روى ملا عبود أنه في يوم قائظ أمطرت السماء ضفادع، ناقعة بالماء ومقصوصة الأرجل من خلاف، جلدها لم يكن مخضرا ولا أسنا، بل يميل إلى الأسود الفاقع، كأنها ظلت في شواية الشمس أطول فترة ممكنة.
أهل الرصافة، بعدما سمعوا بالضفادع النازلة من الفضاء، لم يصدقوا واعتبروا أهل الكرخ يبالغون في الوصف، لكن بعد يومين من رواية الملّا أنزلت السماء عليهم قططا، لا سمينة ولا نحيفة، كانت منتوفة الشعر، كأنها جزت قبل هطولها على هيأة زخات.
اضطر أهل الصوبين الهروب من الشوارع واللجوء إلى ضفة النهر، تجمهروا هنالك يسألون عمّا يجري، خاصة أنهم لم يعهدوا في حياتهم أو كتب التاريخ أن حدثا مماثلا قد وقع في بغداد، بالإضافة لأشهر الصيف التي تمر عليهم ثقيلة، بسبب انحسار الأمطار مواسم عديدة.
الجمهرة كانت في البداية للقيل والقال، لكنها، بعدما استأنست لعدم انهيار الجرف الطيني من شدة الزحام، تحولت لتبادل الأخبار، فلقد انقطعت الأنباء ما بين الصوبين، منذ رحيل امرأة المطر.
أحمد المسعودي، وهو ابن عم لي، قال: هذا كذب، مبالغة غير معقولة أن تهطل السماء بالقطط والضفادع، لا بد ثمة خطل ما قد أصاب الناس لينشروا أخبارا كهذه. كل المصادر، المرئية والمسموعة، لم تؤكد المعلومة، وعندما رجع إلى مقدمة ابن خلدون اتضح له بأن هؤلاء الناس يبالغون بطبعهم.
طارق الأنباري، صديقي الذي هاجر إلى “السويد”، كان قد ولد عند شط “الفرات” بالقرب من منطقة “الحامضية”، التي تشكل خاصرة الشط، ولهذا قال نقلا عن أبيه وجده: إن الضفادع تخرج من المياه الضحلة ولا تعيش في الأنهار ولها خلفيتان كل واحدة منهما أطول من أذرع.
جار لي كان يربي الجاموس في هور “الحويزة”، وهو يظن أنه يقع ضمن حدود إيران، رأى: أن القطط لا يمكن نتف شعرها بسهولة، فهي تضحّي بأولادها ولا تسمح بمسّه، لأنه جهاز استشعارها الأول، مضيفا: نقيق الضفادع وقت الغروب يساوي صداع الرأس، لن ينقطع حتى تهجع البرية كاملة وتطفَأ أضواء القرى المجاورة.
بعض شهود عيان، ممّن حضر التجمهر في الصوبين، قالوا: إن النهر انشق فخرجت حورية سوداء اللون ذات شعر أبيض، يشبه حريقا مشتعلا، من ضفة الكرخ، ثم وصلت إلى ضفة الرصافة، وثمة آخرون كانوا يراقبون المشهد عن قرب لكنهم لم يستطيعوا الوقوف على الضفة الكرخية بسبب التزاحم فأنكروا ما قيل، مؤكّدين أن الخارج من نهرهم كان نافورة جير أسود، منصهر بفعل باطن الأرض ومتسام قليلا في الفضاء، بيد أنه ارتدّ ثانية وسال فوق صفحة المياه، ربما خجلا من الصعود في الفراغ!
أبي أنكر هذه الأقاويل كلها، معتبرا إياها من علامات الساعة، لهذا، مع أنه لا يرى أبعد من مرمى عين، حمل عصاه وسار إلى هنالك.. لم يكن هذا الأمر يعنيه، لا من قريب ولا من بعيد، ما دام قد انزوى بعيدا عن الناس منذ عدة سنوات كانت كافية لأن تدق عظام جسمه عموما وتنخر هشاشة أطرافه خصوصا.. لكن من طبعه ألّا يقبل الأحاديث دون سند، من أول ظهر إلى سابع ظهر، ودائما ما يلوم الآخرين بعبارته الأثيرة: من قال هذا؟! لا بد أن يروى الحدث من فلان عن فلان حتى يكون مسندا ذا مصداقية.
عن ابن مسعود، عن أبيه، نقلا عن جده ذي الحدبة، قال الشيخ الكبير بحضور طائفة من الوافدين الجدد إلى صوب الرصافة: إن في صوب الكرخ امرأة من ماء، لا تشبه الحوريات، ما أن تخرج من النهر حتى يهطل المطر مدرارا، إذا صادف خروجها من صوب الرصافة، يتكسر الضوء على جلدها، فتبدو مثل المرايا المصقولة، التي تتكاثف الغيوم الملبدة فوقها، وهذا إيذان بهطول المطر عمّا قريب.
شقيق مسعود يشك في هذه الحكاية ويقهقه كثيرا على الجد ذي الحدبة، فهو لم يستطع جمع المال الكافي لإجراء تصحيح لبصره، كونه مصابا بالماء الأزرق، لهذا يرى أجساد النساء مثل المرايا، بعض الوافدين الذين كانوا شهودا على الحديث المسند أكدوا: له عين صقر يصطاد بها رموش العيون إن طرفت، وهذا ما يجعله أحد الرواة الثقاة في مصادرهم.
ملا عبود لا يميل إلى استعمال الهاتف النقال ويعده بدعة، نزل بها شيطان رجيم، ممّا تطلب من بعض وكالات الأنباء البحث عنه لتأكيد خبر الضفادع، بيد أن هذه الوكالات، بعد مشوار طويل من التنقيب في حارات المنطقة القديمة والمجاورة لتلة المقبرة، لم تحظ به. بعض الجيران رووا أنه لبس عقاله السميك وهاجر إلى منبع النهر، بالضبط قرب “الزاب الأعلى”، لقد آل على نفسه دراسة الظاهرة من كل جوانبها، مبتدئا من انحباس المطر وسقوط الضفادع من علوّ.
روى بعض الصيادين، الذين يجوبون نهرا صعودا ونزولا، في الليل والنهار، أن المرأة لم تعد تظهر في وسط النهر، آخر مرة ظهرت كانت وقت الغروب، حيث الشمس رسمت خطا دمويا فوق ظهرها وهي تغادر المياه إلى لا رجعة.
الخبر نشر في اليوم التالي من طرف دائرة الأرصاد الجوية وأوِّل بأنه نذير شؤم، حيث انقطاع الأمطار عن المدينة، وطلبت من الناس التأني في تفسيره، مؤكدة أنها ستصدر بيانا تفصيليا عنه، في الأسبوع القادم، لكنّ موظفي الدائرة وجدوا مديرهم، صباح اليوم الثاني، معلق الرقبة بحبل صيد!
قيل في الكتب القديمة، وهي عبارة عن حكايات شفهية يتداولها الناس ويرفضها أبي بقوة، إن ثمة امرأة من ماء، لم تجد التراب عند خلقها، فصارت رقراقة وشفافة، ولأنها عارية دائما كانت تخبئ جسدها في الماء، لا تخرج إلا حين يحل الظلام! قيل أيضا إن أهل بغداد اعتادوا وجودها، ما دام النهر يجري باستمرار ولم يعودوا يسترون أبصارهم عند رؤية عريها، بل إن الجيل الذي سبق ملا عبود، الراوي الثقة، كان يراها تتمشى بالقرب من مزارع “العطيفية” وبساتين “الشالجية”، يسلمون عليها بالأيدي عن قرب، أو يتركون لها التحية قرب السواقي.
ابن مسعود، الذي يكبرني بعشرة أعوام وقد عاصر جده ذا الحدبة، روى في محاضرة ألقاها، بمناسبة الهرج الذي أعقب شنق المدير، أن تلك المرأة لم تكن من ماء أبدا، رغبتنا بوجود الماء والنهر تنعكس على لا وعينا فتميل الرؤية إلى تجسد أنثوي، دلل على نظريته بأن سأل باستغراب: هل يعقل أن امرأة عارية تتجول في الشوارع وتحت المطر دونما مضايقة؟!
خلال اليوم التالي وفي نفس المحطة ظهر رجل، يبدو من سيمائه أنه عالم في موضوع ما، فعقب بـ: أن ابن مسعود قال حقيقة واحدة في كلامه أمس، والباقي لا معنى له، المرأة حقا، وقد أثبتت التقارير ذلك، لا تمشي في الشوارع إلا حين ينزل المطر، هي علامة خير على أن الحياة لا تزال قائمة ما دام الماء موجودا، ثم اختتم التعقيب بطلبه من مخرج البرنامج أغنية “وحيدة خليل” (على شواطي دجلة مر، يا منيتي، وقت العصر).
شعر الأهالي بألّا فائدة من التجمهر، زيادة في الوقت، فقرروا الانصراف إلى مناطقهم، لقد تناهى إلى مسامعهم، بعد ساعات من الزحام على جانبي النهر، أن جرذانا خرجت من جحور الأرض وسحبت الضفادع، أهل الرصافة ظنّوا أن الكلاب سوف تسحل القطط المقصوصة الشعر، لهذا تفرقوا بنفس الوقت مع أهل الكرخ.
أنا، العارف بأخبار امرأة الماء، ابن عم أحمد المسعودي، جدي ذو الحدبة، المدون لأخبار ملا عبود بكل حياته، صديق طارق الأنباري، أقول: ثمة إفك بهذا الحدث، الناس تخشى الحديث فيه، مخافة أن يكون واقعا حقيقيا، يحاولون اللف والدوران ويتحاشون عن عمد طرق الموضوع، لقد تأكد بما لا يقبل الشك أن المدينة داخلة على قحط. المرأة، التي كانت تكلّل فرحهم بوجود النهر والماء، قد ذهبت، لقد قالت لي بمنتهى الوضوح:
أهل الرصافة، بعدما سمعوا بالضفادع النازلة من الفضاء، لم يصدقوا واعتبروا أهل الكرخ يبالغون في الوصف، لكن بعد يومين من رواية الملّا أنزلت السماء عليهم قططا، لا سمينة ولا نحيفة، كانت منتوفة الشعر، كأنها جزت قبل هطولها على هيأة زخات.
اضطر أهل الصوبين الهروب من الشوارع واللجوء إلى ضفة النهر، تجمهروا هنالك يسألون عمّا يجري، خاصة أنهم لم يعهدوا في حياتهم أو كتب التاريخ أن حدثا مماثلا قد وقع في بغداد، بالإضافة لأشهر الصيف التي تمر عليهم ثقيلة، بسبب انحسار الأمطار مواسم عديدة.
الجمهرة كانت في البداية للقيل والقال، لكنها، بعدما استأنست لعدم انهيار الجرف الطيني من شدة الزحام، تحولت لتبادل الأخبار، فلقد انقطعت الأنباء ما بين الصوبين، منذ رحيل امرأة المطر.
أحمد المسعودي، وهو ابن عم لي، قال: هذا كذب، مبالغة غير معقولة أن تهطل السماء بالقطط والضفادع، لا بد ثمة خطل ما قد أصاب الناس لينشروا أخبارا كهذه. كل المصادر، المرئية والمسموعة، لم تؤكد المعلومة، وعندما رجع إلى مقدمة ابن خلدون اتضح له بأن هؤلاء الناس يبالغون بطبعهم.
طارق الأنباري، صديقي الذي هاجر إلى “السويد”، كان قد ولد عند شط “الفرات” بالقرب من منطقة “الحامضية”، التي تشكل خاصرة الشط، ولهذا قال نقلا عن أبيه وجده: إن الضفادع تخرج من المياه الضحلة ولا تعيش في الأنهار ولها خلفيتان كل واحدة منهما أطول من أذرع.
جار لي كان يربي الجاموس في هور “الحويزة”، وهو يظن أنه يقع ضمن حدود إيران، رأى: أن القطط لا يمكن نتف شعرها بسهولة، فهي تضحّي بأولادها ولا تسمح بمسّه، لأنه جهاز استشعارها الأول، مضيفا: نقيق الضفادع وقت الغروب يساوي صداع الرأس، لن ينقطع حتى تهجع البرية كاملة وتطفَأ أضواء القرى المجاورة.
بعض شهود عيان، ممّن حضر التجمهر في الصوبين، قالوا: إن النهر انشق فخرجت حورية سوداء اللون ذات شعر أبيض، يشبه حريقا مشتعلا، من ضفة الكرخ، ثم وصلت إلى ضفة الرصافة، وثمة آخرون كانوا يراقبون المشهد عن قرب لكنهم لم يستطيعوا الوقوف على الضفة الكرخية بسبب التزاحم فأنكروا ما قيل، مؤكّدين أن الخارج من نهرهم كان نافورة جير أسود، منصهر بفعل باطن الأرض ومتسام قليلا في الفضاء، بيد أنه ارتدّ ثانية وسال فوق صفحة المياه، ربما خجلا من الصعود في الفراغ!
أبي أنكر هذه الأقاويل كلها، معتبرا إياها من علامات الساعة، لهذا، مع أنه لا يرى أبعد من مرمى عين، حمل عصاه وسار إلى هنالك.. لم يكن هذا الأمر يعنيه، لا من قريب ولا من بعيد، ما دام قد انزوى بعيدا عن الناس منذ عدة سنوات كانت كافية لأن تدق عظام جسمه عموما وتنخر هشاشة أطرافه خصوصا.. لكن من طبعه ألّا يقبل الأحاديث دون سند، من أول ظهر إلى سابع ظهر، ودائما ما يلوم الآخرين بعبارته الأثيرة: من قال هذا؟! لا بد أن يروى الحدث من فلان عن فلان حتى يكون مسندا ذا مصداقية.
عن ابن مسعود، عن أبيه، نقلا عن جده ذي الحدبة، قال الشيخ الكبير بحضور طائفة من الوافدين الجدد إلى صوب الرصافة: إن في صوب الكرخ امرأة من ماء، لا تشبه الحوريات، ما أن تخرج من النهر حتى يهطل المطر مدرارا، إذا صادف خروجها من صوب الرصافة، يتكسر الضوء على جلدها، فتبدو مثل المرايا المصقولة، التي تتكاثف الغيوم الملبدة فوقها، وهذا إيذان بهطول المطر عمّا قريب.
شقيق مسعود يشك في هذه الحكاية ويقهقه كثيرا على الجد ذي الحدبة، فهو لم يستطع جمع المال الكافي لإجراء تصحيح لبصره، كونه مصابا بالماء الأزرق، لهذا يرى أجساد النساء مثل المرايا، بعض الوافدين الذين كانوا شهودا على الحديث المسند أكدوا: له عين صقر يصطاد بها رموش العيون إن طرفت، وهذا ما يجعله أحد الرواة الثقاة في مصادرهم.
ملا عبود لا يميل إلى استعمال الهاتف النقال ويعده بدعة، نزل بها شيطان رجيم، ممّا تطلب من بعض وكالات الأنباء البحث عنه لتأكيد خبر الضفادع، بيد أن هذه الوكالات، بعد مشوار طويل من التنقيب في حارات المنطقة القديمة والمجاورة لتلة المقبرة، لم تحظ به. بعض الجيران رووا أنه لبس عقاله السميك وهاجر إلى منبع النهر، بالضبط قرب “الزاب الأعلى”، لقد آل على نفسه دراسة الظاهرة من كل جوانبها، مبتدئا من انحباس المطر وسقوط الضفادع من علوّ.
روى بعض الصيادين، الذين يجوبون نهرا صعودا ونزولا، في الليل والنهار، أن المرأة لم تعد تظهر في وسط النهر، آخر مرة ظهرت كانت وقت الغروب، حيث الشمس رسمت خطا دمويا فوق ظهرها وهي تغادر المياه إلى لا رجعة.
الخبر نشر في اليوم التالي من طرف دائرة الأرصاد الجوية وأوِّل بأنه نذير شؤم، حيث انقطاع الأمطار عن المدينة، وطلبت من الناس التأني في تفسيره، مؤكدة أنها ستصدر بيانا تفصيليا عنه، في الأسبوع القادم، لكنّ موظفي الدائرة وجدوا مديرهم، صباح اليوم الثاني، معلق الرقبة بحبل صيد!
قيل في الكتب القديمة، وهي عبارة عن حكايات شفهية يتداولها الناس ويرفضها أبي بقوة، إن ثمة امرأة من ماء، لم تجد التراب عند خلقها، فصارت رقراقة وشفافة، ولأنها عارية دائما كانت تخبئ جسدها في الماء، لا تخرج إلا حين يحل الظلام! قيل أيضا إن أهل بغداد اعتادوا وجودها، ما دام النهر يجري باستمرار ولم يعودوا يسترون أبصارهم عند رؤية عريها، بل إن الجيل الذي سبق ملا عبود، الراوي الثقة، كان يراها تتمشى بالقرب من مزارع “العطيفية” وبساتين “الشالجية”، يسلمون عليها بالأيدي عن قرب، أو يتركون لها التحية قرب السواقي.
ابن مسعود، الذي يكبرني بعشرة أعوام وقد عاصر جده ذا الحدبة، روى في محاضرة ألقاها، بمناسبة الهرج الذي أعقب شنق المدير، أن تلك المرأة لم تكن من ماء أبدا، رغبتنا بوجود الماء والنهر تنعكس على لا وعينا فتميل الرؤية إلى تجسد أنثوي، دلل على نظريته بأن سأل باستغراب: هل يعقل أن امرأة عارية تتجول في الشوارع وتحت المطر دونما مضايقة؟!
خلال اليوم التالي وفي نفس المحطة ظهر رجل، يبدو من سيمائه أنه عالم في موضوع ما، فعقب بـ: أن ابن مسعود قال حقيقة واحدة في كلامه أمس، والباقي لا معنى له، المرأة حقا، وقد أثبتت التقارير ذلك، لا تمشي في الشوارع إلا حين ينزل المطر، هي علامة خير على أن الحياة لا تزال قائمة ما دام الماء موجودا، ثم اختتم التعقيب بطلبه من مخرج البرنامج أغنية “وحيدة خليل” (على شواطي دجلة مر، يا منيتي، وقت العصر).
شعر الأهالي بألّا فائدة من التجمهر، زيادة في الوقت، فقرروا الانصراف إلى مناطقهم، لقد تناهى إلى مسامعهم، بعد ساعات من الزحام على جانبي النهر، أن جرذانا خرجت من جحور الأرض وسحبت الضفادع، أهل الرصافة ظنّوا أن الكلاب سوف تسحل القطط المقصوصة الشعر، لهذا تفرقوا بنفس الوقت مع أهل الكرخ.
أنا، العارف بأخبار امرأة الماء، ابن عم أحمد المسعودي، جدي ذو الحدبة، المدون لأخبار ملا عبود بكل حياته، صديق طارق الأنباري، أقول: ثمة إفك بهذا الحدث، الناس تخشى الحديث فيه، مخافة أن يكون واقعا حقيقيا، يحاولون اللف والدوران ويتحاشون عن عمد طرق الموضوع، لقد تأكد بما لا يقبل الشك أن المدينة داخلة على قحط. المرأة، التي كانت تكلّل فرحهم بوجود النهر والماء، قد ذهبت، لقد قالت لي بمنتهى الوضوح: