محمد فائد البكري - الأيام التي ليس لها جهات!

لا شيء يكبر في هذا العمر غير السأم
لم يعد هناك قشٌ أيتها الإبرة!
كل ما يدخل في النسيان لا يصبح آخر
أيامٌ في الأزقة وأخرى تبحث عن دروب
وأيامٌ ليست أخرى
حتى النهاية السعيدة في الفيلم
لها لون الأسى
قد يكون الفهم قاسياً
أو بطيء الإحساس
لكنما هناك أكثر من طريقٍ إلى الضياع
أيها البندول المشنوق كم يوماً مت في هذا الخواء المتأرجح؟!
أوحش من ذاكرة الغريب أن تقف وحيداً في مواجهة الوقت
كل بعيدٍ آخر
كلما وقف التالي انتهى العد
أقصى ما في الكلمة إرادة الفهم
ليس وراء البحار غير مخيلة الهواء
والأيام التي تأتي من هناك هي أيام الآخرين
أو الأيام التي ليس لها جهات
أما الحياد فلا يرى
أولئك القادمون من زمن الراديو
يعرفون معنى أن يقاس الحنين بالأميال
يعرفون معاناة المسافات التائهة
يعرفون ما وراء الليل
يعرفون وجع التردد
يعرفون المسافة بين الليل والبعيد
البعيد الآخر
والبعيد الذي صار خلف النسيان
يعرفون بإحكام أن لا جدوى للمعرفة
لم يعد للحكمة من عيون
لولا تاريخ هذا الجسد ما شعرت الكلمات بالمرارة
أيتها الحدائق
أيها الصدى
أيها الندم
كل آخرٍ بعيد
أيها القادمون من زمن الراديو
إلى متى التذبذب
وإلى أين تمضي كل هذه الأيام؟!


2003/4/12

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى