عرض /محمد عباس محمد عرابي
للقصص دور كبير في تعزيز القيم في نفوس الناشئة، ومن هذه القيم التي يجب أن نربي الأجيال عليها قيمة الإحسان والعفو والصفح حتى تسود المحبة والألفة بين الناس، حيث يجب البعد عن العداوة ومقابلة الإساءة بالإحسان! قال (تعالى) في سورة آل عمران :" وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
ومن القصص التي تعزز أهمية الصلح بين الناس ،والتعامل بالإحسان بدلا من العداوة قصة قرأتها وأنقلها هنا في هذا المقال عسى أن يقتدي بها المقتدون قصة مؤثرة جدًا "قصة الأخوان والجسر"
،تقول القصة :يُحكى أنّه عاش في قديم الزمان أخوان في مزرعتين متجاورتين، وفي أحد الأيام نشب بينهما خلاف كبير.
بعد أربعين سنة من العمل الجماعي والتعاون المتبادل، حدث الفراق نتيجة سوء فهمٍ بسيط ما لبث أن تحوّل إلى شجار عظيم وتبادل للسبّ والشتائم.
في أحد الأيام طرق باب الأخ الأكبر رجل متجوّل يبحث عن عمل.
- أنا أبحث عن عمل لبضعة أيام مقابل أجر مادّي، إنني حرفي أستطيع القيام بالكثير من الأعمال المتنوّعة.
قال الرجل المتجول، وصمت الأخ الأكبر بضع لحظات مفكّرًا قبل أن يردّ قائلاً:
- نعم عندي عمل لك… هل ترى تلك المزرعة على الجانب الآخر من الجدول؟ إنها لجاري...في الواقع هو أخي الأصغر، كان بيننا مرجٌ فيما مضى، لكنه أخذ جرّافته إلى النهر وحفر جُرفًا بيننا، ثم سار فيه الماء وتحوّل إلى جدول...أعتقد أنه فعل ذلك ليضايقني، لذا أريدك أن تبني لي سياجًا عاليًا يحجبُ عني رؤية مزرعته.
- لقد فهمتُ ما حصل...لا تقلق أعطني المعدّات وسأنجزُ المطلوب كما تريد وتشاء!
وهكذا توجّه الأخ الأكبر إلى القرية لشراء المعدّات اللازمة، وقدّمها للعامل الجديد ثمّ مضى إلى أعماله، ونسي أمره تمامًا.
بعد عدّة أيام جاء العامل ليخبر سيدّه أنّه قد أنهى المهمّة، وتوجّه الاثنان إلى حيث يُفترض أن يكون السياج مبنيًا.
اتسعت عينا الأخ الأكبر وفغر فاه عندما رأى أنه لا وجود لأي سياج، وبدلاً منه استقرّ جسر خشبي متقن الصنع فوق الجدول يربط بين الضفتين.
ثمّ ما فتئ أن بدت ملامح الأخ الأصغر وهو يعبر الجسر فاتحًا ذراعيه مهلّل الوجه.
-يا لك من أخ عظيم...لقد بنيت هذا الجسر المتقن على الرغم من كلّ ما قلته وفعلته لك!
هتف الأخ الأصغر بسعادة، وهو يواصل طريقه نحو أخيه الأكبر الذي سار هو الآخر باتجاه شقيقه، والتقى الاثنان في منتصف الجسر حيث صافحا بعضهما البعض وتعانقا في إشارة إلى تصالحهما.
عند رؤية هذا المشهد، ابتسم الرجل المتجول، ثمّ حمل معدّاته وهمّ بالمغادرة عندما سمع الأخ الأكبر يناديه قائلاً:
-أرجوك ابقَ معنا لعدّة أيام أخرى.
-ذلك من دواعي سروري...لكنّي مضطرّ للرحيل، هنالك الكثير من الجسور التي عليّ بناؤها في أماكن أخرى!
فلنحرص على حسن التعامل مع الآخرين، وتعزيز قيمة الإحسان والعفو في نفوس الأطفال منذ الصغر حتى يشبوا على ذلك .
للقصص دور كبير في تعزيز القيم في نفوس الناشئة، ومن هذه القيم التي يجب أن نربي الأجيال عليها قيمة الإحسان والعفو والصفح حتى تسود المحبة والألفة بين الناس، حيث يجب البعد عن العداوة ومقابلة الإساءة بالإحسان! قال (تعالى) في سورة آل عمران :" وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
ومن القصص التي تعزز أهمية الصلح بين الناس ،والتعامل بالإحسان بدلا من العداوة قصة قرأتها وأنقلها هنا في هذا المقال عسى أن يقتدي بها المقتدون قصة مؤثرة جدًا "قصة الأخوان والجسر"
،تقول القصة :يُحكى أنّه عاش في قديم الزمان أخوان في مزرعتين متجاورتين، وفي أحد الأيام نشب بينهما خلاف كبير.
بعد أربعين سنة من العمل الجماعي والتعاون المتبادل، حدث الفراق نتيجة سوء فهمٍ بسيط ما لبث أن تحوّل إلى شجار عظيم وتبادل للسبّ والشتائم.
في أحد الأيام طرق باب الأخ الأكبر رجل متجوّل يبحث عن عمل.
- أنا أبحث عن عمل لبضعة أيام مقابل أجر مادّي، إنني حرفي أستطيع القيام بالكثير من الأعمال المتنوّعة.
قال الرجل المتجول، وصمت الأخ الأكبر بضع لحظات مفكّرًا قبل أن يردّ قائلاً:
- نعم عندي عمل لك… هل ترى تلك المزرعة على الجانب الآخر من الجدول؟ إنها لجاري...في الواقع هو أخي الأصغر، كان بيننا مرجٌ فيما مضى، لكنه أخذ جرّافته إلى النهر وحفر جُرفًا بيننا، ثم سار فيه الماء وتحوّل إلى جدول...أعتقد أنه فعل ذلك ليضايقني، لذا أريدك أن تبني لي سياجًا عاليًا يحجبُ عني رؤية مزرعته.
- لقد فهمتُ ما حصل...لا تقلق أعطني المعدّات وسأنجزُ المطلوب كما تريد وتشاء!
وهكذا توجّه الأخ الأكبر إلى القرية لشراء المعدّات اللازمة، وقدّمها للعامل الجديد ثمّ مضى إلى أعماله، ونسي أمره تمامًا.
بعد عدّة أيام جاء العامل ليخبر سيدّه أنّه قد أنهى المهمّة، وتوجّه الاثنان إلى حيث يُفترض أن يكون السياج مبنيًا.
اتسعت عينا الأخ الأكبر وفغر فاه عندما رأى أنه لا وجود لأي سياج، وبدلاً منه استقرّ جسر خشبي متقن الصنع فوق الجدول يربط بين الضفتين.
ثمّ ما فتئ أن بدت ملامح الأخ الأصغر وهو يعبر الجسر فاتحًا ذراعيه مهلّل الوجه.
-يا لك من أخ عظيم...لقد بنيت هذا الجسر المتقن على الرغم من كلّ ما قلته وفعلته لك!
هتف الأخ الأصغر بسعادة، وهو يواصل طريقه نحو أخيه الأكبر الذي سار هو الآخر باتجاه شقيقه، والتقى الاثنان في منتصف الجسر حيث صافحا بعضهما البعض وتعانقا في إشارة إلى تصالحهما.
عند رؤية هذا المشهد، ابتسم الرجل المتجول، ثمّ حمل معدّاته وهمّ بالمغادرة عندما سمع الأخ الأكبر يناديه قائلاً:
-أرجوك ابقَ معنا لعدّة أيام أخرى.
-ذلك من دواعي سروري...لكنّي مضطرّ للرحيل، هنالك الكثير من الجسور التي عليّ بناؤها في أماكن أخرى!
فلنحرص على حسن التعامل مع الآخرين، وتعزيز قيمة الإحسان والعفو في نفوس الأطفال منذ الصغر حتى يشبوا على ذلك .