لم أكن لأزيغ قيْد حرف عن البيت.. البيت الذي سقفه من سماء الشعر و ليس الحجارة والحديد؛ و قد آثر الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، أن يجعل من أرض وسماء المدينة الحمراء مراكش، لحمة وسدى هذا البيت الشعري، لتكتمل القصيدة وتشرق شمسها هذه المرة من المغرب؛ ولينهض من رماد، في احتفالية مؤسسة البابطين التي أعتبرها دائماً، جائزة للإبداع الشعري في العالم العربي؛ ينهض أبو تمام الذي مات مرتين، بعد أن هدّم تمثاله الداعشيون في موصل العراق، كي يسترد رأسه شامخاً في مراكش؛ ليس فقط تمثالا، ولكن شاعراً بأكثر من روح منبثّة في قصائده الخالدة..!
كنت سأسعد بملاقاة أبي تمام يرفل في ثياب من لجين بمراكش، احتفالا باليوبيل الفضي لمؤسسة البابطين، ولكن وعكة صحية كسرت إيقاع القصيدة في جسدي، حالت دون أن أنعم بشاعر عربي كبير، لا يمكن وَسْمُه إلا بالحداثي في زمن آخر؛ أليس أبو تمام من انزاح خارجاً على عمود الشعر العربي، حتى جرَّت عليه رؤاه التجديدية المتمردة على الجاهز، سخط وتجنِّي الأمدي الذي اعتبر شعره مقطوع النسب..؟
أعترف أني ألتقي مع أبي تمام في أكثر من قلب وليس قالب من فرط كساده لا يصلح حتى أن يكون سكراً؛ ألتقي مع قلبه في الشغف بتقويض الأعراف الامتثالية للغة حتى لا تبقى مجرد موروث تحرسه المراقبة، ويفضي أبسط خرق، ليس لنحوها إنما لنمطها الأسلوبي، إلى عقاب يحُدُّ من كل انفجار يمليه الإبداع..!
شكراً للشاعر عبد العزيز سعود البابطين، الذي أعاد لأبي تمام، بالبحوث التي قيلت حول شعره بكرة وأصيلا، أكثر من رأس و روح في مراكش..!
(افتتاحية ملحق "العلم الثقافي" الخميس 23 أكتوبر 2014)
كنت سأسعد بملاقاة أبي تمام يرفل في ثياب من لجين بمراكش، احتفالا باليوبيل الفضي لمؤسسة البابطين، ولكن وعكة صحية كسرت إيقاع القصيدة في جسدي، حالت دون أن أنعم بشاعر عربي كبير، لا يمكن وَسْمُه إلا بالحداثي في زمن آخر؛ أليس أبو تمام من انزاح خارجاً على عمود الشعر العربي، حتى جرَّت عليه رؤاه التجديدية المتمردة على الجاهز، سخط وتجنِّي الأمدي الذي اعتبر شعره مقطوع النسب..؟
أعترف أني ألتقي مع أبي تمام في أكثر من قلب وليس قالب من فرط كساده لا يصلح حتى أن يكون سكراً؛ ألتقي مع قلبه في الشغف بتقويض الأعراف الامتثالية للغة حتى لا تبقى مجرد موروث تحرسه المراقبة، ويفضي أبسط خرق، ليس لنحوها إنما لنمطها الأسلوبي، إلى عقاب يحُدُّ من كل انفجار يمليه الإبداع..!
شكراً للشاعر عبد العزيز سعود البابطين، الذي أعاد لأبي تمام، بالبحوث التي قيلت حول شعره بكرة وأصيلا، أكثر من رأس و روح في مراكش..!
(افتتاحية ملحق "العلم الثقافي" الخميس 23 أكتوبر 2014)