في شوارع وازقة مدينتي شكا بعض المواطنين من ظهور اجساد غريبة وهي تتنقّل من زقاق الى زقاق ومن شارع الى اخر وهي تصدر اصواتا غريبة كأنها تنطلقُ من بئرٍ سحيق .. بعض الشهود ذكروا ان هذه الاجساد ارعبتهم اكثر مما فعلت معهم المفخخات والعبوات والاغتيالات وغيرها من المرعبات .. وقالوا ايضا، انه على العكس من كل المظاهر الاخرى لم يتم الاشارة الى تلك الاجساد المرعبة من قبل المسؤولين او الاحزاب السياسية وحتى اولئك الذين يتصيدون في الماء العكر ويتحدثون بنفس طائفي تحريضي لاذوا بالصمت هم أيضا، القوات الامنية بدورها لم تعقب بشيء كذلك فعلت الصحافة وكل وسائل الاعلام الاخرى، والتي صادف انها كانت متواجدة في الكثير من تلك الازقة والشوارع التي ظهرت فيها تلك الأجساد . لم تنبس تلك الوسائل ببنت شفة .. وليس هذا فحسب بل ذكر عدد من المواطنين أنهم شهدوا على ارض الواقع نشاطات اعلامية تم تسجيلها من خلال الكاميرات التلفزيونية وكانت تلك الاجساد حاضرة ضمن المشهد. لكن حين عرضت الفضائيات برامجها لم تظهر تلك الاجساد في تقارير المراسلين !!
الناس اصيبوا بالخيبة وبنوع غريب من الجنون .. وتطرف بعض منهم فادعى بأن المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن هي السبب الرئيس في مشاعره الملتبسة هذه .. إذ لا يمكن للكاميرا ان تكذب .. ولو كانت هناك اجساد غريبة تتجول حقا في الشوارع لرصدتها تلك الكاميرات وأظهرتها.
مواطن اخر حلُم بوالدته التي قتلت في تفجير انتحاري، وطلبت منه ان يأتيها بخوذة وبدرع مضاد للرصاص بعد أن استهدفت بعض المقابر بالتفجير والتدمير.. هذا المواطن كان يشغل وظيفة مرافق امني لمسؤول كبير ، وقد تحدث بهذه الرؤيا لبعض الاصدقاء وهو يبتسم، فظنوا انها احدى طرائفه التي اشتهر بها، لكنه ورغم ارتدائه للدرع الواقي لحق بأمه بعد مرور أيام قلائل، وشوهد جسده بعد ذلك بين الاجساد التي تجوب الشوارع وقد انغرست شظية كبيرة في مقدمة رأسه لكن الابتسامة لم تفارق شفتيه.
احد الاطفال وكانت لديه موهبة فذة في استخدام الحاسوب والنت، ضحك بقوة وهو يرى تلك الاجساد، ثم اعترف بعد ذلك انه لم يكن يصدق بأن ماكنة الاعلام الامريكية تستطيع ان تنجز مثل هذه الاعمال السينمائية بهذه الدقة والواقعية، بحيث انه شك للحظات بأن ما يحدث هو امر واقع، وليس تقنية اليكترونية متطورة . وتلك كانت اخر مرة شوهد فيها ذلك الطفل .. وقيل ان عصابة تطلق على نفسها اسم (حكومة الظل الموحش) اختطفته وطلبت فيه فدية تفوق الخيال، لكن اهله لم يعثروا عليه رغم دفعهم للفدية . ثم شوهد بعد ذلك طفل صغير يتجول مع الاجساد الغريبة .
احد العجائز كان يدخن الاركيلة ويضع ساقا على حافة الاريكة والاخرى تحتها . ويظهر لباسه الداخلي القذر . كان يقهقه بقوة لاتتناسب مع عمره الموغل في القدم . هذا العجوز ظهر بتلك الهيئة على شاشات فضائية بعينها، وكان يضحك ايضا وقد ظهرت اسنانه او ما تبقى منها .وحين سألوه عن سر ضحكاته المتواصلة تلك قال : ما اجملها افلام الزمن الجميل، ثم اضاف وهو يقهقه . اني اراهم بالأبيض والاسود فقط .
مرت الايام والشهور والسنوات بسرعة مفرطة، وكان كل يوم يمضي يشهد تزايد اعداد تلك الكائنات الغريبة على حساب تناقص عدد سكان المدينة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن ألوان الاشجار والبنايات وحتى البشر، بدأت تشف وتكاد تتوارى ولم يتبق غير الاسود والابيض والرمادي. بينما تلك الكائنات التي كانت في البداية تبدو وكأنها اشباح، بدأت شيئا فشيئا تكتسب الوانا واضحة، تبرز معالم تلك الكائنات بشكل أدق . واختفت الشظية واختفى أثرها، واستعاد وجه مرافق المسؤول الكبير شكله الطبيعي، بعد أن لحق به مسؤوله، وصارا يتجولان معا، وحين يستذكر احدهما موقفا من الماضي يدخلان في نوبة هستيرية من الضحك المتواصل حتى يسقطان على الأرض وهما يقهقهان والدموع تكاد تفر من عينيهما من أثر الضحك، وتغير حال الكثير من تلك الكائنات حين استعادت الوانها واشكالها الطبيعية واختفت الندوب والجروح وآثار الطلقات النارية والشظايا . بينما الناس اعدادهم في تناقص مستمر لكن، عزيمتهم واصرارهم على معرفة حقيقة تلك الكائنات لم تتراجع او تقل، وظهرت في تلك الفترة الكثير من النظريات والافكار والتحليلات السياسية من على شاشات الفضائيات، واكد بعض من المراقبين أنهم في سبيلهم للتوصل الى حل لتلك المعضلة التي لم تتوقف آثارها عند مدينته، بل امتدت لتشمل كل مدن البلاد، ثم ظهر ولأول مرة واحد من تلك الكائنات، وقال ان الموعد يقترب، وان عليهم ان يتبعوه ليضمنوا الخلاص .. ثم ظهر آخر ليكذب الأول، وقال بأنه هو الأحق بأن يتبع.. بينما الناس في شغل شاغل وكلما ظهر واحد من تلك الكائنات وجد له مريدين ورافضين. ثم جاء اليوم الذي اختفى فيه الناس جميعا، وظهرت تلك الكائنات لأول مرة وهي تصول وتجول في المدينة، وكان أول قرار اتخذته هو تشكيل مجلس للحكم، ثم برلمان، ثم حكومة، ثم ظهر من يمثل هذه الطائفة او تلك وهذا الحزب أو ذاك، وبدأ النزاع مرة أخرى، وتقاتلت تلك الكائنات فيما بينها، وبدأت التصفيات مجددا عن طريق الاسلحة الكاتمة والعبوات والتفجيرات بكل انواعها.. ثم حلت لحظة صمت. تذكر المختصمون خلالها انهم سبق وأن شاركوا في مثل هذا السيناريو .. فأصيبوا بنوبة طويلة من الضحك الهستيري . ثم حل الصمت المطبق في ارجاء المكان .
ـــــــــــــــــــــــــ
(*) هولواجرام ..مأخوذة - بتصرف - من كلمة الهولوجرام وتعني تصوير ثلاثي الأبعاد، يسجل الضوء في جسم ليعطي شكل هذا الجسم، ليطفوا كمجسم ثلاثي الأبعاد وتتم هذه العملية باستخدام أشعة الليزر.
الناس اصيبوا بالخيبة وبنوع غريب من الجنون .. وتطرف بعض منهم فادعى بأن المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن هي السبب الرئيس في مشاعره الملتبسة هذه .. إذ لا يمكن للكاميرا ان تكذب .. ولو كانت هناك اجساد غريبة تتجول حقا في الشوارع لرصدتها تلك الكاميرات وأظهرتها.
مواطن اخر حلُم بوالدته التي قتلت في تفجير انتحاري، وطلبت منه ان يأتيها بخوذة وبدرع مضاد للرصاص بعد أن استهدفت بعض المقابر بالتفجير والتدمير.. هذا المواطن كان يشغل وظيفة مرافق امني لمسؤول كبير ، وقد تحدث بهذه الرؤيا لبعض الاصدقاء وهو يبتسم، فظنوا انها احدى طرائفه التي اشتهر بها، لكنه ورغم ارتدائه للدرع الواقي لحق بأمه بعد مرور أيام قلائل، وشوهد جسده بعد ذلك بين الاجساد التي تجوب الشوارع وقد انغرست شظية كبيرة في مقدمة رأسه لكن الابتسامة لم تفارق شفتيه.
احد الاطفال وكانت لديه موهبة فذة في استخدام الحاسوب والنت، ضحك بقوة وهو يرى تلك الاجساد، ثم اعترف بعد ذلك انه لم يكن يصدق بأن ماكنة الاعلام الامريكية تستطيع ان تنجز مثل هذه الاعمال السينمائية بهذه الدقة والواقعية، بحيث انه شك للحظات بأن ما يحدث هو امر واقع، وليس تقنية اليكترونية متطورة . وتلك كانت اخر مرة شوهد فيها ذلك الطفل .. وقيل ان عصابة تطلق على نفسها اسم (حكومة الظل الموحش) اختطفته وطلبت فيه فدية تفوق الخيال، لكن اهله لم يعثروا عليه رغم دفعهم للفدية . ثم شوهد بعد ذلك طفل صغير يتجول مع الاجساد الغريبة .
احد العجائز كان يدخن الاركيلة ويضع ساقا على حافة الاريكة والاخرى تحتها . ويظهر لباسه الداخلي القذر . كان يقهقه بقوة لاتتناسب مع عمره الموغل في القدم . هذا العجوز ظهر بتلك الهيئة على شاشات فضائية بعينها، وكان يضحك ايضا وقد ظهرت اسنانه او ما تبقى منها .وحين سألوه عن سر ضحكاته المتواصلة تلك قال : ما اجملها افلام الزمن الجميل، ثم اضاف وهو يقهقه . اني اراهم بالأبيض والاسود فقط .
مرت الايام والشهور والسنوات بسرعة مفرطة، وكان كل يوم يمضي يشهد تزايد اعداد تلك الكائنات الغريبة على حساب تناقص عدد سكان المدينة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن ألوان الاشجار والبنايات وحتى البشر، بدأت تشف وتكاد تتوارى ولم يتبق غير الاسود والابيض والرمادي. بينما تلك الكائنات التي كانت في البداية تبدو وكأنها اشباح، بدأت شيئا فشيئا تكتسب الوانا واضحة، تبرز معالم تلك الكائنات بشكل أدق . واختفت الشظية واختفى أثرها، واستعاد وجه مرافق المسؤول الكبير شكله الطبيعي، بعد أن لحق به مسؤوله، وصارا يتجولان معا، وحين يستذكر احدهما موقفا من الماضي يدخلان في نوبة هستيرية من الضحك المتواصل حتى يسقطان على الأرض وهما يقهقهان والدموع تكاد تفر من عينيهما من أثر الضحك، وتغير حال الكثير من تلك الكائنات حين استعادت الوانها واشكالها الطبيعية واختفت الندوب والجروح وآثار الطلقات النارية والشظايا . بينما الناس اعدادهم في تناقص مستمر لكن، عزيمتهم واصرارهم على معرفة حقيقة تلك الكائنات لم تتراجع او تقل، وظهرت في تلك الفترة الكثير من النظريات والافكار والتحليلات السياسية من على شاشات الفضائيات، واكد بعض من المراقبين أنهم في سبيلهم للتوصل الى حل لتلك المعضلة التي لم تتوقف آثارها عند مدينته، بل امتدت لتشمل كل مدن البلاد، ثم ظهر ولأول مرة واحد من تلك الكائنات، وقال ان الموعد يقترب، وان عليهم ان يتبعوه ليضمنوا الخلاص .. ثم ظهر آخر ليكذب الأول، وقال بأنه هو الأحق بأن يتبع.. بينما الناس في شغل شاغل وكلما ظهر واحد من تلك الكائنات وجد له مريدين ورافضين. ثم جاء اليوم الذي اختفى فيه الناس جميعا، وظهرت تلك الكائنات لأول مرة وهي تصول وتجول في المدينة، وكان أول قرار اتخذته هو تشكيل مجلس للحكم، ثم برلمان، ثم حكومة، ثم ظهر من يمثل هذه الطائفة او تلك وهذا الحزب أو ذاك، وبدأ النزاع مرة أخرى، وتقاتلت تلك الكائنات فيما بينها، وبدأت التصفيات مجددا عن طريق الاسلحة الكاتمة والعبوات والتفجيرات بكل انواعها.. ثم حلت لحظة صمت. تذكر المختصمون خلالها انهم سبق وأن شاركوا في مثل هذا السيناريو .. فأصيبوا بنوبة طويلة من الضحك الهستيري . ثم حل الصمت المطبق في ارجاء المكان .
ـــــــــــــــــــــــــ
(*) هولواجرام ..مأخوذة - بتصرف - من كلمة الهولوجرام وتعني تصوير ثلاثي الأبعاد، يسجل الضوء في جسم ليعطي شكل هذا الجسم، ليطفوا كمجسم ثلاثي الأبعاد وتتم هذه العملية باستخدام أشعة الليزر.