اليوم أعود إلى فكرة التفاحة التي لا تُقطف بعد نُضجها، فتخمج وتسقط، وتُصبح غير صالحة للأكل.
هذه الفكرة عاشت معي حوالي أربعين سنة، وربما عاشت مع صاحبها أكثر من ذلك..
كنت في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مارا من شارع فاطمة الزهراء الذي كنا نسميه شارع الرميلة في اتجاه مقهى الكتبية. وعندما وصلت مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تبين لي عدد كبير من الدراجات العادية والنارية أمام بابه. لم أشعر حتى وجدت نفسي بالداخل وسط حشد كبير من العمال. ثلاثة أشخاص في المنصة سأعرف منهم اثنين فيما بعد. وهما المناضل الحاج المهدي الدرقاوي أطال الله في عمره، والمناضل محمد بوكرين رحمة الله عليه، وكلاهما من مؤسسي نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكان هذا الأخير قد أطر العديد من اللقاءات مع الطلبة والطبقة العاملة بعد خروجه من السجن مباشرة. وسيؤسس فيما بعد مع رفاقه حزب الطليعة الديمقراطي الذي انشق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
كان الجو السياسي في البلد حامضا. النقابة نفسها تلقت في هذه الفترة ضربة قاسية. أغلب مسؤوليها الوطنيين يقبعون في السجون.. بعد اضراب (1978 / 1979) و (1981)..
لم أحضر العرض من بدايته، لكن ذاكرتي لا زالت تحتفظ بصورة الثورة، وهو يصفها للعمال والفلاحين بالتفاحة التي عندما تنضج لابد من قطفها لأنها ستكون طيبة وصالحة للأكل ومقوية للجسم. أما إذا تركناها في الشجرة فأكيد أنها ستخمج، وستسقط لا محالة.
اليوم بعد كل هذه السنوات سقطت الكثير من حبات التفاح التي خمجت، ولم تُقطف في وقت نضوجها.. سقطت في العراق وليبيا واليمن وتونس ولبنان وسوريا..
مراكش 12 / 12 / 2024
هذه الفكرة عاشت معي حوالي أربعين سنة، وربما عاشت مع صاحبها أكثر من ذلك..
كنت في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مارا من شارع فاطمة الزهراء الذي كنا نسميه شارع الرميلة في اتجاه مقهى الكتبية. وعندما وصلت مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تبين لي عدد كبير من الدراجات العادية والنارية أمام بابه. لم أشعر حتى وجدت نفسي بالداخل وسط حشد كبير من العمال. ثلاثة أشخاص في المنصة سأعرف منهم اثنين فيما بعد. وهما المناضل الحاج المهدي الدرقاوي أطال الله في عمره، والمناضل محمد بوكرين رحمة الله عليه، وكلاهما من مؤسسي نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكان هذا الأخير قد أطر العديد من اللقاءات مع الطلبة والطبقة العاملة بعد خروجه من السجن مباشرة. وسيؤسس فيما بعد مع رفاقه حزب الطليعة الديمقراطي الذي انشق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
كان الجو السياسي في البلد حامضا. النقابة نفسها تلقت في هذه الفترة ضربة قاسية. أغلب مسؤوليها الوطنيين يقبعون في السجون.. بعد اضراب (1978 / 1979) و (1981)..
لم أحضر العرض من بدايته، لكن ذاكرتي لا زالت تحتفظ بصورة الثورة، وهو يصفها للعمال والفلاحين بالتفاحة التي عندما تنضج لابد من قطفها لأنها ستكون طيبة وصالحة للأكل ومقوية للجسم. أما إذا تركناها في الشجرة فأكيد أنها ستخمج، وستسقط لا محالة.
اليوم بعد كل هذه السنوات سقطت الكثير من حبات التفاح التي خمجت، ولم تُقطف في وقت نضوجها.. سقطت في العراق وليبيا واليمن وتونس ولبنان وسوريا..
مراكش 12 / 12 / 2024