أ. د. عادل الأسطة - كوابيس غزة... شهر يوليوز / تموز (634--650)

- غزة 634 : أزمة قبور ومقابر

آخر شريط فيديو شاهدته تحدث فيه رجل غزاوي قال إن هناك أزمة مقابر في غزة ، فلا حجارة ولا بلاط . " والله ما فيه مقابر ندفن الناس " ، وإن بعض الشهداء أعيدوا إلى الثلاجات . " إننا نناشد أي أحد إيجاد مقابر . أقل شيء هو أن ندفن الموتى . هذا هو أقل واجب " . ( الفيديو عن صفحة Mariam Abu Dagga ) .
وأنا أصغي فكرت أن أكتب عن قصة غسان كنفاني " كعك على الرصيف " وعن قصيدة بدر شاكر السياب " حفار القبور " ، وكنت في يومياتي السابقة كتبت عنهما .
اقرأوا هذا المقطع من قصة غسان :
" - نعم يا أستاذ أنا كذاب ، ولكن اسمع ..
- لا أريد أن أسمع شيئا ..
ضاقت عيونه وخيل إلي أن دمعة توشك أن تسقط وعاد صوته يرجف من جديد :
- اسمع يا أستاذ ..
- أيها الكذاب .. أنت تعيش مع أمك .. أليس كذلك أيها الكذاب ؟
- كلا يا أستاذ .. كلا .. إن أمي ميتة ولكنني لا أستطيع أن أقول .. فحينما ماتت أمي طلب والدي منا أن لا نقول شيئا عن موتها .. أن نصمت ..
تراخت قبضتي وسألت بضعة :
- لماذا ؟
- لم يكن يملك أجرة الدفن .. وكان خائفا من الحكومة .. " .
هل قرأت شيئا عن أجور الدفن في غزة وتكلفته ؟!
كأنني قرأت أنه ارتفع من ٧٠٠ شيكلا إلى ١٢٠٠ شيكلا !
أمس أدرجت في صفحتي منشورا ل ناهض زقوت أتى فيه على قصف مقهى على شاطيء البحر ، وأشار إلى أن المشكلة في غزة الآن هي تدبير قبور لكل الموتى .
مقالي الأحد القادم " هواجس من وحي ما يجري في غزة : لقد تعقدت الأمور كثيرا يا غسان كنفاني !!؟؟ "
خربشات ١ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 635 : صور الفلسطينيين التي أعادتني إلى صور اليهود

أمس شاهدت صورة الطفلة الغزاوية الفلسطينية آمال البيوك ابنة السبعة أعوام ؛ الطفلة التي تنهار ، أمام أعين والديها ، يوما بعد يوم ، دون أن يعرف أحد ما الذي ينهش جسدها الصغير . كان وزنها ٢٠ كغم وصار بفعل سوء تغذية حاد ١٠ كغم ، وعجزت الأجهزة الطبية عن تشخيص حالتها ( عن صفحة Amr Tabash )
وأمس قرأت عن ارتقاء الشاب أيوب أبو الحصين عن ٢٨ عاما وشاهدت صورته في لحظاته الأخيرة ، والسبب سوء تغذية ، وهو أول بالغ يرتقي شهيدا للسبب المذكور ( عن صفحة Gaza News ) .
والقصص كثيرة .
صورة آمال وأيوب أعادتني إلى شباط ١٩٨٨ ، ففي ذلك العام نظم لنا الألمان زيارة لمدينة برلين المقسمة في حينه إلى غربية وشرقية ، بقصد الرؤية بالعين الفرق بين العالمين ؛ الغربي الامبريالي والشرقي الاشتراكي .
كان من ضمن برنامج الزيارة زيارة مبنى ( الرايخستاغ ) / البرلمان الألماني ، وفيه شاهدنا صور الكارثة ( الهولوكست ) .
كانت عظام اليهود في معسكرات الإبادة ، من التعذيب ومن شدة الجوع ، تنقل إلى الحفر بعربات الحديد التي تشبه عربات نقل النفايات قديما - أي في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن العشرين .
هل كنت أمس أعيش في ١ تموز ٢٠٢٥ أم كنت أعيش في العام ١٩٤٤ / ١٩٤٥ ؟ هل كنت أمس في نابلس أم كنت في برلين في مبنى البرلمان الألماني ؟
في ديوانه " حالة حصار " كتب محمود درويش يخاطب الإسرائيليين :
"
[ إلى قاتل : ] لو تأملت وجه الضحية
وفكرت ، كنت تذكرت أمك في غرفة
الغاز ، كنت تحررت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك : ما هكذا تستعاد الهوية " .
المفارقة تكمن في أن الفلسطيني الذي هو أنا هو من تذكر وجه الأمهات اليهوديات في ( اوشفيتز ) و ( داخاو ) .
ما فيش فايدة يا سعد زغلول !
ما فيش فايدة يا محمود درويش !
خربشات ٢ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 636 : " ألقوها " في ٢٠٢٥ لا تختلف عن " احصدوهم " في ١٩٥٦ :

ما لفت الانتباه أمس هو ما ورد في جريدة " معاريف " الإسرائيلية :
" في سلاح الجو تم الكشف عن أن الطيارين الذين أرسلوا في اليوم الأول من العملية ضد إيران ، تواصلوا بعد انتهاء كل مهمة ، مع غرفة قيادة العمليات في فرقة غزة وعرضوا إلقاء الذخيرة الزائدة على أهداف في قطاع غزة .
قوبل اقتراح الطيارين بالترحيب وسرعان ما تحولت هذه المبادرة إلى روتين " .
في العام ١٩٥٦ ألقى الضابط الإسرائيلي ( شدمي ) أوامره لجنوده :
- احصدوهم .
وهكذا حصد الجنود أبناء كفر قاسم المزارعين العائدين إلى بيوتهم من حقولهم .
وأمس ارتقى طبيب القلب الدكتور مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي إثر قصف الاحتلال غربي مدينة غزة .
نزح الدكتور من جباليا البلد ولم يكن ينتمي لأي فصيل . كان يعالج مرضاه ، وفجأة ، وهو في شقته ، قصفه صاروخ فارتقى وزوجته ذكرى وابنته لميس واخته آمنة وأصيب زوج ابنته لبنى محمد عماد السلطان .
القتل عن جنب وطرف وكل فلسطيني مهدور دمه ، ومع ذلك فإن الحكي أمس لم يقتصر على ياسر أبو الشباب الذي يعمل مع الجيش الإسرائيلي ، فقد ازداد الحكي لنقرأ عن جماعات جديدة يسلحها الاحتلال وتتلقى منه المساعدات الإنسانية .
في " يديعوت احرونوت " ورد أن هناك مجموعات مسلحة ، يرأسها رامي حلس وياسر حنيدق ، تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة ، بالإضافة إلى جماعة أبو الشباب في رفح .
حين حوكم الضابط ( شدمي ) في ١٩٥٦ دفع غرامة مقدارها قرش واحد عرف بقرش شدمي . يا بلاش ٤٩ مواطنا عربيا يساوون قرشا واحدا ، فكم من قرش سيدفع الجنود الإسرائيليون مقابل قتلى غزة ؟!
حالة تعبانة يا ليلى !
خربشات ٣ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 637 : كذب الصحافة العبرية

كذب أمس المواطن ياسر مصطفى حنيدق ، من سكان خان يونس / المعسكر الغربي ، ما أوردته الصحافة الإسرائيلية أول أمس عنه من أنه شكل مجموعة مسلحة تعمل ضد المقاومة .
ياسر قال إنه فقد اثنين من إخوته في نزاعات عائلية مع عائلة أبو سحلول ، فاضطر أن يشتري السلاح من حسابه الشخصي ، وقال أيضا إنه لا صلة له مع أية جهة حتى مع السلطة الفلسطينية أو أية جهة . " أنا مع المقاومة والجبهة الداخلية في قطاع غزة وحماس تعرفني وتعرف من هو ياسر حنيدق " . قال ياسر أيضا .
كم مرة تسرعنا في هذه الحرب وأوردنا معلومات غير دقيقة ، ناسين أن الحرب في جانب منها حرب إعلامية أيضا ؟ كم شريط فيديو فبرك أيضا وزعم أنه يصور ما يجري ثم اكتشف أنه لا يمت لغزة بصلة ؟ وكم شريط أيضا نطق فيه شخص بلغة غير عربية كالإنجليزية أو الفرنسية أو العبرية فبركت ترجمته ؟!
أطرف شريط فيديو شاهدته أمس هو الشريط الذي كان فيه مواطن غزاوي يحمل على ظهره كيس طحين ، ذاهبا إلى المشفى لا إلى مكان سكنه ، فقد كانت ساقه المصابة برصاصة تنزف دما . إنه الطحين المختلط بالدم . هذا هو رغيف أهل غزة ، ممتزج بالدم والتراب وفوق هذا وضعت فيه حبوب مخدرة .
هل ستنتهي الحرب عما قريب ؟ أهل غزة ينتظرون هذا منذ أشهر طويلة . الشهر الحادي والعشرون يوشك أن يكتمل ، وبعد يومين يبدأ الشهر الثاني والعشرون .
هل ستنتهي الحرب ويتصافح القادة الأعداء ونعود لسماع أغنية المغنية اللبنانية كارول سماحة " ستنتهي الحرب " التي كتبت عنها خمس مقالات فيها من الجهد والبحث ما فيها ، وماذا سينسب من أقوال لمحمود درويش ؟
هل سيزعم قاريء أن الشاعر كتب قصيدته " صمت من أجل غزة " في حرب طوفان الأقصى ؟
دبرها يا مستر " ترامب " بركن على إيدك تنحل !!
حالة تعبانة يا زبيبة !!
خربشات ٤ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 637 / 2 : نص غزة الغائب

فيما كتبناه عن غزة ، منذ بداية طوفان الأقصى ، ظل ينقصه نص غائب لا نقوى نحن على كتابته ؛ لأنه يكتب بالدم . إنه نص المقاتلين .
إن كان معين بسيسو رفع شعار " بالدم نكتب فلسطين " فإننا نحن نكتفي بمتابعة من يكتبونها ، بالفعل ، بالدم ، ونشاهد ، من بعيد وعبر أشرطة فيديو ، ما يقومون به ، وغالبا ما صرنا ، في هذه الأيام ، نقرؤه مترجما عن الصحف والمواقع العبرية ، بخاصة بعد أن تراجعت أشرطة الإعلام العسكري المصورة للقسام التي شكك فيها كثيرون .
في الشهر الماضي قتل عشرون ضابطا وجنديا إسرائيليا ، واليوم قتل ، حتى اللحظة ، ثلاثة وجرح عشرة .
ما فعله المقاتل قبل أيام ، حين فتح غطاء الدبابة ولقمها قذيفة شواظ هو كتابة فلسطين بالدم التي نعجز عنها .
لا أعرف إن كان هناك مقاتلون يجدون ترف وقت يسجلون فيه مشاعرهم وأحاسيسهم وبعض ما يقومون به .
ستظل يومياتنا ناقصة ، وربما سينقصها الجزء الأهم الذي لم نقاربه ، لأننا لن نتقن كتابته ، بل ولن نقدر على كتابته ، إذ تعوزنا التجربة والمعايشة التي تمنح آية كتابة قيمتها الحقيقية وتجعل منها كتابة تستحق أن تقرأ .
خربشات ٤ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 638 : خوف دائم : العيش في دبابة

في صحيفة ( هآرتس ) كتابة عن الجنود الإسرائيليين " خوف دائم واضطرابات نفسية ... جنود الجيش في غزة : نكتب وصايانا على هواتفنا ونناقش كيف ستكون جنائزنا " .
بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ كان طلاب الجامعة العبرية يحتفلون بالكتابة على شهاداتهم الجامعية بالانتصار الساحق ، فلما بدأت حرب الاستنزاف كتب الشاعر معين بسيسو قصيدته " نلقاكم في كشوف القتلى على قناة السويس " . والشاعر نفسه كتب في حرب لبنان ١٩٨٢ " تنفقون العمر في دبابة " .
كم حربا شن الإسرائيليون منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية ؟!
المناظر التي عرضتها بعض المواقع أمس ، لمخيم نور شمس ، قالت لنا إن المخيم صار بعض غزة . دمار كامل . دمار غير طبيعي . لا معالم ولا بطيخ . بعض البيوت لم تعرف مواقعها . وأما شط يافا فقد بدا ، أمس ، شبه فاض ، خلافا لمثل هذا الوقت قبل طوفان الأقصى ، حيث كان يعج بأبناء الضفة الغربية .
الليلة ، كما قرأت في تعليق ، كانت في مخيم النصيرات أعنف ليلة منذ بدء الحرب ، ولا عجب فخسائر الجيش ، أمس ، كانت فادحة .
حديث أمس في وسائل التواصل الاجتماعي كان يتركز حول الهدنة المتوقعة يوم الاثنين .
في شريط فيديو صوره مواطن غزي ، أخلى بيته بناء على تحذير المنسق ، بكى الرجل وقبل جدرانه ، وفي شريط ثان تحاصره طائرات الكواد كابتر ظل الشاب يتحدث بخوف ويتعوذ ناشدا السلامة والنجاة .
حالة تعبانة يا ليلى !
خربشات ٥ / ٧ / ٢٠٢٥

**

- غزة 640 :شكرا لحمير غزة

اليوم يدخل الشهر الثاني والعشرون لطوفان الأقصى ، ومن المحتمل أن تتوقف الحرب ولو مؤقتا ؛ الحرب التي لا تنتهي والحرب التي لم تسو الأمور منذ العام ١٩٦٩ ، وهو ما كتبت عنه في مقالي أمس في جريدة الأيام الفلسطينية " هوامش من وحي ما يجري في غزة : لقد تعقدت الأمور كثيرا يا غسان كنفاني ! " .
في صفحة مجدي أبوغربية قرأت منشورا عن الحمير نقله فقد رأى فيه منشورا معبرا أعجبه :
" شكرا لحمير غزة على وقفتكم معنا ، فقد أثبتم أنكم أشرف من كل مؤتمرات القمم ، وأصدق من كل بيانات الشجب ، وأقوى من كل الجيوش المدججة التي لم تحرك سوى السنتها .. أنتم من بقيتم واقفين حين انبطح الكبار . أعجزتم العالم بما قدمتموه لنا من وقفة بطولية جانبنا ...
شكرا لكم " .
أول أمس قرأت في صفحة مصباح شاهين تقريرا يروي أن إسرائيل تنهب الحمير من غزة وتصدرها إلى فرنسا حيث تستقبلها مؤسسات فرنسية . التقرير نشرته قناة " كان " العبرية . النهب منظم بمشاركة جمعيات إسرائيلية ويتم الشحن الجوي عبر مطارات الاحتلال والمؤسسات الفرنسية تتواطأ تواطؤا كاملا . التقرير لم يقتصر على قطاع غزة " فقد نشرت وسائل إعلام عبرية كذلك قصة سرقة تحت عنوان " حمار تم إنقاذه من الخليل " .. " .
صورت العملية كما لو أنها " حملة إنقاذ بيطري طارئة ... " ... .
ينقذون الحمير لأنها " تعاني من صدمات نفسية " وتظهر علامات خوف من البشر وتحتاج إلى عناية خاصة .
مناظر أطفال غزة الذين فقدوا آباءهم تفتت الأكباد وقد نشرت أمس عدة أشرطة فيديو حديثة ، وهذه تحتاج إلى كتابة خاصة على الأرجح أنني سأخص بها مقال الأحد القادم لجريدة الأيام الفلسطينية ١٣ / ٧ / ٢٠٢٥ .

خربشات ٧ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 641 : أراض للمقايضة

من أطرف ما قرأت أمس عن غزة من صفحات أبنائها الخبر الآتي :

" مطلوب كيلو سكر وأوقية قهوة نظيفة ، مقابل قطعة أرض 300 متر على شارع 10 م في الشيخ رضوان "
( صفحة أبو أحمد سمور ) .

ما قرأته يستحق كتابة مقال خاص ، فهو يستحضر قصصا شخصية ومسلسلات عن نكبة ١٩٤٨ ، بل ورواية ربيع جابر " أمريكا " .
الأخبار الواردة في منصات المستوطنين عن شمال قطاع غزة تحكي عن حدث خطير لم يقع مثيل له منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ .
وفي صفحة مؤمن مقداد نقل ما يرد عن الحدث / ين في الصحف والمواقع العبرية ( حداشوت بزمان و حدشوت لفني كولام و حدشوت للو تسنزورا ) .

خربشات ٨ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 642 : في غزة لا يوجد حلم أو أمنية . في غزة يوجد موت

إن قرأت اليوم في صفحة الكاتب شجاع الصفدي فسوف تقرأ عن قسوة الحياة التي يتقاسمها تجار بلا ضمير يدعمهم الاحتلال ليتلاعبوا بأقوات الناس ، بخاصة السلع الرئيسة . مافيا بما تعنيه الكلمة من معنى تتاجر فتبيع وتشتري وتتحكم بالأسعار . لا ضمير ولا ذمة ولا أدنى مشاعر إنسانية .
في صفحة محمد الأسطل Mohamed Omran Astal مراسل إذاعة " أجيال " يحاور المراسل الفتى عمار عدوان الذي يرى أن من يريد أن يعيش في غزة فيجب أن يكون تاجرا أو حراميا أو أن يموت من الجوع ، وقد خسرت الأجيال الشابة مستقبلها ، فمنذ عامين لم يتقدم طلاب التوجيهي للامتحان ، ومن تقدم له في العام ٢٠٢٣ لم يلتحق بأية جامعة . الصورة التي أظهرها الفتى سوداوية جدا والأفق ضبابي ومغلق . " في غزة لا يوجد حلم ولا أمنية . يوجد موت " .
في صفحات أخرى تقرأ ما سبق وتقرأ أيضا أخبارا عن الأحداث الأمنية الصعبة التي تلحقها المقاومة بجيش الاحتلال الإسرائيلي ، وغالبا ما يعتمد أصحاب هذه الصفحات على ما تنشره المواقع والصحف العبرية . أحيانا تشاهد أشرطة فيديو للإعلام العسكري لحماس أو لسرايا القدس . بيت حانون . الشجاعية . جباليا . خان يونس . شباب يقدمون ولا يحجمون ويسلكون سلوكا أسطوريا . أمس شاهدت شريط فيديو لجندي إسرائيلي يتحدث عما حدث معه في بيت حانون . مقاوم وحيد جرد الجنود الإسرائيليين الثلاثة من أسلحتهم ولما شعر بالخطر أعدم اثنين منهم وجرح الثالث .
كما كتبت في يوميات غزة 637 / 2 فإن هناك نصا غائبا لما يجري لن يكتبه إلا من عاش التجربة هناك ، ولا أظنه سيكتب من كاتب إلا إذا انتهت الحرب والتقى الكاتب بمقاتلين نجوا ، وكنت لاحظت هذا وأنا أقرأ في رواية عاطف ابوسيف " القبر رقم 49 " .
هل سنقرأ لاحقا روايات عناوينها " بطل من هذا الزمان " أو روايات على شاكلة روايات الأدب الروسي في الحرب العالمية الثانية ؟
خربشات ٩ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 643 : واليهود يرقصون بين قتيلين أيضا

في صفحة مؤمن مقداد عن صحيفة ( هآرتس ) الإسرائيلية قرأت أمس الآتي :
" بعد ساعات من الإعلان عن الجنود الخمسة الذين قتلوا في بيت حانون ، تم توثيق عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف أمس وهم يشاركون في حفلات ومناسبات ، مما آثار استياء الجمهور .
تم توثيق وزير المالية بتسلوئيل سموتريش وهو يرقص في حفل للمطرب الحسيدي أفرهام فريد بالقدس ، كما تم توثيق الوزراء ياريف ليفين ، نير بركات ، ماي غولان ، زئيف إلكين وعيديت سيلمان في احتفال البلوغ لنجل أحد أعضاء الليكود " .
أرفق مؤمن شريط فيديو يعزز الخبر .
في التعليقات التي وصل عددها ١١٧ قرأت العجب ومنها تعليق نجم عواد " اللي مش دافع برأس المال شو بهمه الخسارة "
وأما أنا فكتبت :
" وهم يحبون الحياة إذا ما استطاعوا إليها سبيلا ويرقصون بين قتيلين . مع المعذرة ل محمود درويش " .
ولطالما كتبنا في حرب الإبادة هذه والمقتلة التي هي عار العالم في القرن الحادي والعشرين ، مقتبسين أسطر درويش . كلما شاهدنا شريط فيديو لعرس في قطاع غزة إبان المقتلة رددنا " ونحن نحب الحياة اذا ما استطعنا إليها سبيلا ونرقص بين شهيدين " . والكتابة تطول .
كما عندنا عندهم . ألم ينتشر في الحرب شريط فيديو لبرك سباحة مختلطة في رام الله يرقص فيها السابحون ؟ ألم يسافر العشرات ، بل والآلاف منا إلى سورية وتركية والسعودية و .. وماذا عن حفل زفاف إبراهيم ابن رئيس وزرائنا السابق أبو إبراهيم في رام الله ؟!
حالة خربانة يا ليلى !
خربشات ١٠ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 644 : والإسرائيليون يهاجمون من يقاتلون منهم عن بعد :

انشغلنا في هذه المقتلة بالكتابة عمن يكتب عن غزة من أبنائها المقيمين فيها وعمن يكتب عنها ممن يقيم في خارجها ، وغالبا ما رددنا مثلنا الشعبي " اللي إيده في المي مش مثل اللي إيده في النار ".
هل ردد الإسرائيليون أيضا هذا المثل ؟
أمس قرأت الخبر الآتي:
" رئيس أركان الكيان الإسرائيلي ساخرا من " بن غفير " :
اذهب أنت إلى غزة قاتل هناك لنرى شجاعتك ، وإذا صمدت يوما واحدا فقط فسأعلن نفسي زوجة لك " .
و ( ايتمار بن غفير ) وزير الأمن في الدولة الإسرائيلية يطالب بعدم الخروج من غزة ويطالب أيضا بتهجير سكانها .
من الأخبار التي قرأتها أمس أيضا أن السلطات الإسرائيلية التي اعتقلت مؤخرا الصحفي ناصر اللحام الفلسطيني استدعت بعض الصحفيين الشجعان للتحقيق معهم ومنهم ( أفيغاد غليكمان ) ، وهذا ما قرأته فيما كتبه ( أوري مسغاف ) في صحيفة ( هآرتس ) حيث كتب مقالا عنوانه " أشعر بالخزي كوني إسرائيليا " وقد أدرجته على صفحتي من صفحة المواطن الغزي المتابع للصحافة العبرية مؤمن مقداد .
أغلب الظن أن الدولة الإسرائيلية الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، كما ادعت منذ تأسيسها وما زالت تدعي ، لن تصمد طويلا ، وهي دولة ينطبق عليها مثلنا الشعبي " أسمع كلامك اصدقك أشوف فعايلك أتعجب " .
مؤخرا اكتشفت ان هناك مغنيا فلسطينيا مقدسيا اسمه أبو كلثوم يتطلب ممن يسمعه أن يكون حسن النية " صفي النية " ونام في البرية .
أوجاع غزة تتزايد يوميا .
خربشات ١١ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 645 : ضاقت واستحكمت حلقاتها

أمس كتب الناقد الغزاوي طلعت قديح في صفحته مصورا الحالة التي وصلوا إليها :
" تعبناااااااا
انهلكنا يا الله
متى الفرج يا رب
متعبون حتى الموت والقهر
متعبون حتى الضياع
أين نحن !
من نحن !
ما يحدث جنون الجنون !
يا الله
ليس لنا سواك ...
طلعت قديح "
وفي صفحات عديدة لناشطي قطاع غزة تقرأ كتابات شبيهة مماثلة .
في صفحة شجاع الصفدي نقرأ منشورات عديدة عن نقص الطحين وارتفاع الأسعار ارتفاعا جنونيا ويتساءل :
من يتحكم بأسعار السلع الغذائية في غزة ؟ من الذي يمسك السيف ويذبح المواطن ؟
ويجيب :
جميعنا يدرك أن الاحتلال خلف الفوضى في غزة ، بشكل أو بآخر .
وأنت تقرأ هذه الكتابات تردد :
ضاقت
ولا ترى ان كان يجب أن تكمل بيت الشعر :
" ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج " .
عندما قرأت ما أدرجه أمس الصحفي مجدي محسن Majdi Mohsen في صفحته عن القناة 12 العبرية :
إسرائيل تصر على بقاء جيشها على بعد 2 - 3 كيلومترات شمال محور فيلاديلفيا لإنشاء مخيم يتسع لمئات آلاف الفلسطينيين استعدادا لتهجيرهم " أعدت إدراج المنشور مع تعقيب :
" إسرائيل لا تريد حلولا . خذوها من آخرها " .
يبدو أنه لا هدنة ويبدو أن قطاع غزة أمام حلين لا ثالث لهما : أن يخسره الفلسطينيون أو أن يكنسوا الإسرائيليين كما كنسوا من جنوب لبنان في آيار ٢٠٠٠ .
هل سيصمد الجيش الإسرائيلي أمام المقاومة العنيدة ؟
في صفحة مؤمن مقداد شريط فيديو ل ( ايتسيك ) والد الأسيرين يائير وايتان هورن يقول فيه :
" أنا لا أريد بأي حال من الأحوال أن يموت المزيد من الجنود من أجل إعادة ابنيي .
كفى ، لأن كل جندي يسقط هو أولا ألم كبير ، ولنا هذا يضيف ألما أكبر ، لأنه يشبه الشعور بأن أحد أبنائنا قد سقط " .
إلى أين نحن ذاهبون ؟
شخصيا لا أعرف !
الأوضاع لا تدعو إلى تفاؤل ما .
حالة خربانة يا ليلى .
خريشات ١٢ / ٧ / ٢٠٢٥

***
- غزة 646 : بيت حانون تسوى بالأرض و(نيرون) الجمعي الإسرائيلي يتفرج مسرورا

أمس احتدمت المواجهات في خان يونس والشجاعية ، فواصلت مروحيات الإخلاء عملها . في صفحة مؤمن مقداد قرأنا الخبر الآتي مترجما عن الموقع العبري ( حدشوت لفني كولام ) :
" حدثان أمنيان في خان يونس والشجاعية / مروحيات الإخلاء وصلت حتى الآن إلى مستشفيات تل هشومير وبيليسون وسوروكا وايخليوف "
ولكن جنون جيش الاحتلال الإسرائيلي بدا في بيت حانون ، فحسب مراسل القناة 12 شن سلاح الجو على بيت حانون غارات عنيفة / أحزمة نارية وثقتها كاميرات في موشاف نتيف هعسراه .
اللافت هو الفرح البادي الذي أبداه المستوطنون وهم يشاهدون النيران المنصبة على بيت حانون . بدا مشهد بيت حانون كما لو أن إسرائيل استخدمت سلاحا نوويا محددا ، وهو ما قرأته في صفحة أبو أحمد سمور " الاحتلال الجبان يضرب بيت حانون بالنووي ، بعد أن عجز عن مواجهة رجالها " .
لم يقف المقاومون في غزة مكتوفي الأيادي ، فكما أوردت قناة كان العبرية ، تمكن مسلح فلسطيني من الخروج من بين انقاض مبنى وألقى عبوة ناسفة باتجاه دبابة ثم انسحب ، ووثق الإسرائيليون المشهد وبدا التوثيق لهم مقلقا ويشير إلى اتجاه جديد بدأ قبل أسبوعين : المسلحون أصبحوا أكثر جرأة ونشاطا ميدانيا . وفي " حدشوت بتخون " الإسرائيلية قرأنا الخبر الآتي :
مقاتلو حماس خرجوا من عدة أنفاق واشتبكوا وجها لوجه مع قوات الجيش . الحدث في خان يونس صعب ، وهناك صعوبة في عمليات إخلاء الجنود المصابين . ( عن صفحة باسم النادي Basem Alnadi ) .
ما سبق جعل أحد المتابعين الفلسطينيين يكتب :
المستحيلات أربعة : الغول والعنقاء والخل الوفي وهزيمة المقاومة .
في فجر هذا اليوم قرأت في صفحة الشاعر يوسف القدرة Yousef Elqedra الآتي :
[ وداعا أخي ...
شهيدا كما أردت ]
[ إنا لله وإنا إليه راجعون ]
وكان الشاعر غادر قبل شهرين تقريبا إلى فرنسا تاركا أهله في حفظ الرحمن .
وفي الدوحة تواصلت المفاوضات التي لم ترق إطالتها لجوعى القطاع ما دفع أحدهم يكتب :
عشاؤنا الليلة - إن توفر - دقة ، فما العشاء في الدوحة " .
وكتبت د. هيا فريج :
تخيل أن تكون أسمى أمانينا كاسة شاي .
شو عشاء الوفد المفاوض في الدوحة ؟
ونعتت الدكتورة نفسها وهي تشاهد فيديو يمنع فيه بضعة أولاد مستوطنين حركة التنقل بين مدن الضفة الغربية واستجابة أهل الضفة لهم ، نعتت أهل الضفة ب " العرر " - من عرة ، علما بأننا كلنا " زلام " على بعض .
حالة تعبانة يا ليلى !

خربشات ١٣ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 646 / 2 : أهل الضفة الغربية وقطاع غزة

انشغلنا نحن أهل الضفة الغربية في الأيام الأخيرة بأزمة الحركة على الجسور . أكثر ما يكتبه بعض صحفيينا صار يتركز على " أزمة التنقل " كأن لا شيء يجري في غزة .
في أشهر الحرب الأولى ، قبل إغلاق معبر رفح ، انشغلنا أيضا ب أزمة معبر رفح والمبالغ التي يجب أن يدفعها المغادرون لأولاد الكلب تجار الحروب . أولاد الكلب هؤلاء صاروا يتحكمون بحركة المرور على الجسر .
يجب افتعال أزمات لكي يصرف الذهن عما يجري في غزة .
لقد ألمت بنا محنة السفر وزيارة سورية الجديدة ، كما ألمت بكثيرين من قبل في السفر إلى السعودية و تأدية العمرة للتجارة لا أكثر ، فقد وجدت من يسافر سنويا لقضاء إجازته السنوية هناك.
يا ناس !
من ليس له عمل ضروري جدا في السفر من الضفة فليبق فيها يشبع منها فقد يأتي يوم نجبر فيه على الرحيل .
رحم الله الشاعر المصري نجيب سرور صاحب " كسأمياتنا " .
أكيد سيحتج قسم على ورود ألفاظ بذيئة في المنشور ، وهي ، إذا ما قورنت بفعل الاستغلال البذيء الرخيص النذل المستغل الهارب مما يحيط به ، هي كلمات لا أثر سلبيا لها .
خربشات ١٣ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 647 : وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح

لا أدري إن كان هناك مجال للكتابة بعد مشاهدة الشريط المدرج . هل سأقوى على مواصلة كتابة اليوميات ؟
أهل غزة يعيشون الجحيم ولكن ما يصبرهم هو إيمانهم بأن من فقدوهم صعدوا إلى الجنة .
تخيلوا بدلا من حفاضة البامبرز التي لا يملك ثمنها يحفض الصحفي محمد الدلو ابنه ب شرايط ولما عز وجودها حفضه ب كيس نايلون !
روى محمد ل فضائية " الجزيرة- مباشر " و " المسائية " قصة عائلته النازحة من الشجاعية إلى حي الزيتون في غزة . استشهد أخوه ولم يدفنه ولم يودعه .
تلقى أول أمس خبر وفاة أبيه معلم الرياضيات وحين وصل المشفى لقى أفراد أسرته وقد ارتقوا ، باستثناء أخيه عمر وأخته وأمه الجرحى " بلا مفاوضات بلا نيلة .. النتس ما ضلش فيها حيل .. القتل بالجملة واليهود لا يفرقون بين الحجر والشجر والبشر " .
محمد استدان ألف دولار للقبور . حتى الدفن يحتاج إلى مال يستدينونه .
والكتابة لا تغني عن المشاهدة ...
خربشات ١٤ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 648 : مواجهة الواقع القاسي بالسخرية :

على الرغم من قسوة الواقع في قطاع غزة ، وعلى الرغم من جريان الدم البشري يوميا ، حتى ليبدو القطاع تحول إلى مسلخ بشري بما تعنيه كلمة " مسلخ " فكل يوم يقارب عدد المرتقين / القتلى / الشهداء يقارب المائة ، وفي بعض الأيام يقارب المائة والعشرين ، وعلى الرغم من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يملك من أسلحة حديثة ؛ جوية وبحرية وبرية ، وعلى الرغم من عودته إلى كتابه المقدس يستمد منه أسماء المعارك تبركا ، وعلى الرغم من أن الوزراء ورئيسهم يتبركون بحائط مبكاهم ، كما يزعمون ، وعلى الرغم مما يزعمه ( بنيامين نتنياهو ) من نصر حاسم ، فإن هذا كله لم يفقد بعض أبناء غزة روح السخرية التي تقول لنا إنهم لم يتحطوا كليا .
في بعض صفحات أمس بدت روح السخرية لافتة .
أمس كتب نتنياهو :
" زوجتي ثم أنا نرسل من أعماق قلوبنا تعازينا لعائلات الجنود ال 3 القتلى .
جنودنا قاتلوا بإصرار لا حدود له من أجل دحر حما س وإعادة الأسرى " ( صفحة مؤمن مقداد )
وأمس قرأنا في صفحة ناشط غزاوي :
حكومة سارة نتنياهو تتمرجح
و
شباب زي الورد راحوا عشان محن نتنياهو وسارة .
عاد هما شباب زي ال ..
و
الشباب اليوم صهروا عربات جدعون ، حتى جدعون نغسه لقوا نصه والنص الثاني تبخر ( إشارة إلى تمزق جثة جندي إسرائيلي )
وعن تراجع إسرائيل عن خرائط تجيز لها البقاء في القطاع مساحة ٢ كم مربع :
ولا 2 كيلو ولا اوقية : بدنا كل رفح يا أولاد التيييييت
و
نتنياهو طلع على شجرة اسمها الاستيلاء على كل رفح ؛
وكل يومين بنزلوه عن الشجرة شوية ، نتنياهو يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات ، من حماس باختلاق فجوات في المفاوضات ..
عالعموم حيطلع من كل رفح بس ما يطلعلنا على شجرة جديدة وهات ونزلوه وعاد
و
هاض كيف حيشيعوه بكرا ..
حيقولوا يتم الآن تشييع فخذة ديفيد إلى مثواه الأخير مثلا ( إشارة إلى الجندي الإسرائيلي القتيل الذي عثروا على جزء من جسده ) ..
أبو أحمد سمور .
خربشات ١٥ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 649 : أستغفر الله !

في صفحة الناشط سامي أبو سالم Sami Abu Salem قرأت الآتي :
" - مرحبا ! لو سمحت عندك كاش ؟
- في ، إن شاء الله ، بس والله مش كثير
- قديش ب تأخذ عمولة ؟
- أستغفر الله . هذا حرام ب نتعاملش بالربا ( سبل عيونه )
- طيب يعني مش ح تأخذ عمولة ؟
- لا ب نأخذش . بس تحولش شيكل . أنت ب تحول دولار ، واحنا ب نعطيك شيكل .
- و بقديش ح تحسب الدولار
- الدولار ب ( ٢١ ) [ علما أن ثمن الدولار ٣٧ ] ( أرجح ال عشرة دولار ب ٢١ عوضا عن ٣٧ ) .
- حولت له ٥٠٠ دولار واعطاني ١٠٥٠ شيكل بدل من ١٨٥٠ ، وقام يصلي العصر .
- قديش ب يكون أخذ عمولة ؟! "
وفي صفحة كاتيوشا بنت ناصر Katyusha Bint Nasser شاهدت شريط فيديو لأسرة فقدت رجلها - الزوج / الأب .
كان الطفل ممدوح الفقعاوي يصرخ في وداع أبيه :
" أنا صرت يتيم يابا . إن شاء الله بشوفك ف الجنة . يا ريتني متت معاك يابا . يا ريتني أنا ولا أنت يابا . أنا كنت معاك يابا . ي حبيبي يابا . أنا أكبر واحد إلك يابا . قدام عيني يابا . الله يرحمك يابا " ويبكي . يبكي .
وأما الزوجة فتساءلت :
- وين نروح يا الله ! وين نروح ! راح جوزي راح سندي . فش في أعصاب . طلعونا . بدنا نطلع . فش خيمة . فش طحين . "
هل كانت المواساة من الحضور كافية ؟ هل ستنقذ الأسرة من غول الأيام القادمة ؟
وأمس قرأت منشور Ahmed Nasser " لا نعرف أسماءهم ، لكننا لم نجد أجسادهم بعد "
- أطفال عائلة عرفات في حي التفاح الذين لا زالوا تحت الأنقاض حتى اللحظة ، ومنهم من هم على قيد الحياة منذ الأمس ويمنع العدو أحدا من إنقاذهم " .
ثم يدرج أحمد ناصر صور الأطفال . ولا حول ولا قوة إلا بالله !
غزة تموت ونحن نشاهد موتها ، فيم يبحث الرئيس الأمريكي عن جائزة نوبل للسلام التي سلمه كتاب ترشيح لها رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) المطلوب للعدالة !
خربشات ١٦ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 649 / 2 : نشرة أخبار الصباح .

الأخبار نفسها ، فلا جديد . القتل اليومي . أطفال يتامى . نساء أرامل أو رجال يتامى وأرامل في الوقت نفسه . لم تغب عن الذاكرة بعد صورة الرجل الذي فقد أطفاله الثلاثة وزوجته في اللحظة نفسها وبقي وحيدا ؛ الرجل الذي اقترحت على كتاب أبناء قطاع غزة الناشطين أن يرسموا له صورة شخصية / بورتريه ، ومؤخرا عرفت أنه مصاب بمرض ويعاني .
" عاش عمره كله محمولا على ألم لا يفارقه :
- يعاني من Severe Skeletal Dysplasia ، مرص نادر غالبا SED .
- تشوهات في عموده الفقري وأطرافه ومفاصله .
- الأم شديدة . ضعف في عضلاته ، وغالبا مشكلات في السمع والبصر وباقي حواسه الأساسية .
- فقير لم ير من نعيم الدنيا حتى ١ بالمائة مما يعيسه الناس العاديون " ( عن صفحة أحمد نصر)
وقد عرفنا عنه من خلال بث فضائية الجزيرة حوارا معه في ١٠ تموز ٢٠٢٥ . يحيى و وموسى وإبراهيم هم أطفال مجدي الذي سأل ( ترامب ) و( نتنياهو ) عن سبب قتلهم وأمهم . لقد ولد يحيى في ٢٠٢٠ وموسى في ٢٠٢٢ وإبراهيم ٢٨ / ١٠ / ٢٠٢٣ .

خربشات ١٦ / ٧ / ٢٠٢٥

***

- غزة 650 : جنون فقد الأبناء

كما لو أننا نصغي ، كل مساء أو كل صباح ، إلى حالة الطقس من هذه الفضائية أو تلك ، أو من هذه الإذاعة أو تلك ، صرنا نصغي إلى صراخ الآباء وهم يحملون فلذات آكبادهم القتلى إلى مثواهم الأخير . يصرخون بجنون متسائلين عما ارتكبه أطفالهم حتى يلقوا مصيرهم : بغارة أو بقذيفة أو بطائرة مسيرة ؛ في خيمتهم أو في مكان لعبهم على الرمال . وكل طفل له حكاية ، وهناك من قضى جوعا لم يجد الرغيف . تمنى قطعة حلوى أو كأس شاي محلى أو حتى " رغيف هامبورغر " كما الطفل فيصل الخالدي الذي ذكرته مرارا .
" كسرت ظهري يا حسن " و " يوسف أبو شعر كيرلي " و اليوم يحمل الرجل طفله ويسأله :
"- إيش أجيب لك يا قلبي ؟ إيش أجيب لك يا روحي ؟ يلعن ..." ويصمت فلا يكمل . يتطلع إلى السماء ثم : "يا الله ! "
إنها الحرب المجنونة . إنه القتل الجماعي و ... إنها الإبادة للغوييم الفلسطينيين الغزاويين وأطفالهم ؛ فالأطفال غير مبرئين ؛ لأنهم مقاومو المستقبل لكيان بلغت مرحلة البلطجة بما نعنيه مفردة " بلطجة " من مدلول .
شاهدوا هءا الشريط الذي أدرجه الناشط سامي أبو سالم Sami Abu Salem ليل يوم الأربعاء ١٦ / ٧ / ٢٠٢٥
خربشات ١٧ / ٧ / ٢٠٢٥

***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى