أحمد عبدالله إسماعيل - عز الدين جلاوجي يتحرر من الرق والعبودية في هاء وأسفار عشتار

تدور رواية هاء وأسفار عشتار حول التحرر من العبودية والعودة إلى حضن الطبيعة، وتركز الرواية على رحلة شخصية نحو الاستقلال والتحرر من القيود التي فرضتها الحضارة أو المجتمع.
يستند النص الروائي على تقنية السرد ولم تتحاور الشخوص بنفس مساحة امتداد السرد الروائي، وقد اتسم السرد بمناقشة مجموعة من الموضوعات الرئيسة تدور في معظمها حول فكرة واحدة :
تبدأ الرواية بمناقشة موضوع التحرر من العبودية بإظهار الشخصية الرئيسية التي كانت ترفض الخضوع تحت وطأة عبودية أو اضطهاد في المجتمع. قد تكون العبودية فكرية أو اجتماعية أو حتى مادية، حيث يتم فرض القيود على الأفراد بواسطة قوى اقتصادية أو سياسية.

1739436328146.png

مع تقدم الرواية، تطورت الشخصية الرئيسة وتنطلق الرحلة نحو الذات؛ لتبدأ في فهم حقيقة وجودها ورغبتها في التحرر. وقد تجسدت هذه الرغبة في مغادرة مجتمعه غير الطبيعي نحو مكان أكثر نقاءً، تمثل في العودة إلى الحياة الطبيعية والعزف بالناي أو البقاء في حضن الطبيعة في الأماكن البعيدة عن التحضر مع جدّه مصباح.
أما رغبة الكاتب في العودة إلى الطبيعة، فيعكس هذا الجانب بحث الشخصية عن الحرية داخل الطبيعة، حيث تصبح الطبيعة رمزًا للسلام الداخلي والحرية الذاتية. كان من الممكن أن يواجه الأبطال تحديات وصراعات مع البيئة الجديدة، لكن الكاتب جعل بطل روايته يكتشف قوة الذات واكتفاءها بعيدًا عن قيود الحضارة.
يتناول الكاتب نقدًا حادًا للبنية الاجتماعية التي تسهم في استعباد الأفراد أو تحكمهم داخل دوامة من الروتين الممل. تحلل الرواية كيف أن الإنسان قد يضل طريقه بسبب تكنولوجيا وتمدن غير مستدامين، وتحفز على العودة إلى أسس بسيطة تساعد على توازن النفس مع الكون.
يتسم العمل بالرمزية، حيث يكتشف البطل أن الطريق إلى الحرية لا ينتهي أبدًا، بل هو رحلة مستمرة للعيش بصدق مع الذات ومع العالم الطبيعي.

بلغة رصينة جاذبة، تعكس الرواية مفاهيم عميقة تتعلق بالحرية، الهوية، والصراع ضد العبودية مهما كانت صورتها، في إطار سردي مشوق مليء بالتحديات الإنسانية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى