لا وعود في السّياسة و الصّندوق يفرز العجائب
الترشح للبرلمان في الجزائر و خاصة لمنصب "سيناتور" صعب جدا و يحتاج إلي تكتيك و تحالفات و تدخلات و من لا يعرف اللعب السياسي لا يعوّل على أحد حتي لو كان ينتمي إلي حزبه ، و المترشح لمنصب "سيناتور" في الغرفة الثانية للبرلمان (مجلس الأمة) ، أو كما يعرف في الدول الأخرى بمجلس الشيوخ ، يخضع إلي شروط تؤهله ، هي المفاجأة التي أحدثها حزب "جبهة المستقبل" بحصول مرشحه قطيط محمد الهادي رئيس بلدية ابن باديس علي مقعد داخل مجلس الأمة بعاصمة الشرق الجزائري رغم أنه حزب فتي أسسه مناضل باتحاد الشبيبة الجزائرية انشق عن حزب جبهة التحرير الوطني و ها هو اليوم يضع خطوته الأولي داخل قبة البرلمان
الترشح للبرلمان في الجزائر و خاصة لمنصب "سيناتور" صعب جدا و يحتاج إلي تكتيك و تحالفات و تدخلات و من لا يعرف اللعب السياسي لا يعوّل على أحد حتي لو كان ينتمي إلي حزبه ، و المترشح لمنصب "سيناتور" في الغرفة الثانية للبرلمان (مجلس الأمة) ، أو كما يعرف في الدول الأخرى بمجلس الشيوخ ، يخضع إلي شروط تؤهله ، هي المفاجأة التي أحدثها حزب "جبهة المستقبل" بحصول مرشحه قطيط محمد الهادي رئيس بلدية ابن باديس علي مقعد داخل مجلس الأمة بعاصمة الشرق الجزائري رغم أنه حزب فتي أسسه مناضل باتحاد الشبيبة الجزائرية انشق عن حزب جبهة التحرير الوطني و ها هو اليوم يضع خطوته الأولي داخل قبة البرلمان
تأتي هذه الانتخابات من أجل استكمال بناء مسار مؤسسات الدولة و المترشح لهذا المنصب يجب ان يكون مؤهلا على كل المستويات و أن تتوفر فيه كل الشروط لممارسة المهام التي يكلف بها "السيناتور" و ذلك وفق القانون العضوي المتعلق بتنظيم الانتخابات في الجزائر، الأمر هنا عادي جدا طالما المسألة تتعلق بالتشريعات، لكن العملية الانتخابية شيئ أخر، و الميدان له وسائله و أساليبه ، فهي تحتاج إلى تكتيك و وضع خطة (أ) و خطة بديلة (ب) ، كما تحتاج إلى تحالفات بين الأحزاب لضمان أكبر الأصوات و الفوز بمعقد في كل ولاية ، غير أنه في السياسة لا يوجد وعود يلتزم بها المنتخبون في المجالس المنتخبة المحلية ( الولاية و البلديات) ، و يمكن أن نقدم عينة عن هذه الانتخابات التي جرت بعاصمة الشرق الجزائري ( قسنطينة) باعتبارها مدينة سياسية، الأحزاب فيها تعرف كيف تلعب في "الكواليس" ، وتعرف كيف تضرب تحت الطاولة، و قد تلجأ إلي "الشكارة" ( المال) لشراء الأصوات، هكذا هي السياسية، لأن المتنافسين كما بقالُ في حرب و الحرب حيلة ، خاصة الأحزاب الكبيرة التي لها باع طويل في الممارسة السياسية، و عادة ما يخاطب المترشحون بعضهم خلال العملية الانتخابية بالنظرة و يتكلمون بالألغاز ( اللبيب بالإشارة يفهم) .
في العملية الانتخابية قد تنعدم الثقة و قد يخلف المنتخب ( الناخب) بوعده، و قد تتزعزع العلاقات، لأن المسألة تتعلق بالمصلحة، أو لخدمة أجندات، لأن الراغب في منصب سينتور مطالب بأن يكسر كل القواعد و يضرب كل القيم ، فقد أفرزت التعددية السياسية في الجزائر كل ألوان السياسات و أصبح المغضوب عليهم في الأحزاب السياسية يشكلون "قوائم حرة" لدخول باب المنافسة ، خاصة و أن منصب سيناتور يسيل اللعاب، المشهد الذي وقفنا عليه كان مفاجئا ، فلأول مرة في تاريخ انتخابات "السّينا" في الجزائر يتنافس 17 مترشحا بعاصمة الشرق الجزائري صوّت عليهم 293 منتخبا بالمجلس الولائي و البلديات للفوز بمقعد "سيناتور" ، بعد أن كان عدد المترشحين لا يتجاوز إثنان أو ثلاثة، الملاحظ أن الغالبية هذه المرة كانت للمترشحين الأحرار ( 12 مترشحا ) ، ما عدا 05 أحزاب قدمت مرشحها ، و هم بحري عبد المومن عن حزب جبهة لتحرير الوطني (الأفلان) ، بن حمودة بوبكر عن التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) ، نذير بن جاب الله عن حركة مجتمع السلم ( و هي تمثل التيار الإسلامي) و قطيط محمد الهادي عن جبهة المستقبل.
المفاجأة التي أحدثها هذا الحزب (جبهة المستقبل) رغم أنه حزب فتيٌّ هي حصول مرشحه قطيط محمد الهادي رئيس بلدية ابن باديس على مقعد داخل مجلس الأمة بعاصمة الشرق الجزائري رغم أنه حزب فتي أسسه مناضل باتحاد الشبيبة الجزائرية انشق عن حزب جبهة التحرير الوطني و ها هو اليوم يضع خطوته الأولي داخل قبة البرلمان، طبعا لا وعود في السياسة و السياسية لعبٌ و الصندوق يفرز العجائب ، و قد خسر أكبر حزبين في الجزائر الرهان ، لاسيما و البعض ييسميهما بـ: "الديناصورات "و هما حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ، اللإشارة أن مقر المجلس الشعبي الولائي الذي احتضن هذه التظاهرة السياسية شهد حضورا قويا للمنتخبين و المناضلين من الأحزاب لدعم مرشحيهم، و هي العملية التي أشرف عليها أعضاء من السلطة المستقلة للانتخابات، كان التنافس شديدا بين الأحزاب و المترشحين الأحرار ، كما شهدت العملية الانتخابية تنظيما محكما و هذا بشهادة ممثلي الأحزاب السياسية و حتي المترشحين.
علجية عيش الجزائر