في لقاء تضامني نظمته جمعية واحة لمرضي السرطان
المقاومة مفهوم عظيم ، لكن لا يعبر عنه في فترة الثورات و الحروب فحسب، بل في كل مجالات الحياة ، هن نساء واجهن ظروفهن الصحية وقفنا ندا للند مع المرض القاتل و هو "السرطان"، نساء تمسكن بالأمل و الحياة، عرضن تجربتهن في مواجهة الموت في لقاء تضامني نظمته جمعة واحة لمرضي السرطان ، بحضور وجوه مسرحية و كشفية، في غياب الأطباء المختصين لتقديم صورة عن وضع مرضى السرطان و صراعهم مع الموت و الحياة و ماهي الأليات الممكنة لإنقاذ المرضى لاسيما النساء و غرس فيهن الأمل و التفاؤل مع وضع خارطة رقمية وطنية للتكفل الأنجع بمشاكل المرضى
المقاومة مفهوم عظيم ، لكن لا يعبر عنه في فترة الثورات و الحروب فحسب، بل في كل مجالات الحياة ، هن نساء واجهن ظروفهن الصحية وقفنا ندا للند مع المرض القاتل و هو "السرطان"، نساء تمسكن بالأمل و الحياة، عرضن تجربتهن في مواجهة الموت في لقاء تضامني نظمته جمعة واحة لمرضي السرطان ، بحضور وجوه مسرحية و كشفية، في غياب الأطباء المختصين لتقديم صورة عن وضع مرضى السرطان و صراعهم مع الموت و الحياة و ماهي الأليات الممكنة لإنقاذ المرضى لاسيما النساء و غرس فيهن الأمل و التفاؤل مع وضع خارطة رقمية وطنية للتكفل الأنجع بمشاكل المرضى

هو صوتٌ يختلف عن كل الأصوات التي نسمعها على ركح المسرح أو منصات الجامعة و المؤسسات الثقافية، أبت نساء من مختلف الأعمار أصبن بالسرطان إلا أن يرفعن صوتهن و يقلن: " لسنا أرقاما" و لم تنته صلاحياتنا بعد، رغم المرض، لكل امرأة حالتها ، لكن الشعور بالوجع كان جماعيا، تقاسمنه بكل مرارة، فهن لم يواجهن المرض فحسب بل نظرة الأسرة و المجتمع لهن، و ما يسمعونه من عبارات أحيانا تكون استفزازية حتى من طرف أزواجهن، الذين لا يتقبلون الواقع، و يرفضن الحياة مع زوجة بدون "ثدي" و ينسون العشرة الجميلة و تضحيات هذه الزوجة ، و قد يخاطبها بعبارات جارحة مثل " أنت لم تعودي نافعة" ، و قد يُعَيّرها بأنها نصف امرأة، فما يفكرون فيه تطليقها أو إعادة الزواج من ثانية، في حين نجد أزواج تمسكوا بزوجاتهن إلى أن رحلن عن الحياة.
اللقاء كان عبارة عن "فضفضة "، عبّرت فيه مريضات من مختلف الأعمار و من مختلف مستويات ، بعضهن لم يلتحقن بالجامعة لكن يملكن ثقافة التواصل و هن يعبرن عن تجربتهن و شعورهن بالمعاناة، حيث حملت بعضهن كُرَّاسَةٌ و قلم ليكتبن سيرتهن الذاتية و تدوين تجربتهن و كيف واجهن المجتمع و كل ما يشعرن به، تقول إحدى المريضات نرفض أن نكون مجرد رقما، لأنهن عادة ما ينادونهن بالرقم في المستشفى خلال فترة علاجهن، و قالت أخرى ، لسنا لعبة خشبية، سأكتب سيرتي الذاتية و أجعلها مخلدة لتكون درسا و عبرة للقاسية قلوبهم، و تقول أخرى علمني السرطان كيف أواجه مصيري، و كنتُ مؤمنة راضية بقدري ، و تضيف مريضة أخرى أنها أصبحت ترى الحياة فلسفة ولابد أن تتكيف مع الواقع، خاصة لما تعلم المريضة أنها ستفقد عضوا من أعضائها، و بخاصة "الثدي"، لأنه يعبر عن "الأنوثة" .
و بالرغم من ذلك فقد واجهن السرطان بصبر و عزيمة و إرادة قوية و التحدي لإثبات وجودهن في الحياة ، هي نظرة أمل كتبتها إحدى المريضات، بأن المرض جمعهن في هذه الجمعية و وحد بينهن، فكنّ قلبا واحد و جسدا واحدا، حيث تمكنّ من فتح ورشات لتعليم الخياطة و الأشغال اليدوية، وقد وجهن للأصحّاء و للمجتمع كله رسالة بأن الإنسان بروحه لا بلحمه و شحمه، تشير الأرقام أنه تم التكفل بأزيد من 70 مريضا و مريضة من طرف هذه الجمعية، و هي تستقبل مرضى من مختلف ولايات الوطن، طبعا الأمر لا يتوقف عند النساء فقط بل عند الرجال أيضا و إصابتهم بالسرطان ( الرئة مثلا أو البروستات) لعوامل كثيرة منها التدخين و شرب الكحول و ما إلى ذلك.
علجية عيش