلاً"؛ بل "قلّما قرأتُ كتاباً يتناول فلسفة الدين بشكل منهجي منتظم يرسم خارطة طريق واضحة بحيث لا يقوده إلى متاهات لا يدري من أين يبدأ؟ وإلى أين ينتهي؟" بقول الرفاعي.
ولم يغفل كاتب "التقديم" الحديث عن تجربته في إطار الدراسات الدينية..، لكنه سرعان ما يتحدّث عن الكتاب موضوع التقديم وحيثيات نقله إلى لغة الضاد من جانب المترجمة زهراء طاهر، فكتاب (العقل والمعتقد الديني.. مدخل إلى فلسفة الدين) الذي صدر منذ سنة 1991، وظلّت طبعاته المتتالية تتكرّر لأهميته الفائقة حتى الطبعة الخامسة التي حرص مؤلّفيها يزودونها بالجديد الجاد كلما أملتها الحاجة، كما أن الكتاب في كل طبعاته اتسم بـ "الموضوعية والحياد"، كذلك بدت لغته "واضحة"؛ فهو "يستعرض الأدلة ولا يغفل نقدها"، كما أن المؤلّفين يوصفون بأنهم "يدافعون عن الدين"، وأيضاً ظهروا فيه باعتمادهم "الطريقة المدرسيّة في تدوينه".
والى جانب تبدو المُترجمة "زهراء طاهر" اعتمدت على نسخة الطبعة الخامسة، وهي الطبعة الأكثر نضوجاً، وأنها أدّت ترجمتها بـ "إتقان ووضوح ودقة لا تخون فيها الكلمات العربية المعنى الأقرب لدلالة الكلمة الإنجليزية"، وتلك براعة مطلوبة لا سيما عندما تتوخّى الترجمة متن له أهميته لدى القارئ العربي والمسلم وكذلك في الثقافة العربية الإسلامية، وهي مسؤولية الناشر "مركز دراسات فلسفة الدين" وكذلك المترجمة "زهراء طاهر" بالاستعداد لترجمة كتاب جماعي آخر للمؤلّفين أنفسهم ذاك الذي صدر عن (أكسفورد) تحت عنوان (فلسفة الدين.. قراءات مُختارة) والذي صدرت طبعته الرابعة حتى الساعة.
روح عقلية فلسفية
ولعلّ "التقديم" للكتاب أتحفنا به الرفاعي يضعنا عند رسم معالم متزنة إلى فلسفة الدين، وببساطة لكون عنوان الكتاب يقدّم لفظ "العقل = Reason" على لفظ "المعتقد الديني = Religious belief"، كما أن العنوان الفرعي للكتاب يحتفظ بمصطلح (The philosophy of Religion) أو "فلسفة الدين" بغية خلق كون دلالي أوسع يوحي، على الفور، بكُل ما هو نزّاع إلى ناحية التفكير الفلسفي العقلي في الدين.
ومرة أخر لعلّ الرفاعي في تقديمه لهذا الكتاب يضع قارئه عن مفاتيح خاصّة بفلسفة الدين فيقول إن "سؤال فلسفة الدين هو سؤال فلسفي، والتفكير فيها هو تفكير فلسفي، وقراءتها للدين ومعتقداته قراءة فلسفية"؛ فهي ليست مثل علم اجتماع الدين أو أنثروبولوجيا الدين أو علم نفس الدين وغيرها من العناوين الشائعة التي تدخل في هذا الشأن جهلاً وتعمية في غالب الأحيان؛ ففلسفة الدين ليست هي اللاهوت أو علم الكلام، ولا تختص هذه الفلسفة بـ "دين أو فرقة أو مذهب"، ولا تسعى فلسفة الدين إلى مُمارسة "وظيفة اللاهوت" أو اللاهوتي ، ولا وظيفة "علم الكلام" أو عالِم الكلام، ذلك أن "اللاهوتي" و"عالِم الكلام"، كلاهما، ليس "فيلسوف الدين"، فهذا الأخير "لا سقف يخضع له عقله، ولا إطار يتحرّك ضمنه تفكيره، ولا مسلّمات يصدر عنها"، كذلك "لا يقوده إلا العقل، ولا ينتج فهمه للدين وللمعتقدات الدينية أيّة سلطة معرفية تتعالى على العقل؛ فمنطق فهم فيلسوف الدين للمعتقدات الدينية هو ذاته منطق فهمه للوجود والمباحث الكُلية المعروفة في الفلسفة".
اختلافات حقلية
ومن ناحية أخرى يدخل الرفاعي إلى صميم فلسفة الدين من حيث بنيتها الحقليّة التي يجب ألا "تبتعد عن الأحكام المعياريّة، ولا تتبنّى أيّة مواقف مُسبقة، ولا تتحمّس لأيّة ديانة أو معتقد"، ولذلك لا يجب أن "يحضر الإيمان أو الاعتقاد بدين معيّن بوصفه شرطاً في تفكير فيلسوف الدين؛ ما يحضر هو العقل الفلسفي ومن دون أي توصيف أو شرط يقيّد العقل أو يُملي عليه طريقة تفكيره أو يرسُم له حدود الأفق الذي يتموضع فيه أو المنطق الذي يوجّه مسار تفكيره".
لا ينفي الرفاعي "مؤثرات السياق الديني لنشأة وتطوّر فلسفة الدين"، وهو الأمر الذي ربما يحثُّ على القراءة الإيديولوجية للدين، ويوكِّد - الرفاعي - بذلك على أن فيلسوف الدين، وسواء كان يهودياً أو مسيحياً "لا مرجعيّة له خارج عقله، ولا أيّة مسلّمات تسبق تفكيره سوى المسلّمات المُضمرة في اللاوعي"، وكم كنتُ أتنمى على الرفاعي التوسّع في هذا الشأن! ولكن ربما يشتغل عليها في أحد مؤلفاته القادمة! وعل أي حال أن فيلسوف الدين "يقوده عقله الفلسفي ويستند إلى أدلته" بغية التخلّص من "تفسيرات وتأويلات اللاهوتيين لنصوص الكتاب..".
ويعود الرفاعي ثانية إلى الاختلاف بين "فلسفة الدين" من جهة، وبقية الحقول التي تدرس الدين بأي شكل حقلي من الأشكال من جهة أخرى ليؤكِّد على أن فلسفة الدين تختلف عن "علم الكلام الجديد" أو "المتكلّم الجديد"، وأمنياتي ذاتها على الرفاعي بأن يحفر في خطاب هذا الأخير أو "علم الكلام الجديد" أو "المتكلّم الجديد"، لكنه اكتفى بقوله عنه إنه "يؤمن بالله والوحي بغضِّ النظر عن اجتهاده في بناء رؤيته التوحيدية وفهمه للوحي بصورة لا تطابق رؤية وفهم المتكلم التقليدي"!!
يعود في "تقديم" الكتاب إلى أرخنة "ظهور التفكير الفلسفي في الدين"، وهي التفاتة مُهمة للقارئ العربي والمسلم لمعرفة أصل وفصل "فيلسوف الدين" في التاريخ، فيؤكّد على أن هذا الشأن ظهر منذ الفيلسوف الكندي، والفيلسوف الفارابي، والفيلسوف ابن سينا، تواصلاً إلى الفيلسوف ابن رشد، وإلى شيخ الإشراق "السهروردي".
ولا يخفي أو يتجاوز كاتب التقديم - لرفاعي - الأثر السلبي الذي اتخذه أبو حامد الغزالي (ت 505 هجري) في مناهضته "للتفلسف في الدين" أو التفلسف الديني، لكنه ينوّه، مؤرخاً، إلى الدور اللامع في منحى هذه الفلسفة الذي تزعمه في أصفهان محمد باقر "مير داماد" في القرن الحادي عشر الهجري، ذلك الفقيه الذي "ترسم نهج المشائين ببيان ملتبس غامض"! وكذلك تلميذه الفقيه "ملا صدرا الشيرازي" في القرن ذاته، وقبلهما، وبنحو خمسة قرون، "ابن عربي" والذي كان أثر في خطاب الملا صدرا الفلسفي.
نقد!
ولا يخفي الرفاعي إشكاليات تأريخ التفكير الإسلامي المأسور من جانب "مقولات كلامية" و"مواقف اعتقادية"، و"أحكام المدوّنة الفقهية"، وهو التأريخ الذي "لم يتحرّر" من تلك الإشكاليات، وكذلك "لم ينفتح على بناء وعي فلسفي بالدين إلا بمبادرات فردية لم تتحوّل إلى تيار للوعي الفلسفي في الدين، وعجزت عن اختراق جدران معاهد التعليم الديني"، لا سيما - يقول لرفاعي ناقداً - إن "المؤسسات الدينية المحافظة التي تمتلك المشروعية الرّاسخة لم تسمح للعقل الفلسفي بالحضور في فضائها لأنها تدرك ما يمكن أن يحدثه أي ضرب من الوعي الفلسفي في الدين من أسئلة عميقة، وما يولّده هذا الوعي من نقاشات لا تضبطها طرائق التفكير المعروفة في تلك المعاهد".
وفي مسار النقد يتواصل الرفاعي ليماس عنوانات كتب صدرت في العالم العربي تخص فلسفة الدين كان "بعضها يحمل معطيات مشتتة لا تحمل من فلسفة الدين إلا العنوان"؛ بل صارت "موضة"، وكانت فلسفة الدين "مجهولة لدى دارسي الفلسفة والدين بالعربية زمناً طويلاً"؛ بل "قلّما قرأتُ كتاباً يتناول فلسفة الدين بشكل منهجي منتظم يرسم خارطة طريق واضحة بحيث لا يقوده إلى متاهات لا يدري من أين يبدأ؟ وإلى أين ينتهي؟" بقول الرفاعي.
ولم يغفل كاتب "التقديم" الحديث عن تجربته في إطار الدراسات الدينية..، لكنه سرعان ما يتحدّث عن الكتاب موضوع التقديم وحيثيات نقله إلى لغة الضاد من جانب المترجمة زهراء طاهر، فكتاب (العقل والمعتقد الديني.. مدخل إلى فلسفة الدين) الذي صدر منذ سنة 1991، وظلّت طبعاته المتتالية تتكرّر لأهميته الفائقة حتى الطبعة الخامسة التي حرص مؤلّفيها يزودونها بالجديد الجاد كلما أملتها الحاجة، كما أن الكتاب في كل طبعاته اتسم بـ "الموضوعية والحياد"، كذلك بدت لغته "واضحة"؛ فهو "يستعرض الأدلة ولا يغفل نقدها"، كما أن المؤلّفين يوصفون بأنهم "يدافعون عن الدين"، وأيضاً ظهروا فيه باعتمادهم "الطريقة المدرسيّة في تدوينه".
والى جانب تبدو المُترجمة "زهراء طاهر" اعتمدت على نسخة الطبعة الخامسة، وهي الطبعة الأكثر نضوجاً، وأنها أدّت ترجمتها بـ "إتقان ووضوح ودقة لا تخون فيها الكلمات العربية المعنى الأقرب لدلالة الكلمة الإنجليزية"، وتلك براعة مطلوبة لا سيما عندما تتوخّى الترجمة متن له أهميته لدى القارئ العربي والمسلم وكذلك في الثقافة العربية الإسلامية، وهي مسؤولية الناشر "مركز دراسات فلسفة الدين" وكذلك المترجمة "زهراء طاهر" بالاستعداد لترجمة كتاب جماعي آخر للمؤلّفين أنفسهم ذاك الذي صدر عن (أكسفورد) تحت عنوان (فلسفة الدين.. قراءات مُختارة) والذي صدرت طبعته الرابعة حتى الساعة.