د. حسن البصام - اخر ملوك اور...

الى عبدالأمير الحمداني


وحدك الان مسجى على سرير القلوب
منتظرا من يزيح عن وجهك التراب
كما كنت تزيحه عن وجوه الملوك
قلت بان تمام الرسالة وقوفك دقيقة امام المتحف
كي تعيد للاتين ازميلك وفرشاتك وقبعة ...
نظارتك الكبيرة وأنامل عشق ارق من إلهة عشتار
كي تريح ضميرك ؛تسأل : هل من تلكؤ او قصور؟
وقفت تودع الملوك المصلوبين على الجزرة الوسطية
من تقاطع الرايات ؛حتى فَلْكَة السماوة
لن يترجلوا ؛ لانهم على يقين انك ملتحق بهم
لتصبح اخر سلالات الملوك
سوف يعدّون لك وليمة استقبال
سمكا من بحر اور ؛وغزالة مشوية من حدائق العالم السفلي،
ودنان خمر واواني من فخار ؛فيها الكثير من الحساء واللبن
سيكون في استقبالك ؛من جسر الزيتون حتى بوابة المتحف
سرجون ؛ اور اوتو؛ اوتوحيكال؛ شولجي ؛ لبث عشتار
وستنكس راياتها : اور ؛ ولارسا؛ ولجش؛ وكيش؛ وايسن؛ واريدو
موحشة زقورة اور ...غيابك دثرها بالرماد
حين اطفأت الريح جمرة متقدة
صارت ملاذا للعصافير ... لااحد سوف يربك اغفاءتها
والامطار اكثر ملوحة من ذي قبل
فقدنا تأتأتك الجميلة وانت تسرد سر عشيقات انليل في خلوته
وتفسد عليه اغراء نينليل
فيغضب ويومئ للعواصف والأرض لتبعثر ما فيها من الملوك
فكنت انت ياعبد الأمير ؛اخر الملوك المبعثرين على ناصية الغياب
هل علمت ان شوارع الناصرية مذهولة ؛
الى الان مصوبة بصرها نحوالمتحف
مستفسرة: لماذا الانقياء وحدهم يغادرون، يدونون أسماءهم على الرقم الطينية
ويلتحقون صورا في مكتبة اشور بانيبال ؟
كن على ثقة ياعبد الأمير ان أنقى دمعة رايتها ؛
في عيون البراك ودوشي والشيال وحارس الزقورة
وكذلك الملوك الذين اعدت اليه بصرهم بالفرشاة
هم الان يقفون فوق الزقورة : تاخرت ليس كعادتك؟
من يمسد رأس مردوخ ودموزي بعدك
ولماذا تلوح من فوق سرير" الازهر"انك بخير
هل ليقينك انك آخِرُ سلالاتِ الملوك؟


.............
"الازهر" : مستشفى الازهر الذي رقد فيه عبد الأمير الحمداني قبل وفاته



-----------------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى