حاتم عبدالهادي - ىفي محبة الراحلين مالشاعر محمد حمدان وتجليات المعنى الوجداني

يعد الشاعر السيناوي/ محمد حمدان أبو خالد أحد أعلام الشعر السيناوي المعاصر، فهو شاعر يخط بروحه القصيدة التي تحمل قيما تربينا عليها، ومعان تحمل الوفاء للوالدين، وترسخ لحب انساني ممتد.

Messenger_creation_FAB6FEE2-47EC-40B5-9750-2890E5496517.jpeg

وشاعرنا الكبير الجميل أ./ محمد حمدان أبو خالد يرثي والده بعمق معاني الحزن الذي يحمل الشجن، والصفاء الروحي، وكأنه راهب في صومعة تبكي روحه، ومقلتاه والده الراحل الذي لم يفقده هو -فحسب-بل فقدته الأمة، ومصر، والكون والعالم.

إنه الموت يفرق بين الأحبة، لكنه يترك الذكرى العاطرة للراحلين الطيبين، الذين ستظل سيرتهم، خالدة بأعمالهم، وحسن سيرتهم العظيمة.

لقد ارتقى شاعرنا / محمد حمدان سلالم الشعر الوجداني، وارتدى بردة متصوف، يسوح في براري العالم، وعينه دامعة، يرثى فقد عزيز، ويسطر للموت سيمفونيته الشجية، العاطرة، حيث يعزف على ناي الفقد والحزن أجمل معاني الشعر الإنساني الخالد.

إن شاعرنا هنا قد ارتقى في الوصف عبر صفاء الكلمة، فنراه يطبطب على الحرف، ليتجلى المعنى، ويبحث عن اليقين والبرهان، ويسوح في أقاليم الذات، وأقانيم الجراح، ويبحث في الفقد عن المعاني الإنسانية الخالدة.

Messenger_creation_9C7516F2-B029-4E47-9739-4FBAF134859C.jpeg

ولنا أن نقدم هنا قصيدة من أجمل قصائد الرثاء، المفعم بالشجن، والشجو، وتنامي هارموني المعنى، وانتضام سلسال الحرف، عبر جمال الصورة الفطرية، والمعاني الثواني، والخلود الذاتي بجمال الوصف، وانتقالاته الزاهرة، البديعة، يقول في قصيدته "في رثاء والدي" :

ناحت عليك يمامةٌ في الوادي .
و بكتك عينُ رفاقك العبادِ
لما رحلت تركت قلبي فارغاً .
والحزن أضحي هائماً بفؤادي
ما أقسي حكم الموتِ عند محبةٍ
والموت تغييبٌ و طول رقادِ
قد كنت فينا ناصحاً و مبشراً .
والنصح جود مكتسٍ بودادِ
هذا يراعك شاهد كم قد نثر .
فوق الصحائف عطره بمدادِ
زينت ثوب الحرف نظم لآلي
صُغت الجمال محبةً في الضادِ
قد كنت فينا بعد أمي مؤنسا
ً هل بعدكم من ناصحٍ او هادِ
ناخت بك الامراض شدت قيدها
أضحيت مثل الليث في الأصفادِ
كم قد بكيتك قبل نازلة المني ..
صقر تردي في يد الصيادِ
من يعرف الصقر الأصيل يجله .
حتي وإن غيبه طول رقادِ
رأيت فيك ملامحي و مناقبي .
وشممتُ فيك نسائمَ الاجدادِ
يا ويح قلبي إذ يراك ممدداً .
حمدان قم فاقرأ بنا الاورادِ
ناديت ربي أن يجود برحمةٍ
من غير ربي بالنزيل جوادِ ؟
وأنا رجوتك مِنّة يا خالقي
أن تجمع الحبيّن يوم معادِ
واكرم نزيلا.. كان قلبي عندهُ
عند الكريم منازل العبادِ
علمتني صبراً إذا حكم القضا
واليوم أشدو الحزن شدو الحادي
هذا قليلٌ من رثائك والدي
هو فائضٌ من حرقة الأكبادِ !!.

شعر :
محمد حمدان أبو خالد
شمال سيناء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى