أولا وقبل كل شيء، من الناحية المنطقية، لا يمكن الحكمُ على أي شيء بأنه حقيقة أو خطأ إلا باللجوء إلى مقارنتِه مع مرجع أو سَنَدٍ متَّفق عليه اجتماعيا une référence admise socialement. بمعنى أن هذا المرجع الاجتماعي لا يمكن أن يُعتَبَرَ حقيقيةً إلا إذا تم "الاتفاق" عليه اجتماعيا. وهنا، يجب التَّفريقُ بين "الحقيقة المطلقة" la vérité absolue و"الحقيقة الاجتماعية" la vérité sociale.
العقل البشري ليست له القدرة على إدراك الحقيقة المطلقة. لماذا؟ لأن "الحقيقة المطلقة" خارجة عن نِطاق الزمان والمكان، والعقل البشري لا يمكن أن يفكِّر خارجَ الزمان والمكان. كل الأفكار البشرية، كيفما كانت، هي نِتاج تفكير تفرضه ظروفُ الزمانُ والمكانُ على هذا العقل البشري. علماً أن ما يقدر عليه العقل البشري هو تفسير ما هو مطلق، تفسيراً مرتبطاً بالزمان والمكان. فكلما تغيَّرت ظروفُ هذين الزمان والمكان، كلما تغيَّرت نظرة العقل البشري للأشياء والظواهر les phénomènes والأحداث les événements…
ولهذا، فتفسيرُ هذه الأشياء والظواهر والأحداث، نِسبي relatif، بمعنى أن هذا التَّفسيرَ غير مطلق، أي قابل للتَّغيير الذي يطرأ على ظروف الزمان والمكان. ولهذا، فما يُسمِّيه الإنسانُ ب"الحقائق الاجتماعية"، هي "حقائق نسبية".
ولهذا، فنظرة الإنسان للكون أو للعالم تغيَّرت منذ أن ظهرَ الإنسانُ العاقلُ على وجه الأرض. وبالتالي، لا يمكن أن نقارنَ نظرةَ الإنسان العاقل البِدائي للأشياء والظواهر والأحداث بنظرة الإنسان المعاصر لنفس الأشياء ونفس الظواهر ونفس الأحداث. لماذا؟
لأن الإنسانَ، عندما يولَدُ يكون دماغُه، نظريا، عبارة عن صفحةً بيضاءَ. والواقع أو المجتمع أو البيئة المحيطة به هي التي تُشكِّل أو تبني في هذه الصفحة كل ما يمكِّنُ العقلَ البشري من الحكم على الأشياء والظواهر والأحداث أو من وصفها وتفسيرها. والحكم على هذه الأشياء أو وصفُها أو تفسيرُها، رهبنون بما رسَّخه الواقع أو المجتمع أو البيئة (وسط العيش أو الحياة) على الصفحة البيضاء من خلفيات فكرية، اجتماعية وثقافية.
وما رسَّخه الواقع أو المجتمع أو البيئةُ من خلفيات فكرية، اجتماعية وثقافية على الصفحة البيضاء، هو الذي يمكِّن العقلَ البشري من إنتاج المعارف التي، بواسطتها، يحكم العقل البشري على الأشياء والظواهر والأحداث أو يصفها أو يفسِّرها. والمعارف، إما أن تكونَ سطحيةً superficielles أو دقيقِةً إلى أبعد حد précises dans la mesure du possible.
فإذا كانت المعارف سطحيةً، فإنها ناتجة عن القيل والقال les commérages والتَّنميط la stéréotypie والأحكام المسبقة les préjugés… وهذا هو أسلوب التواصل بين عامة الناس في الحياة اليومية.
وإذا كانت المعارفُ دقيقةً إلى أبعد حد، فإنها ناتِجةٌ عن نشاط فكري يسعى، من خلالِه، العقلُ البشري إلى سَبرِ أغوار الأشياء والظواهر والأحداث. وهذا النشاط الفكري هو ما يُسمى البحث العلمي la recherche scientifique. والبحث العلمي له نساءُه ورجالُه وله أساليبه ومنهجِباتُه الفكرية، وله كذلك، أدواتُه ومختبراته. وحسب الأهداف المرسومة له، يمكن أن يتمَّ البحث العلمي داخلَ أو خارجَ المختبرات.
وما يجب الانتباهُ له، هو أن نتائجَ البحث العلمي هي التي تُدخل تغييراتٍ على ظروف الزمان والمكان، وليس القيل والقال والتَّنميط والأحكام المسبقة. ومع ذلك، فإن نتائجَ البحث العلمي تبقى نسبية. لماذا؟
لأن العقول البشرية التي تنتِج المعارف العلمية يخضع بحثُها لظروف الزمان والمكان. وهذه الظروف لا تبقى جامدة. بل تتغيَّر باستمرارٍ من جيلٍ إلى جيل آخر من الباحثين، وهكذا إلى أن يرث اللهُ، سبحانه وتعالى، الأرضَ ومن/ما عليها.
ولهذا، فمفهوما "الحقيقة" و"الخطأ" هما من إنتاج (صُنعِ) العقل البشري. وهذان المفهومان لا يمكن تقييمهما إلا بما أراده المجتمعُ أن يكون "حقيقةً" أو "خطأً". ولهذا وُجِدت الأعرافُ les normes ومن بعدها القوانينُ les lois.
والأعراف والقوانين ليست إلا تجسيدا لما أرادته المجتمعات أن يكون "حقيقة" أو "خطأ". غير أن هذه الأعراف والقوانين لا تبقى جامدة، بمعنى أن العقلَ البشري الذي أنتجها في ظروفٍ مُعيَّنة، قد يضطر لتغييرِها إذا تغيَّرت ظروف الواقع، أي ظروف الزمان والمكان.
والحياة بدون تغييرٍ لن يكون لها طعمٌ. وهذا يعني أن سُنَّة الحياة هي التغيير في كل شيء. ولهذا، اخترع العقلُ البشري القوانين والديمقراطية la démocratie والبرلمانات les parlements والحكومات les gouvernements والسياسات العمومية les politiques publiques والدساتير les Constitutions…
وكل هذه الاختراعات البشرية قابلة للتغيير، أن عاجلاً أو آجِلاً إلا الفقه الذي هو اختراع بشري وتطبيق لممارسة الدين، لم يتغيَّر منذ ما يزيد عن 12 قرنٍ من الزمان… وكأنه وحيٌ من السماء، علما أن الوحيَ الوحيد والأوحد هو القرآن الكريم.
العقل البشري ليست له القدرة على إدراك الحقيقة المطلقة. لماذا؟ لأن "الحقيقة المطلقة" خارجة عن نِطاق الزمان والمكان، والعقل البشري لا يمكن أن يفكِّر خارجَ الزمان والمكان. كل الأفكار البشرية، كيفما كانت، هي نِتاج تفكير تفرضه ظروفُ الزمانُ والمكانُ على هذا العقل البشري. علماً أن ما يقدر عليه العقل البشري هو تفسير ما هو مطلق، تفسيراً مرتبطاً بالزمان والمكان. فكلما تغيَّرت ظروفُ هذين الزمان والمكان، كلما تغيَّرت نظرة العقل البشري للأشياء والظواهر les phénomènes والأحداث les événements…
ولهذا، فتفسيرُ هذه الأشياء والظواهر والأحداث، نِسبي relatif، بمعنى أن هذا التَّفسيرَ غير مطلق، أي قابل للتَّغيير الذي يطرأ على ظروف الزمان والمكان. ولهذا، فما يُسمِّيه الإنسانُ ب"الحقائق الاجتماعية"، هي "حقائق نسبية".
ولهذا، فنظرة الإنسان للكون أو للعالم تغيَّرت منذ أن ظهرَ الإنسانُ العاقلُ على وجه الأرض. وبالتالي، لا يمكن أن نقارنَ نظرةَ الإنسان العاقل البِدائي للأشياء والظواهر والأحداث بنظرة الإنسان المعاصر لنفس الأشياء ونفس الظواهر ونفس الأحداث. لماذا؟
لأن الإنسانَ، عندما يولَدُ يكون دماغُه، نظريا، عبارة عن صفحةً بيضاءَ. والواقع أو المجتمع أو البيئة المحيطة به هي التي تُشكِّل أو تبني في هذه الصفحة كل ما يمكِّنُ العقلَ البشري من الحكم على الأشياء والظواهر والأحداث أو من وصفها وتفسيرها. والحكم على هذه الأشياء أو وصفُها أو تفسيرُها، رهبنون بما رسَّخه الواقع أو المجتمع أو البيئة (وسط العيش أو الحياة) على الصفحة البيضاء من خلفيات فكرية، اجتماعية وثقافية.
وما رسَّخه الواقع أو المجتمع أو البيئةُ من خلفيات فكرية، اجتماعية وثقافية على الصفحة البيضاء، هو الذي يمكِّن العقلَ البشري من إنتاج المعارف التي، بواسطتها، يحكم العقل البشري على الأشياء والظواهر والأحداث أو يصفها أو يفسِّرها. والمعارف، إما أن تكونَ سطحيةً superficielles أو دقيقِةً إلى أبعد حد précises dans la mesure du possible.
فإذا كانت المعارف سطحيةً، فإنها ناتجة عن القيل والقال les commérages والتَّنميط la stéréotypie والأحكام المسبقة les préjugés… وهذا هو أسلوب التواصل بين عامة الناس في الحياة اليومية.
وإذا كانت المعارفُ دقيقةً إلى أبعد حد، فإنها ناتِجةٌ عن نشاط فكري يسعى، من خلالِه، العقلُ البشري إلى سَبرِ أغوار الأشياء والظواهر والأحداث. وهذا النشاط الفكري هو ما يُسمى البحث العلمي la recherche scientifique. والبحث العلمي له نساءُه ورجالُه وله أساليبه ومنهجِباتُه الفكرية، وله كذلك، أدواتُه ومختبراته. وحسب الأهداف المرسومة له، يمكن أن يتمَّ البحث العلمي داخلَ أو خارجَ المختبرات.
وما يجب الانتباهُ له، هو أن نتائجَ البحث العلمي هي التي تُدخل تغييراتٍ على ظروف الزمان والمكان، وليس القيل والقال والتَّنميط والأحكام المسبقة. ومع ذلك، فإن نتائجَ البحث العلمي تبقى نسبية. لماذا؟
لأن العقول البشرية التي تنتِج المعارف العلمية يخضع بحثُها لظروف الزمان والمكان. وهذه الظروف لا تبقى جامدة. بل تتغيَّر باستمرارٍ من جيلٍ إلى جيل آخر من الباحثين، وهكذا إلى أن يرث اللهُ، سبحانه وتعالى، الأرضَ ومن/ما عليها.
ولهذا، فمفهوما "الحقيقة" و"الخطأ" هما من إنتاج (صُنعِ) العقل البشري. وهذان المفهومان لا يمكن تقييمهما إلا بما أراده المجتمعُ أن يكون "حقيقةً" أو "خطأً". ولهذا وُجِدت الأعرافُ les normes ومن بعدها القوانينُ les lois.
والأعراف والقوانين ليست إلا تجسيدا لما أرادته المجتمعات أن يكون "حقيقة" أو "خطأ". غير أن هذه الأعراف والقوانين لا تبقى جامدة، بمعنى أن العقلَ البشري الذي أنتجها في ظروفٍ مُعيَّنة، قد يضطر لتغييرِها إذا تغيَّرت ظروف الواقع، أي ظروف الزمان والمكان.
والحياة بدون تغييرٍ لن يكون لها طعمٌ. وهذا يعني أن سُنَّة الحياة هي التغيير في كل شيء. ولهذا، اخترع العقلُ البشري القوانين والديمقراطية la démocratie والبرلمانات les parlements والحكومات les gouvernements والسياسات العمومية les politiques publiques والدساتير les Constitutions…
وكل هذه الاختراعات البشرية قابلة للتغيير، أن عاجلاً أو آجِلاً إلا الفقه الذي هو اختراع بشري وتطبيق لممارسة الدين، لم يتغيَّر منذ ما يزيد عن 12 قرنٍ من الزمان… وكأنه وحيٌ من السماء، علما أن الوحيَ الوحيد والأوحد هو القرآن الكريم.